صنعاء 17 أغسطس 2019م (سبأ):
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن عملية سلاح الجو
المسير اليوم في استهداف مصفاة الشيبة التي تقع في حقل نفطي قرب حدود
المملكة مع الإمارات، هي أكبر عملية ضد تحالف العدوان منذ بدء العدوان إلى
اليوم.
واعتبر السيد عبدالملك الحوثي في كلمة له اليوم حول آخر المستجدات
السياسية، استهداف مصفاة الشيبة التي تعد أكبر مصافي النفط للنظام السعودي
وما تحتويه من مخزون نفطي هائل، درسا مشتركا وإنذارا مهما للإمارات ..
لافتا إلى أن أهمية هذه العملية تكمن في استهداف الضرع الحلوب الذي يعتمد
عليه الأمريكيون.
كما أكد أن عملية سلاح الجو المسير التي سميت بعملية توازن الردع تحمل
رسائل مهمة لقوى العدوان مفادها أنه مهما استمر العدوان فلن يركع الشعب
اليمني ولن يحطمه ولن يشل قدراته ولن يصل به إلى الاستسلام.
وأوضح أن تحالف العدوان في العام الخامس يتلقى الضربات الأكبر والصفعات القوية واللكمات القاتلة نتيجة استمراره في العدوان.
ولفت قائد الثورة إلى أن الشعب اليمني متماسك ويستند في صموده وتماسكه إلى
إيمانه .. وقال” قدراتنا العسكرية ستتطور أكثر فأكثر من واقع الحاجة في حال
استمر العدوان، الذي لن يحقق لدول العدوان الأمن والاستقرار، بل بات
استمراره يشكل عليها الخطر الأكبر”.
وخاطب قائد الثورة، النظام السعودي” الطموحات في الزعامة الإقليمية لن
تتحقق في حال استمرار العدوان على اليمن، وستخسرون على المستويات الأمني
والسياسي والاجتماعي وعلى مستوى سمعتكم في العالم ومصلحتكم الحقيقية هي في
وقف العدوان على شعبنا”.
وأضاف ” لا مبرر ولا شرعية لكم في هذا العدوان، وكان ممكنًا للسعودية أن
تحظى بالأمن والاستقرار مقابل حصول اليمن على الأمن والاستقرار، وبالتعامل
مع الشعب اليمني على مبدأ حسن الجوار والاحترام المتبادل”.
وجدد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي التأكيد على أن عدوان السعودية
وتدخلها الذي وصل حد انتهاك سيادة اليمن لن يفيدها أو يحقق لها الأمن
والاستقرار .. وقال” كل عملياتنا العسكرية تأتي في سياق الحق المشروع في
الرد على العدوان وجرائمه”.
وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في عدن أوضح قائد الثورة أنها محطة من محطات
كثيرة لها ارتباطها الواضح بمؤامرات تحالف العدوان .. مشيرا إلى أن هدف
العدوان هو احتلال وتجزئة اليمن وهذه المسألة واضحة تم الإشارة إليها منذ
البداية.
وقال” الأحقاد والأطماع والإفلاس على المستوى الإنساني والأخلاقي لدى بعض
المكونات في اليمن، أعمتهم عن حقيقة العدوان فجعلوا أنفسهم أداة له “..
مشيرا إلى الغباء السياسي الذي دفع ببعض المكونات في اليمن لأن تكون قفازًا
تغطي به قوى العدوان جرائمها.
ولفت قائد الثورة إلى أن المجلس الانتقالي وحزب الإصلاح وعبدربه هم نماذج
من القوى التي اختارت الوقوف إلى جانب قوى العدوان، ترجمة لأحقادها وغباؤها
السياسي.
واستغرب ممن يتصور أن السعودية والإمارات أو أي طرف أجنبي سيدفع المليارات
ويدخل في ورطة لكي يدعمه ويمكنه من السلطة؟ وكيف يفكر حزب الإصلاح أو
المجلس الانتقالي أو عبدربه أن الدول ستتسابق في الدخول إلى الورطة من أجل
طموحاتهم وأحلامهم المراهقة؟”.
وأضاف ” من السذاجة والغباء أن يتصور عبدربه أن العالم والأمريكي
والبريطاني كلهم يسعون لتقديم خدمة له”.. لافتا إلى أن غباء بعض الأطراف
جعلها تقبل أن تكون أداة وغطاءً للعدوان على بلدهم.
وأشار إلى المأزق الذي وصلت إليه بعض الأطراف نتيجة تبريرهم لجرائم العدوان
والحصار على اليمن خلال الفترة الماضية، ما جعلها في مأزق، وهو ما وصلت
إليه السعودية والإمارات وكل مسميات المرتزقة.
