[20/نوفمبر/2018]
واكتظ ميدان السبعين بالحشود الجماهيرية التي توافدت للمشاركة في إحياء ذكرى مولد رسول الإنسانية محمد عليه الصلاة والسلام .. معبرة عن الفرحة بهذه المناسبة التي تهل على الأمة في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام لتكون محطة لتعزيز الولاء والإرتباط بالمصطفى واستلهام العبر والدروس من سيرته العطرة.
ورفع المشاركون في الاحتفال الكبير الذي حضره رؤساء مجالس النواب يحيى علي الراعي والوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور والقضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل ورئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، ورئيس المحكمة العليا القاضي عصام السماوي ومدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد، والنائب العام القاضي ماجد الدربابي ونائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع اللواء جلال الرويشان وعدد من أعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى وأمين العاصمة وأمين عام محلي الأمانة وعدد من المحافظين وأمناء عموم المجالس المحلية، اللافتات المعبرة عن أهمية هذه المناسبة وما يحتله النبي عليه الصلاة والسلام من مكانة في قلوب اليمنيين.
وأكدوا أن الاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام، رغم تكالب قوى الإجرام في العالم على الشعب اليمني، تجديدا للولاء لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وإيصال رسالة للعالم بتمسك اليمنيين بمنهج الحبيب المصطفى والتحلي بأخلاقه وسلوكه.
وشكلت الجموع المحتشدة لوحة فنية بديعة عكست الروحانية التي يتحلى بها أبناء اليمن وهم في حضرة الإحتفال برسول البشرية ومعلمها الأول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذي أعاد حياة الإنسانية إلى موازين العدل والمساواة ومبادئ التكافل والتراحم وترسيخ علاقة الإنسان بخالقه المتصلة بعبوديته وتوحيده والتحرر من كل تبعية وعبودية.
وفي الاحتفال الذي بدء بآي من الذكر الحكيم .. بارك قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي للأمة الإسلامية والشعب اليمني حلول هذه الذكرى، ذكرى مولد خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله والذي كان مولده مولدا للنور وقدوما ميمونا ومباركا للبشرية.
وأشار في الكلمة التي ألقاها في الاحتفالات الجماهيرية في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات بمناسبة المولد النبوي، إلى أهمية الاحتفال بهذه المناسبة التي يعظم فيها الاختبار وتكثر فيها المسئولية، وكان في حكمة الله تعالى ورحمته أن يمن على البشرية بأعظم وأسمى وأهدى قائد ومعلم على مر التاريخ، يختم به النبوة ويكن به الرسالة ويقيم به الحجة ويتم به النعمة، ذلكم هو رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله وسلم .
وقال “إن الله تعالى أرفق معه أعظم وأهدى الكتب مضمنا له من المعارف والتعليمات والتوجيهات ما يتحقق للبشرية بإتباعه الفوز وتكسب به النجاح وتهتدي به في مسيرة حياتها وتسموا وترتقي في سلم الكمال الإنساني وتصلح واقعها وتؤدي مسؤولياتها وتنهض بدورها الحضاري في واقع الحياة بما يحقق لها الخير والفلاح “.
وأشار إلى أن طريق النفاق يجعل الأمة بكل طاقاتها وثرواتها مجرد رصيدٍ إضافي يعزز سيطرة أمريكا ونفوذها على المستوى العالمي .. لافتا إلى أن الخير والنصر والظفر هو عاقبة الصبر على المعاناة في سبيل الله والتحرر من سيطرة الطاغوت والاستكبار.
وأكد أن المرحلة التي يمر بها الوطن من التصدي للعدوان هي مرحلة مهمة وفاصلة، لأنه يواجه عدواناً ظالماً يستهدف الكرامة والهوية والإنتماء .. لافتا إلى أهمية أن تمثل هذه المناسبة محطة تعبوية إيمانية، لأن العدو يستهدف وعي الشباب والشابات وأخلاقهم، وهو الاستهداف الأخطر من الصواريخ والأسلحة والقنابل التي يتعرض لها الجميع.
وحث السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الشباب والشابات على أن يكونوا عند مستوى الأمل بالتمسك بالهوية والتثقف بثقافة القرآن الكريم والتحصن بالوعي العالي وأخلاق القرآن التي هي مكارم الأخلاق والحذر من كل ما يمس وعيهم.
