فيما العالم العربي والإسلامي غارق في سباته وخيبته، واصل الشعب اليمني خروجه المبارك في كافة الساحات والميادين بعاصمة الصمود صنعاء وبقية المحافظات بزخم أوسع وحماس أكبر في مسيرات “نصرة للأقصى وغزة.. الإسناد مستمر والرد قادم”.
تحت زخات المطر خرج أبناء الشعب اليمني كدأبهم في كل أسبوع، لكن بحشود أكبر ومعنويات أقوى، تأكيدا على أهمية المعركة المصيرية التي يخوضها نيابة عن الأمة الشعب الفلسطيني ومقاومته بإسناد من محور المقاومة، فيما اكتفت بقية الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية بالتفرج على ما يحدث وكأن الأمر لا يعنيها، بل وقدم البعض منهم يد العون للعدو الصهيوني.
لم تمنعهم الأمطار الغزيرة عن الخروج الملاييني إلى ساحات العزة والصمود والذي يعتبرونه واجبا مقدسا ومسؤولية كبرى تتعاظم أكثر كلما أوغل العدو الصهيوني الأمريكي في جرائمه الوحشية بحق شعب فلسطين المسلم الشقيق.
ورغم ما يعتريهم من ألم إزاء ما يتعرض له أبناء غزة أطفالا ونساء من مجازر صهيونية إجرامية تبكي لها الحجارة، إلا أن الجماهير اليمنية الوفية لا تنسى أن تعبر عن غبطتها ومباركتها للعمليات البطولية التي تخوضها المقاومة الفلسطينية ضد العدو المجرم، وما تحظى به من إسناد عسكري يمني ساهم في إرباك العدو الصهيوني وداعميه الأمريكان والغرب وضاعف من خسائرهم.
خرج شعب الإيمان والحكمة استجابة لنداء الواجب وجهادًا في سبيل الله، ومواصلة لموقف اليمن العظيم والثابت في مساندة الشعب الفلسطيني الصامد في وجه آلة القتل والإرهاب الصهيوني بعد كل ما فعله العدو بهم من فظائع تتعدى في وصفها كل الجرائم التي شهدتها البشرية حتى اليوم.
بعث اليمنيون بحشودهم الملايينية رسائل عدة، من ضمنها التأكيد على أن التحشيد الأمريكي في البحر واستقدامه القطع البحرية والطائرات إلى قواعده في البلدان العربية لا يمكنه إلغاء قرار الرد على العدو الصهيوني من كل جبهات الإسناد، والذي وصفه السيد القائد بالقرار الاستراتيجي والضرورة الحتمية لردع العدو الإسرائيلي المجرم الذي يتجرأ على ارتكاب الجرائم والمذابح على مرأى ومسمع من الجميع.
جدد أحفاد الأنصار التأكيد لكل دول وشعوب العالم وقوفهم على قلب رجل واحد خلف قائدهم الملهم الذي يعتبرونه صوتهم وضميرهم وقلبهم النابض بالعزة والكرامة ونصرة قضايا الأمة والمستضعفين من أبنائها.
خرج طوفان اليمن المعهود تفيض منه كل المشاعر الإنسانية والشهامة الفطرية والقيم الإيمانية المتأصلة لدى هذا الشعب العزيز وقيادته الحرة وجيشه الشجاع، والذي لم ولن يرضخ لكل المساومات والتهديد والوعيد من كبرى دول الكفر والطغيان.
واصل الشعب اليمني إحراج الأنظمة والشعوب الذين ماتت ضمائرهم، متوعدا القتلة المجرمين بالاجتثاث، ومطمئنا الأشقاء في غزة وكل فلسطين بأنهم لم ولن يكونوا وحدهم، وبأن كل أحرار المقاومة والعالم إلى جانبهم مهما كانت النتائج، حتى تحقيق النصر على عدوهم وعدو الأمة جمعاء الكيان الصهيوني.
وبخروجهم الملفت أكد اليمانيون على ما قاله قائدهم الشجاع، رجل القول والفعل السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بأن الساحات لن تخلو ما دام العدوان الصهيوني مستمرا على الشعب الفلسطيني، وبأن الرد على جرائم العدو بحق أبناء الأمة وقادة المقاومة قادم لا محالة، كالتزام إيماني إنساني أخلاقي، وقرار حاسم لا تراجع عنه أبدا.