كشف قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، عن التحضير لجولة رابعة من التصعيد اليمني ضد العدو الصهيوني الأمريكي في حال استمر التمادي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي المحتلة.
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له عصر اليوم حول آخر التطورات والمستجدات على الساحة اليمنية والفلسطينية والإقليمية “نحن نحضر لجولة رابعة من التصعيد إذا استمر العدو الصهيوني متعنتاً ومعه الأمريكي ضد الشعب الفلسطيني، فهناك جولة رابعة نحضر لها من التصعيد في مواجهة هذا العدو الغاصب”.
وأضاف “إن الشعب اليمني قطع شوطاً من مرحلة إلى أخرى في عملية التصعيد والتطوير للقدرات العسكرية في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني وعدوانهم على الشعبين اليمني والفلسطيني”.
ودعا قائد الثورة أبناء الشعب اليمني إلى الخروج الكبير يوم غدٍ الجمعة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات إلى الساحات المعتمدة وحسب الإجراءات المعتادة لاستمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعم قضيته العادلة وإسناد مقاومته الباسلة.
وعبر عن الأمل في أن يكون الخروج يوم غدٍ الجمعة في المظاهرات والمسيرات بالعاصمة صنعاء والمحافظات خروجاً مليونياً مشرفاً وعظيماً كما كان في الأسابيع الماضية، وأن يكون مؤكداً ومعلناً للتحضير للجولة الرابعة من التصعيد ومحذراً للأمريكي من استمرار التعنت ومواصلة العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واستمرار حصار فلسطين.
وتابع “إن الخروج المليوني يوم الغد سيحذر الأمريكي من استمرار تعنته ومواصلة العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كون عواقب التعنت الأمريكي الصهيوني أن تستعر الحرائق أكثر وأكثر”.
وشدد السيد القائد على ضرورة الخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة باعتبار ذلك مهماً ومطلوباً، مبيناً أن الشعب اليمني بموقفه العظيم وثباته وإسناده للشعب والقضية الفلسطينية في هذه الجولة سيتأهل إن شاء الله لما هو أكبر في الفعل العسكري والتحرك الشعبي ولما هو أعظم وأكثر فاعلية في الجولات القادمة التي لابد منها.
ووصف الخروج في مسيرات الجمعة الماضية بالكبير والمشرف والمليوني في 181 مسيرة في العاصمة المحافظات والمديريات.. معتبراً ثبات الشعب اليمني واستمراريته تجسيداً للانتماء الإيماني والقيم الإنسانية للشعب وقبائله الوفية.
وعدّ موقف الشعب اليمني متميزاً لأنه تحرك في موقف كامل عسكرياً وشعبياً وبالإنفاق والتبرعات رغم الظروف الصعبة التي يمر بها أبناء اليمن في ظل استمرار العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي منذ تسع سنوات.
ولفت قائد الثورة إلى أن الدورات والأنشطة الصيفية ترّبي الجيل الناشئ على المبادئ والقيم، والتوجهات الصحيحة وتهتم بقضايا الأمة، ومقدساتها.
وقال “إذا نجحت جولة المفاوضات بغزة وهدأت الأوضاع فذلك لا يعني نهاية المعركة والصراع مع العدو، وإنما يعني اكتمال جولة من التصعيد، وعندما نصل إلى نهاية هذه الجولة مع العدو الإسرائيلي فسيبقى الصراع مع العدو الإسرائيلي مستمراً”.
وأشار إلى أن الصراع مع العدو الصهيوني هو حتمي لأنه في حالة احتلال واغتصاب وعدوان وإجرام وظلم، ولن ينتهي الصراع مع العدو إلا بزواله من على كل أرض فلسطين وتطهيرها، لافتاً إلى أن اكتمال جولات أو حصول هدن معينة لا يعني نهاية الصراع مع العدو الصهيوني.
وأكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الشعب اليمني سيستمر ولن يتوقف أبداً طالما وهذه الجولة من العدوان والطغيان الصهيوني مستمرة، وسيكون إلى جانب الشعب الفلسطيني تحت شعار “لستم وحدكم ومعكم حتى النصر”.
كما أكد أن وقوف الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني سيستمر في هذه الجولة ويتأهل للجولات القادمة بما هو أكبر وأعظم حتى يتحقق الوعد الإلهي الآتي حتماً بانتصار عباد الله المظلومين وزال سيطرة العدو الصهيوني على فلسطين.
