كشف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عن نتائج مهمة ونقلات مذهلة في مسار تطوير قدرات القوات المسلحة اليمنية تتيح تنفيذ عمليات نوعية وصادمة للعدو.
وحذر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب له اليوم حول آخر التطورات والمستجدات على الساحة اليمنية والفلسطينية والإقليمية، العدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني ولكل الأعداء، بأن القادم أعظم بكل ما تعنيه الكلمة، وما عليهم سوى إنهاء عدوانهم ورفع حصارهم وإيقاف جرائم الإبادة على غزة.
وقال “القادم أعظم وهناك بشائر كبيرة نترك المجال للفعل ثم نعقّب عليه بالقول، وسيرى العدو والصديق وشعبنا العزيز مستوى الإنجازات ذات الأهمية الإستراتيجية التي تجعل بلدنا في قدراته في مصاف دول محدودة ومعدودة في هذا العالم”.
ودعا قائد الثورة أبناء الشعب اليمني إلى الخروج المليوني يوم غدٍ بميدان السبعين والساحات.. وأضاف “أنادي شعبنا بدعوة الله ودعوة القرآن والأقصى ودعوة الشعب الفلسطيني إلى الخروج المليوني يوم الغد في ميدان السبعين وبقية الساحات، تضامناً مع فلسطين وقضيته”.
وتابع “خروجكم جزء من جهادكم، ويعبر عن وفائكم وقيمكم وعن أخلاقكم وإنسانيتكم، وننتظر منكم الخروج يوم الغد كما هو خروجكم في الأسابيع الماضية خروجاً مليونياً بمعنوياتكم العالية التي أحبطت العدو وأصابته باليأس”.
وعبر عن الأمل في أن يكون الخروج اليماني يوم الغد خروجا عظيماً مليونياً يُسعد المؤمنين ويعبّر عن التضامن الحقيقي مع الشعب الفلسطيني، ويعكس الثبات والاستمرار الذي يراهن العدو على أنه قد يتأثر مع طول الوقت.
الجبهة اليمنية:
وأردف قائد الثورة قائلاً “أكبر تحرك للشعب اليمني تجاه أي قضية قد واجهها هو تحركه لإسناد الشعب الفلسطيني تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة ولم يسبق لشعبنا اليمني أن تحرك بمثل هذا المستوى من التحرك في المظاهرات والمسيرات والأنشطة المتنوعة”.
وأشار إلى أنه لم يسبق للشعب اليمني أن يخرج في ميدان السبعين كل أسبوع خروجاً مليونياً بزخم جماهيري كبير وبقية الساحات والميادين، ولم يخرج الشعب حتى في ذروة العدوان الأمريكي السعودي عليه لثمان سنوات بمستوى التحرك مع فلسطين.
وبين أن الشعب اليمني لم يخرج في ميدان السبعين في ذروة العدوان الأمريكي السعودي كل أسبوع بل مرة أو مرتين في العام، لكنه تحرك بشكل منقطع النظير وبإحساس بالمسؤولية تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني.
ووصف قائد الثورة تحرك الشعب اليمني على مستوى التأهيل والتعبئة بغير المسبوق قياساً بالمراحل السابقة التي كانت في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
وذكر أن عدد الصواريخ التي أُطلقت في العمليات البحرية وإلى فلسطين المحتلة في الـ 5 أشهر أكثر مما تم إطلاقة إلى السعودية والإمارات في ثمان سنوات من العدوان على اليمن، مؤكداً أن زخم القوات المسلحة في عملياتها بالطائرات المسيّرة والصاروخية والبحرية لا يماثله أي فترة خلال سنوات العدوان.
ومضى قائلاً “نسعى لأن نقدم مع فلسطين أكثر مما قدمناه لأنفسنا وبلدنا وشعبنا، وشعبنا تحرك لمساندة القضية الفلسطينية بأكثر مما تحرك لقضيته ونفسه ومظلوميته، بما في ذلك تحرك القوات المسلحة بفاعلية وزخم بأكثر مما سبق خلال المراحل الماضية”.
