[12/ مارس/2020]
نيويورك – سبأ :
أصبح فيروس كورونا رسميا وباء عالميا وفقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، في الوقت الذي أعلنت فيه العديد من الدول عن إجراءات حاسمة لاحتواء الوباء، وسط ازدياد حالات الإصابة والوفاة في مختلف أنحاء العالم.
وفى هذا السياق عقد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، مؤتمرا صحفيا في مدينة جنيف السويسرية أكد فيه أن فيروس كورونا يمكن تصنيفه بأنه وباء عالميا.
وأضاف مدير منظمة الصحة العالمية أن عدد الحالات خارج الصين زاد بواقع 23 ضعفا خلال الأسبوعين الأخيرين.
وأشار مدير منظمة الصحة العالمية إلى أنه يمكن تصنيف كوفيد-19 الآن على أنه جائحة، لم نشهد مطلقاً في السابق انتشار جائحة بسبب فيروس كورونا، معربا عن قلقه من عدم اتخاذ دول للإجراءات اللازمة للحد من كورونا.
و تُعلن حالة الوباء العالمي (الجائحة) حينما ينتشر مرض جديد، لا يملك البشر مناعة ضده، حول العالم بشكل يفوق التوقعات، حسب تعريف منظمة الصحة العالمية، التي تُشير إلى أن وصف وباء عالميّ لا يتعلّق بحدّة وخطورة المرض، بل يرتبط بقدرته على الانتشار الجغرافي.
وأكد المدير العام للمنظمة أن “توصيف الوضع على أنه جائحة لا يغيّر تقييم الخطر الذي يشكله فيروس كورونا. هذا الأمر لا يغيّر ما تقوم به منظمة الصحة العالمية، كما لا يغير ما يتعيّن على الدول القيام به”.
وأضاف أن عدد الإصابات والوفيات والدول المتأثرة سيزداد “في الأيام والأسابيع المقبلة”، مجدداً دعوته إلى البلدان للتحرك من أجل “احتواء” الوباء الذي تخطّت وفياته أربعة آلاف شخص.
ونقلت صحيفة الغارديان، عن البروفيسور الأسترالي نيغل ماكميلان قوله إن إعلان حالة الوباء العالمي يجب أن يستنفر السلطات الصحية في كل البلدان “لتتحرّك أبعد من التوقف عند إعلان منع السفر”، ومن ذلك تجهيز المستشفيات لاستقبال عدد أكبر من المصابين المتوقعين.
بدوره دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس كل الدول إلى تعزيز جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد إذا ما أرادت الحصول على فرصة لوضع حد لتفشي المرض.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن غوتيريس قوله في بيان إن “الإعلان اليوم عن جائحة هو دعوة للتحرك موجهة للجميع في كل مكان”.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة: “لا نزال قادرين على تغيير مسار هذه الجائحة لكن ذلك يتطلب التصدي لعدم التحرك” داعيا “كل الحكومات إلى التحرك وتعزيز جهودها فورا”.
وأوضح غوتيريس أن “العلم يقول إن أجرت الدول الكشف والفحص والعلاج والعزل والتعقب وقامت بتعبئة شعبية من أجل التصدي يمكننا قطع أشواط في تخفيف انتقال العدوى”.
وشدد غوتيريس على أن الإعلان عن جائحة “هو أيضا دعوة للاضطلاع بالمسؤولية والتضامن ولاتحاد الأمم والشعوب.. في الوقت الذي نكافح فيه الفيروس لا يمكن أن نسمح بتفشي الخوف”.
وبعدما أكد تضامنه مع عائلات المتوفين جراء الفيروس قال الأمين العام: “علينا أن نبدي تضامنا مع الأكثر ضعفا مع المسنين والمرضى ومن ليست لديهم رعاية صحية يعتمدون عليها ومن هم عند حافة الفقر”.
ويأتي نداء غوتيريس بعيد نداء مماثل أطلقته منظمة الصحة العالمية التي باتت تعتبر “كوفيد 19” جائحة مبدية قلقها إزاء “مستويات انعدام التحرك المقلقة” في العالم.
