[25/ مارس/2020]
صنعاء- سبأ:
وجه فخامة الأخ المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى مساء اليوم خطاباً مهما بمناسبة الذكرى الخامسة لصمود الشعب اليمني في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي.
وأعلن الرئيس المشاط عن انتهاء المرحلة الأولى من “مراحل الوجع الكبير” التي تم وضعها اضطرارا وكعامل مساعد لردع تحالف العدوان ووقف استمراره في مخططاته وأعماله العدائية.
وجدد الدعوة لقيادة التحالف إلى تحكيم العقل، وعدم التأثر بأصوات المنتفعين والمرتزقة وتجار الحروب وغيرهم من باعة الوهم والآمال الكاذبة.. وقال” ننصح بالتعاون في وضع مبادرة 21 سبتمبر موضع التنفيذ، والانتقال المشترك من مرحلة الحرب إلى مرحلة السلام”.
ورحب الرئيس المشاط، بدعوات وجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص الرامية إلى إنهاء الحرب في اليمن.. مؤكدا الاستعداد التام للانفتاح على كل الجهود والمبادرات، في إطار تهدئة شاملة وحقيقية يلمس أثرها الناس، وتبني الثقة، وتقود إلى أجواء داعمة لنجاح الحل السياسي الشامل.
وأضاف” ونحتفظ بحقنا بالرد وفق خيارات المراحل وما نراه مناسبا تجاه أي استمرار للحصار أو القصف الجوي أو الاستمرار في اتخاذ أي أرض أو منطقة منطلقا للأعمال العدائية ضد قواتنا المسلحة أو للتقطع للمواطنين”.
وبارك الرئيس المشاط في الخطاب، لأبناء الشعب اليمني العظيم صمودهم الكبير طوال السنوات الخمس الماضية وما حققوه من ثبات وانتصارات ومواقف مشرفة على مختلف الأصعدة وفي كل المجالات رغم الظروف والتحديات الكبيرة.
وحمل تحالف دول ومرتزقة العدوان والدول الداعمة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية كامل المسؤولية عن كل ما واجهه اليمن وشعبه من صلف وقتل وحصار ودمار وأضرار طوال السنوات الخمس، وعن كل ما سيترتب على الاستمرار في العدوان من مخاطر وتداعيات.. متعهدا للشعب اليمني بمواصلة الدفاع والمواجهة في عام نضالي جديد ومختلف ومتميز.
ودعا رئيس المجلس السياسي الأعلى، الجهات المدنية والعسكرية والأمنية وكل منتسبي العمل الوطني الرسمي والشعبي في جميع المجالات والتخصصات إلى مواصلة العمل بنفس الروح الخلاقة.
كما دعا الجميع إلى استقبال العام السادس بمزيد من اليقظة والشعور بالمسؤولية، والعمل الجاد، ومواصلة تحديث وتطوير الخطط، واستكمال بناء القوة العسكرية والأمنية الضاربة، والتصدي للشائعات، وسد الثغرات، والتخلص من أية أخطاء والتمسك بالانضباط والانتظام في مختلف ميادين ومجالات العمل، ومواصلة استكمال النجاحات في القضاء على الثارات، ورفع مستوى الوعي الشعبي بعظمة ما حققه هذا الصمود من خبرات وتجارب ومكتسبات وانجازات، والحفاظ عليها، وتثميرها في تعزيز المشروع التحرري، وتعزيز الإيمان بقداسة وعظمة المبادئ التي ارتكز عليها هذا المشروع.
ووجه الجهات الرسمية كل فيما يخصه برفع وتيرة العمل ومواكبة المتغيرات والمستجدات المحلية والإقليمية والدولية وتشخيص آثارها السلبية والايجابية على الموقف الوطني وصولا إلى استجلاء ما قد تحمله من فرص واستثمارها الاستثمار الأمثل مع عدم إغفال ما قد تحمله من تحديات أيضا واقتراح الخطط والإجراءات اللازمة لمواجهتها وتجاوزها.
وثمن الرئيس المشاط الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الصحة واللجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة والجهات ذات العلاقة في مواجهة فيروس كورونا، ووجه الجميع بمواصلة العمل واستكمال التحضيرات وتوفير التجهيزات اللازمة والممكنة لمواجهة ومحاصرة أي تسلل لا سمح الله لهذا الوباء.
