أكد قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، السعي لتوسيع وتقوية العمليات العسكرية اليمنية في المحيط الهندي بما لم يكن وارداً في ذهن وحسابات الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، وربما كل دول العالم.
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له اليوم حول آخر التطورات في فلسطين والمستجدات الإقليمية: “هناك سعي مستمر لتوسيع وتقوية العمليات العسكرية اليمنية في مسرحها الجديد، الذي امتدت إليه في المحيط الهندي، مقابل خليج عدن، وبما لم يكن وارداً أبداً في ذهن وحسابات الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، وربما كل دول العالم”.
ودعا أبناء الشعب اليمني إلى الخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة في الساحات بالعاصمة صنعاء والمحافظات، حسب الترتيبات المعتمدة؛ استجابة لله ووفاءً للشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة؛ ونصرة لقضية الأمة المركزية والأولى.
وأضاف: “ما نأمله من شعبنا العزيز بإيمانه ووفائه، وبالتقوى لله سبحانه وتعالى، هو الاستمرار بزخم كبير في الساحات، ومواصلة الحشد، باعتبار أن هتاف الملايين من أبناء الشعب اليمني مع غزة، هتاف حناجر الرجال الصادقين والصابرين بشعار ‘لستم وحدكم’، بعزم ليس مجرد هتاف في الهواء، بل هو كلمات تعبّر عن موقف وعن قرار، وهو معكم حتى النصر”.
وأشار إلى أن الخروج المليوني في الساحات هو اللائق بالشعب اليمني؛ لأنه يجسد مصداقية الانتماء الإيماني.. مشدداً على ضرورة تجاوز نظرة الأعداء إلى الشعوب الحرة ليشاهدوا واقعا لا يقبل بالضعف، ولا بالتراجع ولا بالوهن ولا بالملل، وتقييم الأعداء لشعوبنا أنها تعاني الملل وضعف الذاكرة، والترويض على الأحداث، ولا تتفاعل مجددا إلا بأحداث أقسى وأصعب.
وأردف قائلاً: “وأمام حرب الإبادة والتجويع الممنهج والحصار في غزة، لا يليق بنا أن نطرح الرايات، ونجلس في البيوت، ونتخاذل حتى عن الحضور في الساحات، لمجرد ملل أو كسل أو فتور غير لائق، ولا مكان له أبداً في نفس تحمل القيم الإيمانية والإنسانية”.
ومضى السيد القائد بالقول: “قيم شعبنا أصيلة حملها جيلاً بعد جيل، ويتجلى ذلك ما نشاهده بالساحات ممن أعمارهم تصل إلى الثمانين يحملون تفاعلاً وعزماً وصبراً كبيراً ورغبة ودافعاً عظيماً في الحضور والمشاركة لنصرة فلسطين وغزة”.
واستطرد: “هناك حضور في الأرياف بصورة مستمرة بالرغم من صعوبة الطرق الوعرة، لكن يحرص المواطنون على الحضور والمشاركة بفاعلية، ويخرجون ليشاركوا في المسيرات والمظاهرات”
واعتبر “الخروج اليماني يجسد الانتماء الإيماني لرفع راية الجهاد في سبيل الله، والتحرك الشامل على كل المستويات من مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية والصهيونية والأوروبية، واستمرار التبرعات والخروج الأسبوعي”.
وحث على تحمل الجميع للمسؤولية في الثبات على الموقف؛ في نصرة الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة.. مؤكداً أن “مشاهد الإبادة في غزة تكفي لمن بقي له ذرة من الضمير أن يخرج إلى الساحات، ولو كل يوم، وليس فقط يوم الجمعة”.
وأوضح قائد الثورة أن “الخروج المليوني، في الأسبوع الماضي، كان في 173 مسيرة بالرغم من هطول الأمطار في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات، ولم يسبق أن خرج الشعب اليمني بمثل الخروج المليوني بهذا المستوى أسبوعاً بعد أسبوع بشكل مستمر”.