وجددّ قائد الثورة التأكيد على أن الأحداث التي مر بها الشعب اليمني، جعله يرتقي في وعيه وإحساسه بالمسؤولية وفي قدراته وإمكاناته ونشاطه العملي.. مؤكداً سعي الأعداء خلال المرحلة الماضية إلى أن يقضوا على كل ما يبني وينمي الشعب لكنهم فشلوا في ذلك.
ولفت إلى “أن التفاعل الراشد مع قضايا الأمة هو من الحكمة، ورأينا الرشد والحكمة في مستوى التفاعل الواعي والناضج لشعبنا مع قضايا الأمة وهو اللائق بهذا الشعب”، مبيناً أن هناك شعوب أكبر تفاعلها وتأثّرها هو مع كرة القدم بأكبر من أي قضية في العالم، كما أن التفاعل النفسي والوجداني لدى البعض يصل إلى أن يمزق ثيابه ويخدش وجهه والبعض يغمى عليه حينما ينهزم فريق كرة قدم.
وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن عدد عمليات الإسناد لغزة المنفّذة من بداية معركة “طوفان الأقصى” وإلى اليوم بلغت 96 عملية، وتم إطلاق 403 صواريخ باليستية ومجنّحة وطائرة مسيّرة في عمليات الإسناد لطوفان الأقصى.
وأفاد بأنه تم استهداف 61 سفينة في عمليات معقدة ومحيّرة للأعداء، فهي تتحرك في أوساط البحر وبعيدة عن السواحل اليمنية، بالرغم من أن هناك محافظات محتلة تفصل ما بين القوة الصاروخية وبين السواحل فيها ويتم تنفيذ العمليات في خليج عدن.
وقال “بُعد السفن وتمويهها تقنياً وفنياً والخداع في المعلومات تم تجاوزه”، معتبراً اكتشاف السفن وإصابتها بدقة وبصواريخ باليستية لأول مرة هو إنجازاً بكل ما تعنيه الكلمة.
وذكر قائد الثورة أن هناك إنجاز تقني وتكتيكي واختراق كبير اعترف به الأمريكي، والعسكريون الأمريكيون يعبّرون عن اندهاشهم.
ولفت إلى أن عدد العمليات المنفّذة في البحرين الأحمر والعربي بلغت 64 عملية، والعمليات المنفذة إلى فلسطين المحتلة 32 عملية، مبيناً أن عمليات الإسناد المنفذة هذا الأسبوع بلغت ثمان عمليات استُهدفت خلالها سبع سفن بـ19 صاروخاً وطائرة مسيّرة.
وأضاف “كان من أبرز عملياتنا من الجمعة إلى الخميس استهداف السفينتين الأمريكية والإسرائيلية واشتعال النيران فيهما، وتم استخدام أسلحة جديدة في العمليات الأخيرة وتفاجأ بها الأمريكي والبريطاني”.
كما أكد قائد الثورة أن الأعداء يعجزون عن الحد من العمليات بالرغم من محاولاتهم لكنهم فشلوا بكل ما تعنيه الكلمة، ويحاولون التشويه لعمليات القوات المسلحة اليمنية.
وعدّ الفعاليات والمسيرات والمظاهرات التي بلغت ألفين و539 والفعاليات 26 ألفاً و770 فعالية، جزءاً أساسياً من الموقف وتتكامل مع العمليات العسكرية، وظهراً وسنداً لها، لافتاً إلى أن الوقفات الشعبية والمجتمعية بلغت 76 ألفاً و51 وقفة، و148 ألفاً و299 وقفة طلابية في الجامعات والمدارس و40 ألفاً و969 أمسية.
وذكر أن عدد الفعاليات والوقفات النسائية بلغت ألفين و422، والوقفات النسائية المركزية بلغت 232، والندوات 11 ألفاً 838، و42 قافلة عطاء وإنفاق، فضلاً عن تحرك وتفاعل الشعب اليمني الذي قل نظيره في أي شعب وأي بلد.
