جدّد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على استمرار الشعب اليمني في جهاده عسكرياً وسياسياً وإعلامياً وبالأنشطة الشعبية لمساندة الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وقال قائد الثورة في كلمة له عصر اليوم حول آخر تطورات العدوان على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية، ” شعبنا العزيز مستمر في خروجه المليوني الأسبوعي الذي هو جزء من جهاده ويعبر عن وفائه ومصداقيته وثباته الذي لا يتزحزح”.
ودعا أبناء الشعب اليمني إلى الخروج يوم غدٍ الجمعة خروجاً مليونياً مشرفاً جهاداً في سبيل الله تعالى ونصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني في ساحات العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، تأكيدا على الاستمرار في التضامن مع فلسطين ولبنان إزاء ما يتعرضان له من عدوان صهيوني، بدعم أمريكي وأوروبي.. مشيداً بالخروج المشرف في ذكرى “طوفان الأقصى”، تلبية لدعوة الأشقاء في حركة المقاومة الإسلامية حماس، وصافاً إياه بأنه الأكبر على مستوى العالم.
وتحدث السيد القائد عن جبهة يمن الإيمان والجهاد في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، مؤكداً أن الجبهة اليمنية مستمرة، وقد وصل عدد السفن المستهدفة المرتبطة بالعدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي والبريطاني إلى 196 سفينة.
وبين أن الإسناد مستمر بالصواريخ والطائرات المسيرة إلى فلسطين المحتلة، وعمليات هذا الأسبوع نُفذت بـ 25 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيّرة، فيما يواصل العدو الأمريكي والبريطاني قصفه الجوي والبحري ضد بلدنا كما حصل بالأمس.
وأكد أن العدو الأمريكي والبريطاني يواصل السعي لتوريط الآخرين ضد الشعب اليمني لكنه يفشل حتى اليوم، في حين تستمر الحملة الدعائية والإعلامية ضد اليمن لاستهداف جبهته الداخلية خدمة لأمريكا و”إسرائيل”.
وقال “شعبنا العزيز على درجة عالية من الوعي ويدرك الهدف من وراء الشائعات والدعايات والحرب النفسية ومساعي الأعداء لخلخلة الجبهة الداخلية، وهو مستمر في موقفه لإسناد الشعبين الفلسطيني واللبناني وضد عدو الله والإنسانية العدو الصهيوني اليهودي وأعوانه”.
واستهل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حديثه بما يمارسه العدو الإسرائيلي في لبنان من اعتداءات بنفس الطريقة التي يمارسها في غزة من استهداف شامل لكل الناس.. مؤكداً أن المسلمين بشكل عام والمجتمع البشري بصورة عامة، يتطلب منهم أن يكونوا على قدر عالٍ من الوعي بحقيقة ما يجري وما يسعى له الأعداء.
وأضاف “المسلمون بشكل خاص وفي المقدمة العرب هم المعنيون أكثر بالوعي بما يسعى له الأعداء لأنهم هم المستهدفون بالدرجة الأولى”.. مشيراً إلى أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي من جرائم رهيبة وما رافقها وتعلق بها من مواقف دولية وإقليمية، كفيلة بأن تصنع أعلى مستوى من الوعي والبصيرة.
وتابع “ما نحتاج له كأمة مستهدفة هو الوعي بالأعداء وما الذي يفيد في مواجهة خطرهم الكبير جدا عليها والتصدي له”، مبيناً أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لم يستثنِ أحداً بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو توجهاتهم الفكرية أو حتى طبيعة موقفهم من العدو.
وأشار السيد القائد إلى أنه لم يعد يجدي عنوان مدنيين لحمايتهم من العدو الإسرائيلي، فالعدو استهدف الصحفيين والأطباء والصيادلة والمعلمين والطلاب وكل أبناء المجتمع، معتبراً مشاهد الجرائم في غزة دلالات كافية على مستوى الإجرام الصهيوني اليهودي.
