أكد قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الاستمرار في الموقف العسكري والعمليات البحرية طالما استمر العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني.. داعيا الشعب اليمني إلى الخروج، يوم غد الجمعة، خروجا مليونيا يعبّر عن انتمائه الإيماني.
وقال قائد الثورة في كلمته اليوم حول آخر التطورات والمستجدات: “نتحدث اليوم، في آخر الأسبوع السادس عشر من العدوان الصهيوني على غزة، لأهمية الاستمرار في المتابعة والدفع في اتجاه الموقف الصحيح في إطار المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية”.
وأشار إلى أن “العدو الإسرائيلي، وقد مضى أكثر من 117 يوما منذ بداية عدوانه، وهو يواصل ارتكاب كل أنوع الجرائم في تصنيفها، وفي مستواها، بدءا بجرائم الإبادة والقتل الجماعي والمحصلة على المستوى اليومي المئات من الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني”.
وقال: “في إطار الجرائم الإبادة الجماعية، هناك من قتلهم العدو الإسرائيلي من المدنيين بعد اعتقالهم، وتعريتهم في امتهان للكرامة الانسانية قبل إعدامهم بدم بارد”.
ولفت قائد الثورة إلى أن “جرائم الإبادة شاهدها العالم، وهي مؤلمة جدا، للشهداء من الأطفال والنساء والكبار والصغار في كل يوم وهم بالعشرات ومعظمهم من الأطفال والنساء ممن يقتلهم العدو الإسرائيلي بالقنابل والصواريخ والقذائف الأمريكية، وما يحص عليه من دول أخرى مثل بريطانيا وألمانيا، وبقية الدول التي تمده بوسائل القتل والتدمير، التي يستهدف بها الشعب الفلسطيني”.
وأشار إلى أن من “أكبر المشاهد المؤلمة والمؤسفة لمعاناة الجرحى هي عمليات بتر الأطراف الجراحية دون تخدير”.. لافتا إلى أن “المعاناة والمظلومية الكبيرة في غزة هي لعنة على الأمريكي، وعلى الإسرائيلي، وعلى داعميهم”.
– المستشفيات أهداف عسكرية للعدو الصهيوني:
وأكد قائد الثورة أن “العدو الإسرائيلي، بكل وقاحة وبسلوك منفرد، معبّر عن إفلاسه الأخلاقي والإنساني يعلن المستشفيات أهدافا أساسية لعملياته العسكرية”.
وذكر أن كل الدول والكيانات والجهات، تتفادى مثل هذه الوقاحة المخزية المعبرة إلى أقصى حد عن الإفلاس الإنساني والأخلاقي، لكن العدو الصهيوني جرئي على مثل هذه الوحشية، ومستمر في ذلك إلى اليوم.
وأشار إلى أنه “كلما استهدف العدو مخيما أو مدينة، أو حيا من الأحياء يجعل الهدف الأساسي فيه للعملية العسكرية مستشفىً”.. مبينا أن العدو الإسرائيلي لا يريد أن يبقى في المستشفيات من يقدم الخدمة الصحية للشعب الفلسطيني، ولا أن يتوفر الدواء والكادر الطبي فيقتل البعض ويعتقل البعض الآخر.
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن المرضى يعانون معاناة كبيرة في غزة، مع انتشار الأمراض المعدية في أوساط النازحين.
وذكر أن الحصار الصهيوني الشديد على قطاع غزة مستمر، وهناك وفيات من الجوع في أوساط النازحين والسكان، وهناك مشاهد مؤلمة للبعض من أهالي غزة، وهم يطحنون أعلاف الحيوانات ويأكلون منها للضرورة القصوى وهم يشربون من ماء البحر، ووصلت المعاناة إلى هذا المستوى نتيجة للحصار الشديد من جهة العدو الإسرائيلي.
ولفت إلى أنه لا اعتبارات للحقوق الإنسانية والقانون الدولي إذا تعارض مع المصلحة الأمريكية والإسرائيلية، الملزم به فقط هم العرب والدول التي تستهدفها أمريكا.
– ضغط على وكالات الإغاثة:
وأشار قائد الثورة إلى أنه إلى جانب القتل والدمار والخراب والنزوح يستهدف العدو الصهيوني وكالة الأونروا وأمريكا تتبنى حملته بشكل كامل.. مبينا أنه منذ تأسيس وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين، وهي تقدم شيئا بسيطا من الخدمات لأهالي غزة بإشراف غربي وأمريكي، ودور أساسي في الرقابة من تلك الجهات.
وأوضح أن الحملة ضد الأونروا جاءت بعد قرار ما يسمى بمحكمة العدل الدولية بإيقاف جرائم القتل والإبادة الجماعية في غزة.. مشيرا إلى أنه يفترض بعد قرار محكمة العدل الدولية أن يدخل الغذاء والدواء لغزة، وأن يسهم في الحد من جرائم الإبادة.
