بلاشك أن إعلام المرتزقة المحسوب رسميًا على حكومة الفنادق قد استمرأ التمرغ في وحل الخيانة والمضي باتجاه تطبيق مخططات العدوان ممثلا في دولتي التحالف اللتين تعملان على قدم وساق منذ بدء عدوانهما على اليمن على إفراغ اليمن من كل مقومات قوته بل استهداف كل مقدرات اعتداده بذاته؛ وفي مقدمة ذلك الوحدة كواجهة للحقيقة اليمانية الساطعة…لكن هيهات لهم ذلك!
اليمن سيبقى واحدا ولا يمكن قراءته بغير هذه اللغة، وبعيدًا عن هذه الحقيقة؛ وهي حقيقة لا يختلف عليها يمنيان متماهيان بقيمة الوطن كوعاء لحفظ الكرامة وتحقيق الاعتداد بالمكانة.
لقد صارت كل الأخبار في وسائل إعلام المرتزقة تخلو من كل جملة تحمل كلمة الوحدة كموقف مؤيد لها، سواء في تصريحات محلية أو في تصريحات لأجانب، وآخرها تصريح وزير الخارجية الصيني، وانغ ويي، بتاريخ 28 مايو في بكين، الذي أكد فيه موقف الصين الثابت مع وحدة اليمن وسلامة أراضيه، كما أكد أن التوتر في البحر الأحمر هو انعكاس للتوتر في غزة، بينما ما أورده إعلام المرتزقة خلا تماما من كلمة الوحدة بل وخلا مما له علاقة بغزة؛ وهو أمر بلغ منتهاه في الانحطاط لدى هذا الإعلام الخائن لقيم وثوابت اليمن والأمة؛ حتى بات يشتغل على استهداف أرفع وأسمى ما هو لدى اليمنيين، وهي وحدة أراضيه والقضية الفلسطينية.
لا يمكن قراءة موقف إعلام المرتزقة خارج دائرة الارتزاق الذي تمارسه حكومته الملازمة لحقيقة الخيانة في كل شيء؛ وبالتالي نسأل: من أي خلفية يمكن القول إن هذه الحكومة تنطلق في هذه المواقف، هل هو موقف يمثلها أم أنها ليست سوى واجهة للعدوان المستمر بأشكال مختلفة على اليمن؟ بلاشك هي مواقف لها مرجعية؛ وهي مرجعية المحتل الممسك بلجام أمر هذه الحكومة؛ بمعنى آخر هو التحالف وخططه التي تستهدف النيل من اليمن أرضًا وإنسانا؛ ففي الأولى يستهدف وحدة الأرض وفي الثانية يستهدف وعي الإنسان؛ وفي الاثنتين يستهدف مستقبل البلد المرتكز على الأرض الواحدة والإنسان المؤمن ببلده كحقيقة راسخة لا يمكن بأي حال النيل منها أو التشكيك فيها؛ باعتبارها هوية التحقق والوجود اليمني؛ مما يعني أن أي مساس بهذه الحقيقة هو استهداف لكرامة اليمني، ولا يمكن أن يمس هذه الحقيقة أو يتأمر عليها إلا مرتزق رخيص.
التحالف من خلال حكومة الفنادق يستهدف النيل من كل مقومات ومقدرات قوة اليمن، ولهذا يسعى للنيل من الوحدة؛ وهو بهذا يمضي بخطوات عملية؛ حتى باتت خطابات حكومة الفنادق تخلو منها وإن تم ذكرها يتم التحايل عليها بعبارات مطاطية؛ وهو ما يؤكده إعلامهم الذي امتهن الارتزاق إلى مستوى لم يتخيله عاقل، حتى بات يحذف كلمة الوحدة من مواقف الدول الداعمة لوحدة اليمن؛ وهو أمر يؤكد بجلاء حقيقة ما يمضون إليه؛ كما أنه انتهاك لحرمات اليمن من خلال استهداف مقدرات قوة هذا البلد، وفي مقدمتها الوحدة باعتبارها الفص المضي في تاج هذه القوة.
مرت الذكرى الـ34 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، دون أن يتمكن المرتزقة من إحياء فعالية واحدة بالمناسبة؛ بل حتى خطاب رئيس مجلس الارتزاق كان ضد الوحدة بما تعنيه الوحدة في الذات اليمنية؛ مما يؤكد أن هؤلاء وُجدوا لغاية واحدة وهو النيل من اليمن من خلال استهداف جوهر ذاته الحقيقية؛ وهي الوحدة خدمة لأهداف العدوان المستمر على اليمن بوسائل مختلفة.