وتحدث قائد الثورة عن الجبهة اليمنية المباشرة والمؤثرة التي أثرت بصورة واضحة في أم الرشراش وكذا عمليات البحر الأحمر في منع عبور السفن الصهيونية والمرتبطة بالكيان الغاصب، إلى جانب السفن الأمريكية والبريطانية والمتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة.
وبين أن القوات المسلحة اليمنية نفذت هذا الأسبوع ثمان عمليات في خليج عدن والبحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي، وجنوب فلسطين، بـ 33 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة، تم استهداف ست سفن مرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني.
وأوضح أن إجمالي عدد السفن المستهدفة المرتبطة بالعدو الصهيوني والأمريكي بلغت 107 سفن، وتم إسقاط طائرة استطلاع أمريكية مسلحة من نوع MQ9) ) في أجواء صعدة وهي الثالثة خلال هذه الفترة.
وأشار إلى أن إجمالي العمليات المنفذة منذ بداية معركة “طوفان الأقصى” بلغت 156 عملية في البحر وجنوبي فلسطين المحتلة، نفذت بعدد 606 صاروخ باليستي ومجنح وطائرة مسيرة منذ بداية عملية إسناد عملية “طوفان الأقصى”، وتم قصف أهداف العدو في فلسطين المحتلة بـ 111 ما بين صاروخ باليستي ومجنح وطائرة مسيرة.
وتناول السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الانزعاج والقلق الشديد لدى الأعداء من العمليات اليمنية التي امتدت إلى المحيط الهندي.. مؤكداً أن الأمريكي والبريطاني أو الإسرائيلي ربما لم يتوقعوا تلك العمليات بمداها البعيد إلى المحيط الهندي، ولأهداف متحركة.
وذكر أن الأمريكي كان مذهولاً ومندهشاً من مستوى التقنية اليمنية وأيضاً من مستوى التكتيك في تنفيذ العمليات العسكرية اليمنية لاستهداف السفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية.. مؤكداً أن الأمريكي فشل فشلاً ذريع حتى في منع إصابة العمليات العسكرية للأهداف بالرغم من سعيه لمنع إطلاق الصواريخ والمسيرات ورصده الواسع.
وقال ” يُدرك الخبراء أن عملياتنا البحرية معقدة ومهمة وتستند إلى قدرات متطورة، ونقلت الصحف الأمريكية البريطانية عن خبراء وضباط وقادة تخوفهم من القدرات اليمنية ومداها ودقتها في الإصابة”.. معتبراً البحر الأحمر بركة صغيرة بالنظر لاتساع المحيط الهندي.
وأضاف “من تساؤلات الخبراء كيف أمكن لليمن رصد الأهداف البحرية واستهداف المتحرك منها وليس لديهم أسطول بحري ولا أقمار صناعية”.. مشيراً إلى أن الأعداء مذهولون من التطور المهم والمؤثر للعمليات العسكرية اليمنية في المحيط الهندي.
وأفاد بأن الأمريكي وصل به الحال إلى إعلان منح الجوائز والأوسمة لتشجيع الجنود على المشاركة في القتال بالبحر الأحمر بعد تهربهم، مؤكداً أن خسائر الأمريكي والبريطاني مستمرة ومتصاعدة، وستتضاعف الخسائر الاقتصادية لأمريكا وبريطانيا بعد أن أصبحا الآن أمام معضلة المحيط الهندي.
وبين قائد الثورة أن الأعداء أصبحوا قلقين جداً بعد أن لاحقتهم الضربات بعد انكفائهم من البحر الأحمر إلى طريق الرجاء الصالح.. لافتاً بهذا الصدد إلى انسحاب 10 قطع حربية أمريكية وثمان أوروبية من البحر الأحمر والذي يعود إلى الشعور باليأس والإخفاق في منع العمليات اليمنية أو الحد منها.
ومضى قائلاً “الأعداء باتوا يرون أنفسهم يطلقون النار دون نتيجة أو تأثير وفي حالة خوف شديد وكلفة مالية هائلة “.. مبيناً أن العناد الأمريكي وإصراره على استمرار جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني هو الذي أوصله إلى هذه الكلفة الكبيرة.
