[20/سبتمبر/2019]
أقيم بميدان التحرير بالعاصمة صنعاء مساء اليوم حفل إيقاد شعلة الذكرى الخامسة لثورة الـ21 من سبتمبر.
وفي الحفل الذي بدء بالسلام الوطني واستعراض حرس الشرف بحضور وزراء الشباب والرياضة والتربية والتعليم يحيى الحوثي والثقافة عبدالله الكبسي وأمين العاصمة حمود عٌباد والمفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن عبدالباري الشميري ومساعد وزير الدفاع اللواء علي الكحلاني، تم الاستئذان لدخول طابور الاستعراض لشباب الكشافة وزهرات المرشدات الذين قدموا عرضا شبابيا مصحوبا بالموسيقى العسكرية والألحان الوطنية.
وفي الاحتفال حيا وزير الشباب والرياضة رئيس جمعية الكشافة والمرشدات، أبناء الشعب اليمني، مباركا لهم حلول الذكرى الخامسة لثورة 21 من سبتمبر التي يحتفي الوطن وشبابه الأحرار بإيقاد شعلتها واستمرار وهجها وديمومة عطائها.
وقال “نحتفل بهذه الذكرى واليمن يمر بأصعب مرحلة نتيجة استمرار العدوان الذي أٌعلن من واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية ليلة ٢٦ مارس٢٠١٥م، واستهدف اليمن كل اليمن البشر والموارد والآثار والمنشآت الخدمية”.
ولفت الوزير زيد إلى تزامن العدوان، مع حصار بري وبحري وجوي من قبل أكبر تحالف عسكري شهدته المنطقة والعالم، تقف على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وكثير من الأنظمة الخليجية باستثناء سلطنة عمان خدمة للمشروع الصهيوني الهادف تفكيك المنطقة إلى كنتونات صغيرة وفصائل متناحرة”.
وعبر عن الأسف أن يشارك في العدوان بعض من ينتمون إلى اليمن ويحملون جنسيتها طمعاً في المال وحكم اليمن عملاء ووكلاء للاستكبار العالمي الذي يحكمه اليوم، وهمه نهب ثروات العالم وخدمة الكيان الصهيوني.
ولفت وزير الشباب والرياضة إلى إنتصارات شباب الثورة اليمنية والتي ستظل مصدر فخر كل اليمنيين، لأنها أعادت للشعب والإنسان اليمني، الثقة بقدرة الإنسان الإعجازية على مواجهة الطاغوت الإستكباري الذي حول أغلب الشعوب والأنظمة إلى آلات مسلوبة الإرادة مهمتها توفير الرفاة للأنظمة الاستعمارية على حساب الإنسانية كل الإنسانية.
وأشار إلى أهمية الاحتفال بهذه الذكرى للتأكيد على أن إرادة اليمنيين لم ولن تهزم وأن الثورة على الاستكبار والظلم والعدوان والاحتلال ومشاريعه مستمرة، بل إن العزيمة لم تفتر لكنها تتعاظم بحجم التضحيات التي يقدمها الشعب اليمني.
وأوضح الوزير زيد أن رفض الوصاية الأجنبية واستعادة القرار الوطني والتمسك بالسيادة والحريّة ومحاربة الفساد والإصرار على إنجاز المصالحة الوطنية والحل السياسي القائم على توسيع المشاركة السياسية لتعزيز الوحدة الوطنية والتمسك بالمقاومة ومناهضة المشروع الصهيوني ومناصرة المستضعفين، هي من أهم أهداف المشروع النهضوي العربي الإسلامي ذَات البعد الإنساني.
وقال “ولعظمة هذه الأهداف واتساع آفاقها تجمعت قوى الشر والفساد تحت راية الاستكبار لإعلان الحرب على اليمن، وعندما لم تستطع هزيمته قررت إبادة الشعب اليمني بالقتل المباشر والحصار والتجويع والقصف الذي لم يتردد العدو عن استخدام أسلحة محرمة ومعها أسلحة التفكيك بالحرب الناعمة والتجويع “.