وأكد استمرار أنشطة التعبئة في الإعداد العسكري والتدريب والتأهيل العسكري بمستوى معاناة الشعب الفلسطيني، ومن المهم الاستمرار في متابعة الأحداث في فلسطين، وعدم التجاهل لها وكأنها أحداث لا تعنينا.
وأردف: “هناك أطفال يشاركون بمسؤولية وإحساس إنساني، واستعداد منقطع النظري، ولو أتيح لشعبنا أن يذهب إلى فلسطين، وفتحت له الطرق والممرات الآمنة لتحرك أبناء شعبنا بمئات الآلاف إلى جبهات القتال، وكذلك في حال تورط الأمريكي، وفتح معركة برية، سيشاهد تحرك الآلاف وعشرات ومئات الآلاف ممن ينتمون للإيمان، ويحظون بشرف الوسام النبوي في وفائهم وصبرهم وعزمهم وثباتهم ورجولتهم وشهامتهم ونخوتهم وعزتهم وإبائهم وموقفهم وحضورهم، حيث يتطلب الموقف والمسؤولية الحضور للساحات”.
وعرّج على الجبهة اليمنية المستمرة في مواجهة العدو الصهيوني – الأمريكي – البريطاني.. مؤكداً أن “عدد السفن المستهدفة من قِبل القوات المسلحة اليمنية بلغت 102 سفينة خلال 200 يوم ويومين من العدوان الأمريكي الصهيوني الأوروبي على غزة، وبلغ معدل العمليات اليمنية في استهداف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي سفينة كل يومين”.
وجدّد التأكيد على عجز العدو الأمريكي والبريطاني، ومن يتعاون معهما رغم الرصد المستمر والمكثف في تأمين الحماية لحركة السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني.. معتبراً استهداف 102 سفينة مرتبطة بالعدو إنجازاً مهماً ورقماً كبيراً ودليلاً على مدى الفاعلية والنجاح بتأييد ومعونة من الله سبحانه ونصره وتمكينه.
وبيّن السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن “ميناء أم الرشراش (إيلات) تعطل بشكل تام باعتراف من يصف نفسه بأنه المدير التنفيذي لذلك الميناء الإسرائيلي، وانكمشت صادرات العدو بنسبة 22 بالمائة، ووارداته بأكثر من 40 بالمائة من تأثيرات التعطل التام للميناء، وذلك باعتراف الصهاينة أنفسهم بتوقف نشاط ميناء إيلات؛ بسبب إغلاقه من قبل “الحوثيين” حسب تسميتهم”.
وقال: “الصهاينة يؤكدون أن ميناء إيلات لا يمكنه العيش بدون البحر الأحمر، ويعترفون بتأثير الهجمات الصاروخية والمسيرات”.
وتناول تأثيرات العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن على كل من أمريكا وبريطانيا في مستوى الانتشار العسكري، وطبيعته في البحر الأحمر.. مضيفاً “طوال العقود الماضية كان الأمريكي يعربد في البحار، وهو آمن ومطمئن بأن أحدًا لن يجرؤ على استهدافه”.
كما أكد أن “الأمريكي اعتاد على إخافة الآخرين عبر مشاهد لبوارجه العسكرية، لكنه قُوبل بموقف مختلف من قِبل الشعب اليمني وقواته المسلحة”.. مشيراً إلى أن “الحضور البحري الأمريكي انكمش، وغابت كثير من قطعه الحربية لتنتشر في أطراف البحر الأحمر”.
وبيّن أن “حركة السفن الأمريكية، التي كانت تمر عبر البحر الأحمر، انخفضت بنسبة 80 بالمائة، وهذا انتصار وإنجاز كبير بعون الله؛ لأن الأمريكي استبدل حركته إلى طرق بعيدة مثل المحيط الهندي، ورغم ذلك يواجه خطراً متزايداً يوماً بعد آخر”.
