عواصم –سبأ:
منذ أكثر من شهر وحتى اللحظة لانتشار فيروس كورونا المُستجد أو ما يُسمّى علميّاً بمُتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، خرجت الكثير من التحليلات والتوقعات والتقارير تشير إلى أن تفشي الوباء متعمد، وأنه إحدى جولات الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها هذه المرة جولة بيولوجية وليست اقتصادية مباشرة.
والحرب البيولوجية (Biological Warfare) تعرف أيضًا باسم الحرب الجرثومية أو الحرب الميكروبية، وهي الاستخدام المتعمد للجراثيم أو الفيروسات أو غيرها من الكائنات الحية الدقيقة وسمومها التي تؤدي إلى نشر الأوبئة بين البشر والحيوانات والنباتات، وسبل مقاومة هذه الأوبئة ومسبباتها.
وبلغ عدد الوفيات بفيروس كورونا الجديد في بر الصين الرئيسي 1770 شخصا بنهاية يوم أمس الأحد مرتفعا 105 حالات عن اليوم السابق ،حسبما ذكرت اللجنة الوطنية للصحة بالصين اليوم الاثنين، .في حين زاد عدد الوفيات بالفيروس في إقليم هوبي بوسط البلاد مئة حالة يوم أمس الأحد.
وسجلت الصين 2048 حالة إصابة جديدة بالفيروس في أنحاء البلاد أمس الأحد ليصل العدد الإجمالي للإصابات إلى 70548 شخصا.
ويقول خبراء إن ظهور هذا الفيروس لن يخرج عن احتمالات ثلاثة: هي تسريب من مراكز الأبحاث الصينية، أو توجيه من أمريكا للصين، أو كما أعلنت الصين بأن سوق الأسماك والمأكولات البحرية في مقاطعة ووهان هو السبب، لكنهم أشاروا إلى أنه حتى الآن لا يوجد دليل علمي قاطع بأن هذا الفيروس تم استنساخه معملياً سواء في الصين أو أمريكا، وإن كان هذا الأمر غير مستبعد.
وبدأت الاتهامات بين الصين وأمريكا تتصاعد، بتصريحات السيناتور الأمريكي ، توم كوتون، التي اتهم فيها المسئولين الصينيين بتضليل الرأي العام بشأن منشأ الفيروس وانتقاله إلى عدد من الدول حول العالم، معربا عن اعتقاده أن الفيروس تم تطويره داخل المختبرات الصينية كسلاح بيولوجي.
وأشار السيناتور الجمهوري خلال جلسة استماع للجنة الخدمات المسلحة، إلى أن انتشار الفيروس أسوأ من كارثة تشرنوبيل، وهى كارثة انفجار مفاعل نووي في روسيا البيضاء عام 1986 والتي أسفرت عن مقتل الآلاف، وإصابة آلاف آخرين بامراض سرطانية.
وأصر كوتون على أن بكين لم تكشف عن العدد الحقيقي للإصابات وكانت “تكذب بشأنه منذ البداية” للتقليل من خطورة الوباء. كما اتُهم المسؤولون الصينيون بخفض عدد الحالات وتقليص حجم التقارير قبل أسابيع من الاعتراف الرسمي بانتشار الفيروس.
فيما اتهمت الصين الولايات المتحدة بنشر الذعر في العالم حول كورونا، مشيرة إلى أنها لم تقدم أي مساعدة ملموسة خلال أزمة تفشى الفيروس المتحور الجديد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشونينغ، إن الحكومة الأمريكية لم تقدم أى مساعدة ملموسة للجانب الصيني بعد، وعلى العكس، كانت أول دولة تسحب طاقم عملها القنصلي من ووهان، وأول دولة تشير إلى سحب جزئي لطاقم السفارة، والأولى التي تعلن حظر دخول المواطنين الصينيين عقب توضيح منظمة الصحة العالمية أنها لا توصى أو حتى تعارض السفر، بالإضافة إلى القيود التجارية ضد الصين.
ورجح ويلبر روس، وزير التجارة الأمريكي في تصريح لقناة “فوكس نيوز بيزنس”، أن يؤدى تفشى كورونا إلى مغادرة الشركات الأمريكية الصين، أو تعليق نشاطها هناك.
