[14/ ابريل/2020]
القدس المحتلة- سبأ:
رغم انشغال العالم بوباء فيروس كورونا الذي يجتاح كل دول العالم، فإن ذلك لم يحجب عن الأنظار صورة الوضع القائم على الأرضي الفلسطينية والزحف الاستيطاني الذي أخذ أبعادا واسعة في ظل الدعم الأميركي غير المحدود لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
ووفق إحصائيات المكتب الوطني الفلسطيني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، فإن هذا الدعم الذي لم يعد يرى في الاستيطان انتهاكا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
حيث بلغ عدد هذه المواقع أكثر من 450 موقعا، منها 158 مستوطنة، والمئات من البؤر الاستيطانية التي أخذت حكومة الاحتلال تضفي عليها شرعية من خلال الاعتراف بها كمستوطنات جديدة، أو من خلال عدِّها أحياء تابعة لمستوطنات قائمة.
واقترب عدد المستوطنين في الضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس، نحو 850 ألفا، يقيم 620 ألفا منهم في مستوطنات الضفة الغربية، وباتت نسبة المستوطنين إلى المواطنين الفلسطينيين تعادل نحو 22 بالمائة من السكان.
ويؤكد المكتب الوطني، في تقريره الأسبوعي، أن: “المستوطنات “الإسرائيلية” تحولت إلى بؤر ناقلة لوباء “كورونا” للمدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية”.
حيث دعا العمال الفلسطينيين على أساسه للتوقف تحديدا عن العمل في المشاريع الإسرائيلية في المستوطنات، جاءت التطورات تؤكد مصداقيته، “حيث بدأ وباء الاستيطان والمستوطنات يصدر بضاعته إلى الجانب الفلسطيني عبر العمال الفلسطينيين، الذين تركهم الجانب الإسرائيلي دون حماية من وباء الفايروس المستجد”.
ويؤكد أن حالات إصابة بدأت تظهر في القرى والمدن الفلسطينية، أما مصدرها فقد كانت المشاريع الإسرائيلية في المستوطنات، كما جرى مع الإصابات المسجلة لعمال فلسطينيين في مصنع دجاج في مستوطنة “عطروت” في القدس المحتلة، ما يعد نذير خطر، يتطلب من الجميع مضاعفة الالتزام بالتدابير والإجراءات الاحترازية والوقائية بشأنه.
ويشير المكتب الوطني، إلى أنشطة الاستيطان المتواصلة، حيث يواصل المستوطنون عربدتهم ويخربون ويقطعون مئات أشجار الزيتون في الأراضي الواقعة بين محافظتي بيت لحم والخليل، وتحديدا في أراضي منطقة القانوب ببلدة سعير، القريبة من مستوطنة “اصفر”، حيث تم تقطيع حوالي 300 شجرة من أرضي أحد المواطنين البالغ مساحتها 42 دونما، وقبل ذلك حطم المستوطنون 40 شجرة كرمة، و10 أشجار زيتون، تقع في منطقة “سهل الرجم””، القريبة من مجمع مستوطنة “غوش عصيون” الجاثمة.
ويؤكد المكتب الوطني، أن المستوطنين صعدوا في الفترة الأخيرة من انتهاكاتهم مستغلين حالة الطوارئ التي تمر بها محافظة بيت لحم، وقطعوا المئات من الأشجار في بلدات الخضر، ووادي فوكين، ووادي رحال، كما نصب مستوطنون خياما بمنطقة جلجل في برية تقوع، شرق بيت لحم، ويتخوف الفلسطينيون من تحويلها إلى أماكن للحجر خاصة بالمستوطنين، بعد أن تفشى فيروس “كورونا” في المستوطنات المحيطة ببيت لحم.
من جانبه أكد رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية أن الثغرة الحقيقية فى المعركة الفلسطينية ضد فيروس كورونا هي الاحتلال الإسرائيلي ومستوطناته.
وأضاف في تصريح له إن “استمرار تنقل العمّال بتسهيلات إسرائيلية بين مدنهم وقراهم، وأماكن عملهم سواء داخل الخط الأخضر أو فى المستوطنات يشكّل ضربة لكل جهودنا التي اتخذناها بشكل مبكر لوقف انتشار المرض”
وأشار: “إننا نرى فى استمرار السماح للعمّال بالتوجه لأماكن عملهم محاولة لحماية الاقتصاد الإسرائيلى على حساب أرواح العمّال، لكن اقتصاد إسرائيل ليس أغلى من أرواح أبنائنا”.
ونوه إلى أن هناك تنسيقًا فلسطينيًا دوليًا مع جميع الأطراف في هذا السياق، من خلال منظمة الصحة العالمية التي تتابع مع وزارة الصحة سير الأمور بشكل يومي، والتي بدورها أشادت بإجراءات دولة فلسطين الوقائية.
وكان اشتية قال قبل أيام أن حكومته “بحاجة إلى 120 مليون دولار لمواجهة أزمة فيروس كورونا”.
وقال اشتية إن حكومته تعمل على “دعم الفقراء ومساعدتهم على تخطي هذه الفترة الصعبة خاصة”، مشيرا إلى أن عدد الأسر المعوزة أصبح 106 آلاف عائلة تتلقى مساعدات من الحكومة منها أكثر من 70 ألف عائلة في قطاع غزة، بينما تعانى الموازنة من عجز مالى سنوى يصل الى مليار دولار.
وقال “بسبب توقف عجلة الاستيراد والتصدير والاستهلاك فإن إيرادات السلطة ستنخفض بشكل كبير إلى أكثر من 50 %، سواء من الضرائب المحلية أو المقاصة أو غيرها”.
وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قد حذرت من استمرار استغلال حكومة الاحتلال الإسرائيلي لانتشار وباء فيروس كورونا لمواصلة زحفها الاستيطاني ومصادرة أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس.
وقال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان بمنظمة التحرير “إنه في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمحاولة لكسب الحرب الدائرة ضد فيروس كورونا ، تنشغل حكومة الاحتلال بمشاريع تستهدف فصل القدس الشرقية عن بقية الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 وربط مستوطنة “معاليه ادوميم” بشكل خاص مع باقي المستوطنات الأخرى جنوبي القدس المحتلة”.
ولفت التقرير، إلى أنه بات واضحا بأن حكومة الاحتلال بصدد حسم مصير القدس وعزلها عن محيطها من القرى والمدن الفلسطينية خاصة جنوب القدس ، بعد إقامتها لجدار الأسمنتي بدل الأسلاك الشائكة بهدف فصل منطقة الشيخ سعد عن قرية صور باهر جنوبي القدس المحتلة في إطار مسار جدار الفصل العنصري.