كما حذر الشباب من الظلاميين والتكفيريين الذي يسعون للسيطرة عليهم وضربهم في أخلاقهم وقيمهم ليسهل عليهم توجيههم بما يضر مصلحة الوطن.
وأكد قائد الثورة تمسك الشعب اليمني بحقه في الحرية والاستقلال على أساس الهوية الإيمانية وكذا التمسك في الدفاع عن اليمن والتصدي للعدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي.
وجدد التأكيد على الجهوزية للسلام العادل والمشرف متى ما توفرت المصداقية لتحالف العدوان .
كما أكد وقوف الشعب اليمني إلى جانب قضايا الأمة الكبرى وفي المقدمة وقوفه المبدئي والأخلاقي إلى جانب الشعب الفلسطيني والمقاومة الباسلة في تحرير المقدسات وعلى رأسها الأقصى المبارك والقدس الشريف من الصهاينة المعتدين ونيل الحرية الكاملة للشعب الفلسطيني .. منددا بكل أشكال التطبيع والتحالف مع إسرائيل.
ودعا قائد الثورة الشعب اليمني إلى تعزيز التكافل الاجتماعي، والاهتمام بالفقراء وإغاثة الملهوفين والمحتاجين والعناية بإخراج الزكاة.
كما دعا القوى السياسية والشعب اليمني إلى دعم الجهات الرسمية لتطوير الأداء في كل مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد وبذل أقصى الجهود لخدمة الاقتصاد الوطني.
وأشاد بالحضور الكبير والمشرف الذي عبر عن وفاء الشعب اليمني وصلابته وحيويته وفاعليته ومحبته وتوقيره وإعزازه لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وكان رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين، أكد أن هذه الحشود، تجتمع اليوم تحت أشعة الشمس لتجديد الولاء لرسول الله عليه الصلاة والسلام.
وأشار إلى أن أقرب الناس مجلسا من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة هم الأحسن أخلاقا الذين يئلفون ويٌألفون ويهتدون بهدية ويستنون بسنته ويقتفون أثره.
ولفت إلى أن الأولى بمعية رسول الله ليس من تولى اليهود والنصارى بل من أحل حلاله وحرم حرامه ويستن بسنته .
وقال” أهل اليمن يبادلون النبي محمد صلى الله عليه وسلم الوفاء بالوفاء الذي قال الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية وقوله “أتاكم أهل اليمن هم خير أهل الأرض كأنهم السحاب وقوله ” لا تسبوا أهل اليمن فإنهم مني وأنا منهم وكذا قوله أني لأجد نفس الرحمان من هاهنا وأشار إلى اليمن “.
وأضاف” لم نجد شعبا بهذا المستوى من النضج والصمود والثبات والتوكل على الله والجهاد في سبيله دون أن يخاف في الله لومة لائم “.
ولفت العلامة شمس الدين شرف الدين إلى أن هذه المنزلة والتعامل الحسن مع أهل اليمن، التي اختصهم بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لأنهم من قدًموا الأنموذج في الصمود والثبات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواجهة الشيطان الأكبر وقرنه الممتد في الساحة العربية والإسلامية.
وقال ” أهل اليمن هم المجاهدون الصابرون والثابتون يستحقون هذه المنزلة من رسول الله، فهنيئا لأهل اليمن وعضًوا على هذه النعمة بالنواجذ واصبروا وصابروا ورابطوا “.
وناشد رئيس رابطة علماء اليمن الذين ارتموا في صف وأحضان العدوان العودة إلى جادة الصواب .. وقال ” شعبكم وأهاليكم بانتظاركم فعودوا إلى رشدكم لأنه لا يمكن أن يكون على الحق من ارتمى في صف وأحضان العدوان”.
وأكد أن المستفيد الوحيد والأكبر من هذه الحرب المسعورة هم أعداء الأمة، فلا خير في استمرار الحرب وتكريس العداء في قلوب الناس .. داعيا الجميع، اغتنام مناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم للإقتداء والتأسي به.
تخلل الاحتفال الذي شهد حضور نسائي كبير، قصيدة للشاعر معاذ الجنيد ووصلة إنشادية، في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام وما تحلى به من قيم وأخلاق حميدة.
حضر الاحتفال عدد من قيادات الدولة مدنيين وعسكريين وممثلو الأحزاب والمكونات السياسية والمجتمعية والعلماء والمشائخ والشخصيات الاجتماعية، ووكلاء أمانة العاصمة والوكلاء المساعدين وقيادات السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية.
سبأ