ودعا الأمم المتحدة إلى القيام بواجبها في تقديم المساعدات اللازمة لصنعاء خاصة في ظل بنيتها الصحية المتضررة وإمكاناتها الشحيحة بفعل الحصار والحرب العدوانية المستمرة.. مهيبا بكل المواطنين التقيد والالتزام بما يصدر عن الجهات المختصة من تعليمات وإرشادات.
وذكّر الرئيس المشاط، دول العدوان وكافة المتواجدين في المنافذ والمطارات المحتلة بتقوى الله ووقف الإهمال الملحوظ في هذه المنافذ.. داعيا إلى تحييد الجوانب الإنسانية والصحية عن الصراع، والابتعاد عن المكايدات والتوظيفات الرخيصة في مثل هذه الأمور، والاحتفاظ على الأقل بقدر من الأخلاق والتعاون في مثل هذه الحالات الاستثنائية.
وقال” وفي هذا الصدد نبادر بتوجيه وزارة الصحة ولجنة مكافحة الأوبئة في صنعاء بالانفتاح على كافة المنافذ والمستشفيات ومكاتب الصحة في المناطق المحتلة، والعمل على إيجاد صيغ وآليات مشتركة للتعاون وتبادل المعلومات، وندعو الجهات المختصة في الطرف الآخر إلى الاستجابة والتعاطي الإيجابي مع هذه المبادرة”.
ووجه الرئيس المشاط بالإفراج عن جميع السجناء البهائيين، وأعلن العفو عن المدعو حامد كمال بن حيدرة في عقوبة الإعدام والإفراج عنه.
كما وجه بتشكيل لجنة مشتركة بإشراف مجلس القضاء الأعلى وعضوية كل من وزارة العدل، والنيابة العامة، والداخلية والمخابرات، ومصلحة السجون، والغرفة التجارية، للنظر في أوضاع السجناء والعمل على وضع وترتيب خطة الإفراج عن كافة المعسرين وجميع سجناء الرأي ما لم يكونوا محكومين أو موقوفين على ذمة قضايا جنائية.
فيما يلي نص الخطاب:
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله الهداة، وارض اللهم عن أصحابه المنتجبين وبعد،،،
بمناسبة الذكرى الخامسة لصمودنا الوطني في وجه العدوان يطيب لي أن أتوجه باسمي واسم زملائي في المجلس السياسي الأعلى بهذه الكلمة إلى شعبنا اليمني العظيم والى كل الأحرار والمتابعين والمهتمين بالشأن اليمني من مختلف دول العالم محاولا في هذه الكلمة أن أذكر الجميع ولو ببعض من دلالات ورسائل هذه المناسبة المعبرة في جوهرها عن مظلوميتنا الواضحة وعن قضيتنا العادلة وعظمة الإنسان اليمني وما يتسم به من خصائص داعمة للسلام والحوار، وداعمة في نفس الوقت لكسر الكثير من ثقافات وممارسات الكراهية والإرهاب والبغي والعدوان.
أيها الإخوة والأخوات
إن يوم السادس والعشرين من مارس يمثل بحق منعطفا مهما في تاريخ (اليمن الدولة) وفي تاريخ (اليمن الأرض والإنسان) باعتباره اليوم الذي رأينا فيه الخارج يكشف عن نفسه ويكشر عن أنيابه، ويقرر التدخل بقوة الحديد والنار بعد أن رأى كل أدوات هيمنته ووصايته تتهاوى وتتحطم أمام ثورة الشعب اليمني العظيم، تلك الأدوات التي لطالما ضمنت له كامل الوصاية على قرارنا اليمني، وقدمت له اليمن العظيم كحديقة خلفية لعقود طوال كما هو معروف، وهو أيضا اليوم الذي قرر فيه شعبنا أن يشمر عن ساعديه للإنعتاق من كل صيغ الضعف والتبعية والارتهان وكافة أشكال الهيمنة والوصاية الخارجية في مشهد تحرري جرت عليه وما تزال تجري معركة إستراتيجية كبرى طرفاها تحالف خارجي يريد اليمن تابعا خاضعا وذليلا هزيلا، والطرف الثاني شعب يمني يريد لنفسه أن يكون حرا ومستقلا وعظيما كما أراده الله مهما كلفه ذلك من ثمن.. تلك هي معادلة الصراع وتلك هي فلسفة المناسبة.