ويذهب خبراء إلى أن ظهور كورونا ليس مجرد صدفة، “وفقًا لصحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية، وأنه تم تخليقه معمليًا في ظل ظروف استعرت فيها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة أكبر قوة في العالم، والصين العملاق الناهض والذي أصبح ينافسها في جميع المجالات، ويؤكدون أنها تأتي في إطار حروب الجيل السادس المدارة عبر أسلحة ذكية في أوقات السلم.
وأضافوا أن فيروس كورونا ليس ببعيد عن هذا الجيل من الحروب البيولوجية، والذي كشفت براءات الاختراع الأمريكية تسجيله في عام 2018 كبراءة اختراع تحت رقم 10130701، ناهيك عن تدخل شركات الأدوية العملاقة لجني مليارات الدولارات سنويًا عبر ابتكار الفيروسات كالسرطان والإيدز وغيرها من أساليب الحروب البيولوجية والتي تعتمد كل شيء في سبيل تحقيق الغاية المرجوة.
ويدعمون هذه الفرضية بأن موقع أمازون الأمريكي قد ربح 13 مليار دولار خلال دقيقة فقط نتيجة الأخبار المثيرة للرعب القادمة من الصين والتي جعلت الملايين يتوقفوا عن الشراء من موقع اكسبريس الصيني وصاروا زبائن أمازون الأمريكي.
فيما أوردت سلسلة وثائقية صدرت على “نتفليكس” أن بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت، كان قد تنبأ أيضا بانتشار وباء فيروسي متطور في الصين سيحصد أرواح 33 مليون شخص في جميع أنحاء العالم في الستة أشهر الأولى من انتشاره، وكان ذلك خلال مؤتمر جمعية ماساتشوستس الطبية في أمريكا، حيث عرض خلال المؤتمر دراسة شاملة قام بها معهد للأمراض يدعى Disease Modelling أوضحت مدى السرعة التي سينتشر بها المرض الجديد، كما عرض مقطع فيديو يوضح به الفاصل الزمني الذي يمكن أن ينتشر به الفيروس من الصين إلى أنحاء العالم.
كما توقع خبراء صحة أمريكان وأبرزهم الرئيس السابق لمنظمة الصحة العالمية قبل 3 أشهر من تفشي الوباء أن فيروس كورونا قد يقتل 65 مليون شخص خلال عام ، بل إن علماء أمريكان قاموا بتصميم تجربة محاكاة افتراضية للتعرف على رد فعل السلطات الرسمية في حالة انتشار هذا الوباء القادم من الصين .
توقيت ظهور الفيروس
إذا نظرنا لأبعاد القضية وتفاصيلها في أزمة تفشي “كورونا”، فقد انتشر المرض في وقت قاتل بالنسبة للصينيين، وهو الوقت الذي يخرجون فيه خارج مدنهم للاحتفال بعيد رأس السنة القمرية الجديدة، والاستمتاع بأيام الأجازة التي تمتد إلى أسبوعين.
والعام الماضي شهدت الصين في نفس التوقيت أكبر حركة هجرة على كوكب الأرض بخروج 800 مليون شخص في وقت واحد داخل وخارج الصين، وفي “ووهان” المدينة التي ليست ضمن المدن المهمة والكبيرة مثل بكين وشانغهاي وتيانجين وشينتزن وغيرها، ما يعني أن التجهيزات الطبية بها أقل والاستعداد لمواجهة المرض أقل ما يصعب من عملية احتوائه.
كما أن ووهان هي معقل الصناعات العسكرية التي تعتمد عليها الصين في تصنيع المعدات الحربية والآلات، ما يعد ضربة قوية للصين ورسالة إلى حكومتها التي تباهت في العرض العسكري خلال احتفالات اليوم الوطني مطلع أكتوبر الماضي، بأسلحة جديدة ومتطورة وصواريخ عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية.
تسريبات
وخرجت تسريبات عبر وسائل إعلام صينية تؤكد أن الجنود الأمريكان المشاركين في بطولة دورة الألعاب العسكرية، التي استضافتها “ووهان” شهر سبتمبر الماضي وراء انتشار ذلك الفيروس.