وأضاف “نشيد ونحفّز ونشجّع الكل للتحرك الذي ينبغي والذي يليق بمستوى المسؤولية وحجم المظلومية للشعب الفلسطيني، وخلال أسبوعين فقط خرجت 358 مسيرة ومظاهرة، وأقيمت ثلاثة آلاف و32 فعالية، وخمسة آلاف و372 وقفة شعبية”.
وتابع “خلال أسبوعين أقيمت ستة آلاف و939 وقفة طلابية في الجامعات والمدارس، وعشرة آلاف و398 أمسية”، لافتاً إلى أن ميزة تفاعل الشعب اليمني في الثبات والاستمرار، لأن الحالة العربية هي التفاعل اللحظي ثم البرود وانعدام الإحساس بالمسؤولية.
وذكر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الملل والفتور وانعدام التفاعل حالة مؤسفة جداً تعبّر عن ضعف كبير في مستوى ما يحمله الإنسان من إيمان ووعي، والمسؤولية كبيرة تجاه الجرائم الرهيبة ومظلومية الشعب الفلسطيني التي لا مثيل لها.
وشدد على أن الاستمرار والثبات والعمل المتصاعد هو ما يدل على الإيمان والوعي والرشد والحكمة ويعبّر عن الإحساس بالمسؤولية.
وأكد على الأهمية الكبيرة للتدريب القتالي والتأهيل العسكري والدورات مستمرة والمخرجات كثيرة، حيث بلغت الدورات القتالية أكثر من 282 ألف متدرب خلال فترة العدوان على غزة، وبلغت العروض العسكرية 350 ألف، والمناورات إلى 719، والمسير العسكري إلى 652 مسيراً.
وأوضح أن الأمريكي مستمر في عدوانه على اليمن لإسناد العدو الإسرائيلي ولحماية الإجرام الإسرائيلي في غزة، لافتاً إلى أن القصف الأمريكي – البريطاني خلال هذا الأسبوع بلغ 18 غارة وقصف بحري وكلها فاشلة لا تأثير لها، ارتقى شهيداً في سبيل الله وستة جرحى من المواطنين نتيجة العدوان الأمريكي والبريطاني خلال مرحلته هذه.
وأشار قائد الثورة إلى أن الغارات والقصف البحري بلغ 344 غارة وقصف بحري منذ بداية العدوان الأمريكي – البريطاني على اليمن، كلها فاشلة ولن تحد من القدرات اليمنية، مؤكداً أن هناك مساراً ناجحاً ومتصاعدا وبشكل سريع في تطوير القدرات العسكرية.
وقال “هناك نتائج مهمة ومذهلة بحمد الله في تطوير القدرات العسكرية وفي سرعة الإنجاز، وفي بداية العدوان الأمريكي السعودي على بلدنا كان المدى الصاروخي قرابة 40 – 45 كيلو متراً ثم بلغ إلى مستوى فوق الألف كيلو متر”.
وأضاف “في هذه الفترة على مستوى المدى والدقة الفائقة في الإصابة والقدرة التدميرية هناك اندهاش أمريكي، وخاصة في ضربة الأمس التي أصابت سفينة أمريكية هناك اندهاش وذهول من الدقة في الإصابة ومن القوة في التدمير”.
كما أكد السيد القائد أن هناك تجاوز لتقنيات الأمريكي الذي يحاول أن يحد أو أن يتصدى للقدرات العسكرية اليمنية من خلالها.. مشيراً إلى أن الأمريكي فاشل في عدوانه ولن يصل إلى نتيجة أبداً لا في الحد من القدرات، ولا في وقف العمليات، والطريقة الوحيدة لإيقاف عمليات اليمن البحرية هي بإيقاف العدوان ورفع الحصار على غزة.