وذكر أن هذه الأهداف تعني تحرر الشعب اليمني وانضمامه إلى قوى المقاومة التي أعلنت مناهضة المشروع الصهيوني وتحررت من التبعية الصهيونية العالمية والعمالة لعملائها .. مبينا أن روح الثورة والانتصار ستنتقل إلى شعوب المنطقة التي أريد لها تظل مجرد آلات تتسابق في خدمة المشروع الصهيوني بالانسلاخ من الهوية وتلبس هويات طائفية ومذهبية ومناطقية وقبلية وعرقية وجهوية وحزبية مغلقة، تواجه بعضها في صراع عدمي لا طائل منه إلا تمكين دويلة الاحتلال الصهيونية من استكمال السيطرة على فلسطين والمنطقة العربية.
وتطرق وزير الشباب والرياضة إلى أن ثورة شباب اليمن على التبعية والاستكانة والخضوع والذل وانتصاراتهم التي يحققونها بصمودهم في ملحمة المواجهة الممتدة لسنوات، ستحرر الشعوب والنخب العربية من الخنوع والخضوع ووهم الهزيمة والعبودية لأمريكا وإسرائيل.
وقال” بعد أيام قلائل سنحتفي بإيقاد شعلة الثورة اليمنية الخالدة الـ26 من سبتمبر لنؤكد تمسكنا بالأهداف التي أعلنتها الثورة ولَم تتحقق منها رغم التضحيات التي قدمها شعبنا إلا محاولة بناء جيش وطني تم التآمر عليه وتفكيكه بإشراف مباشر من دول الوصاية الأجنبية وتمكنت ثورة 21 سبتمبر من تكوين أسسه “.
واعتبر ثورة 21 من سبتمبر الشعبية الفتية، تحولا مهما ومحطة فارقة وعلامة مضيئة في حياة اليمنيين، ونتاجا طبيعيا لما كان يُعتمل على الساحة الوطنية من عواملَ وبواعثَ وطنية اجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية.
وأضاف “إن ثورة 21 من سبتمبر لم تقم ترفاً أو سعيا للاستحواذ على السلطة وإلغاء الآخر؛ بل كانت ثورة شعبية حقيقية فرضتها الظروف الموضوعية لإنقاذ الشعب من فرض الوصاية وسيطرة الخارج على قراره السياسي والاقتصادي وسعيه لخلخلة نسيجه الاجتماعي “.
كما اعتبر الوزير زيد ثورة 21 سبتمبر ثورة رديفة للثورات اليمنية السابقة ومصححة لمسارها ومكملة لتحقيق أهدافها التي لم تترجم فعليا على الواقع منذ ما يزيد على خمسة عقود وتم الالتفاف على مبادئها وأهدافها السامية.
وأعرب عن الأسف والألم أن يحتفي أبناء اليمن بهذه الثورات والمناسبات الوطنية ومنها العيد الوطني الـ22 من مايو وعيد الاستقلال ال30 نوفمبر وعدن وعدد من المدن اليمنية، تئِن من وطأة المحتلين الجدد وتعيش أوضاعا مأساوية وظروفا في غاية الصعوبة والتعقيد نتيجة عدوانٍ ومطامع استعمارية من قبل الغزاة السعوديين والإماراتيين .
ونوه بالصمودُ اليماني الأسطوري وملاحمُ النصر وقيمُ الصبر والكفاح والنضالِ دفاعا عن الوطن والسيادةِ والثورة والكرامة في مواجهة أبشع عدوان في التاريخ المعاصر .. لافتا إلى أن ذلك دروس يمانيةً ستدرسُها الأجيالُ القادمة وسيسجلها التاريخ في صفحات من نور.
وفي الاحتفال الذي حضره رئيسا هيئتي الاستخبارات العسكرية اللواء عبدالله يحيى الحاكم والتدريب والتأهيل اللواء أحمد الصيفي وعدد من وكلاء وزارة الشباب وأمانة العاصمة والوكلاء المساعدين والمفوض العام للكشافة عبدالله عبيد والمفوضة العامة للمرشدات فاتن حمود عيسى وسكرتير عام الجمعية مطهر السواري.. تم قراءة وثيقة العهد المقدمة لرئيس المجلس السياسي الأعلى من شباب الحركة الكشفية والإرشادية، من قبل الكشاف أصيل بندر جاء فيها :
الأخ المشير مهدي محمد حسين المشاط
رئيس المجلس السياسي الأعلى القائد الأعلى للقوات المسلحة المحترم
وبلادنا تعيش أجواء الانتصارات الميدانية على التحالف الصهيوسعواماراتي في مختلف جبهات العزة والكرامة، يسرنا أن نرفع لكم أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 21 من سبتمبر المباركة، ومن خلالكم إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله وإلى قيادات الوطن في المجلس السياسي الأعلى ومجالس النواب والوزراء والشورى وإلى رجال الرجال من أبناء القوات المسلحة واللجان الشعبية في مختلف الجبهات وإلى جماهير شعبنا العظيم الصامد.