ولفت إلى أن “لجوء الأمريكي لطرق بحرية بعيدة يؤثر على اقتصاده في تأخر البضائع وكلفة الشحن وتأمين النقل البحري، وارتفاع الأسعار”.. مشيراً إلى أن “عمليات التأمين على السفينة الواحدة لبعض الشركات في أمريكا بلغت 50 مليون دولار، وهذا غير مسبوق، ويمثل مشكلة حقيقية للولايات المتحدة الأمريكية”.
وأضاف: “البارجات الأمريكية والبريطانية لا تجرؤ على أن تستقر في مناطق تتوقع أن يتم استهدافها بالصواريخ”.. معتبراً المواجهة البحرية مع الأمريكي والبريطاني انتصاراً كبيراً للشعب اليمني.
وأفاد قائد الثورة بأن “الأمريكي أصبح يعتمد في حركته بالبحر على التخفي والتمترس بالأوروبيين، ودفعهم إلى مناطق لا يجرؤ على التواجد فيها”.. معبراً عن الأمل في انسحاب ما تبقى من القطع البحرية الأوروبية من البحر الأحمر بعد انسحاب البعض منها.
وأشار إلى أن “العدوان الأمريكي على اليمن يستنزف واشنطن مالياً، ويؤثر عليها اقتصاديا في سياق عملياتنا البحرية التي لم تنخفض كما يزعم الأمريكي لتقديم ذلك كإنجاز، بل حركة سفنه البحرية هي التي انخفضت بنسبة 80 بالمائة”.
واستعرض خسائر البريطاني المستمرة في الاعتراض دون نتيجة كما هو الحال بالنسبة للأمريكي.. مؤكداً أن هناك انخفاضا بشكل كبير في الحركة البحرية للبريطاني، الذي بنى اقتصاده على حساب ثروات الشعوب بنهبها والاستيلاء والسيطرة عليها.
وذكر أن “خسائر البريطاني الاقتصادية متصاعدة وتقاريره داخل بريطانيا تكشف مستوى الخسائر المتصاعدة، وغرفة التجارة البريطانية كشفت أن العمليات اليمنية أدت إلى أضرار طالت 55 بالمائة من المصدرين في بريطانيا، وهذا انتصار كبير؛ بسبب حماقة البريطاني”.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن عمليات اليمن أدت إلى ارتفاع تكاليف شحن الحاويات في بريطانيا بنسبة 300 بالمائة، وتأخيرات كبيرة في تسليم البضائع، وأثرت على صعوبات التدفق النقدي في بريطانيا وفق غرفة التجارة البريطانية.
وبيّن أن “بريطانيا أثبتت إلى جانب الولايات المتحدة فشلا ذريعا في محاولة إيقاف الهجمات اليمنية أو الحد منها، باعتراف كبار ضباط البحرية البريطانية لوسائل إعلامهم بصعوبة مواجهة الأسلحة اليمنية الفتاكة والسريعة”.
وأشار إلى أن “الأمريكيين والأوروبيين يعتمدون على نهب ثروات الآخرين بشكل جائر، ويفرضون سياسات اقتصادية تدميرية ومضرة بالشعوب الأخرى”.. مشيراً إلى أن “الأمريكي يسعى إلى توريط الآخرين عندما يتحدث عما يجري في البحر الأحمر، ما ينبغي على العالم أن يتعامل مع الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي على أنهم يعتمدون الكذب والافتراءات”.
وقال: “نسعى لطمأنة بقية البلدان طالما لم تكن لدعم العدو الصهيوني، وليسوا متورطين في العدوان على بلدنا”.. مؤكداً ألا جدوى من العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن لإسناد العدو الإسرائيلي، واستمرار جرائم الإبادة في غزة.
وجدّد قائد الثورة التأكيد على أن “الحل للأمريكي والبريطاني هو بإيقاف جرائم الإبادة الجماعية في غزة، وإنهاء الحصار ضد الشعب الفلسطيني”.
