صنعاء 10 أغسطس 2019م (سبأ):
تعمًد النظام السعودي منذ شنه العدوان على اليمن في مارس 2015م، تسييس فريضة الحج، بفرض إجراءات تعسفية تسببت في حرمان الآلاف من أبناء الشعب اليمني من حقهم في ممارسة الشعائر الدينية وأداء هذه الفريضة.
وبينما توافد ضيوف الرحمن فجر اليوم إلى مشاعر صعيد عرفات، بعد قضاء يوم التروية في مشعر منى، يتشوًق آلاف اليمنيون لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام طمعا في رحمة الله تعالى ومغفرته، نظرا لفرض قيود وإجراءات تعسفية من قبل السلطات السعودية .
ومنذ العام الأول من شن السعودية وتحالفها الإجرامي العدوان على الشعب اليمني، منعت السلطات السعودية اليمنيين في المناطق الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ من أداء فريضة الحج، تحت مبررات واهية وأعذار ما أنزل الله بها من سلطان في إنتهاك سافر للحق في العبادة الدينية.
ولم تستثن الممارسات التعسفية للسلطات السعودية، الحجاج الذين استطاعوا الذهاب إلى المشاعر المقدسة لأداء هذه الفريضة، عبر سلطات فنادق الرياض، بل يتعرض الكثير منهم للابتزاز من قبل النظام السعودي ومرتزقته، تحت ما يسمى تقديم خدمات ذات جودة عالية.
وفي هذا الصدد أدان وزير الأوقاف والإرشاد نجيب ناصر العجي القيود التي فرضها النظام السعودي على الحجاج اليمنيين.
وأكد أن السعودية رفضت الرد على خطابات وزارة الأوقاف والإرشاد بشأن تسهيل حج اليمنيين أو تسيير رحلات جوية للحجاج.
فيما أوضح مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين أن صد النظام السعودي لليمنيين عن البيت الحرام موجب لعذاب الله.
وقال” يتوجب على علماء الأمة قول الحق فيما يتصل بتسييس آل سعود للحج والعقاب الذي يمارسونه بحق الشعب اليمني بشن العدوان وفرض الحصار لما يقارب خمسة أعوام “.
وأكد العلامة شرف الدين أن النظام الذي يوالي اليهود ويطبًع مع إسرائيل ويجلب الفجور إلى أرض الحرمين ويسجن العلماء منزوعة ولايته على البيت الحرام بنص القرآن الكريم .. لافتا إلى عدم كفاءة النظام السعودي في إدارة الحرمين الشريفين.
ولفت إلى أن تسييس النظام السعودي لفريضة الحج ورقة عقاب يشهرها في وجه من يخالفه في اليمن وفلسطين والعراق وليبيا.
من جانبه أكد نائب وزير الأوقاف والإرشاد العلامة فؤاد ناجي، أن النظام السعودي يعتمد تسييس فريضة الحج واستخدم هذه الفريضة ورقة ضغط في عدوانه على اليمن وشعبه.
وأشار إلى أن النظام السعودي لم يسمح بدخول أي يمني لأداء فريضة الحج بصورة رسمية للعام الخامس على التوالي.. وقال ” هذا النظام يبتز الشعب اليمني بمنع من يشاء والسماح لمن يريد”.
وأدان اختلاق النظام السعودي للعراقيل تحت مبررات ما أنزل الله بها من سلطان أبرزها فرض مبالغ إضافية على الحجاج تحت مبرر الخدمات ووضع العراقيل أمام الراغبين في أداء هذه الفريضة من المحافظات الجنوبية.
ولفت العلامة ناجي إلى أن النظام السعودي أغلق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية أمام اليمنيين، في إنتهاك صارخ لحق المسلم في أداء هذه الفريضة.
من جهته وصف وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الحج والعمرة إسماعيل ضيف الله المعاملة التي يتلقاها الحجاج اليمنيون على يد السلطات السعودية ومرتزقتها بالمهينة.
وقال” النظام السعودي تعمد تسييس فريضة الحج منذ شنه للعدوان على اليمن، سيما على أبناء المحافظات الشمالية, حيث يعامل الحاج اليمني معاملة سيئة “.
وأضاف ضيف الله ” من جهتنا بذلنا كل ما نقدر عليه من جهود لتسهيل سفر الحجاج اليمنيين رغم إعاقة العدوان لذلك, حيث سحب العدوان اختصاصاتنا ومهامنا لمرتزقته, وكان لا بد أن نقوم بواجبنا أيا كانت الظروف لتسهيل الصعوبات أمام الحجاج اليمنيين “.
ولفت إلى أن سفر الحجاج يتم عبر وكالات معتمدة وعددها 116 وكالة إضافة إلى أن العدوان اعتمد 34 وكالة مرتبطة به مباشرة ليس لها عنوان بل مجرد أسماء.
وأشار الوكيل ضيف الله إلى أن تأشيرة الحج صارت اليوم مسيسة من قبل العدوان السعودي .. وقال” الحجاج اليمنيون وضعهم سيء, حيث يتم تكديسهم في منفذ الوديعة إلى أن يتم تجميع 30 حافلة لنقلهم إلى الأراضي المقدسة وكأنهم سجناء أو مجرمي حرب وتفرض عليهم رقابة شديدة من قبل الشرطة ويحرمون من أبسط حقوقهم”.
وأوضح أن محطات التجميع كانت سابقا استراحة ولم تعد موجودة حاليا, وأصبحت الإجراءات معقدة وأحيانا يبقى الحاج يومين أو ثلاثة أيام بمنفذ الوديعة الذي لا يتسع إلا للعشرات، وهو منفذ غير مؤهل ولا توجد فيه خدمات، فيبقى الحجاج في الحافلات أو في العراء.
وقال” المرتزقة يستغلون الحجاج بصورة سيئة, حيث وأن المبلغ المطلوب على الحاج رسميا 8100 ريال سعودي, في حين لا يسمح لدخول الحاج اليمني إلا بعد دفع ألفي ريال سعودي زيادة بحجة أنه إذا حج العام الماضي، عليه دفع غرامة بمبلغ ألفي ريال سعودي تورد إلى بنك الرياض “.
وأكد وكيل قطاع الحج والعمرة أن السلطات السعودية قامت بإعادة أعداد كبيرة من الحجاج اليمنيين بذريعة حملهم جوازات صادرة من صنعاء بعد أن تم أخذ المبالغ منهم.
وأوضح بهذا الخصوص أن وكالات الحج أعلنت ذلك صراحة.. وقال” أبلغت السعودية وكالات الحج بعدم السماح بدخول من يحمل جواز صادر بعد ديسمبر 2015م واعتماد الجوازات الصادرة من المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي ـ الإماراتي بالإضافة إلى إلزام الوكالات بقطع جوازات جديدة ما ضاعف من معاناة الحجاج في قطع الجوازات وصعوبة السفر لأداء فريضة الحج “.