وأفاد بأن العدو الإسرائيلي يستهدف كل اللبنانيين بدون تمييز حتى المسؤولين عن الجانب المدني والإنساني كما حصل في جريمة النبطية، مؤكداً أن الجرائم في غزة ولبنان كشفت اليهود على حقيقتهم كما ذكرها الله في القرآن الكريم “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ”.
وأردف قائلاً “أن الرصيد الإجرامي والعدوانية الإسرائيلية تكفي لأن تصنع لدى الإنسان وعياً كافيا تجاه العداء الذي يحمله اليهود، ومئات الآيات القرآنية والوقائع والأحداث الرهيبة جداً إذا لم تكف لصناعة الوعي لدى الإنسان بشأن اليهود فمعنى ذلك أنه يعيش حالة تيه”.
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن عدم الوعي تجاه خطر اليهود سيعزز لديهم القناعة بتصوراتهم تجاه العرب والمسلمين بأنهم أغبياء لا يفهمون ولا يعقلون.. مؤكداً أن الأمريكي شريك بكل ما تعنيه الكلمة للعدو الإسرائيلي في الإجرام والعدوان والطغيان.
وأشار إلى أنه “لولا الشراكة والدعم الأمريكي لما تمكن العدو الإسرائيلي من الاستمرار كل هذا الوقت وبهذه الوتيرة من العدوان والإجرام، والأمريكي يسعى مع الإسرائيلي لتحقيق أهداف واحدة مشتركة وبخلفيات ومعتقدات متقاربة، ورؤية واحدة تجاه العرب وضرورة إبادتهم”.
وبين أن الأمريكي يسعى لتمكين العدو الإسرائيلي من السيطرة على المنطقة سواء بشكل مباشر أو السيطرة السياسية والاقتصادية والسيطرة الكاملة، والهدف أن تبقى شعوب الأمة بلا حرية ولا استقلال ولا كرامة وليس لها الحق في الوجود الحضاري المستقل على أساس من دينها وانتمائها للإسلام.
وأكد قائد الثورة أن العدو يسعى لتكون شعوب الأمة مسخّرة لخدمته ومصالحه، ومستباحة له يستغلها ويطمس هويتها الإسلامية.. مبيناً أن الدور الأمريكي والغربي تجلى رغم بعض التصريحات المخادعة نتيجة لحجم الإحراج في مقابل الجرائم الرهيبة للعدو الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الأمريكي والغرب يقدمان للعدو الإسرائيلي السلاح والمال والدعم السياسي وفي نفس الوقت تقدم تصريحات تبرر له كل إجرامه.. مبيناً أن الرؤية الصهيونية هو ما يجمع الأنظمة الغربية مع العدو الإسرائيلي اليهودي وفق توجهات وأهداف واحدة يسعى الكل إلى تحقيقها.
ونبه إلى أن الأحداث في المنطقة لم تأت بالصدفة ولم تطرأ فجأة إنما هي سلسلة لما قبلها، ومعاناة الشعب الفلسطيني لها أكثر من 100 عام مع الاحتلال البريطاني والصهيوني.. موضحاً أن اليهود منذ يومهم الأول ظهروا متوحشين، وفي نفس الوقت يحظون بالدعم الغربي الذي يطلق لهم اليد لارتكاب كل أنواع الجرائم.
وقال “خلال 75 عاماً كان للعدو الإسرائيلي جولات تصعيد ارتكب فيها جرائم وحشية رهيبة جدا تجرده من القيم الإنسانية إلى أسوأ مستوى”.. مؤكداً أن الجولة الأخيرة مع العدو من أهم ما فيها أنها تجعل الجيل من أبناء العرب والمسلمين والعالم يعرفون ما قد غُيّب عنهم ماضياً.
وأضاف السيد القائد “من جديد يرى أبناء هذا الجيل ويسمع ما غُيّب عنه في الماضي، وبالصوت والصورة يرى الجرائم الفظيعة والتجويع، والجميع يتذكر بهذه الأحداث، ومن نسي من أبناء الجيل الماضي يتذكر ما حصل خلال الفترات الماضية وهذه مسألة مهمة”.