أيها الإخوة والأخوات،، يا أبناء شعبنا اليمني العظيم
وفي هذه اللحظات المجيدة ها هو السادس والعشرين من مارس يطل مجددا، ويؤرخ لخمس سنوات مضت من عمر معركتكم الإستراتيجية، وصمودكم الأسطوري في وجه العدوان الأجنبي البغيض، مدشناً في نفس الوقت عاما جديداً هو العام السادس من عمر المعركة القائمة، الأمر الذي يجعل من هذا اليوم محطةً تاريخيةً مهمة، وجديرة بأن نتوقف عندها في مثل هذا اليوم من كل عام لا للاحتفال أو الاحتفاء بالحرب، وإنما للاعتزاز بصمود شعبنا وجيشنا ولجاننا الشعبية، وصمود حكومتنا ومؤسساتنا وأحزابنا وعلمائنا ومشائخنا وقبائلنا الوفية والأبية في مواجهة هذه الحرب العدوانية الظالمة، وهذا الصمود بطبيعته وحيثياته يستحق بلا شك كل الاحتفاء والاحتفال، ربما لأنه لم يكن عملية سهلة على الإطلاق، وربما لأن دلالاته عميقة ورسائله ضافية.
ففي ظل مرحلة صعبة – وتوقيت قاتل، وظروف قاسية، وتركة شديدة الوطأة، ومصفوفة لا تكاد تنتهي من التحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية – واجه شعبنا اليمني العظيم وأبناؤه المقاتلين حربا منظمة من تحالف عدواني كبير وواسع، ضم دولا وجيوشا وتنظيمات إرهابية وميلشيات وفصائل مسلحة، وآلافا مؤلفة من المتطرفين والإرهابيين والمرتزقة، وعلى مدى خمس سنوات باشر تحالف الجريمة المنظمة بحق شعبنا المظلوم هواية القتل الذريع، والحصار المطبق، والتجويع الممنهج، والتدمير واسع النطاق، وأفرط في استعمال القوة والعنف، وأشعل ماكينات التضليل والتشويه، والتحريض والتثوير، وأطلق العنان لخطاب الفرقة والكراهية.
وبلا أدنى سبب مشروع أو مسوغ قانوني، تعمد هذا التحالف أن يضع اليمن العربي المسلم من أول يوم وإلى هذا اليوم تحت حمم النار والدمار والحصار، مرتكبا أبشع جرائم الحرب، وأفظع الانتهاكات الجسيمة والجرائم ضد الإنسانية، ضاربا بكل أواصر القربى وروابط الدين واللغة والجغرافيا والتاريخ المشترك، وكل القوانين الدولية والمواثيق الأممية والإنسانية، عرض الحائط.
فعل ذلك وما يزال يفعل ذلك من دون أن يوفر شيئا من أخلاق الحروب، أو يلوي على شيء من بقايا إخاء أو رحم أو جوار، مبتغيا من وراء كل ذلك كسر إرادة هذا الشعب اليمني العظيم، ووأد ثورته وآماله وتطلعاته إلى الأبد.
أيها الإخوة والأخوات
ومن خلال هذه السياسة الوحشية، وسياسة الاستثمار في ظروفكم الصعبة، ومن خلال صمت العالم وتواطؤ المواقف الدولية كان تحالف العدوان يمني نفسه ويظن بأنه سيكون في غضون أيام وأسابيع على موعد مع تحقيق كل أهدافه ومطامعه غير المشروعة، لكنكم فاجأتموه بصمودكم الكبير، وثباتكم المتنامي والمتصاعد، وكان لهذا الصمود عظيم الفضل بعد الله في إفشال وإحباط كل الرهانات والسياسات، وسيبقى الفشل يلتهم كل الأهداف والمطامع العدائية حتى إنهاء كل وجود أجنبي غير مشروع على أرضكم أو مياهكم.
إن أثار ومآثر هذا الصمود لا تعد ولا تحصى ويكفي أن ننظر في حال من باعوا أنفسهم ووطنهم أين هم الآن؟ وما هو وضعهم ؟ وما هي المآلات التي وصلوا إليها من الخزي والذل والعار؟ لقد أخزاهم الله بما كسبت أيديهم وحتى ذلك الفتات الرخيص الذي ذهبوا من أجله انتهى وضاع في زحمة مواقفهم الظلامية، وأصبحوا لا ينعمون بحرية أو قضية أو قرار، ولا بأمن أو ثقة أو احترام، وبهذا ندرك أن هذا الصمود قد حمانا كشعب وكمجتمع وكمؤسسات حاكمة من معاناة كانت ستكون أكبر وأخطر مما نعانيه اليوم.
