[02/ مارس/2020]
عواصم – سبأ : تقرير : محمد ناجي
تتفق حركات المقاومة الفلسطينية في اهداف نضالها وعملها ونشاطها السلمي والمسلح، والمتمثله في تحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
وتجمع حركات المقاومة الفلسطينية العديد من الاهداف، والتي تمثل اهداف الشعب الفلسطيني، وذلك في ازالة الاحتلال ونيل الاستقلال وعودة اللاجئين واقامة دولة تتمتع بكل مقومات الدولة المستقلة، من خلال تمثيل سياسي كامل في المنظمات الدولية واقامة علاقات سياسية ودبلوماسية كاملة مع مختلف دول وشعوب العالم .
وتتمثل اهداف الشعب الفلسطيني في تشكيل جيش وطني فلسطيني قادر على حماية الدولة الفلسطينية المستقلة، واقتصاد وطني يمكن الشعب الفلسطيني من العيش بكرامة، فضلاً عن حياة سياسية ديمقراطية عادلة، تحترم القانون وحقوق الانسان والحرية والكرامة، وغيرها من الاهداف الفلسطينية المشروعة .
الا ان حركات المقاومة الفلسطينية تختلف في التكتيك من اجل الوصول الى تلك الاهداف السامية للشعب الفلسطيني، تتمثل في طريقة وشكل المقاومة السلمية والمسلحة، وكذا طرق واوجه التعامل المنظمات الدولية وابرزها الامم المتحدة، وكذا مع المجتمع الدولي، خاصة الدول الكبرى .
وتختلف رؤى مختلف الفصائل الفلسطينية، على اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها وسياستها الداخلية والخارجية، وعلاقاتها مع دول وشعوب العالم، وكذا علاقتها مع الشعب الفلسطيني نفسه .
ومن ابرز تلك الاختلافات، رؤية الحركات الفلسطينية بشأن شكل واسلوب مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، حيث تؤيد حركة (فتح) والتي ينتمي اليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اجراء مفاوضات سلام مع الكيان الصهيوني، فيما تعارضها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) كون المفاوضات لن تأتي بنتيجة .
وتتفق مع رؤية حركة (فتح) عدد من الحركات والاحزاب الفلسطينية الاخرى، والتي لا ترى وجود مانع، اذا ما كانت المفاوضات ستؤدي الى نتيجة، وتحقق اهداف ومطالب الشعب الفلسطيني .
وتتمثل هذه الرؤية في إن الحل السياسي السلمي والمقاومة الشعبية المتمثلة في المظاهرات السلمية، بالإضافة إلى المفاوضات مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، هي السبيل الوحيد لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود يونيو/ حزيران عام 1967م .
الا ان ذلك ما ترفضه حركتا (حماس) و(الجهاد الاسلامي) ومعها عدد من الحركات الفلسطينية الاخرى، من بينها الجبهتين الشعبية والديمقراطية، والتي ترى ان المفاوضات لا تخرج بنتيجة، خاصة وان جولات لا عدد لها من المفاوضات لم تجدي نفعاً ولم تحرز أي تقدم .
وفي هذا الاتجاه، تختلف حركة (حماس) ومعها تلك الحركات، في ذلك، حيث لا تؤمن بأي حل سلمي مع الكيان الصهيوني لإقامة الدولة الفلسطينية، فضلاً عن انها ترفض الاعتراف بالكيان المحتل، وتؤكد على ضرورة المقاومة المسلحة للاحتلال الاسرائيلي حتى تحرير كامل فلسطين التاريخية .
وفي الشأن الداخلي تتفق مختلف حركات المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركتي (فتح) و(حماس) على الوحدة الوطنية وسرعة تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام في أسرع وقت ممكن، كون الانقسام يضر بالقضية الفلسطينية ويضيع حقوق الشعب الفلسطيني.
الا انها تختلف في الاساس الذي تقوم عليه المصالحة الوطنية، ويبرز ذلك في قضية المشاركة السياسية في صنع القرار السياسي الفلسطيني، حيث ظلت هذه القضية موضع خلاف بين الحركتين طوال فترة الانقسام والتي بدأت منذ عام 2007م.
وبشأن ذلك تصر (فتح) على أن رئيسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، هو صاحب السلطة ومالك القرار الفلسطيني، بصفته رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دولة فلسطين، فيما ترفضه (حماس) والتي تطالب بتشكيل هيئة قيادية تضم جميع فصائل المقاومة الفلسطينية .
ورغم ايجاد حلول بشأن ذلك، تتمثل في اجراء انتخابات ليقرر الشعب الفلسطيني من يكون مالكاً للقرار الفلسطيني، الا ان هذه الانتخابات بقيت موضع خلاف في كل جلسات المصالحة والحوار التي عقدت بين الحركتين.
وتسبب ذلك في تجميد تنفيذ اتفاق القاهرة الأخير، بعدما اصرت حركة (فتح) على إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية قبل تنفيذ بقية بنود المصالحة والمتمثله في تشكيل حكومة توافق وطني برئاسة محمود عباس وتحقيق المصالحة المجتمعية وإنهاء ظاهرة الاعتقال السياسي وتوفير أجواء الحريات في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر .
الا ان حركة (حماس) رفضت ذلك، وطالبت بتنفيذ كافة بنود اتفاق القاهرة، كرزمة واحدة وبشكل متزامن .
وتوجد العديد من نقاط الاختلاف بين حركات المقاومة بشأن إشاعة أجواء الحريات في الضفة الغربية، من خلال السماح بممارسة النشاط السياسي لكل حركة وإعادة افتتاح المؤسسات المغلقة منذ أحداث الانقسام عام 2007م والتوقف عن ملاحقة عناصر وقيادات المقاومة .
وقد ظلت قيادات حركتي (فتح) و(حماس) عاجزة عن تحقيق تقارب حاسم في نقاط الاختلاف رغم اتفاقيات المصالحة التي تم التوقيع عليها، وجلسات الحوار المكوكية التي عقدت في مكة المكرمة والقاهرة ودمشق والدوحة، وفي كل مرة يتم التوقيع فيها على اتفاق تظهر إحدى نقاط الاختلاف وتنهي كل شيء .
ورغم محاولة الطرفان خلال جلسات الحوار في القاهرة، تقليص حجم الهوة بينهما، الا ان تمسك كل طرف بمبدئه أفشل التقارب وأدى في كثير من الأحيان إلى تعميق الخلاف وإعادة عجلة المصالحة إلى المربع الأول .