وتابع “التصعيد لن يفيد الأعداء بل له تأثيراته عليهم وهم يخسرون على المستوى الاقتصادي، والخسارة الفادحة لا تشمل العدو الإسرائيلي فقط ولكن الأمريكي والبريطاني تورطوا في الخسائر الاقتصادية، والتأثير على وضعهم الاقتصادي يتزايد يوما بعد يوم كلما أصروا وعاندوا واستكبروا”.
وبين أن الكلفة العسكرية بالنسبة للأعداء باهظة، وكلما زادوا من حشدهم في البحرين الأحمر والعربي كلما كلفهم ذلك أكثر، مؤكداً أن الشعب اليمني سيواصل تطوير القدرات العسكرية برعاية الله تعالى وتوفيقه.
استمرار العدوان الصهيوني الأمريكي:
وأوضح قائد الثورة أن العدوان الإسرائيلي الأمريكي يستمر للأسبوع الـ 22 على الشعب الفلسطيني في غزة معتمداً في سلوكه الوحشي بكل وسائل الإبادة، ويرتكب مجازر القتل الجماعية بالقنابل الأمريكية وبالتجويع الشامل والأوبئة.
واعتبر الإجرام الإسرائيلي الأمريكي في غزة، إجراماً مشهوداً يمارسه العدو الصهيوني الأمريكي الأوروبي على مرأى ومسمع شعوب العالم أجمع.. لافتا إلى أن جرائم الإبادة ترتكب في غزة في عصر تقدم الدول الغربية نفسها على أنها في الذروة من الاهتمام بالقيم والأخلاق.
وأشار إلى أن ما يحدث من جريمة إبادة جماعية يومية في غزة، يسيء للمجتمع البشري، ومُخزٍ ومعيب التفرج عليه وعدم التحرك لإيقافه، مبيناً أن العدو يبتكر جرائم بأشكال جديدة في غزة، مستهدفاً النساء والأطفال وكل من يخرج للبحث عن الطعام.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن العدو الصهيوني يستخدم التجويع وسيلة إبادة بشكل مباشر ويحصل ذلك يومياً، ويعمد إلى قتل المئات من الفلسطينيين عندما يجتمعون للحصول على الغذاء المحدود ومساعدات الإغاثة الإنسانية.
وقال “عند اجتماع الفلسطينيين للحصول على الوجبات الضئيلة التي تسقطها الطائرات يباشر العدو استهدافهم وقتلهم، أمام المستشفيات وفي المدارس والمخيمات وفي الطرقات”.
استمرار المجازر اليومية:
وبين قائد الثورة أنه خلال هذا الأسبوع رفع العدو من جرائم الإبادة الجماعية في غزة بمتوسط سبع مجازر كل 24 ساعة على الأقل، وإلى جانب القتل والمجاعة والمرض هناك معاناة شديدة للشعب الفلسطيني نتيجة استمرار الحصار الخانق على القطاع.
وأفاد بأن العدو الإسرائيلي يستهدف حتى من يخرج للاصطياد في البحر من الجائعين في قطاع غزة، ومن المعيب على المجتمع البشري أن يسكت عن مظلومية غزة ويكتفي بالإدانة والتعاطف دون خطوات عملية لإيقافها.
وحمّل أمريكا المسؤولية الكاملة والدور الأول والأساس في جرائم حرب الإبادة والتجويع في غزة، ولم يكن الإسرائيلي ليتمكن من فعل ما فعله في غزة لولا الدعم والمشاركة الأمريكية.
ولفت إلى أن مجموع ما ألقاه الأمريكي من مواد غذائية لا تصل إلى حمولة ثلاث أو أربع شاحنات ومع تنسيق عملياتي مع العدو لقتل من يتجمع للحصول عليها، ويتصرف الأمريكي بطريقة عدوانية مع الشعب الفلسطيني لا يحترم فيها الكرامة الإنسانية.
وأضاف “الأمريكي قدّم بسخاء عشرات الآلاف من القنابل والأطنان المتفجرة لتلقى على رؤوس سكان غزة، ويأتي لإلقاء القليل من الوجبات على الفلسطينيين في غزة، ويحاول أن يقدّم طريقة إلقاء الغذاء من الجو بديلاً عن الاستحقاق المشروع في دخول الدواء والغذاء”.
