[01/أكتوبر/2019]
توالت ردود الأفعال المحلية والدولية على عملية “نصر من الله” في محور نجران، واعتبرتها نقطة تحول في مسار الحرب على اليمن، وأظهرت التفوق العسكري للجيش اليمني رغم الإمكانيات الهائلة لقوات العدو.
حيث أشادت هيئة رئاسة مجلس النواب بالطريقة التكتيكية التي اٌتخذت في هذه العملية والتعامل مع الأسرى بطريقة إنسانية واتخاذ الإجراءات الكفيلة لتجنيبهم مخاطر ضربات العدوان ومعالجة الجرحى منهم.
فيما اعتبر مجلس الوزراء، هذه العملية العسكرية، نصراً للإنسان اليمني الصامد في وجه العدوان ورسالة قوية لتحالف العدوان السعودي الإماراتي بأنه مهما استمروا في عدوانهم فإنه لن يزيد أبناء اليمن إلا قوة وعنفوانا سيجرف تجبرهم وغطرستهم.
وأكد مجلس الوزراء أن ما تحقق في هذه العملية توج جهداً كبيراً وتخطيطاً عملياتياً وتكتيكياً واسعاً للجيش واللجان الشعبية.
ودعا المخدوعين إلى إدراك حقيقة تحالف العدوان الذي يزج بهم في أتون معارك خاسرة ضد وطنهم على ذلك النحو المريع الذي يؤكد أنه لا قيمة لهم.
وأشار مجلس الوزراء إلى أنه حري بتحالف العدوان الوقوف أمام عملية “نصر من الله” ومراجعه حساباته ويقرأ جيداً هذه الرسالة العسكرية وأن ينظر إلى عواقب استمراره في نهجه العدواني على اليمن.
مجلس القضاء الأعلى، اعتبر الانتصارات العظيمة للجيش واللجان الشعبية في المرحلة الأولى من عملية “نصر من الله”، مكسباً كبيراً للشعب اليمني في ردع العدوان وفك الحصار.
بدورها باركت الأحزاب والتنظيمات السياسية، العملية الكبرى في محور نجران التي أسفرت عن أسر الآلاف وقتل وجرح المئات من جنود وضباط العدو واغتنام أسلحة وآليات وتحرير مئاتِ الكيلومتراتِ ضمنَ مسرحِ العمليات في المرحلة الأولى من العملية.
وأكدت أن هذه العملية تعد مكسباً سياسياً إلى جانب كونها مكسباً عسكرياً كبيراً سيقلب الطاولة على تحالف العدوان في حال استمر في عدوانه على الشعب اليمني.
وأشارت إلى أن النجاح الكبير الذي تحقق، يعكس تطور قدرات القوات المسلحة واللجان الشعبية في التكتيك العسكري إلى جانب التطور الكبير لسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية.
وعن الأهمية الاستراتيجية للعملية، اعتبر المختصون في الشأن العسكري أنها حققت نتائج غير متوقعة من ناحية حجم ومستوى القوات التي سقطت في المعركة، لتؤكد أنها ذات طابع عملياتي كبير وأن القدرات العسكرية اليمنية باتت اليوم قوة مؤثرة على العدو.
وقال الخبير العسكري العميد عابد الثور ” إن القوات اليمنية تمتلك كل مقومات النجاح والنصر في الحرب الدائرة “.
ورأى المختصون أن العملية بما حملته من تفاصيل، تؤكد بشكل فعلي حقيقة انتقال الجيش اليمني واللجان الشعبية من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم الكاسح.
واعتبروها تطوراً نوعياً في الواقع العسكري اليمني بعد أربع سنوات ونصف من العدوان، كما تشير في الوقت نفسه إلى طبيعة التحول الاستراتيجي في موازين القوة والخارطة العسكرية اليمنية من حيث قراءة معطيات العملية ونتائجها وما تسببت فيه من خسائر فادحة لقوات العدو وتحرير مساحة جغرافية شاسعة؛ في مدة زمنية قصيرة.
وأكدوا أن مكاسب هذه العملية تتعدى الجانب العسكري وسيكون لها انعكاساتها الإيجابية على عدة مسارات وملفات ومنها ملف المفاوضات سواء بشأن تبادل الأسرى أو التسوية السياسية المفترضة، إذ تمثل ورقة قوة إضافية لطرف صنعاء أمام خصومه الذين باتوا يدركون جيداً أن ما بعد “عملية نجران” ليس كما قبلها.
ودعا الخبير العسكري والاستراتيجي تركي حسن، السعودية إلى دراسة عملية “نصر من الله” بدقة كبيرة وأن تدرك أبعادها.
إلى ذلك وصف نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال علي فدوي عملية “نصر من الله” بالضربة القاسية للسعودية وحلفائها .. وقال “إن أسر الجنود السعوديين وحلفائهم على الأراضي السعودية دليل على القوة الدفاعية والردعية لدى اليمنيين”.
وأضاف “إن اليمنيين تمكنوا وبأدنى الوسائل الممكنة من إنتاج واستخدام أسلحة قوية للغاية وباتوا يمتلكون معدات عسكرية مثيرة للاهتمام على الرغم من العوائق “.
وتوقع الجنرال فدوي أن تكون القدرات اليمنية العسكرية محل اهتمام أكبر في المستقبل ولن يكون أمام السعودية سوى الهزيمة أمام اليمن.
فيما أكد الكاتب العربي عبدالباري عطوان، أن عملية “نصر من الله” إنجاز عسكري ضخم في هذا التوقيت وانهياراً كاملاً للطرف الآخر وجيشه ومعنوياته .. وقال ” هذه معركة فاصلة وحاسمة وسيترتب عليها نتائج سياسية كبيرة “.
بدورها أشارت الكاتبة الأردنية ديانا فاخوري إلى أن عملية “نصر من الله ” نوعية شاملة نفذت في حضرة القوات والقوى العسكرية الصهيواعروبيكية بطائراتها، وأساطيلها، وقواعدها في المنطقة”.
وأكدت أن المشهد اليمني اليوم يقلب الموازين والمعادلات، مذكّراً بصمود ستالينغراد عام 1942، وسقوط سايغون عام 1975.
من جانبه أشار الأكاديمي والكاتب الفلسطيني عبد الستار قاسم إلى أن هذه العملية تؤكد غلبة العقل والإرادة على القوة العسكرية .. وقال “بدأ اليمنيون قتالهم ضد التحالف السعودي ولم تكن لهم طاقة تسليحية أو عددية على مواجهة التحالف “.
وأضاف” تصرف السعوديون كالثور الهائج وأوهموا أنفسهم وكل العالم أنهم منتصرون خلال وقت قصير، ودكت السعودية والإمارات أرض اليمن دكا، وكان التفاؤل الغربي بانهيار اليمن خلال أشهر قليلة وتتالت سنوات القتال إلى أن أصبحنا الآن في السنة الخامسة “.
وأكد أن اليمنيين حولوا ضعفهم وقلة عتادهم العسكري ليطوروا قدراتهم الذاتية ويتبعوا نظرية الاعتماد على الذات التي تتطلب عنصرين أساسيين وهما العقل والإرادة .. وقال” إذا توفر التفكير العلمي، وسادت العقلانية والتفكير الهادئ، وإذا توفرت الإرادة، فإن المستحيل يتحول إلى ممكن “.
وأضاف ” قرر اليمنيون، ألا تراجع في مواجهة العدوان السعودي بإرادة صلبة وبعقل توجه نحو تطوير التقنية العسكرية، فطوروا الصواريخ والطائرات المسيرة “.