[07/يونيو/2018] صنعاء – سبأ:
وأوضح السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمته مساء اليوم بمناسبة يوم القدس العالمي، أن الأقصى والمقدسات وفلسطين باتت عنوانا رئيسيا لطبيعة الصراع مع قوى الطاغوت والاستكبار في مرحلة حساسة.
وقال ” معنيون باستيعاب طبيعة المرحلة ومعركتنا اليوم معركة وعي وهذا جزء من الصراع مع الأعداء، والقضية الفلسطينية ليست منفصلة خاصة بقطر معين بل هي عنوان بموقعها الإنساني”.
ولفت إلى أن ربط المسجد الحرام بالمسجد الأقصى له دلالة مهمة في وجدان الأمة.. مؤكدا أن التفريط في الأقصى جزء من التفريط بأي مقدس، وإذا سقطت من واقع اهتمام الأمة فإنها تفرط بأهم ما يمكن أن يجمعها ويوحد صفها.
وأكد قائد الثورة أن الأمة إذا فرطت بمقدساتها وما يعبر عن هويتها فقد باتت أمة ضعيفة منتهية، واليهود سعوا إلى أن تكون المقدسات والمبدأ الديني منطلقا لاحتلال فلسطين بمساندة الغرب بدءا من البريطانيين وورثهم الأمريكيون.
وأشار إلى أن ارتباط الأمة بالأقصى ارتباط بمبدأ جامع يعبر عن قيمها والتفريط به يشكل خطورة بالغة، والصراع اليوم ليس صراعا على قطعة أرض، بل صراع أعمق للسيطرة على الإنسان.
وبين السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن السيطرة الجغرافية لا زالت محدودة ويمكن للأمة استعادتها، والخطر الحقيقي هو السيطرة على الإنسان، والطاغوت والاستكبار يسعى لاستعباد الإنسان واستغلاله في كل مقدراته.
وأضاف” من نراهم اليوم تحت سيطرة الطاغوت هم في وضعية مخزية كأدوات خانعة يحركها كيف يشاء”.. مؤكدا أن كل أبناء الأمة مستهدفون في المعركة التي يقودها قوى الطاغوت انطلاقا من فلسطين وهي معركة مصيرية.
وشدد على أن قضية الأقصى وفلسطين هي عنوان الصراع الكبير والشامل الذي يسعى فيه العدو للاستحواذ على كل شيء.. موضحا أن ما يجري من عدوان على اليمن والمظالم في البحرين وباقي المنطقة إنما هي في جوهرها امتداد لهذا الصراع.
ولفت إلى أن العدوان على اليمن والقمع للشعب البحريني وما حدث في سوريا والعراق وغيرها من قبل أنظمة محسوبة على هذه الأمة إنما هو يمثل امتدادا لخدمة أمريكا وإسرائيل.. مشيرا إلى أن ارتباط النظام السعودي والنظام الإماراتي بأمريكا وعلاقتهما بإسرائيل بات جزءا من المعركة التي تستهدف الأمة.
وتابع السيد عبدالملك الحوثي” ألم يقل الإسرائيلي أن العدوان على اليمن يمثل مصلحة مشتركة مع السعودي؟!”.. لافتا إلى أن النفاق هو الولاء والارتباط بأعداء الأمة، وأمريكا صديقة وسيدة تيار النفاق.
وأشار إلى أن السعودي والإماراتي يتخذون من مواقف الأمريكي مرجعا لهم للتحرك معه في ذات الاتجاه والمسار، فيما إيران وشعبها المسلم يستهدف لأنه حر لم يخضع لأمريكا وإسرائيل ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني والمقاومة اللبنانية.
وأضاف” ليس في الإسلام عداء لعرقية أو اختلاف بل هي عناوين جاهلية غير مقبولة”.. مشيرا إلى أن توجه الشعب اليمني التحرري هو أصل المشكلة مع قوى الطاغوت والاستكبار.
وجدد السيد عبدالملك الحوثي التأكيد على أن قضية فلسطين والأقصى والمقدسات تمثل عنوانا للصراع وهناك سعي لاستعباد الجميع، وأمريكا تتحرك داخل الأمة بحركة النفاق بعناوين يفضحها القدس والأقصى.
وتطرق إلى الموقف المخزي للنظامين السعودي والإماراتي وعدائهما لحركات المقاومة في فلسطين ومؤخرا في صفقة القرن ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.. لافتا إلى أن الإعلام السعودي يشن حملة عدائية وتشويهية على حركات المقاومة الفلسطينية لصالح الإسرائيلي.
وأشار إلى أن العداء السعودي الشديد تجاه حزب الله من فترة مبكرة حتى من قبل ما يحصل في سوريا إنما هو ضمن أجندة أمريكا وإسرائيل.. موضحا أن مشكلة النظام السعودي مع حزب الله هي بسبب دوره الكبير في مواجهة إسرائيل والتصدي لمشروع الطاغوت والاستكبار.
كما أكد أن العداء للشعب البحريني من قبل نظام آل خليفة يقع في مربع النفاق منكشفا بشكل صريح مع أمريكا إسرائيل، والمعركة اليوم بين معسكري النفاق والتحرر ولا ثالث لهما.
وبين قائد الثورة أن النظامين السعودي والإماراتي يدفعان المليارات لتمويل الفتن ومئات المليارات إلى الخزينة الأمريكية مقابل خذلان وعداء للشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن جبهة التحرر والاستقلال في المنطقة جبهة كبرى عليها مسؤوليات كبيرة.. وقال” نحن معنيون بأن نسعى لإحياء عنوان الأقصى وفلسطين والعداء لأمريكا وإسرائيل كقضية رئيسية “.
كما جدد قائد الثورة التأكيد على أهمية الاستمرار في مساندة حركات المقاومة الفلسطينية وحزب الله في لبنان على كافة المستويات.. لافتا إلى أن محور المقاومة محور قوي في هذه المرحلة وإن كان الصراع ساخنا، ويتطلب الاستمرار في خوض المعركة بكل أدواتها المشروعة.
وتابع “معنيون بإعطاء أهمية كبرى لمعركة وترسيخ الفهم لأبعاد الصراع مقابل جهود كبيرة تبذلها حركة النفاق لفصل ذهنية الأمة عن حقيقة المعركة”.. مؤكدا ضرورة الاهتمام بالخطوات العملية لترسيخ حالة السخط ضد أمريكا وإسرائيل، وتفعيل المقاطعة للبضائع والمنتجات سلاح مؤثر.
وقال” الأمة أحوج من أي وقت مضى للعودة الواعية والعملية إلى القرآن الكريم لصناعة الوعي وتحمل المسؤولية”.. معبرا عن الأمل من كل أبناء الأمة لإحياء يوم القدس العالمي.
وأضاف” مهما كانت الأوجاع والآلام نحن ثابتون على موقفنا مدركون لطبيعة المعركة التي تستهدف هويتنا، وشرف لنا أن نضحي لئلا نكون عبيدا إلا لله، وألا تتمكن قوى الطاغوت من السيطرة علينا”.
وأكد السيد عبدالملك الحوثي أن يوم القدس هو يوم الوعي ويمثل فرقانا في هذا العصر، ولن يكون مع الأقصى إلا من يعادي عدو الأقصى.. وقال” لن يكون مع فلسطين إلا من يعادي إسرائيل وأمريكا، أما من يقول أنا مع فلسطين وصديقتي إسرائيل فهو كاذب ومنافق وعميل”
ودعا قائد الثورة إلى إحياء عنوان حركة النفاق لكل من يتعامل مع أمريكا وإسرائيل ويعادي أحرار الأمة.
سبأ