[13/ فبراير/2020]
مأرب -سبأ: عبدالله الشريف
تُشكل الهوية الإيمانية وقاية وحصناً منيعاً؛ لأبناء الأمة العربية والإسلامية من الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة، في ظل الحرب الفكرية والإعلامية والناعمة التي يشنها الأعداء على الأمة، ولا تنسجم مع قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف ولا تتوافق مع ثقافة القرآن الكريم.
وتشهد مناطق محافظة مأرب تفاعلاً مجتمعياً مستمراً مع برنامج ترسيخ الهوية الإيمانية الهادف إلى تعزيز القيم والمبادئ الدينية والتمسك بأعراف المجتمع اليمني الأصيل في ظل محاولات وسعي الأعداء تدمير هويته.
وتنوعت الفعاليات بين محاضرات وخطب توعوية وندوات ومجالس تذكيرية ولقاءات قبلية ومشاركات للطلاب في المدارس، أكدت أن برنامج تأصيل الهوية الإيمانية، يمثل حائط الصد أمام المؤامرات التي تستهدف الشعب اليمني وهويته الدينية والوطنية.
وفي الوقت الذي يتربص فيه العدو بالشعب اليمني وفق إستراتيجية صهيونية في تغيير الأهداف وتكتيك المخططات الرامية لإحداث فجوة في منظومة النسيج المجتمعي المرتبطة بقيم الولاء للوطن والانتصار لقضايا الأمة، يمثل تعزيز الهوية الإيمانية اليمنية جسر عبور لتحقيق النصر على قوى العدوان ومخططاته الإجرامية.
وتجلت ثمار الارتباط بالهوية الإيمانية في التغلب على حجم التحديات التي فرضها العدوان، بعقيدة وهوية، ساهمت في قلب الموازين والانتصار لعدالة ومظلومية الشعب اليمني.
وأدرك أبناء مأرب بمختلف مكوناتهم ومشاربهم المؤامرة الخارجية التي تستهدف اليمن وهوية أبنائه، ما جعلهم أكثر تمسكاً بالمبادئ الإيمانية والقيم الدينية، ضمن حرصهم على الحفاظ على التراب الوطني ووحدة الكيان المجتمعي.
وكانت مواقف قبائل مأرب وتضحياتها الكبيرة في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي ومشاركتها في مختلف الجبهات، شاهداً حياً على أصالتها وتمسكها بالهوية اليمنية الإيمانية الأصيلة رغم المغريات التي قدمها العدوان لضعاف النفوس لبيع الوطن والزج بهم في مواجهة أبناء شعبهم وبلدهم.
وحرص أبناء مأرب على تعزيز الهوية الإيمانية بالتلاحم والالتفاف حول الجيش واللجان الشعبية وتفويت الفرصة على العدوان النيل من النسيج المجتمعي، مستندين إلى هوية حضارية تاريخية ضاربة بجذورها في عمق التأريخ ويفتخر بها كل يمني أصيل.
وشهدت مديريات محافظة مأرب زخماً واسعاً في تدشين برامج تأصيل الهوية الإيمانية وترسيخ مفاهيمها في وجدان المجتمع وإبراز مضامينها في صد الغزاة وتحصين الشباب ضد الثقافات المغلوطة وسمومها الدخيلة.
وتبنى مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة بالتعاون مع الدائرة الثقافية سلسلة محاضرات ثقافية لتأكيد الحفاظ على الهوية وتأثيرها في بناء النفس وتهذيبها وتعزيز الارتباط بالقيم والأخلاق والمبادئ.
وأكد محافظ مأرب علي محمد طعيمان حرص السلطة المحلية على دعم الأنشطة الثقافية والتوعوية الهادفة تأصيل الهوية الإيمانية وفقا لبرنامج عملي ينفذ في مختلف المكاتب والمؤسسات، لما من شأنه تشجيع قيم الخير والعدل والأصالة التي حث عليها الدين الإسلامي ونبذ الثقافات المغلوطة التي تنتج شباب منحرفين في قيمهم وأخلاقهم وتعاملاتهم.
وحث على التحرك الجاد لحماية الهوية اليمنية الإيمانية والحفاظ عليها بما يسهم في تقوية الجبهة الداخلية المواجهة العدوان وقطع الطريق أمام عملاء الصهيونية الذين يسعون لتدمير المجتمعات واختراقها وإفسادها ليسهل عليهم السيطرة على ثروات الشعوب ومصادرة قرارها وسيادتها.
وأشار طعيمان إلى ما يتعرض له الشعب اليمني منذ خمس سنوات من عدوان، استهدف كل مقومات الحياة، في محاولة لتركيعه وإعادته للحظيرة السعودية الأمريكية بعد أن نال حريته وانتصر لهويته وحضارته وتأريخه المشرق ورفع شعار البراءة من أمريكا وإسرائيل.
من جانبه أوضح مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة محمد علي السقاف أنه تم تنفيذ أنشطة وحملات توعوية في إطار برنامج تأصيل الهوية الإيمانية والتصدي للحرب الناعمة التي يشنها العدوان لاستهداف الشعب اليمني وضرب مقومات القوة فيه بتمسكه بالهوية الإيمانية.
وأشار إلى دور المساجد وحلقات الذكر في تحصين الفرد من الوقوع في شراك المعاصي وتزكية النفس والارتقاء بها في مواجهة المخاطر ليكون الفرد عامل قوة لشعبه وقائدا في مجتمعه بدلاً من أن يتحول إلى مسخ وأداة بيد الأعداء ينفذ أجنداتهم ومخططاتهم.
ولفت السقاف إلى أن خطة مكتب الأوقاف للعام الجاري تتضمن في أهدافها الرئيسة تعزيز الهوية الإيمانية في أوساط المجتمع وتنفيذ حملات إرشادية وتوعوية بالتعاون مع خطباء المساجد والمشائخ والوجهاء للإسهام في تحصين المجتمع والارتقاء بتعاملاته وتوجيه البوصلة نحو مواجهة العدوان ومرتزقته.
وإنطلاقاً من قيم ومبادئ الهوية الإيمانية العظيمة والإنتماء الإيماني، يمكن للأمة التغلب على الباطل وقهر الطواغيت والمستكبرين وهزيمة مخططاتهم ومشاريعهم بتحصين المجتمع من أي اختراق أو ضلال يأتي من جهة الأعداء، والتحلي بالوعي والمسؤولية والالتزام بالدين والثقافة القرآنية قولا وعملا.
وإن استيعاب مضامين ومفردات الهوية الإيمانية والعودة الصادقة إلى هدى الله تعالى، ستثمر نصراً وعزة للشعب اليمني وتسهم في إخراج الأمة من واقعها الراهن مصداقاً لقول الحق جل وعلا ” وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً “.