صنعاء 14 أغسطس 2019م (سبأ):
لم يثن العدوان وجرائمه الممنهجة وما يفرضه من حصار وحرب اقتصادية شعواء، الشعب اليمني عن الاحتفاء بعيد الأضحى المبارك وبشكل لافت للانتباه.
وعلى الرغم من المآسي التي خلفها العدوان على مدى السنوات الأربع الماضية، والتي ألقت بظلالها القاتمة على الكثير من مناحي الحياة، إلا أنه مازال للأعياد في اليمن نكهتها الخاصة ليس من حيث ممارسة الطقوس العيدية والعادات والتقاليد وإنما تمثل هذه المناسبات تجسيداً لمعاني الصمود في أنصع صورها، وانتصاراً آخر يجسد قوة اليمنيين وإصرارهم على تجاوز التحديات.
حيث خرج اليمنيون مع أطفالهم منذ ساعات الصباح الأولى في أول أيام عيد الأضحى لأداء صلاة العيد وسط تعالي التكبيرات من المآذن، وأجواء فرائحية عكستها الألوان الزاهية للملابس الجديدة التي ارتداها المصلون كبارا وصغارا، وترجمتها الابتسامات العريضة التي ارتسمت على محياهم عقب أداء الصلاة وتبادل التهاني والأمنيات بالصحة والسلامة والعمر المديد بمناسبة العيد.
ولم تقتصر الاحتفالات بعيد الأضحى، على زيارات الأهل والأقارب وتوزيع “العيدية” على الأطفال والأرحام كما جرت العادات والتقاليد التي تتوارثها الأجيال، بل سبقها شراء الأضاحي وذبحها وتوزيع لحومها على الأهل والأقارب والفقراء والمحتاجين في أجواء عكست معاني التكافل الاجتماعي.
وحفلت مراسم الاستقبال بأصناف وأنواع المكسرات والحلوى والكعك والمشروبات ضمن ما يعرف “بجعالة العيد” لتتعاظم بها فرحة الأطفال، كما ازدانت أيادي صغار الفتيات بالنقش والحناء ما جعل العيد يكتسب ألقاً خاصاً يظل عالقاً في الإذهان رغم اختفاء آثاره المنقوشة على أياديهن يوماً بعد يوم.
كما اكتظت الحدائق والمنتزهات والمتنفسات العامة بالزوار للترفيه عن أنفسهم بعيداً عن ويلات أربع سنوات من الحصار والعدوان غير مبالين بتحليق طيران العدوان الذي يحاول تكدير ابتهاجهم بالعيد.
ولم تخلُ الطرقات والمساحات الزراعية على امتداد الخطوط المؤدية إلى الكثير من المتنفسات المحيطة بأمانة العاصمة ومنها وادي ظهر وشلال بني مطر وعصر وغيرها من الزوار الذين حولوها إلى مجالس مفتوحة لتجاذب الطرائف والذكريات وأطراف الحديث حول الكثير من الأمور في مشهد يعكس بساطة وتلقائية الإنسان اليمني وقدرته على التكيف والتغلب على الظروف التي فرضها العدوان والحصار.
وأضفت الأمطار والسماء الملبدة بالغيوم أجواء ساحرة على المتنفسات التي حظيت بإقبال غير مسبوق من الأسر خاصة في وادي ظهر وبني مطر وغيرها من الأماكن الطبيعية بمحافظة صنعاء.
وكيل محافظة صنعاء لقطاع الاستثمار يحيى محسن جمعان أشار إلى وجود العديد من المتنفسات الطبيعية والأثرية التي يرتادها الزوار خلال إجازة العيد كقصر دار الحجر التاريخي وشلال بني مطر وقرية سناع وغيرها من المناطق بالمحافظة.
لفت إلى أن عدد السيارات التي وصلت إلى شلال بني مطر والمناطق المجاورة له في ثاني أيام العيد بلغ ألف و600 سيارة امتدت على جانبي طريق صنعاء الحديدة.
وأكد وكيل المحافظة في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن السلطة المحلية بالمحافظة حريصة على توفير متطلبات الزوار في هذه المتنفسات الطبيعية التي تزخر بها محافظة صنعاء.. لافتا إلى أنه سيتم تنفيذ مشاريع استثمارية في مديريات الطوق والتي ستكون قبلة للزوار على مدار العام.
ويتفاجأ الزائر للمتنفسات وضواحي صنعاء بمستوى إقبال الأسر والمواطنين على المتنفسات بوادي ظهر وبني مطر والسدود والأماكن الطبيعية لقضاء إجازة عيد الأضحى.
والتقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بعدد من الزوار إلى هذه المتنفسات، حيث أوضحوا أن إجازة العيد تعتبر من الأيام الهامة التي يتم الترتيب لقضائها مع الأسرة في المتنفسات والحدائق .. منوهين بما تمتاز به محافظة صنعاء من مناظر طبيعية خلابة خاصة هذه الأيام مع هطول الأمطار.
وأشاروا إلى أنه بالرغم من استمرار العدوان ومحاولاته تكدير أجواء العيد إلا أن المواطن اليمني حريص على الاحتفال بعيد الأضحى، حيث يتم الخروج مع الأهل منذ الصباح إلى المتنفسات العامة.
ورغم أن ظروف العدوان والحصار ساهمت في تأجيل الكثير من مشاريع البنية التحتية للمتنفسات على حساب مشاريع ملحة أخرى تحتل أولوية ضمن خطط حكومة الإنقاذ إلا أن ذلك لا يعني عدم اهتمام الحكومة بالسياحة الداخلية حسب القائم بأعمال وزير السياحة أحمد العليي والعمل على تطويرها.
ويؤكد العليي أن الوزارة تسعى حاليا إلى تبني مشاريع تسهم في تجهيز هذه المتنزهات لاستقبال زوارها خلال إجازات الأعياد والمناسبات وتلبية احتياجاتهم في ضوء الإمكانات المتاحة.