ولفت إلى أنه تجلى للجميع ألا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن أو المنظمات والمحاكم الدولية، ولا الأعراف والقوانين يمكن أن تدفع خطر العدو سوى أن تنهض الأمة بمسؤوليتها الإنسانية والإسلامية والأخلاقية والتي هي مستهدفة ما يجب أن تتحرك لدفع الخطر عن نفسها.
وأردف قائلاً “رأينا ثمرة صمود المجاهدين في غزة ولبنان واستبسالهم في التنكيل بالعدو بالرغم من الخذلان الهائل بل وتواطؤ البعض في المحيط العربي الإسلامي”.. لافتاً إلى أن العدو يلجأ للإجرام الجماعي إما بالاغتيالات أو القتل الجماعي للناس، لكنه يفشل في المواجهة الميدانية.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن ثمرة الجهاد نلمسها بتماسك المجاهدين وفاعليتهم.. متسائلاً “كيف لو حظي المجاهدون بالدعم اللازم وماذا لو انطلق المزيد وتعاونوا، وكيف لو تحركت الأمة وفق ذلك؟”.
وأضاف “الله تعالى يريد لنا كمسلمين أن نكون على درجة عالية من الوعي وبيّن لنا ما فيه الكفاية عن اليهود وعما يفيد في مواجهتهم حتى لا نكون أغبياء ننخدع بهم، والله قدم لنا الحلول التي تفيدنا في دفع خطر اليهود والتصدي لشرهم، والواقع بكل ما فيه يقدم الشواهد الكثيرة لما ذكره الله عنهم في القرآن”.
وبين أن الإجرام اليهودي الصهيوني في الشهر الأول للعام الثاني من عدوانه الوحشي على قطاع غزة مستمر في جرائم الإبادة الجماعية، ويستمر بكل وحشية وإجرام في استهداف النازحين بمراكز الإيواء في المدارس بما تزوده أمريكا من قنابل مدمرة وحارقة.
وتطرق قائد الثورة إلى استهداف العدو الإسرائيلي للنازحين في خيمهم القماشية بالقنابل الحارقة لإحراق الأطفال والنساء والشيوخ، في حين أن العدوان البربري الفظيع الإجرامي على شمال قطاع غزة يسعى العدو من خلاله إلى أن يستأصل أبناء الشعب الفلسطيني.
وندد بما يمارسه العدو الصهيوني من تدمير لأكثر من 50 ألف وحدة سكنية شمال قطاع غزة مستخدما البراميل المتفجرة والروبوتات المدمرة، في محاولة منه ألا يبقى في شمال القطاع أي معالم للحياة وألا تبقى أرض للاستقرار فيها.
وقال “عندما اتجه بعض الأهالي للنزوح من شمال قطاع غزة استهدفهم العدو الإسرائيلي في الشوارع والطرقات إلى درجة عدم التمكن من إنقاذ الجرحى وانتشال الجثامين”.. مؤكداً أن العدو الإسرائيلي يسعى لمنع الغذاء والماء عن سكان شمال قطاع غزة حتى يميتهم بالظمأ والجوع وبشكل وحشي وإجرامي أمام مرأى ومسمع العالم.
وتحدث عن وحشية العدو الصهيوني في عودة استهداف المستشفيات التي أعيد تشغيلها شمال قطاع غزة من جديد ومنع تقديم الخدمات الطبية وأخرج حتى الأطفال من الحضّانات.. مؤكداً أن العدو الإسرائيلي يستهدف الجميع بكل إجرام بدعم ومشاركة أمريكية وغربية.
وعدّ السيد القائد الوضع في شمال قطاع غزة عارا على المجتمع البشري، وفي المقدمة على الأمة الإسلامية.. وقال” الأمة الإسلامية لا تتحرك مهما فاقم الوضع ومهما كبرت المأساة واشتد الظلم والمعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني”.
وأضاف “المواقف الإسلامية روتينية وأصبحت الأمة في حالة شبه اعتيادية، والبيانات والتصريحات أو القمم لا تكفي دون أي خطوات عملية جادة”.. لافتاً إلى أن استمرار عمليات المجاهدين في غزة بالرغم من الإجرام والخذلان العربي الإسلامي، تؤكد أن هذا الخيار فعّال وممكن ولا يجدي أي خيار آخر.
