[22/ مارس/2020]
حجة – سبأ :
ما تزال آلاف الأسر اليمنية التي طالها قصف طيران تحالف العدوان، تتجرع مرارة العيش لفقدان الأحبة وجرّاح الجسد وغربة الدار.
حجة إحدى المحافظات التي تعرضت لوابل من الصواريخ والقنابل العنقودية التي أمطر تحالف العدوان بطيرانه قراها وعزلها في وحشية يعجز وصفها من هول الكارثة التي حلًت بأبنائها.
وفي تحقيق ميداني حول جرائم العدوان بمحافظة حجة استمعت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إلى قصص عدد من أهالي المجني عليهم بمدينة حجة والشغادرة وشرس، كشفت عن مآس لم تنشر من قبل وأصوات لم تنقلها الميكرفونات ودموع لم تصورها العدسات، لضحايا قصف تحالف العدوان للتجمعات السكنية.
دموع أم محمد :
تحكي أم محمد قصتها والدموع تنهمر من عينيها على فراق إبنها الذي استشهد بقصف طيران العدوان على منطقة ظهر أبو طير بمديرية الشغادرة مع أكثر من 50 آخرين والأوجاع التي تعيشها أسرته بعد استشهاده كونه العائل الوحيد لها، مطالبة بمحاكمة القتلة من مسئولي تحالف العدوان وأدواته.
أم رهف :
تتحدث أم رهف، عن حادثة استشهاد زوجها بهدوء وبطء، حيث لم يتبق من جسده ما يدفنونه سوى قطع صغيرة جراء تناثر أشلائه بسبب شظايا الصواريخ التي استهدفت آنذاك كل شخص يمر في المنطقة بحسب شهود عيان.
وأوضحت أن زوجها كان العائل الوحيد لها ولأطفالها الثلاثة وليس لهم عائل غيره .. وقالت” من قتله .. قتل أسرة بأكملها “.
جثة متفحمة :
أخو فارس القادم من محافظة عمران للعمل بحجة في بيع خضروات، هو الآخر لا يزال يعاني من هول الصدمة إثر استشهاد شقيقه بقصف العدوان لجسر شرس بحجة في سبتمبر 2015م.
وعقب لحظات شرود أخذته بعيداً قال “استلمنا جثة أخي وهي متفحمة بالكامل “، ولم يستطع إكمال حديثه حيث ما يزال مشهد جثة شقيقه حاضرا في ذاكرته.
استهداف النساء :
في حارة السلام بمدينة حجة هناك مآسي ما تزال تعيشها أكثر من أسرة إثر استشهاد عدد من النساء جراء استهداف العدوان للحارة بعد عصر ذات يوم بالتزامن مع خروجهن لزيارة الجيران أو حضور مناسبة، فكانت الصواريخ لهن بالمرصاد ولم يسلم من كان في شوارع الحارة من الإصابة جراء الأحجار المتطايرة والشظايا.
يحكي أحد الأشخاص قصته بعد استشهاد زوجته .. وقال “أصبحتُ أباً وأماً لطفلي الذي لم يتجاوز العام بعد استشهاد زوجتي، لا يفارقني لحظة طوال اليوم رغم أنني مريض بفشل كلوي وأعاني من عاهة في رجلي “.
وفي الحارة ذاتها لا يزال عبدالكريم يعاني من الهذيان إثر القصف ووفاة والده ليس بشظية أو أحجار متطايرة، بل بسبب ما شاهده عندما هب لنجدة “عبدالكريم” حيث كان مضرجا بالدماء بسبب الضربة، فبمجرد رؤيته ارتمى على ابنه مغشياً عليه ليفارق الحياة بعد يومين.
معلومات جديدة :
هناك معلومات كثيرة لم ترد في المحاضر الرسمية حول الأضرار والخسائر المادية والبشرية، لجرائم العدوان نتيجة ضعف إمكانات بعض الجهات وعدم معرفتها بكيفية التعامل معها.
جرائم العدوان طالت كل شيء وتركت آثاراً نفسية عميقة وعاهات تسببت في فقدان الكثيرين لأعمالهم وأصبحوا عبئاً ثقيلاً على أهاليهم في مشهد يحكي جانباً من تفاصيل مأساة وكارثة هي الأسوأ في العالم، بات المستفيد منها المنظمات الإنسانية.
وبحسب شكاوى المواطنين، تأتي المنظمات الإنسانية إليهم وتأخذ صوراً لبطائقهم الشخصية وتلتقط صوراً لمنازلهم المدمرة وتدون أوجاعهم لتتلاشى وتختفي دون رجعة.