من جديد تثبت الولايات المتحدة الأمريكية أنها شريك أساسي في حرب الإبادة الجماعية الصهيونية على قطاع غزة، باستخدامها اليوم الأربعاء، حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وبحسب موقع الأمم المتحدة، فإن مشروع القرار مُقدم من أعضاء المجلس العشرة المُنتخبين، كان يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار يحترمه جميع الأطراف، ويُكرر تأكيد مطالبته بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.
وقدمت سفيرة غيانا، كارولين رودريغز بيركيت، مشروع القرار بالنيابة عن الدول العشرة المنتخبة في مجلس الأمن وهي الجزائر وغيانا وسويسرا واليابان وكوريا الجنوبية وسيراليون وموزمبيق ومالطا والإكوادور وسلوفينيا.
وحصل مشروع القرار على تأييد 14 عضواً من أعضاء مجلس الأمن الـ15، لكنه لم يُعتمد بسبب استخدام الولايات المتحدة -الدولة دائمة العضوية بالمجلس- الفيتو.
وينص مشروع القرار في الوقت ذاته على رفض أي عمل لتجويع الفلسطينيين، ويطالب بتيسير دخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع ومأمون ودون عوائق على نطاق واسع إلى قطاع غزة بجميع مناطقه وإيصالها إلى جميع المدنيين الفلسطينيين الذين يحتاجون إليها، بما يشمل المدنيين الموجودين في شمال غزة المحاصر الذين هم في أمس الحاجة إلى الإغاثة الإنسانية الفورية، وذلك بتنسيق من الأمم المتحدة.
كما يُشدد مشروع القرار على أن الأونروا ما زالت هي العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في غزة.. داعياً جميع الأطراف إلى تمكين الوكالة من تنفيذ ولايتها على النحو الذي اعتمدته الجمعية العامة، في جميع مناطق عملياتها، مع الاحترام الكامل لمبادئ العمل الإنساني القائمة على التحلي بالإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلال، وإلى احترام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية مرافق الأمم المتحدة والمرافق الإنسانية.
الفيتو الأمريكي الجديد لاقى انتقادات فلسطينية وعربية ودولية واسعة وُصف معها بأنه “يوم حزين” للمجتمع الدولي الذي فشل في إيقاف الحرب المستمرة منذ أكثر من 400 يوم في القطاع الذي عمه الخراب جراء آلة الحرب الصهيونية.
واعتبر نائب السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة ماجد بامية اليوم، أنه “لا مبرر” لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.. قائلاً بعد التصويت: “لا يوجد أي مبرر على الإطلاق لاستخدام حق النقض ضد مشروع قرار يحاول وقف الفظائع”.
وفي بيان لها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس استعمال الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن ضد القرار بوقف إطلاق النار في غزة.. قائلة: “إن الولايات المتحدة تثبت مًجدداً أنها شريك مباشر في العدوان على شعبنا ومسؤولة عن حرب الإبادة”.. مشددة على أن الفيتو الأمريكي هو موقف عدائي، يُلغي إرادة المجتمع الدولي، ويعطي الغطاء لاستمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي.
وطالبت الحركة الولايات المتحدة “بالكف عن هذه السياسة العدائية الخرقاء إن كانت حقا تسعى لإنهاء الحروب وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما سمعنا من الإدارة المنتخبة”.. كما طالبت المجتمع الدولي بوضع حد لهذا التغول الأمريكي على الإرادة الدولية والذي لم ينجز إلا الحروب والموت والدمار والفوضى في المنطقة وخارجها.
بدورها أدانت الرئاسة الفلسطينية في بيان لها، اليوم، استخدام الولايات المتحدة الأميركية، حق النقض “الفيتو”، في مجلس الأمن الدولي لمنع اتخاذ قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار ووقف العدوان الصهيوني في قطاع غزة.. مؤكدة أن استخدام الإدارة الأميركية لحق النقض للمرة الرابعة، يشجّع العدو على الاستمرار في جرائمه التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني، والشعب اللبناني الشقيق، وفي تحديه لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وفي مقدمتها فتوى محكمة العدل الدولية التي صدرت في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي دعت لوقف العدوان، وإنهاء الاحتلال، والانسحاب الصهيوني من قطاع غزة، ما يجعلها تتحمل مسؤولية استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني وأرضه.