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن هناك ممرات برية وبحرية يمكن أن تدخل منها المساعدات بما يشبع مجاعة أهل غزة لكن الأمريكي يحول دون ذلك، موضحاً أن ما يلقى من الجو من وجبات كثير منها يصل للبحر والقليل يصل إلى الأهالي وهي لا تساوي شيئا أمام حجم المعاناة الكبيرة التي يواجهها سكان القطاع.
كما أكد أن الأمريكي قدّم 100 صفقة سلاح مجانية للعدو الإسرائيلي بينما يعيق أي تحرك جاد لإدخال الغذاء والدواء إلى غزة كوسيلة من وسائل تعذيب الشعب الفلسطيني، وهناك أكثر من سبعين ألف طن من القنابل والمتفجرات أُلقيت على الشعب الفلسطيني في مدنه ومساكنه.
الوضع الصحي:
وتطرق قائد الثورة إلى الوضع الصحي في غزة وحالة انهياره الشامل، ومعاناة المستشفيات المتبقية من نقص الوقود والدواء، وهناك بعض التقارير تتحدث عن مليون إصابة بالأمراض المعدية في أوساط أهالي غزة دون توفر الدواء.
وأكد فشل العدو الصهيوني الأمريكي في تحقيق أهدافه المعلنة بالرغم من المستوى الكبير من التدمير والقتل والتجويع، مشيراً إلى أن المقاومة بقطاع غزة تقاتل بالنيابة عن الأمة بأكملها.
الخسائر الاقتصادية للعدو:
وعرّج السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على خسائر العدو الاقتصادية المستمرة والمتصاعدة.. وقال “هناك استنزاف كبير جداً نتيجة تكاليف الحرب”.
ولفت إلى أن العمليات البحرية اليمنية ألحقت خسائر اقتصادية كبيرة بالعدو الإسرائيلي، وهناك خيبة أمل إسرائيلية أمريكية مشتركة لعدم كسر إرادة الشعب الفلسطيني ومجاهديه.. مشيراً إلى أنه لا أمل للصهاينة في تحقيق صورة نصر حاسم في غزة، وإنما هم يكابرون ويستخدمون أسلوب الإبادة الجماعية وارتكاب المجازر.
وذكر أن قادة صهاينة يتحدثون عن أن أهدافهم في القضاء على حركات المقاومة في غزة غير واقعية وغير ممكنة التنفيذ.. مبيناً أن الرصيد الهائل من الإجرام الصهيوني والوحشية والخزي والعار يعبّر عن فشل وخيبة أمل.
الموقف العالمي:
وذكّر قائد الثورة الجميع بالموقف العالمي المجمع على إجرامية ووحشية ما يجري في غزة والمطالب بوقف إطلاق النار باستثناء أمريكا وبريطانيا، مؤكداً أن الاحتجاج المندد بالدور الأمريكي المباشر في غزة متصاعد.
وتناول ما يتعرض له بايدن في المحافل الانتخابية من احتجاجات بين أوساط الجماهير على الدور الأمريكي في العدوان على غزة، مشيداً بموقف البرازيل، وبموقف رئيسها الذي يعد أكثر وضوحا وجرأة من موقف بعض الزعماء العرب.
وثمن المواقف المتقدمة لكل من كولومبيا ورئيسها وفنزويلا وجنوب أفريقيا والإجراءات العملية لها في قطع العلاقات مع العدو، منوها بمواقف بعض الدول غير الإسلامية التي لم يصل إليها بعض الأنظمة والحكام في العالم العربي والإسلامي.
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أنه نتيجة للفشل والفضيحة يتحرك الأمريكي تحت عنوان هدنة مؤقتة في رمضان بدلا من استحقاق وقف العدوان والحصار، مبيناً أن الأعداء يريدون الاستمرار في احتلالهم لغزة، ويسعون لتوظيف عنوان الهدنة لتحقيق أهداف عسكرية.