الأخ الرئيس:
إننا نحتفل بهذه المناسبة بعد أيام من الضربة الموفقة من الطيران المسير على مصفاتي أرامكو في محافظة بقيق وهجرة خريص والتي أصابت عصب الاقتصاد السعودي المعتمد على النفط والتي امتد تأثيرها بارتفاع سعر النفط على مستوى العالم ولا زالت تتداعى آثار تلك الضربة إلى يومنا هذا.
الأخ الرئيس :
إننا نثمن خطواتكم الشجاعة بتشكيل فريق المصالحة الوطنية والحل السياسي من مختلف أطياف العمل السياسي في بلادنا، نتمنى للفريق بالنجاح في مهمته مع أملنا في التقاط هذه الخطوة من قبل الطرف الآخر المؤيد لتحالف العدوان، مستفيدين من قرار العفو العام والتخلي عن الوصاية والإرتهان والمشاركة في بناء الدولة اليمنية الحديثة إلى جانبكم ومن معكم من الشرفاء.
الأخ الرئيس:
نجدد العهد لكم بأننا سائرون معكم على نهج أعلام الهدى لرسم صفحة الوطن الخالي من الوصاية وتحرير أرضنا ممن دنسوها من الغزاة والمحتلين، ونؤكد لكم بأننا في مقدمة الصفوف للدفاع عن الوطن والتصدي للعدوان.
عاشت الثورة والجمهورية،،،
الرحمة والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى ،،،
والخزي والعار للمرتزقة والعملاء ،،،
أبناؤكم شباب الجمهورية
20 محرم 1441 هـ
الموافق 20 سبتمبر 2019م.
بعد ذلك قام سكرتير عام الجمعية مطهر السواري ومفوضة الإعلام بالجمعية أحلام عبدالكافي بتسليم وثيقة العهد، إلى وزير الشباب والمفتش العام بوزارة الدفاع ومساعد وزير الدفاع ليتم تسليمها إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى.
عقب ذلك قام وزير الشباب وأمين العاصمة والمفتش العام بوزارة الدفاع ومساعد وزير الدفاع ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية ومعهم رئيس لجنة مجسم الشعلة علي علي الجرموزي، بإيقاد شعلة الذكرى الخامسة لثورة 21 سبتمبر.
واختتم الاحتفال بالسلام الجمهوري وخروج شباب وفتيات الحركة الكشفية والإرشادية من ساحة الاحتفال.
وفي تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) قال المفتش العام بوزارة الدفاع اللواء الركن عبدالباري الشميري” في هذه اللحظات المهيبة التي نوقد فيها الشعلة الخامسة لثورة 21 سبتمبر لتتوهج ألقا يمانيا يمتزج فيه عبق هذا الإنجاز الثوري السبتمبري بزخم الانتصارات المتتالية لشعبنا وقواتنا المسلحة على كافة المستويات، لا يسعنا إلا أن نقف بكل إجلال أمام عطاءات وتضحيات شهدائنا الذين كانوا سباقين إلى ميادين العزة والكرامة وتقديم أرواحهم من أجل تجسيد أهداف ثورتنا الخالدة والانتصار لقيم شعبنا في الحرية والسيادة والكرامة”.
وأضاف” إن وهج ثورتنا المباركة ومسارها الخالد سيبقى وهاجاً نستمد منه كل معاني القوة والثبات في مواجهة العدوان وبأننا ماضون في خوض معركتنا المصيرية بخطىً ثابتة فإما النصر أو الشهادة “.
ووجه المفتش العام بوزارة الدفاع التحية ومعاني الفخر والاعتزاز لأبطال القوات المسلحة واللجان الشعبية المرابطين في مختلف مواقع العزة والكرامة، مباركا لهم ثباتهم وصمودهم وما يسطرونه من ملاحم وانتصارات في مواجهة وردع العدوان والغزاة والمرتزقة.