وتابع “العرب جربوا التنازلات كثيراً وجربوا الاستجداء للسلام حتى من الأمريكي الذي هو شريك للإسرائيلي، لكن خيارهم ضياع وسراب ووهم”.. مؤكداً أن على العرب مسؤولية كبيرة في توفير الدعم العسكري والمادي والإعلامي للمجاهدين في قطاع غزة، ولو توفر الدعم العربي اللازم للشعب الفلسطيني وللمجاهدين لكان الوضع مختلفا عما هو عليه.
وأردف قائلاً “نرى مستوى الدعم الأمريكي والغربي لـ “إسرائيل” ونرى في المقابل مستوى التخاذل العربي تجاه الشعب الفلسطيني الذي لو قدم العرب له أقل مما يستهلكونه في أمورهم العبثية لكان الشعب الفلسطيني في مستوى متقدم في موقفه وتماسكه وتأثيره”.
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن العدو الإسرائيلي يشن حرباً نفسية مع الأمريكي بهدف خلخلة الجبهة اللبنانية وإثارة الفتن في الداخل وتحريك بعض الجهات السياسية بهدف الابتزاز.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يهدف من خلال العدوان والضغط الذي يمارسه إلى تغيير الوضع السياسي في لبنان.. مؤكداً أن العدو الإسرائيلي والعصابات الصهيونية تشكل خطراً وتهديداً حقيقيا للبنان منذ إنشاء الكيان المحتل.
وذكر أنه من ضمن المعتقدات والثقافة الإسرائيلية لبنان هو مُستهدف، والعدو الإسرائيلي طامع للسيطرة عليه واتجه سابقاً لاحتلاله لكنه طُرد بعد أن وصل إلى بيروت، مشيداً بدور المجاهدين الأعزاء والأبطال في حزب الله ومن وقف معهم وساندهم كان لهم الدور المحوري والأساسي في طرد العدو الإسرائيلي من لبنان.
وأكد السيد القائد أن العدو الإسرائيلي لن يتوقف عن مؤامراته على لبنان، وما يزال متجها بتوجّه العداء بشكل مستمر نحو لبنان وفي تحضيرات دائمة للعدوان عليه.. مبيناً أن العدو الإسرائيلي كان يتصور أنه بجرائم الاغتيالات للقادة العظماء في حزب الله أنه ضرب الروح المعنوية للمجاهدين وأرهب الساحة اللبنانية وأنه سيتمكن من تنفيذ أهدافه لاجتياح لبنان.
وأفاد بأن العدو الإسرائيلي اتجه لإعلان عدوان شامل وحرب برية ودفع بأربع فرق عسكرية وما يزال يحشد المزيد لكنه اصطدم وتفاجأ ودُهش هو والأمريكي.. موضحاً أن التقديرات الإسرائيلية والأمريكية كانت تقديرات واحدة لأن الظروف باتت مهيأة للعدو الإسرائيلي لاجتياح لبنان وتصفية الوضع لصالحه.
وقال “بعد اغتيال سماحة الأمين العام لحزب الله تحدّث العدو أنه سيسعى إلى تغيير واقع الشرق الأوسط بكله وليس في لبنان فقط”.. مؤكداً أن العدو الإسرائيلي تصور أنه بإزاحته لجبهة حزب الله في لبنان سيمهد الطريق لتحقيق أهدافه في بقية العالم العربي والإسلامي.
وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن العدو الإسرائيلي اتجه بكل غرور وكبرياء نحو التوغل البري لكنه اصطدم وفوجئ هو والأمريكي بثبات المجاهدين الذين أظهروا تماسكهم، وأنهم مستبصرين وما يزالون يجاهدون بكل فاعلية وتماسك وفق خطط مدروسة دون أي انكسار أو اضطراب.
وأضاف “الزخم الصاروخي لحزب الله يظهر أنه إلى ازدياد، والثبات في الميدان والعمليات هي وفق خطط مدروسة وإدارة متماسكة وثابتة، وأنشطة حزب الله في الساحة اللبنانية متكاملة وتماسكه السياسي واضح بالرغم من المساعي الإسرائيلية والأمريكية لتغيير الوضع السياسي في لبنان”.
