[02/يناير/2019]
قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور إن تاريخ الصراع بين المفكرين والفلاسفة وأنظمة الحكم بشأن حق حرية التعبير يعود إلى ما قبل الميلاد والذي وضحته عدد من الشواهد المنقوشة مثل دستور أثينا وتشريعات حمورابي”.
جاء ذلك لدى مشاركته اليوم حفل تكريم الدفعتين الأولى والثانية من معهد “يس ميديا” للتدريب والتأهيل الإعلامي وإلقائه محاضرة عن الإعلام والمسؤوليات الإنسانية والأخلاقية لحملة الأقلام، بحضور مستشار الرئاسة الدكتور عبدالعزيز الترب ووزير الدولة عبدالعزيز البكير.
وأضاف رئيس الوزراء ” ظلت حرية التعبير قضية خلافية بين المجتمعات وحكامها على امتداد التاريخ الإنساني حتى بزوغ فجر الثورة الفرنسية، التي كان لها الفضل الكبير في نشر الحرية والثقافة والقيم الديمقراطية التي شهدت تطويرا مستمرا حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم”.
وبين أن عدم توفر حرية التعبير تؤدي إلى تكبيل الإعلامي بقيود كثيرة تمنعه عن الانطلاق لأداء رسالته الايجابية تجاه وطنه ومجتمعه .. لافتا إلى الرسالة السامية للإعلام وأهمية أن تكون حاضرة في ذهنية الإعلامي وهو يمارس مهامه التنويرية والنقدية وفي نقله للوقائع والأحداث وتحليلها.
ونوه بالأدوار الحاسمة والكبيرة التي يقوم بِهَا الإعلام حاليا سواء في زمن السلم أو الحرب في ظل الفضاء الإعلامي المفتوح اليوم .. موضحا أن المال وحده لا يستطيع أن يصنع إعلاما قويا ومؤثرا لأنه يحتاج إلى العقول والفكر المستنير المواكب للمتغيرات والقادر على الإبداع والتميز واستشراف المستقبل.
وتناول رئيس الوزراء الآثار التدميرية التي يصنعها الإعلام الفاقد للضمير في واقع الشعوب اليوم .. معتبرا الأدوار السلبية التي قامت بها عدد من القنوات العربية ذات المتابعة العالية تجاه الأحداث التي يمر بها اليمن ومن قبلها ما سمي بالربيع العربي من الشواهد الحية لما يمكن أن يصنعه الإعلام السلبي من خراب وتدمير وانقسامات في المجتمعات.
وقارن بين ما أنتجته الثورة الفرنسية من قيم ومبادئ ومفكرين ومنظرين وبين ما أنتجته ما تسمى بثورات الربيع العربي من انحرافات أخلاقية وثقافة تدميريه وتنظير ديماجوجي.
وقال ” إن التفكير والإعلام الحر والمسئول ينتج معرفة تنير للشعوب دروبها وتصلح أحوالها وتضمن مستقبلها المستقر، في الوقت الذي يظل الجانب الروحي مهما للمصداقية وللحفاظ على السلام الداخلي للإنسان”.
واعتبر الدكتور بن حبتور الدولة الصالحة هي من توفر مقومات الحرية والبناء وسبل العيش الكريم لأبنائها وإفساح المجال أمامهم لتفجير طاقاتهم بما يخدم الفكرة الجمعية في التطوير والتحديث .. مؤكداً أن الإعلام في الأنظمة الشمولية لا يمكن له أن يتحدث أو يمارس مهامه إلا في مسارات محددة ولذلك يظل صوته وتأثيره محدودا.
وأشاد رئيس الوزراء بالدور الايجابي الذي تقوم به المعاهد التطبيقية التأهيلية الحرفية والمهنية في صقل قدرات الأشخاص وإسناد فكرة التخصص الذي يعد واحدا من العوامل المهمة للنجاح والإبداع والتميز سواء في المجال الإعلامي أو في غيره من المجالات المهنية والحرفية.
وخاطب الخريجات والخريجين بقوله ” أنتم تحملون رسالة مقدسة وينبغي أن يكون ضميركم الإعلامي والإنساني حاضرا في مسيرتكم المهنية وأنتم تمارسون مختلف الفنون الإعلامية والصحفية “.
وأعرب عن تمنياته للجميع التوفيق في مهامهم المقبلة وأن يكونوا نقطة مضيئة في حاضر ومستقبل الإعلام اليمني .
وكان المدير التنفيذي لـ يس ميديا محمد الشومي، استعرض فيها نشاط المعهد التدريبي وأهدافه الرامية صقل مهارات وقدرات الكوادر الإعلامية الشابة عبر التدريب التخصصي في مختلف التخصصات الإعلامية .
وأشار إلى الإمكانيات الفنية والتقنية والبشرية التي يقدم من خلالها المعهد مهامه التدريبية .. لافتا إلى أن رسالة يس ميديا هي التشجيع على الإعلام التخصصي والمساهمة في توفير كادر إعلامي مؤهل وقادر على التعامل مع تقنيات الإعلام الحديث.
وألقيت كلمتان نيابة عن خريجي الدفعتين الأولى والثانية، نوهتا بالمعارف التطبيقية التي قدمت أثناء الدورتين وآثارهما الايجابية على الجميع .
وأعربتا عن تقديرهما لطاقم المعهد التدريبي على ما بذلوه من جهود أثناء الدورتين.
وأكدتا تطلع الخريجات والخريجين إلى المساهمة المؤثرة في خدمة وطنهم ومجتمعهم وأن يكونوا إضافة ايجابية في واقع الإعلام اليمني .
وفي ختام الحفل قام رئيس الوزراء ومعه الدكتور الترب والوزير البكير وقيادة يس ميديا بتوزيع شهادات التخرج على الخريجين والخريجات في الدبلوم الإعلامي الاحترافي البالغ عددهم 30 شابا وشابة وكذا الشهادات التقديرية للطاقم التدريبي.
سبـأ