أيها الأخوة والأخوات
إن معاناتنا مع الصمود والمواجهة لم ولن تكون معاناة عبثية في يوم من الأيام مثلما لن تكون أبدية على الإطلاق، لان صمودنا ووعينا بقضيتنا العادلة يحول معاناتنا كل يوم إلى أمل وإلى هدف، وإلى تعاون وتكاتف وتكافل وتكامل، وإلى ذراع عسكرية وأمنية عملاقة تحمي الأرض وتصون العرض، وتحقق الأمن، وتحرز الإنجازات والانتصارات، وتبني الأجهزة والمؤسسات ومصانع الأسلحة الفردية والمدفعية والذخيرة والصواريخ الذكية والطائرات المسيرة، كما أن هذا الصمود المشرف كان طوال السنوات الماضية ملهم للسير الحثيث على طريق إيجاد البدائل ومحاربة الفساد والاهتمام بالزراعة والصناعة وتعزيز الإيمان بضرورة الاكتفاء الذاتي وأن عانينا وتعبنا وسهرنا ومهما كانت النتائج متواضعة فهذا لا يهم طالما وجذوة الطموحات مشتعلة وإرادة الرجال متحفزة وجهود الشباب مستمرة، ومع الأيام سيكشف إن شاء الله هذا الميدان عن منجزاته ومكتسباته.
وعلى الصعيد السياسي والدبلوماسي والحقوقي كان هناك صمود وعمل ومثابرة وتواصل وعلاقات، كسرت الكثير من العوائق ومساوئ العزلة، فأوصلت صوت الشعب ومظلوميته وعدالة قضيته إلى أنحاء العالم رغم العزلة المفروضة، ورغم الحصار المطبق والحرب الشاملة، وأسقطت الكثير من التضليل المعادي، والصور المغلوطة، كما أسهمت جهاتنا المعنية ومعها شبابنا المناضلين في الخارج وكل الشرفاء والأحرار في فضح جرائم العدوان وعدم مشروعيته، وعلاقاته المشبوهة بالإرهاب وبيان خطر هذا العدوان ومكوناته على السلم والأمن الدوليين، وقدمت هذه الجهود المرتزقة وشرعيتهم الزائفة على حقيقتهم كشلل متناثرة من الفاسدين والفاشلين والإرهابيين، وكمجاميع مفضوحة، ومنعدمة الأهلية والقدرة على تمثيل مصالح الشعب اليمني.
وقد كان لهذا أثره في تراجع الغطاء الدولي للحرب، وإثارة الجدل والمواقف حول الكثير من صفقات الأسلحة، ولقد أفضى صمودكم ونشاط إخوتكم وأبنائكم في هذا الجانب إلى وضع تحالف العدوان تحت مقصلة المزيد من الضغط والابتزاز والاستنزاف والانكشاف.
على أننا طوال الخمس السنوات الماضية لم نقصر في البحث عن فرص السلام، وأيدينا على المدى ومازلنا نبدي حرصا كبيرا على السلام والحوار والسعي للحل السياسي، باعتباره خيارنا الأصلي والرئيسي أصلا، وباعتباره الخيار الوحيد لتحقيق الحل الشامل والعادل لإنهاء الحرب، وهذا الحرص إنما هو نابع من استشعارنا لمسؤوليتنا أمام الله أولاً وتجاه معاناة شعبنا ثانياً، وهو حرص صادق ولا ريب، وتؤكده الكثير والكثير من المبادرات والتنازلات، كما يؤكده التعاون المستمر مع المبعوث الأممي والانفتاح الدائم على كل الجهود والمساعي الحميدة.
أيها الشعب اليمني العظيم
إننا نعزو أسباب هذا الصمود إلى رعاية الله، والثقة فيه والإيمان به، وحسن التوكل عليه، وإلى عدالة القضية، وحكمة قائد الثورة المباركة، وتفاني قيادات ومؤسسات الدولة على اختلاف تخصصاتها، وإلى وعي الشعب، وصلابة الجبهة الداخلية، وقوة وبسالة وتضحيات الجيش واللجان الشعبية، ونعزوه أيضا إلى الأدوار الكبيرة التي لعبها جميع شركاء النضال والجهاد في هذا البلد العزيز من أحزاب وقبائل وعلماء ومشائخ ووجهاء ومعلمين وإعلاميين وسياسيين ودبلوماسيين وأكاديميين وأطباء وممرضين، وإلى مجمل الرصيد النضالي للرجل والمرأة في عموم مجتمعنا اليمني العزيز.