وانتقد مواقف التنديد لبعض الدول الإسلامية حول ما يجري في غزة عبر البيانات التي لا تكفي ولابد من خطوات عملية ضاغطة.
مسؤولية العرب:
وعرّج قائد الثورة على المسؤولية المضاعفة التي تقع على عاتق العرب لنصرة الشعب الفلسطيني إنسانياً ودينياً، مؤكداً أن الأمريكي والإسرائيلي هما خطر على الأمة بالإجرام والعدوانية والوحشية التي يمارسونها وتجلّت اليوم في غزة.
وقال “ليس هناك في توجهات الأمريكي والإسرائيلي، ولا في استراتيجياتهما أي توجه وِدّي أو سلام حقيقي مع أي دولة عربية”، لافتاً إلى أنه من المفترض أن يكون من آثار المظلومية في غزة فهم العدو وإجرامه وعدوانيته وطغيانه.
وأفاد بأن البرنامج مع الدول المطبّعة ليس للسلام وإنما للمصلحة والتدمير والسيطرة على البلدان، مبيناً أن الأعداء لا يرغبون في الحصول على مصالح بطريقة مشروعة تراعي فيها حقوق الشعوب.
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن الأمريكي يتجه بنظرة استعمارية عدوانية لرعاية مصالح العدو الإسرائيلي بما يمكنّه من السيطرة كوكيل حصري له، في حين أن الدول المطبّعة بطريقة غبية فتحت المجال للعدو الإسرائيلي ليتغلغل في كل شيء.
وبين أنه من خلال التجنيس يمكن للعدو التغلغل في الأجهزة الرسمية، وهناك برنامج واسع للسيطرة على الدول المطبعة، ويسعى للتأثير على البنية العقائدية والهوية والانتماء في الدول المطبعة بمسخ الأخلاق والقيم، كما يسعى لتغيير ديموغرافي في بعض البلدان المطبّعة، ضمن برامج واسعة للسيطرة والاستحواذ.
وجدد قائد الثورة التأكيد على أن لا خيار للأمة ولا نجاة لها إلا بالتحرك الجاد ودعم الشعب الفلسطيني، وللتعامل بما يبني الأمة لمواجهة الخطر عليها، لافتاً إلى أن المواقف الرسمية في العالم الإسلامي والعربي ما تزال ضعيفة جداً ولا تتجاوز البيانات.
وذكر أن البيانات الإسلامية بشأن الموضوع الفلسطيني تصاغ بطريقة يرغب بها الإسرائيلي، وتصاغ البيانات الإسلامية بشأن الموضوع الفلسطيني بطريقة يرغب بها الإسرائيلي.
الموقف على المستوى الشعبي:
وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أنه من المفترض على المستوى الشعبي أن يكون لمظلومية الشعب الفلسطيني أثراً في الوعي واستفاقة الضمير والتحرك العملي، والمطلوب من الشعوب المكبوتة التحرك حتى ولو على مستوى المقاطعة للبضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية.
وقال “كان يفترض أن تعلن الشركات الداعمة للعدو إفلاسها لاعتمادها على أسواق عربية وإسلامية، ولولا الجهاد في فلسطين وحزب الله في لبنان لكان العدو قد ألحق أضراراً كبيرة بالأمة”.. مبيناً أن لدى الشعوب فرص للتحرك أكبر ويكون اللوم والمسؤولية عليها أكبر.
وأضاف “في محيط الخذلان الكبير والتقصير هناك جبهات الإسناد بالموقف الفعلي، وفي مقدمتها جبهة حزب الله، التي تستمر بزخم كمي ونوعي وفاعلية وتأثير واشتباك مباشر، كجبهة إسناد قوية للشعب الفلسطيني، ومباشرة في مواجهة العدو الإسرائيلي.
وأكد قائد الثورة أن الجبهة العراقية مستمرة في الاستهداف للعدو الإسرائيلي، والأمل أن تتصاعد عملياتها أكثر وأكثر.