وعلى خلفية جائحة كورونا قرر مجلس الأمن الدولي الحد من اجتماعاته في الشهر الحالي بعدما كانت الأمم المتحدة قد أرجأت لقاءات كبرى كانت مقررة في شهري مارس وابريل المقبل.
وقد واصل عدد الإصابات الجديد بالفيروس انخفاضها في الصين، إذ أعلنت لجنة الصحة الوطنية في البلاد تسجيل 15 حالة إصابة بكورونا أمس الأربعاء انخفاضا من 24 حالة في اليوم السابق.
كما أعلنت الصين عن 11 حالة وفاة جديدة بالفيروس، ليرتفع عدد الوفيات إلى 3169، وعدد الإصابات إلى 80793 حالة حتى الآن.
وسجلت كوريا الجنوبية 114 إصابة جديدة و6 وفيات بسبب فيروس كورونا.
في المقابل، تفشى الفيروس بشكل سريع في إيطاليا والعديد من الدول الأوروبية، كما واصل انتشاره في العديد من دول آسيا وفي الشرق الأوسط ودول الخليج.
وتجاوز عدد المصابين بفيروس “كوفيد-19” في أوروبا 22.3 ألف شخص، توفي بينهم 930، بحسب إحصاء أعدته وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى بيانات رسمية صدرت أمس.
وسجّلت إيطاليا نحو 60% من مجمل الإصابات بفيروس كورونا خارج أراضي الصين القارية. وبلغ عدد المصابين بالوباء في إيطاليا أكثر من 12 ألف شخص توفي منهم 827.
وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي إغلاق كل المتاجر في سائر أنحاء البلاد، باستثناء تلك التي تبيع الأغذية والصيدليات، وذلك في إجراء غير مسبوق للحدّ من تفشي الفيروس.
وقالت وزارة الصحة البريطانية إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد ارتفع إلى 456 حالة، مقارنة بـ373 أمس، واستقر عدد الوفيات بسبب الفيروس عند ست حالات.
وفي هولنداـ قالت السلطات إن عدد المصابين بالوباء في البلاد قفز الأربعاء بمقدار الثلث إلى 503 حالات، كما زاد عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس في هولندا من أربع إلى خمس حالا.
وفي إسبانيا، بلغ عدد المصابين في البلاد 2002، والوفيات 47،
وشهد أمس الأربعاء تسارعا كبيرا في تسجيل عدد الإصابات المؤكدة بالوباء في قطر وإيران والبحرين ودول أخرى.
وقد أعلنت وزارة الصحة القطرية تسجيل 238 حالة إصابة مؤكدة جديدة بالفيروس، موضحة في مؤتمر صحفي أن المصابين وافدون من المخالطين للحالات الثلاث التي تم الإعلان عن إصابتها بالفيروس يوم الأحد الماضي، ويقيمون في مجمع سكني واحد.
وفي إيران قالت وزارة الصحة إن عدد الوفيات بالفيروس ارتفع إلى 354 بعد تسجيل 63 وفاة جديدة، في حين بلغ عدد الإصابات تسعة آلاف بعد تسجيل 958 إصابة جديدة في الساعة الـ24 الماضية.
أما في البحرين، فذكرت السلطات الصحية أنها سجلت 77 إصابة جديدة بالفيروس، وهي لمواطنين تم إجلاؤهم من إيران، مما يرفع العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى 189 حالة.
وقرر مجلس الوزراء الكويتي تعليق كافة رحلات الركاب الجوية من البلاد وإليها مع استثناء رحلات الشحن، وأعلنت السلطات أيضا عطلة عامة في البلاد للقطاعين العام والخاص من 12 إلى 26 مارس الحالي.
وفي فلسطين قالت الحكومة إن عدد المصابين بلغ 30.
وفي لبنان، سجلت السلطات ثاني وفاة لمصاب بفيروس كورونا، ورصد ثماني إصابات جديدة ليرتفع عدد الإصابات إلى 61.
وقد أعلنت الحكومة اللبنانية وقف العمل في إدارات الدولة كافة ثلاثة أيام بهدف تعقيم مقار العمل، كما أعلنت نقابة أصحاب المطاعم إقفال كافة المطاعم في البلاد.