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في بيان لها: إن استخدام الإدارة الأمريكية للفيتو في مجلس الأمن لإجهاض قرار بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة يدل دلالة واضحة أن الإدارة الأمريكية هي التي تدير حرب الإبادة وجرائم التطهير العرقي بحق شعبنا في قطاع غزة”.. مضيفة: إن الفيتو الأمريكي دليل على أن الولايات المتحدة “تشرف على كل المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني النازي”.
في حين قالت الجبهة الشعبية: إن الفيتو الأمريكي ضد قرار لوقف العدوان على غزة يكشف الموقف العدائي الثابت لأمريكا وتورطها المباشر في حرب الإبادة.
وأدانت حركة المجاهدين الفيتو الأمريكي.. مشيرة إلى أنه يدل بشكل واضح أن الولايات المتحدة هي من تدير وتواصل حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني.
ودعت الحركة “كل قوى الأمة المقاومة والحية للضغط على عدو الأمة ورأس الإرهاب العالمي أمريكا بكل الوسائل حتى توقف دعمها لقتل الأبرياء بغزة”.
عربياً.. ندد ممثل الجزائر أمام مجلس الأمن بالفشل في اعتماد قرار يوقف الحرب في غزة واعتبره “يوم حزين للمجتمع الدولي”.. متعهداً بالعودة مُجدداً للمجلس للمطالبة بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، ومشدداً على ضرورة أن يكون مجلس الأمن مُجبراً على الوصول لتسوية القضية الفلسطينية.
وحمل السفير الجزائري، عمار بن جامع، المسؤولية لدولة واحدة.. وقال إن هذا التصويت يعني أن مجلس الأمن يعطي دولة الاحتلال الإسرائيلي فرصة أخرى للمزيد من القتل والتدمير.. وتساءل: كم طفلا إضافيا تبغون قتله لقبول وقف إطلاق النار؟ ألا يكفي 45 ألف ضحية؟.
دولياً.. قال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ لمجلس الأمن: إنه “ليس من المستغرب أن يشعر الناس بالغضب” بعد أن انتهكت “إسرائيل” الخطوط الحمر للقانون الإنساني الدولي في غزة.
وانتقد “فو كونغ” الموقف الأمريكي.. معتبراً أن واشنطن تستخدم حق النقض مراراً وتكراراً ضد إجراءات مجلس الأمن لوقف الحرب في غزة.
وشدد السفير الصيني على ضرورة أن تأخذ الولايات المتحدة عضويتها على محمل الجد، وتدعم جهود مجلس الأمن، لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة.
بدوره أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا اليوم الأربعاء، أن “موسكو تشعر بالصدمة” من “الفيتو” الأمريكي ضد مشروع قرار مجلس الأمن الدولي بشأن الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
كما انتقدت مالطا إخفاق مجلس الأمن قائلة في بيان لها: “المجلس أخفق من جديد في صون السلم والأمن الدوليين جراء استخدام واشنطن لحق الفيتو ضد مشروع قرار وقف الحرب على قطاع غزة”.
وأوضح نائب السفيرة الأمريكية روبرت وود بعد التصويت مبررات الفيتو، بقوله: “كنّا واضحين للغاية خلال جميع المفاوضات أننا لا نستطيع دعم وقف غير مشروط لإطلاق النار لا يتيح الإفراج عن الرهائن”.. معتبراً أن المجلس كان سيوجه من خلال هذا القرار إلى حماس “رسالة خطرة مفادها بأنه لا داعي للعودة إلى طاولة المفاوضات”.
ويُواصل العدو الصهيوني حربه العدوانية الشعواء على قطاع غزة، منذ 411 يومًا على التوالي، تزامنًا مع الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب والمجازر المروعة، ومحاولات تهجير سكان شمال القطاع؛ والذي يتعرض لعدوان عسكري مستمر لليوم الـ 46 تواليًا.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيو-أمريكي العسكري المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وفق بيانات رسمية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، إلى 43 ألفًا و985 شهيدًا، بالإضافة لـ 104 آلاف و92 مصابًا بجروح متفاوتة.