أيها الإخوة والأخوات
إن هذا الصمود بكل منجزاته وما يرتبط به من غايات وأهداف وطنية سامية يمثل اليوم أمانة في عنق كل أحرار وحرائر شعبنا الصامد، باعتباره مستودعا لنضالات مجيدة وتضحيات عزيزة بما تعنيه من دماء ومعاناة وآلام ودموع وأحزان، وباعتباره تجسيدا لكرامة شعب واستقلال وطن، وعنوانا يمنياً خالصاً يعبر عن أحلامٍ وآمال، ومستقبلِ أجيال.
إنه صمود الحق والخير والمشروع اليمني الإيماني في وجه الباطل والشر والمشاريع الظلامية والأجنبية، وهو أيضا صمود العدل والتسامح والنزاهة والحرية والشراكة في وجه الظلم والإرهاب والفساد والاستعباد والاستبداد.
ولذلك لا يكفي أن نحتفي به وحسب، وإنما يجب أن تتضافر الجهود وأن تتعاظم في سبيل حفظه وصونه وإثراء أسبابه ومتطلباته، وفي سبيل العمل على أهدافه وغاياته، وأختم بالآتي:
1- أبارك لكل أبناء وبنات شعبنا اليمني العظيم صمودهم الكبير طوال السنوات الخمس الماضية وما حققوه بعون الله من ثبات وانتصارات ومواقف مشرفة على كل صعيد وفي كل المجالات رغم الظروف والتحديات الكبيرة، ونحمل تحالف دول ومرتزقة العدوان وكذلك الدول الداعمة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية كامل المسؤولية عن كل ما واجهه بلدنا وشعبنا من صلف وقتل وحصار ودمار وأضرار طوال السنوات الخمس، وعن كل ما سيترتب على الاستمرار في عدوانهم من مخاطر وتداعيات، ونتعهد لشعبنا بمواصلة الدفاع والمواجهة في عام نضالي جديد ومختلف ومتميز.
2- أدعو جميع الجهات المدنية والعسكرية والأمنية وكل منتسبي العمل الوطني الرسمي والشعبي في جميع المجالات والتخصصات إلى مواصلة العمل بنفس الروح الخلاقة (روح الفريق الواحد والأسرة الواحدة والموقف الواحد).
وأدعو الجميع إلى استقبال العام السادس بمزيد من اليقظة والشعور بالمسؤولية، والعمل الجاد، ومواصلة تحديث وتطوير الخطط، واستكمال بناء القوة العسكرية والأمنية الضاربة، والتصدي للشائعات، وسد الثغرات، والتخلص من أية أخطاء (أو مظاهر- لا سمح الله – للإهمال أو الارتجال أو التقصير والتفريط) والتمسك بالانضباط والانتظام، وإعلاء الهمم والاهتمام في جميع المهام، وفي مختلف ميادين ومجالات العمل، ومواصلة استكمال النجاحات المبهرة في القضاء على الثارات، ورفع مستوى الوعي الشعبي بعظمة ما حققه هذا الصمود من معارف وخبرات وتجارب، ومكتسبات وانجازات، والحفاظ عليها، وتثميرها في تعزيز المشروع التحرري، وتعزيز الإيمان بقداسة وعظمة المبادئ التي ارتكز عليها هذا المشروع، وكذلك الإيمان بعظمة وقداسة الثمن الذي دفعه الشعب من أجل حريته واستقلاله ونيل حقوقه السيادية كاملة غير منقوصة.
3- نوجه كل الجهات الرسمية كل فيما يخصه برفع وتيرة العمل ومواكبة المتغيرات والمستجدات المحلية والإقليمية والدولية وتشخيص آثارها السلبية والايجابية على الموقف الوطني وصولا إلى استجلاء ما قد تحمله من فرص واستثمارها الاستثمار الأمثل مع عدم إغفال ما قد تحمله من تحديات أيضا واقتراح الخطط والإجراءات اللازمة لمواجهتها وتجاوزها.
