[06/ ديسمبر/2019]
صنعاء – سبأ :
صدر مؤخراً، كتاب جديد للباحث والناقد والكاتب محمد ناجي أحمد بعنوان ” مكاشفات ومقاربات” متضمناً عديداً من المقالات البحثية النقدية التي تتناول مسار الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر والوحدة وغيرها من قضايا اللحظة اليمنية والعربية والإسلامية.
وتناول الكتاب الصادر في (320) صفحة، عدداً من الكتب التي صدرت أواخر العام 2018 وعام 2019، لكل من: الباحث والكاتب أحمد الجبلي “قاموس العرف القبلي”، وكتاب الباحث قادري احمد حيدر عن ” الصراع السياسي في مجرى الثورة اليمنية” وكتاب “أطياف عدن” للكاتب منصور هائل.
كما تضمن قراءة في كتاب “سوق الشعارات” للدكتور عبد الرحمن البيضاني، الذي يعتبر محاضرة اُلقيت في رابطة طلاب اليمن شمالاً وجنوباً في مصر، والتي استمرت لعدة أيام شاملة الإلقاء والتعقيب والمناقشة.
وفي “مراكب الضوء” للكاتبة نجلاء العمري توقف الكتاب “عند قلق اللغة المتمردة داخل نسق ذكوري، حيث تصبح الأنثى “رجلة” إذا جاز تأنيث مفردة “رجل”؛ وهو قلق سردي يلقي حكاية في جدار ذكوري بسماكة القرون المديدة كأزمة ثقافية تعيد تنشئتنا وفقاً للنسق الاجتماعي المهيمن”.
وتناول كذلك رواية “نبراس قمر” للكاتب سمير عبدالفتاح من زاوية “فلسفة الحرب/ قلق الانتماء”، وهي “رواية كُتبت بلغة متماسكة وواعية حيث تنمو الحكاية والحرب وقلق الذات المرتحلة بحثاً عن يقين علها تستكين إليه وتصل إلى انعتاقها، ولكنها الحرب/ الغربة، يقينها باستمرارها، واستكانتها في توقدها وموتها في انطفاء جدوتها”.
وتوقف الكتاب أمام كتاب “مرايا الأزمنة” لـ أنور العنسي في “رحلة الذات المغتربة عن كينونتها العابرة للأمكنة بحثاً عن طمأنينتها، فاذا بها تكثف من شتاتها بلغة تجمع بين النثر والشعر والتصوير البصري في مرايا لا تعكس حقيقة أبعاد الظل والضوء، لكنها تعزز من عتمه البدايات”.
ولم يغفل الكتاب تناول “الثورة ” بما هي رافعة للتغيير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، بما هي ثورة في الوعي، عن سمات القائد الثوري، بما هو انعكاس لتطلعات الشعب”.
كما تناول الكتاب ” التطويع والتطبيع في تكاملية “الحقبة السعودية” الموازية لـ”الزمن الاسرائيلي” مند عقد السبعينيات من القرن العشرين ..الزمن الاسرائيلي الذي تتمكن أساطيره بموازاة أساطيله الاقتصادية والعسكرية في المنطقة العربية، ممسكة للبحر الأحمر من باب المندب إلى خليج العقبة مروراً بالتمكين الإعلامي والاقتصادي للكيان الصهيوني داخل “دويلات محطات البنزين” في قطر والامارات والبحرين وعمان برعاية سعودية تكاد تخفى من شدة سطوعها”.
وحلق الكتاب في آفاق معطيات الراهن متناولاً ما يحدث في السودان وما تشهده الجزائر والدور الأمريكي في تجريف المنطقة ومعركة ايران في مواجهة الهيمنة الأمريكية وما تعيشه قضية فلسطين… وغيرها من القراءات التي أبحر فيها المؤلف في سياق حرصه على تقديم مقاربات واعية لراهن الساعة.
واستند الباحث إلى تجربة طويلة في البحث تحت مظلة موسوعية تعزز – بلاشك- من قدراته على الدوام كأحد أبرز النقاد والباحثين والكُتاب في شؤون اللحظة اليمنية والعربية.
وما يميز مكاشفاته تمتع صاحبها برؤية واضحة ومنظور يعي جيداً معطيات المرحلة وينظر بيقين لنتائجها، ويحرص دوماً على القيام بمهمته في التبصير؛ وهو ما يتجلى في حرصه الدائم على إمداد المكتبة اليمنية بجديد قراءاته تجاه اللحظة بوعي نقدي مسؤول يسهم في زحزحة ركود المعرفة واستفزاز التعايش مع البنية المتخلفة كما يؤكد.