كما أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن الوجود الشكلي في عدن لما
يسمى بالحكومة الشرعية أطيح به اليوم مع أنه منذ بدايته لم يكن موجودًا
بقرار وسلطة فعلية .. وقال ” عبدربه ليس له قرار ولا أمر وهو خاضع كليًا
لتوجيهات السعودي الخاضع للأمريكي “.
وذكر أن دول العدوان كانت تسعى إلى ربط مصير الشعب اليمني بعدن كعاصمة
مؤقتة مع إدراكها أن الوضع في عدن مقلق والبيئة فيها مليئة بالصراعات
والتباينات والخلافات ذات الطابع المناطقي.
وتساءل السيد عبدالملك الحوثي” كيف يمكن أن تكون عدن ركيزة للوضع الاقتصادي في البلاد وهي تعيش هذه الأزمات والمشاكل؟”.
ولفت إلى أن احتلال سقطرى عسكريًا تم وهي تحت سيطرة ما يسمى بالشرعية وسلطة
عبدربه الوهمية، وأن ما يحصل بالمناطق المحتلة هو حالة وممارسة وإدارة
احتلال.
وأكد أن المناطق المحتلة تحكمها أصوات الفتنة المذهبية والمناطقية والكذب
والدجل والافتراءات والتبريرات السخيفة لجرائم العدوان وما يحصل فيها هو
تمكين الأجنبي ليحتل المهرة وحضرموت وسقطرى وعدن والجزر والقواعد العسكرية
الإستراتيجية.
وتابع ” الذين وقفوا مع العدوان ضد بلدهم ليسوا في موقع قرار وسلطة وحرية،
إنما يخضعون كليًا لأوامر السعودية والإمارات، فالحقيقة باتت واضحة ولا
يمكن لأحد أن يكذب على شعبنا في أن ما يقوم به العدوان يخدم مصلحة اليمن “.
واستطرد ” المصلحة الحقيقية لأبناء اليمن هي في الاستقلال التام والتآخي
والتعاون والابتعاد عن الضغائن، فكذب الخونة وزيفهم اتضح جليا وإن كان لهم
حرص على مستقبلهم، عليهم الكف عن التزييف والخداع والأكاذيب “.
وأردف قائلا ” التعاون مع المعتدين على أبناء شعبنا هو عار وانسلاخ عن
الكرامة الإنسانية، والارتهان للأجنبي هو ضياع وخسران للحاضر والمستقبل”.
ونصح قائد الثورة، العملاء بمراجعة حساباتهم، والمجلس الانتقالي في عدن أن
لا يفرح بما توًهم أنه إنجاز له .. وقال” من يتحرك بالارتهان الكلي للأجنبي
لا يجب عليه أن يفتخر ويقول للناس أنه حقق إنجازًا واستقلالًا لنفسه، في
الوقت الذي يتلقى فيه الأوامر من الخارج، كون ذلك ليس استقلالًا بل ارتهان
وأداة للأجنبي”.
وجدد التأكيد على أن الوضع الصحيح للاستقلال هو ما تشهده المناطق الحرة،
حيث الصوت الحر والقوة والعزة والوحدة والاستقلال .. مبينا أن أي عنوان
مرتبط بالارتهان للأجنبي هو عنوانا زائفا للحرية، والمجلس الانتقالي لا
يملك لا الحرية ولا القرار ولا الاستقلال.
وشدد على ضرورة تعزيز عوامل الصمود في المناطق الحرة.. مخاطبا المتربصين
والمرتابين قائلا ” ألا تكفيكم هذه التطورات التي تكشف الحقائق أكثر
فأكثر؟”.. مؤكدا أن التضحيات التي يقدمها الشعب اليمني ثمرتها النصر
وعاقبتها الوصول إلى استقلال وحرية .
وأشاد بالجهود التي تبذل من كل أحرار اليمن للتصدي للعدوان وبما خرج عنه
اجتماع علماء اليمن في صنعاء وتأكيده على الموقف المسئول في توحيد الكلمة
لمواجهة العدوان والموقف الشعبي للقبائل والمرابطين وكل الذين يبذلون
جهودًا للتماسك المجتمعي.
ودعا السيد عبدالملك الحوثي إلى المزيد من دعم الجبهات وتنشيط عملية
التواصل مع المخدوعين لإعادتهم إلى صف الوطن .. مشيرا إلى أن زيارة وفد
اليمن لطهران تأتي في سياق التمهيد لعودة العلاقة الرسمية والتمثيل
الدبلوماسي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأشاد بموقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية المتميز والفريد والصريح في
التضامن مع الشعب اليمني وإدانة العدوان وكذا موقف حزب الله في التضامن مع
اليمن والذي كان متقدمًا لا يماثله أي موقف في الوطن العربي.
