[06/أغسطس/2018]
تقارير خاصة | 06 أغسطس | المسيرة نت : إبراهيم الوادعي
هول مجزرة الحديدة الأخيرة الخميس الثالث من أغسطس 2018 عشر أجبر العديد من الأطراف الدولية على رفع الصوت أعلى هذه المرة وإن دون المستوى المطلوب، جميعها تدين الاستمرار في قتل المدنيين واستهداف المناطق السكنية، مجازر عبثية وصفتها بدقة ميرتشيل ريلانيو الممثلة المقيمة لليونيسف في اليمن دمر هجوم آخر لا معنى له في الحديدة العائلات والآمال والأحلام من أجل مستقبل أفضل.
وأمام هذا الكم من الإدانات لتحالف العدوان السعودي الأمريكي هرب التحالف إلى محاولة الإنكار، لكن انكاره المثبت عكسه على الأرض ولدى الأطراف الدولية التي تملك أجهزة استخبارات وقنوات معلومات استندت عليها في إدانة تحالف العدوان، أعاد إلى الإذهان انكار التحالف قصف الصالة الكبرى بصنعاء ومن ثم معاودة الاعتراف وتحميل مرتزقته المسئولية ، وانكار مجزرة مدينة العمال في المخا قبل أن يثبت العكس وتنتشر على الميديا مشاهد الغارات الوحشية.
تحميل المرتزقة قد يكون هو الأسلوب المتوفر والمتبع لدى التحالف العدواني على اليمن للتغطية عل احد اطرافه الذي قد يكون خطط ونفذ الجريمة في تحالف تضاربت مصالح اطرافه في اليمن والتقت فقط على قتل اليمنيين وسفك دمائهم في الطرقات والأسواق وأينما تسنى للطائرات وعديد أسلحة التحالف أن تصل بقذائفها.
بيان وزارة الصحة أشار إلى أن المجزرة المروعة والمزدوجة التي راح ضحيتها 55 مدنيا شهيدا، ومئات الجرحى بينهم نساء وأطفال، لم تتوقف عند استهداف منطقتي سوق الصيد ” المحوات ” المكتظ بالباعة من الصيادين وبوابة مستشفى الثورة العام، بل جرى ملاحقة سيارات الإسعاف وقصف سيارتين إسعاف إحداهما في موقع الجريمة أمام بوابة مستشفى الثورة العام وأخرى في منطقة كيلو 16 بعد خروجها من مجمع الساحل الغربي الطبي وهي تقل جرحى تطلبت حالتهم الحرجة نقلهم إلى مستشفيات العاصمة صنعاء للعلاج.
استهداف المدنيين في سوق الاصطياد والمرضى أمام بوابة مستشفى الثورة العام في جريمة مزدوجة قد يكون لها مدلولها بعد يوم واحد من حديث رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو أمام القوات البحرية الصهيونية عن مشاركة إسرائيلية ضمن تحالف دولي في المنطقة لمواجهة إيران في باب المندب وفق ما نقلته وسائل الإعلام الصهيونية وتغريدات رئيس وزراء الكيان الصهيوني نفسه، قد يكون جرى ترجمته على الأرض في ارتكاب جريمتي واستهداف سوق الاصطياد أثناء اكتظاظه بالباعة وبوابة مستشفى الثورة بارتكاب مجزرة بحق المدنيين في مدينة الحديدة، وملاحقة سيارات الإسعاف وقصفها.
على مدى ثلاثة أعوام ونصف تفضل “إسرائيل” الصمت على المستوى الرسمي، وترك الاعلام الصهيوني والدولي يتولى الحديث عن حضورها في التحالف السعودي الأمريكي على اليمن .
تغريدات رئيس وزراء الكيان الصهيوني هي الأولى من نوعها يطلقها مسئول صهيوني بحجم رئيس الوزراء في حكومة الكيان ، والتصيح الإجرأ يرفع جانبا من السرية عن المشاركة الصهيونية في التحالف على اليمن، مع أن وقائع الميدان أكدت في أكثر من موقع حضور الجانب الصهيوني في المعركة في اليمن وسقوط قتلى له في خميس مشيط وصحن الجن.
تمتلك تل أبيب قواعد عسكرية جوية في جزر دهلك الإريترية قرب باب المندب، والجيش الصهيوني تحدث قبل أشهر أن طائرات ال اف 35 نفذت عمليات جوية في ميداني قتال يجريان حاليا في المنطقة احداهما سوريا ، في إشارة الى الي اليمن .
وقبل نحو شهرين وتحديدا في 2 يونيو 2018م كشف قائد الثورة الشعبية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن رصد الجانب الفني للجيش واللجان الشعبية للمشاركة لطائرات اسرائيلية في عمليات الرصد والاستطلاع في سماء الحديدة التي يجريها تحالف العدوان .
مجزرة الحديدة تحمل الكثير من البصمات إسرائيلية لجهة عديد الأسلحة التي استخدمت في تنفيذ الجريمة لإحداث قدر كبير من الإرباك وخلط الدلائل ومحوها، وكذلك لجهة اختيار مواقع تنفيذ الجريمة وتوقيتها سوق الصيد وبوابة مستشفى الثورة المكتظين بالمواطنين والوحيد القادر على توفير العلاج للمواطنين ومكافحة الكوليرا وفق المنظمات الدولية، وملاحقة سيارات الإسعاف وقصفها تحمل بصمات إسرائيلية واضحة بالقياس إلى ما يشاهد في غزة والضفة الغربية بفلسطين المحتلة على مدى سنوات ، وعمليات قذره نفذها جهاز الموساد الصهيوني في عدد من الدول العربية.
فشل المالكي في محاولات رفع مسئولية الجريمة عن تحالف تقوده دولته، وحاصرته الإدانات الدولية حتى من أقرب الدول لتحالفه العدواني الذي ينطق باسمه ، تحالف ثبت ان هواه وعشقه صهيوني وصون مثالح واشنطن، وهو حاضر للقتل وابادة شعب مسلم لا يقر “لأسرائيل ” باحقية في فلسطين ، مع أن الإسلام الذي تتلبس به دول تحالف السعودية يفرض الجهاد على كل قادر على حمل السلاح لتحرير أرض للإسلام احتلها العدو، فكيف والمحتلة قبلة المسلمين الأولى والمحتلون يهودا هم أشد الأقوام عدواة للمسلمين.
بعد مجزرة الحديدة أضحى تشكيل لجنة تحقيق دولية مطلب اكثر إلحاحا لمنع الخوض الاستهتار المريع بدماء اليمنيين الممتد على مدار ثلاث سنوات، ويتوقع أن يتصاعد ويصبح أكثر عدوانية وإجراما في ظل يأس تعيشه عواصم التحالف على اليمن من واشنطن إلى الرياض وأبوظبي مرورا بتل أبيب، وتوقعات بأن تصير أكثر عدوانية وعطشا لسفك الدماء.