وتطرق إلى اعتراف الأمريكي مؤخرا بارتباط العمليات اليمنية بقضية غزة بالرغم من محاولته سابقا إنكار هذه الحقيقة، في حين أن أكثر الدول علّقت على الأحداث في البحر الأحمر وأكدت ارتباطها بمساندة ودعم الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة.
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الأمريكي اعترف أن وقف العدوان والحصار على غزة سيطفئ كما يعبر هو حرائق أخرى في المنطقة.. مجدداً التأكيد على أن الحل الصحيح هو في إعادة الاستقرار إلى المنطقة بشكل عام وخروج الأمريكي والبريطاني من الورطة.
وتوقف عند الاعتداءات الأمريكية البريطانية على اليمن وعملياتهما التي بلغت 452 عملية غارة جوية وقصف بحري، مبيناً أن عدد الشهداء في اليمن بلغ في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” 40 شهيداً و35 جريحاً.
وأشاد بالتطورات المهمة في عدد من البلدان الإفريقية التي تحركت بثورات حقيقية ضد الهيمنة الأمريكية والأوروبية، مشيراً إلى أن ما يُحدث في النيجر وبلدان أخرى من تحرك بوعي بشائر مهمة لطرد القواعد الأمريكية والتحرر من السيطرة.
كما أكد قائد الثورة أن الوعي بالسياسات الاستعمارية يتسع أكثر فأكثر ويمتد إلى بلدان كثيرة للتحرر من الهيمنة الأمريكية .. وقال “في الواقع الدولي يتنامى لدى كثير من الدول التوجه بعيداً عن الهيمنة والسيطرة الأمريكية، ونتمنى من بعض الدول العربية أن تتجه هذا التوجه”.
وأشار إلى أن التوجه التحرري في أمريكا اللاتينية والقارة الإفريقية وعدد من القارات هو ضمن تغيرات كونية في الواقع البشري، مستعرضاً ما عانته الدول الأفريقية منذ قرون من الزمن من احتلال الأوروبيين وظلمهم وسطوتهم.
وقال “في العالم الإسلامي والدول العربية، نحن أكثر تضرراً من السياسات الأمريكية العدائية لخدمة الصهيونية”، مؤكداً أنه كان الأولى بالعرب والمسلمين التحرك بوعي ضد الهيمنة والسيطرة الأمريكية.
وجدّد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي التأكيد على أن العدوان الأمريكي السعودي المستمر إلى اليوم ولم يتوقف بشكل كامل واتفاق واضح، إنما هو ردة فعل على التوجه التحرري للشعب اليمني الذي قدّم أنموذجاً في التحرر والشجاعة من الهيمنة الأمريكية وجسد انتمائه الإيماني بإسناد الشعب الفلسطيني.
وأعاد التذكير بمعاناة الشعب الفلسطيني جراء العدوان الأمريكي الصهيوني الأوروبي على غزة .. مضيفاً “على مقربة من انقضاء الشهر السابع والعدو الإسرائيلي، يواصل عدوانه الوحشي على غزة معتمداً الإبادة الجماعية كسلوك يومي”.
وأشار إلى أن الحديث عن المقابر الجماعية في غزة أصبح واسعاً وهناك 140 مقبرة صنعها العدو الصهيوني، موضحاً أن العدو الصهيوني أعدم المئات ودفنهم في المقابر الجماعية ومارس جريمة الإبادة ضد المرضى والكوادر الطبية، في حين بات الحصار وسيلة من وسائل الإبادة الجماعية التي اعتمد عليها العدو الإسرائيلي وأعانه الأمريكي في ذلك.
ولفت قائد الثورة إلى أن من الأساليب الأمريكية للالتفاف على مساعي فك الحصار عن غزة، إلقاء المساعدات وأكثرها منتهية الصلاحية وبعضها حلوى، مؤكداً أن الأمريكي يسعى تحت عنوان الرصيف العائم أن يكون له وللبريطاني حضور عسكري.
وقال “الأمريكي يريد التحكم عبر الممر البحري بما يُقدم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من مساعدات، وله أطماع في الثروات” .. موضحاً أن الأمريكي يعارض وقف إطلاق النار ويريد استمرار الإبادة في غزة، وبالرغم من ذلك هناك صحوة ضمير في الوسط الطلابي.