وثمن قائد الثورة الموقف الرسمي في العراق وسوريا المتعاطف مع اليمن ..
وقال” نحن على يقين أن هناك حالة تعاطف من عدد من شعوب منطقتنا التي لا
تستطيع التعبير عنها وننصح محيطنا العربي والإسلامي العودة إلى علاقته
الرسمية والتمثيل الدبلوماسي مع اليمن”.
وتطرق إلى العلاقات الرسمية بين اليمن وإيران سابقا والتي كانت على مستوى
الرؤساء والوزراء واللجان المشتركة .. مبينا أن هناك أكثر من 70 اتفاقية
بين إيران واليمن قبل وصول أنصار الله وشركائهم إلى الحكم، كانت تخدم اليمن
ولكن جمدها النظام السابق من أجل ألا تغضب السعودية.
وأكد أن العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستكون أفضل من الماضي
لأنها تقوم على الأخوة والقضايا المشتركة والعلاقة قائمة معها على احترام
السيادة والاستقلال .. وأضاف ” نلتقي مع الجمهورية الإسلامية في دعم القضية
الفلسطينية والموقف من الهيمنة الأمريكية والموقف من إسرائيل التي تشكل
خطرًا على الأمة “.
وأردف” نحن اليوم لا نتلقى أمرًا ولا فرضيةً واحدة من إيران وردنا على
العدوان قرار سيادي مشروع، وتضامن إيران مع اليمن هو ضد العدوان، ومن
الطبيعي أن يغتاظ البعض من أن إيران ستعيد التمثيل الدبلوماسي مع صنعاء
واليمن كدولة حرة مستقلة” .. مؤكدا أن الشعب اليمني حر وقراره وتوجهاته
مستقلة ولا تأتيه القرارات من أي كيان خارجي.
وبارك السيد عبدالملك الحوثي لحزب الله ذكرى النصر التاريخي في حرب تموز 2006.
ولفت إلى أن هناك اتجاه يتبنى التحرر من الهيمنة الأمريكية ودعم فلسطين
ومناهضة إسرائيل، فيما طرف آخر يسعى علنًا للتطبيع مع هذا الكيان، فيما
هناك طرف يدعم الجماعات التكفيرية بالمليارات ويوفر لها كل وسائل الدعم
لتقتل وتدمر كيان الأمة من الداخل.
وجدد التأكيد على الجاهزية للعلاقات الأخوية القائمة على أساس الاحترام
المتبادل مع كل أبناء الأمة .. وقال” حاضرون للعلاقة على أرقى مستوى مع أي
بلد عربي، ومن لم تأذن له أمريكا في علاقة جيدة مع اليمن هذه مشكلته وذلك
لا يؤثر على الشعب اليمني”.
وأدان الانتهاكات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني .. وقال” الإنتهاكات
الإسرائيلية تتزايد يومًا بعد يوم بحق الشعب الفلسطيني والبعض لا يبالي
وهمه تعزيز علاقته مع إسرائيل “.. مؤكدا أن صفقة ترامب خاسرة ومتلاشية ولن
تصل إلى نتيجة.
وتوجه قائد الثورة بالشكر لأبناء الشعب اليمني على تعازيهم ومواساتهم في
استشهاد السيد إبراهيم الحوثي .. وقال “لم تقتصر التعازي على أبناء اليمن
فحسب، بل تلقينا كثير من برقيات العزاء من شخصيات وجهات دولية وعربية
وإسلامية “.
وأشار إلى أن الشهيد إبراهيم الحوثي لم يكن يتحرك بحماية أمنية وإنما تحركه
في أنشطة ذات طابع خيري واجتماعي .. لافتا إلى أن الشهيد كان يعيش وضعًا
طبيعيًا كأي مواطن يمني ولهذا عمد العدوان لاستهدافه ليظهر كأنه حقق إنجاز
واختراق أمني.
واعتبر استهداف الشهيد إبراهيم الحوثي ورفاقه، دليل على إفلاس تحالف العدوان واعتماده على الجرائم نتيجة فشله في تحقيق أهدافه.
وبين قائد الثورة أن تحالف العدوان يعتمد على السلوك الإجرامي في عدوانه على اليمن منذ اليوم الأول للعدوان .
وقال ” كل ما يقوم به العدوان من جرائم بأي شكل لن يؤثر على صمود وتماسك
شعبنا وقوة إرادته”.. مؤكدا أن معنويات الشعب اليمني تزداد كلما ازدادت
جرائم العدوان.
سبأ