كما أكد أن “الأعداء يجوّعون الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويحاولون ألا يصل إليه ما يسد جوعه من الخبز والغذاء الضروري”.. موضحاً أن “طول أمد العدوان والحصار على غزة سينعكس بتأثيرات على وضع الأعداء الاقتصادي”.
وقال: “إن الإصرار على السياسة العدوانية ليست في صالح شعوب الأعداء بل من أجل الصهاينة، وهي أيضا ظلم للشعب الفلسطيني”.. مؤكداً أن العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني مشاركة فعالة ومؤثرة ومهمة ومفيدة في المعركة مع العدو الصهيوني الأمريكي.
وأعاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التذكير بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم وحرب إبادة، منذ 202 يوم.. مبيناً أن “نسبة الشهداء والجرحى في غزة بلغت ستة بالمائة من مجتمع القطاع، وهي نسبة عالية قد تكون من أعلى النسب في العصر الراهن فيما يحصل من قتل وحرب إبادة جماعية”.
واعتبر العدوان الصهيوني الهمجي ضد الشعب الفلسطيني في القطاع عدواناً استهدف مجتمع القطاع بشكل عام.. مبيناً أن “العدو الإسرائيلي استهدف الشعب الفلسطيني بكل وسائل الإبادة الجماعية بالقتل والتجويع ونشر الأوبئة”.
وأوضح أن “العدو الإسرائيلي في كل يوم يتفنن في وسائله وأساليبه لقتل الأهالي في قطاع غزة، واستخدم تسجيلات صوتية مثل ‘ألحقونا’، ‘أسعفونا’، وصراخات أطفال من طائرات مسيّرة لاستدراج الأهالي في غزة لاستهدافهم وارتكاب المزيد من المجازر الوحشية”.
ولفت قائد الثورة إلى أن “العدو الصهيوني حوّل المستشفيات إلى مقابر جماعية، ويمارس فيها جرائم الإعدام بدم بارد للكادر الصحي والمرضى”.. وقال: “لم نسمع عن جرائم فيما هناك من أحداث في أي قطر من أقطار العالم بمستوى الإجرام الفظيع الذي يمارسه العدو الغاصب”.
واستعرض ما يرتكبه الصهاينة من جرائم وحشية، ومنها التمثيل بالجثامين وسرقة أعضائها في المقابر الجماعية، التي تم اكتشافها في مجمع ناصر الطبي، واستمراره في أسلوب التجويع بشكل كبير، واستقبال مستشفى كمال عدوان يوميا 50 طفلاً؛ بسبب الجفاف ونقص الغذاء.
وأفاد بأن “اعتداءات العدو الصهيوني في الضفة الغربية يومية من قتل واختطاف وتدمير وإحراق للمنازل والتهجير للأهالي”.. واصفاً عمليات السطو والاستيلاء والاغتصاب للأراضي من قِبل العدو الإسرائيلي بغير المسبوقة في الضفة الغربية على مدى 30 عاماً.
وأفاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بأن “العدو الصهيوني يحاول أن يستغل ما يسمى بأعياده لاقتحام المسجد الأقصى، وتدنيسه، والاعتداء على المصلين”.
وأكد أن “الأمريكي هو شريك لكيان العدو في كل جرائمه الفظيعة ضد الشعب الفلسطيني، كما هو شريك في الحصار والتجويع والقتل والتدمير وجرائم الإبادة الجماعية، وما يفعله العدو الإسرائيلي هو بدعم تام وشامل من الأمريكي”.
وذكر أن “الدعم الأمريكي الأخير للعدو الصهيوني هو دعم ليواصل جرائم القتل والتجريف والتدمير الشامل في غزة، ومع الدعم الأمريكي الهائل بالسلاح والمال، يواصل كيان العدو الغاصب التحرك الواسع في كل مسارات الدعم على كافة المستويات”.