وأضاف “منذ أسبوعين تحرك الطلاب في 79 جامعة أمريكية ونشاطهم اتسع إلى جامعات أخرى للمطالبة بوقف العدوان على غزة، وبدأت الهبة الطلابية عبر أكثر من 120 منظمة طلابية وشملت جامعات “النخبة” في أمريكا وامتدت إلى جامعات أوروبية”.
وأكد قائد الثورة أن الكيانات والمنظمات الداعمة للعدو جن جنونها من الحراك الطلابي ونتنياهو وصفهم بـ”النازيين”، وفضح النشاط الطلابي السلمي السلطات الأمريكية وأسقط زيف عناوينها لعدم تحملها ذلك النشاط.
وبين أن العالم يشاهد مدى القسوة والعنف المفرط ومحاولات الإذلال والترهيب أثناء اعتقال الطلاب العزل وبعض الأساتذة الجامعيين في أمريكا، وباتت عمليات الاعتقال والترويع في الجامعات الأمريكية أشبه ما تكون بهجوم عسكري على الطلبة من قبل عشرات البلاطجة.
واستعرض ما يقوم به النظام الأمريكي من أعمال انتهاكات ومنها اعتقال المتظاهرين السلميين في الجامعات الأمريكية، ومنها تكبيل وإهانة امرأة بدرجة بروفيسور، ما يكشف الخداع الأمريكي والتشدق بالحقوق والحريات، واستخدامه للمروحيات لترهيب الطلاب في الجامعات واستخدام الرصاص المطاطي في بعض الجامعات من قبل بلاطجة النظام الأمريكي.
وتابع قائد الثورة “من المؤسف جداً ألا يكون هناك نشاط بمثل نشاط طلاب الجامعات الأمريكية في معظم الدول العربية، لأن السكوت المطبق في أكثر البلدان العربية معيب ولا ينسجم أبدا مع طبيعة الانتماء للإسلام والمسؤولية الإنسانية”.
وذكر أن القلق الأمريكي من الحراك الطلابي والتعامل بعنف ضد المتظاهرين يؤكد تأثير هذا الحراك، معبراً عن الإدانة والاستنكار لتعامل السلطات الأمريكية الهمجي ضد المتظاهرين السلميين، وسيتم تسجيل ذلك ضمن السلوك الوحشي لأمريكا.
وقال “أمريكا تدعم “إسرائيل” دون ضوابط، ونأمل أن يشكل الحراك الطلابي ضغطا لوقف دورها الأساسي في استمرار العدوان على غزة” .. مؤكداً صمود المجاهدين ومجتمع غزة قابله فشل وإخفاق للعدو الإسرائيلي في تحقيق أهدافه.
وأضاف “ما أدهش الأمريكي والإسرائيلي معاً هو القصف بالصواريخ من غزة ومن أول منطقة اجتاحها العدو باتجاه عسقلان”.. لافتاً إلى أن الصمود المتنامي في غزة لابد له من ثمرة عظيمة هي تحقق الوعد الإلهي بالرغم من حجم الخذلان العربي والإسلامي.
وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن رسائل الأسرى الصهاينة لدى القسام أحدثت هزة عنيفة في جمهور العدو وهي تشهد على مدى إخفاق وفشل العدوان الصهيوني .. مؤكداً أن العدو الصهيوني يتكبد خسائر فادحة بفعل صمود المقاومة الفلسطينية في غزة.
وأردف قائلاً “ديون العدو الإسرائيلي وصلت إلى مستوى غير مسبوق والأسعار ارتفعت بفعل صمود غزة وجبهات المساندة، وإجمالي الضرر في القطاع الزراعي بلغ 70 بالمائة وفق إعلام العدو و40 بالمائة من المزارعين فقدوا أعمالهم، وهناك ركود كامل لقطاع العقارات، والخسائر تقدر بأكثر من 20 مليار دولار”.
وذكر أن هناك موجة جديدة هذا الأسبوع من ارتفاع أسعار السلع الغذائية والدوائية في كيان العدو وثمة موجات إضافية يبشرون بها.
وعرّج قائد الثورة على جبهة لبنان التي تشهد باستمرار عمليات نوعية لحزب الله بتصعيد كمي ونوعي وتأثيرها على العدو كبير ومتزايد.. مؤكداً أن العمليات في شمال فلسطين أثرت اقتصادياً على الكيان بتضرر مصانعه وامتد ذلك الضرر إلى جوانب متعددة.