وأوضح أن معظم المكونات اللبنانية يظهر لديها الوعي والتماسك والحذر، وتفشل المساعي الرامية إلى التلاعب بالساحة الداخلية.. مشدداً على المسؤولية الملقاة على محور الجهاد والمقاومة في دعم ومساندة الشعب اللبناني ومجاهديه كما هي مسؤولية العرب جميعاً.
كما أكد قائد الثورة أن خيبة أمل العدو وفشله وهزائمه المتكررة في لبنان باتت واضحة خاصة في المواجهة البرية.. لافتاً إلى أن العدو الإسرائيلي يحاول أن يتكتّم على حجم خسائره، وهو يعتمد هذه السياسة في كل الجبهات.
وتوقف عند مساعي العدو للتعتيم الإعلامي بهدف الحرب النفسية، لكن حجم خسائره في الحدود اللبنانية أصبح واضحاً ويظهر إلى العلن.. مؤكداً أن الأمريكي يريد أن يبقى الجو مفتوحا للعدو الإسرائيلي وأن يُطلق يده ليتصرف كما يشاء ويريد.
وأفاد بأن العدو الإسرائيلي يعتمد على الجرائم لاستهداف الشعب اللبناني كما يفعل في قطاع غزة، لكنه فاشل وحزب الله له بالمرصاد.. مؤكداً أن المجاهدين في حزب الله هم اليوم أكثر تصميماً وعزماً ووفاءً في تصديهم للعدو الإسرائيلي، وفي أدائهم لمسؤوليتهم الجهادية.
وعرّج السيد القائد على جبهة الإسناد العراقية التي اتجهت للتصعيد أكثر من أي وقت مضى، والنشاط في الشعب العراقي المتفاعل أكثر بعد تصعيد العدو الإسرائيلي على لبنان، ويفترض بالشعوب العربية أنه كلما زاد العدو الإسرائيلي في تصعيده على أي بلد عربي، أن يكون هناك تفاعل أكثر.
وذكر أن العراق مُستهدَف من العدو الإسرائيلي ضمن خطة “إسرائيل الكبرى” من النيل إلى الفرات، مضيفاً “ما ظهر من العدو الإسرائيلي من عدائه الشديد للمرجعية الدينية في العراق بكل ما لها من ثقل كبير يُظهر حقده على الجميع وعلى كل ركائز القوة في هذه الأمة”.
وتابع “هناك تحركات كبيرة في العراق، والأمل أكثر أن تستمر العمليات بشكل فاعل لإسناد غزة ولبنان وكذلك بالدعم العراقي السياسي والإنساني للبنان”.
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن العدو الإسرائيلي هو من ابتدأ بالاعتداء إلى داخل الجمهورية الإسلامية في إيران وعلى مرأى ومسمع من العالم.. مضيفاً “عندما ترد الجمهورية الإسلامية في إيران على اعتداءات العدو الإسرائيلي وفق حقها بكل الاعتبارات، فالإسرائيلي والأمريكي والدول الغربية تعتبر ذلك مشكلة وتصعيداً”.
كما أكد أن المعادلة التي يريدها الأمريكي والإسرائيلي والغربي أن تكون المنطقة مستباحة دون ردة فعل، وهذه معادلة غريبة لا يمكن أن تكون مقبولة حتى في عالم الحيوانات.. مشيراً إلى أن أمريكا والدول الأوروبية يطلقون يد العدو الإسرائيلي ويدعمونه ويشاركونه ليفعل ما يشاء ويريد، ويقدمون لهذا عنوان “الدفاع عن النفس”.
وقال “الفلسطيني واللبناني صاحبا الأرض المُعتَدَى عليه لا يحق له من وجهة نظر الغرب أن يدافع عن نفسه ويعتبرون ذلك عملاً إرهابياً، وهكذا الحال في كل بلداننا، ووصفت أنظمة عربية ما تقوم به حماس والجهاد الإسلامي بأنه “إرهاب” ليقدموا الأمور معكوسة بناء على المعادلة التي يريد الأمريكي فرضها في منطقتنا”.