وعّد قائد الثورة الدور الأمريكي في العدوان على فلسطين كما لو أن المعركة معركته.. موضحاً أن “الأمريكي يضغط على الأشقاء في قطر في محاولة دفعهم في وساطتهم لتبني الرؤية الأمريكية الصهيونية، وللضغط على حركة حماس”.
وبيّن أن “الدور الأمريكي السلبي بلغ حد دعم العدو الصهيوني إلى الاستهداف لأي نشاط في داخل أمريكا نفسها، عندما يتحرك بعض أبناء الشعب الأمريكي للاعتراض على جرائم الإبادة الجماعية، ويتم التعامل معهم بقسوة كاملة”.
وأشار إلى أن “الأمريكي لا يحترم لا قوانينه، ولا دستوره، ولا أي عناوين يرفعها، ويتباهى بها كعنوان الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير”.. مضيفاً: “بمجرد المطالبة داخل أمريكا بوقف جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني لا يطيق الأمريكي أن يصغي لهذه الأصوات”.
وتابع: “تجلّى مع المظاهرات والاعتصامات في الجامعات الأمريكية البارزة الدور الأمريكي مع العدو الإسرائيلي، وتعاملت السلطات مع المظاهرات والاحتجاجات في الجامعات الأمريكية تعاملاً سيئا يتجاوز كل الاعتبارات”.
وتطرّق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى انتقاد الرئيس الأمريكي ومسؤولين أمريكيين للمحتجين في الجامعات الأمريكية إلى درجة تهديد رؤسائها ومسؤوليها بالإقالة والطرد.. مبيناً أن الأمريكي اتجه إلى عسكرة الجامعات بالأعداد الكبيرة من الشرطة، واعتقال طلابها بطريقة مسيئة.
وأكد أن “العناوين والحقوق، التي رفعها الأمريكي لطلاب الجامعات، انتهت أمام المطالبة بوقف جرائم الإبادة في غزة، وأصبحت الأصوات المقبولة عند السلطات الرسمية في أمريكا هي من تؤيد جرائم الإبادة الجماعية، وتنادي بإبادة الشعب الفلسطيني”.
واستهجن بروز أصوات أيّدت قصف الشعب الفلسطيني بالقنابل النووية من داخل مجلس النواب الأمريكي.. مشيراً إلى أن “دول أوروبية ترفع عنوان معاداة السامية بوجه من يطالب بوقف جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني”.
ولفت قائد الثورة إلى أن “هناك توجها في ألمانيا لاعتماد قانون يُعتبر مجرد الانتقاد للعدو الإسرائيلي بأنه معاداة للسامية، وعنوان معاداة السامية لا يُرفع عند الغرب إلا عندما يتعلق الموضوع بالعدو الصهيوني، وضمن رؤية صهيونية لمصادرة حق الفلسطينيين”.
واعتبر السعي الأمريكي والأوروبي لحظر المطالبات بذريعة معاداة السامية فضيحة للأمريكي ولأتباع الصهيونية وعناوينهم.. مبيناً أن “التحرك في أكثر من 100 مدينة غربية وأوروبية له أهمية كبيرة مع أنه يواجه بحملة دعائية وإعلامية كبيرة”.
وقال: “هناك سعي أمريكي غربي لمنع التحرك الواعي، الذي بدأ يستيقظ إلى هول ما يحدث في فلسطين، لكنه يتنامى ويتسع، وحديث بعض الدول الأوروبية بمصطلح ‘حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية’ يبقى وفق المقاس الغربي”.
وأضاف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي: “عندما يتحدث الغرب عن حق الشعب الفلسطيني في أن يكون له دولة فهو يفترض أن تقوم على جزء يسير من أرض الشعب الفلسطيني، ومصادرة معظمها لصالح العدو الصهيوني”.
وأوضح أن “الغرب يعتمد في محاربة الشعب الفلسطيني على حقه أن تكون عناوين ‘إقامة دولة فلسطينية’ مجرد عناوين مخادعة”.. مضيفاً “بعض الدول الأوروبية أُحرِجت بشكل كبير من حجم ما يحدث في غزة ولها موقف سياسي لا بأس به”.