وأكدت تلك التسريبات أن الولايات المتحدة شاركت بقرابة 693 جنديا في البطولة لم يحققوا ما هو معتاد من الفرق الأمريكية في تلك البطولة من ميداليات وألقاب، وأنهم قد جاءوا لتنفيذ مهمة أخرى، وأنهم اعتادوا على التجول في الأسواق ومنها سوق المأكولات البحرية القريب من فندق إقامتهم.
كما أكدت أيضا أن الفيروس ظل في فترة التكوين طيلة تلك الأشهر حتى بدأ في الظهور بداية شهر يناير 2020، ونفت التسريبات نفسها أن يكون الفيروس قد تسرب من مختبر بيولوجي في ووهان عن طريق العاملين فيه لأنه انتشر بطريقة أخرى هي المأكولات البحرية.
وتعد الأسلحة البيولوجية من أشد الأسلحة المعروفة فتكا وتدميرا، حيث إنها تستخدم للتسبب المتعمد في نشر الأوبئة بين البشر وفى تدمير البيئة من ماء وهواء وتربة، حسب الغرض الذي خصص له هذا السلاح البيولوجي، كما أنها تستخدم ضد المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية والتي هى لب اقتصاد بعض الدول.
وما يزيد فرضية أن فيروس كورونا أحد الأسلحة البيولوجية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، هو استخدام مثل تلك الأسلحة من قبل، حيث تم استخدامها فى الولايات المتحدة فيما عرف باسم “الجمرة الخبيثة” التى كانت من خلال إرسال الجراثيم داخل مظاريف بريدية عام 2001 والتي تعد أول هجمات بيولوجية تتعرض لها أمريكا.
ورغم الآثار الكارثية للأسلحة البيولوجية والتي يتوقع الكثيرون أن يكون فيروس كورونا من ضمنها، فإن خطورتها تكمن في انخفاض تكلفتها وسرعة وسهولة تحضيرها ونقلها واستخدامها مقارنة بأسلحة الدمار الشامل الأخرى، وعلى العكس من القنابل النووية والكيميائية، فإنه يسهل إحاطتها بالسرية التامة، حيث إنها تنتشر بشكل خفي عبر الهواء فهي بلا لون ولا رائحة وبالتالي لا يمكن اكتشافها أو تحديد مصدرها.
ومن مخاطر السلاح البيولوجي، أنه يصيب الكائنات الحية غير المقصودة بالهجمة العسكرية، ويصعب التفريق بينه وبين الحالات المرضية الطبيعية التي قد تشترك معه في الأعراض، ومع التقدم العلمي فإن الهندسة الحيوية زادت من خطورة استخدام السلاح الجرثومي أو البيولوجي لقدرته على تحضير أسلحة لأهداف عسكرية محددة.
ويعود تاريخ الأسلحة البيولوجية إلى آلاف السنين، حيث تم استخدام هذا النوع من الأسلحة فى الحروب قديماً من خلال تلويث وتسميم مياه الشرب والمأكولات، وإلقاء جثث المصابين بالأوبئة في معسكرات الأعداء.
وبسبب قوة الأسلحة البيولوجية، بدأت الجهود الدولية من أجل حظر استخدامها منذ عشرينيات القرن الماضي، عندما أصدر مؤتمر جنيف عام 1925 قراراً بحظر استخدام هذه الأسلحة.
وفي ظل تزايد المخاوف من انتشار الوباء أكثر، فأكثر ،يتبادر إلى أذهان الكثير من الناس العديد من التساؤلات بهذا الخصوص، فهل انتشار فيروس كورونا الجديد، هو حرب بيولوجية لإيقاف التنين الصيني؟ ومحاولة لإعاقة العملاق الاقتصادي الصيني القادم وإجبار بكين على الرضوخ لطلبات واشنطن في المفاوضات التجارية، أم هو نتيجة تسرب من معامل ومختبرات صينية في مدينة ووهان “مصدر انتشار الوباء”، أم أنها حرب شركات الأدوية ؟
كل هذه الأسئلة التي تدور في الأذهان تبحث عن إجابة وسط تسارع تفشي الوباء مثل النار في الهشيم، وسقوط مئات الضحايا قتلى ممن ليس لهم أي ذنب.