وأثنى قائد الثورة على الموقف الإيراني الواضح والشجاع، والذي يأتي من منطلق المسؤولية لإيران الحق أن تتصدى للعدوان والطغيان والجبروت الإسرائيلي.
وتساءل “إذا لم يجاهد المسلمون بالرغم مما يرتكبه العدو من إجرام وما يشكله من تهديد عليهم في دينهم ودنياهم فمتى سيجاهدون؟ ومن يجاهدون؟ ولأي شيء يجاهدون؟” .. مبيناً أن الأطماع والمشروع الصهيوني ضد المنطقة واضح وصريح ومعلن، وهو موجود في كتبهم ومعتقداتهم ومخططاتهم.
وشدد على أنه لا يمكن إيقاف المشروع الصهيوني إلا الجهاد، مضيفاً “لو تخلص العدو الإسرائيلي من المجاهدين في فلسطين ولبنان لكان اتجه وفق مخططاته للسيطرة على الشام والأردن وأجزاء من العراق ومصر والسعودية في الحد الأدنى”.
وأوضح أن مكة والمدينة مستهدفة من العدو الإسرائيلي وفق الأهداف العدوانية والتوسعية التي تستهدف الأمة الإسلامية، وما يعيق تحقيق الأهداف العدوانية والتوسعية للعدو، صمود المجاهدين في غزة وفلسطين وحزب الله في لبنان على مدى عقود من الزمن.
ولفت السيد القائد إلى أن البعض من العرب لا يستوعبون كلام بعض المسؤولين الصهاينة لأنهم لم يستفيدوا من القرآن الكريم ولا فيما ذكره الله عن اليهود.. مؤكداً أن العدو الإسرائيلي يتحرك ضمن أهداف شيطانية توسعية خطيرة تشاركه أمريكا وتشكل تهديداً على الأمة بكلها.
وأرجع أحد أسباب طول أمد العدوان على غزة هو الدور الأمريكي والغربي والأطماع والمخططات، ولن يجدي العرب اللجوء إلى المنظمات الدولية، مستشهداً بمن اتجه من أبناء فلسطين في خيار المفاوضات واستجداء السلام ولم يصلوا مع العدو الإسرائيلي إلى نتيجة، فالعمالة والخيانة والتطبيع هو تمكين وتقريب للعدو الإسرائيلي من تحقيق أهدافه بأقل كلفة.
وبين أن القمة الخليجية الأوروبية بالأمس ارتكزت على ما يسمى بطريق الهند إلى الشرق الأوسط إلى أوروبا وهو ذات ما أعلنه المجرم نتنياهو في الأمم المتحدة.. مشيراً إلى أن التوجه الأمريكي والأوروبي هو ربط الكل في المنطقة بالسيطرة الإسرائيلية الكاملة وأن تكون الدول العربية خاضعة بالمطلق لما يخدم المصلحة الإسرائيلية.
وخاطب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي المتربصين الذين يتصورون أنهم بمأمن من العدو بالقول “ليس هناك أحد في المنطقة بكلها بمأمن من المؤامرات الإسرائيلية، فطموح إسرائيل واضح وأهدافها واضحة، وعندما يتحدث المجرم نتنياهو عن تغيير الشرق الأوسط فهو أيضاً يستهدفكم، في بلدانكم لتكونوا أذلاء مهانين خانعين خاضعين تحت سيطرة العدو ولمصلحته”.
وأضاف” ما يُظهره العدو تجاهكم وكأنكم أصبحتم شركاء خداع، فلا شراكة مع العدو الإسرائيلي إنما ذل وإهانة وعبودية واستغلال، وما يُظهره العدو الإسرائيلي هو فقط لمرحلة مؤقتة حتى يتمكن أكثر لما يساعده لاحقا على تحقيق أهدافه كاملة، وليس لكم عند العدو أي احترام ولا تقدير، والأمريكي لن يحميكم من الإسرائيلي”.