ولفت إلى أنه بالرغم من خذلان معظم البلدان الإسلامية إلا أن الشعب الفلسطيني في غزة ومجاهديه صامدون وثابتون.. مؤكداً أن استمرار عمليات المجاهدين شمال ووسط القطاع صمود عظيم وأسطوري لا مثيل له وصفحة مشرفة وعظيمة في صفحات جهاد وتضحيات ونضال الشعب الفلسطيني.
وتابع: “استمرار الرشقات الصاروخية إلى مستوطنات العدو يدل بوضوح على مدى تماسك المقاومة ومدى فاعليتها”.. مشيراً إلى أن “صمود الشعب الفلسطيني في مقابل جرائم الإبادة الجماعية صمود وثبات عظيم”.
وأشاد قائد الثورة بالتماسك العظيم للشعب الفلسطيني ومجاهديه، الذي يُعد عاملاً مهماً وأساسياً في مواجهة العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوروبياً.
وأكد أن “العدو الصهيوني في حالة إخفاق واضح ويصفها إعلامه بالفضيحة، والهزيمة والإخفاق والفشل هو لكيان العدو وشريكه الأمريكي”.. لافتاً إلى أن “الأعداء فشلوا في تحقيق أي صورة نصر فعلي في غزة، فلا استعادوا أسراهم ولا قضوا على المقاومة الفلسطينية”.
وأثنى على حالة تماسك الفصائل المجاهدة في قطاع غزة، وتكيّفها مع تكتيكات وأساليب العدو الذي يتكّبد خسائر هائلة في قوته وأفراده.. موضحاً أن “ظاهرة المرضى النفسانيين داخل كيان العدو هي ظاهرة ملفتة، وهم في موقف المعتدي المجرم”.
وتطرق إلى تأثيرات الحالة النفسية، التي تتوسع في أوساط العدو، حد أن يصف أحدهم جنوده بطيور بط في مرمى النيران، وربع الإسرائيليين طلبوا المساعدة من أخصائي الصحة العقلية منذ السابع من أكتوبر، وفق شركات عاملة في خدمات الرعاية الصحية.
وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى تقارير تتحدث عن نية ضباط كبار بجيش العدو للاستقالة بعد استقالة رئيس جهاز الاستخبارات الصهيوني، إلى جانب استمرار تظاهرات أهالي الأسرى من العدو بعد فشله في إخراجهم عن طريق عدوانه وإجرامه.
وعدّ الهجرة المعاكسة للصهاينة من التأثيرات الإستراتيجية للصمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. مضيفاً: “تفكير نصف الصهاينة بالهجرة والمغادرة من فلسطين يعكس أزمة وجودية، واعترافا بأنهم مجرد مغتصبين محتلين”.
وعرّج على جبهة لبنان، التي فيها تصعيد كبير وعمليات مكثفة لحزب الله في جبهته المهمة والمباشرة، التي ينكل فيها بالعدو الصهيوني.. واصفاً عمليات حزب الله بالدقيقة والهادفة والمؤثرة والمنكلة بعصابات العدو المحتل.
وأفاد قائد الثورة بأن “مئات الآلاف من المحتلين الغاصبين شمال فلسطين يواجهون مشكلة كبيرة جداً في الخوف من التواجد شمال فلسطين، وهناك تعطل غير مسبوق للمصانع والشركات شمال فلسطين المحتلة، وله تأثير كبير على اقتصاد العدو الصهيوني”.
وأكد تزايد تأثير عمليات حزب الله بشكل كبير، وأصبحت مزعجة جدا للعدو الصهيوني، ولم تنفع أي وسيلة إسرائيلية لإيقاف جبهة حزب الله، أو إثنائه عن مواصلة دوره الكبير والعظيم في إسناد الشعب الفلسطيني.