4- نتوجه إلى الله العلي القدير بعظيم الحمد والشكر على تجنيبه بلادنا إلى حد الآن من وباء كورونا المستجد، ونثق في أنه لن يجمع بين عسرين، ومع ذلك يبقى الاحتياط وعدم التساهل واجب ديني ووطني وإنساني، وفي هذا السياق نثمن الجهود الحثيثة والمخلصة التي تبذلها وزارة الصحة واللجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة وكل الجهات ذات العلاقة ونوجه الجميع بمواصلة العمل واستكمال التحضيرات وتوفير التجهيزات اللازمة والممكنة لمواجهة ومحاصرة أي تسلل لا سمح الله لهذا الوباء، وندعو الأمم المتحدة إلى النهوض بالواجب في تقديم المساعدات اللازمة لصنعاء خاصة في ظل بنيتها الصحية المتضررة وإمكاناتها الشحيحة بفعل الحصار والحرب العدوانية المستمرة، ونهيب بكل المواطنين التقيد والالتزام بما يصدر عن الجهات المختصة من تعليمات وإرشادات، كما نذكر دول العدوان وكافة المتواجدين في المنافذ والمطارات المحتلة بتقوى الله ووقف الإهمال الملحوظ في هذه المنافذ، وأدعوهم إلى تحييد الجوانب الإنسانية والصحية عن الصراع، والابتعاد عن المكايدات والتوظيفات الرخيصة في مثل هذه الأمور، وأن نحتفظ على الأقل بقدر من الأخلاق والتعاون في مثل هذه الحالات الاستثنائية، واعتبارها على الأقل من النقاط المتبقية للالتقاء والتعاون المشترك، وفي هذا الصدد نبادر إلى توجيه وزارة الصحة ولجنة مكافحة الأوبئة في صنعاء بالانفتاح على كافة المنافذ والمستشفيات ومكاتب الصحة في المناطق المحتلة، والعمل على إيجاد صيغ وآليات مشتركة للتعاون وتبادل المعلومات، وندعو الجهات المختصة في الطرف الآخر إلى الاستجابة والتعاطي الإيجابي مع هذه المبادرة.
5- نعلن عن انتهاء المرحلة الأولى من ما أسميناه (مراحل الوجع الكبير) والتي وضعناها اضطرارا وكعامل مساعد لردع تحالف العدوان ووقف استمراره في مخططاته وأعماله العدائية، وفي هذا السياق ندعو قيادة التحالف مجددا إلى الارعواء وتحكيم العقل، وعدم التأثر بأصوات المنتفعين والمرتزقة وتجار الحروب وغيرهم من باعة الوهم والآمال الكاذبة، وننصح بالتعاون في وضع مبادرة 21 سبتمبر موضع التنفيذ، والانتقال المشترك من مرحلة الحرب إلى مرحلة السلام، كما نرحب بدعوات وجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن الرامية إلى إنهاء الحرب في اليمن، ونؤكد استعدادنا التام للانفتاح على كل الجهود والمبادرات، في إطار تهدئة شاملة وحقيقية يلمس أثرها الناس، وتبني الثقة، وتقود إلى أجواء داعمة لنجاح الحل السياسي الشامل، ونحتفظ بحقنا بالرد وفق خيارات المراحل وما نراه مناسبا تجاه أي استمرار للحصار أو القصف الجوي أو الاستمرار في اتخاذ أي أرض أو منطقة منطلقا للأعمال العدائية ضد قواتنا المسلحة أو للتقطع للمواطنين كما ندعو للتعجيل في إطلاق سميرة مارش، وتنفيذ الاتفاقات الخاصة بالأسرى.
6- نأمر بالإفراج عن جميع السجناء البهائيين، كما نعلن عفونا عن المدعو حامد كمال بن حيدرة في عقوبة الإعدام المقضي بها، ونأمر بالإفراج عنه، وعلى الجهات المختصة العمل على وضع كل ذلك موضع التنفيذ.
7- نوجه بتشكيل لجنة مشتركة بإشراف مجلس القضاء الأعلى وعضوية كل من: وزارة العدل، والنيابة العامة، والداخلية والمخابرات، ومصلحة السجون، والغرفة التجارية، ويناط بهذه اللجنة النظر في أوضاع السجناء والعمل على وضع وترتيب خطة الإفراج عن كافة السجناء المعسرين، وجميع سجناء الرأي ما لم يكونوا محكومين أو موقوفين على ذمة قضايا جنائية.
المجد والخلود للشهداء – الشفاء للجرحى – الحرية للأسرى– النصر ليمننا الحبيب (تحيا الجمهورية اليمنية)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.