ولفت إلى أن الأمريكي هو الذي حمل راية الحملة ضد الأونروا وحرض الدول الأخرى على إيقاف ما تقدمه من مساعدات يسيرة ومحدودة، والأمريكي يحاول أن لا يبقى للشعب الفلسطيني ما يسد الرمق لبعضهم، وألا يتوفر لهم الأمن.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني لم يأمن في مدارس الأونروا التي لجأوا إليها وهي في إطار حماية الأمم المتحدة.. لافتا إلى أن استهداف النازحين في مدارس الأونروا يبين كم هو الطغيان الأمريكي، والإفلاس الإنساني لدى الغرب الذي بادر في إعلان إيقاف مساعدات الأونروا.
– خذلان من المجتمع الدولي:
وقال قائد الثورة: “أمام ذلك الوضع المأساوي والمظلومية الواضحة هناك استمرار في الخذلان من جهة المجتمع الدولي كثير من الدول الكبرى لا تتحرك تحرك جاد لإيقاف ذلك الظلم بحق الشعب الفلسطيني، وعندما أتي قرار محكمة العدل الدولية لا يرقى إلى مستوى العدل”.
وأوضح أن “الموقف الصحيح والعادل من محكمة العدل الدولية هو قرار أو حتى حكم بوقف العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني في غزة، وكذلك وقف الإجرام الصهيوني بحق الأهالي في الضفة”.. مبينا أن “أهالي الضفة يعانون يوميا من القتل والاقتحامات لمنازلهم والاختطاف والتهجير”.
وذكر أنه من “المعروف أن المؤسسات الدولية تخضع إلى حد كبير للنفوذ الأمريكي حتى مع وضوح الحق في بعض القضايا والمظلومية الكبيرة فيها”.. مشيرا إلى أنه نتيجة للتدخل الأمريكي يكون العدو الإسرائيلي شبه معفي من كل القرارات والأحكام والمواقف التي تعلنها المؤسسات الدولية.
وقال: “من العار الكبير للدول أن يكون العدو الإسرائيلي عضوا مقبولا في الأمم المتحدة”.. مشيرا إلى أنه “منذ بداية دخول كيان العدو كعضو في الأمم المتحدة كان ذلك منافيا للعدل والإنصاف، وكان ذلك إجراما بحق الشعب الفلسطيني”.
ولفت قائد الثورة إلى أن “هناك في أوروبا والشعوب الغربية، هناك أصوات حرة بدأت تعارض السياسات الأمريكية وسياسة الدعم المفتوح للعدو الإسرائيلي، مع افتضاحه بشكل غير مسبوق”.
وأوضح أن “نشاط الجاليات في أمريكا والغرب لإيصال مظلومية الشعب الفلسطيني اخترق التعتيم الإعلامي لصالح اللوبي”.. معبرا عن “الأمل في أن تتسع دائرة الوعي في المجتمع الغربي، وأن تواصل الجاليات العربية والإسلامية، وفي مقدمتها اليمنية إيصال مظلومية الشعب الفلسطيني، وحجم المأساة التي يعاني منها نتيجة العدوان الصهيوني”.
ولفت إلى أن “نشر الصورة الحية عن مظلومية الشعب الفلسطيني العزيز ومأساته يتأثر بها من بقي فيه ذرة من الإنسانية، وتتحرك الضمائر الحية، ويكون هناك نشاط مقابل الخذلان الرسمي”.
وقال: “إن التخاذل هو السائد على موقف الكثير من الأنظمة والحكّام على مستوى العالم الإسلامي والمنطقة العربية”.. لافتا إلى استمرار الأحداث والمظلومية، وتتفاقم المأساة، وضمائر الحكام لم تستفق وباتوا في حالة سبات.
وأفاد قائد الثورة بأن “هناك أخبارا عن تزويد بعض الدول العربية والإسلامية العدو الإسرائيلي بالبضائع مع النقص الحاصل؛ نتيجة الموقف اليمني في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب وهذا مؤسف”.. مبينا أن “الشعب الفلسطيني هو أحوج ما يكون إلى الغذاء والدواء، وهو يتضوّر جوعا، فيما يقدم البعض الفواكه، والبضائع المتنوعة للعدو الصهيوني!”.
وأوضح أنه بقدر ما وصل الحال في قطاع غزة من معاناة كبيرة بقدر ما تكون المسؤولية على المسلمين قبل غيرهم.. قال: “على الأنظمة أن تتحرك في فلسطين كما تحركت في أحداث أفغانستان عندما أراد الأمريكي منها أن تتحرك، عندما أراد الأمريكي تحركت الأنظمة رسميا على كل المستويات، وحركوا شعوبهم، ووجهوا علمائهم لإصدار الفتاوى بوجوب الجهاد”.
وتساءل: “أين تحرك الأنظمة تجاه مأساة الشعب الفلسطيني، ولو بنسبة ضئيلة من مستوى التحرك الذي يريده الأمريكي”.. لافتا إلى أن “بعض الأنظمة تتجاهل ما يجري من مأساة في فلسطين، والبعض يذم من يتحرك ويسيء إليه”.
– صمود المجاهدين في غزة:
وأشار قائد الثورة إلى أن “الموقف العظيم والمشرف والصحيح هو صمود المجاهدين في غزة بالرغم من حجم العدوان والمأساة والمعاناة الكبيرة جدا”.
ولفت إلى أن “من أهم المستجدات المهمة والملفتة والبارزة في هذا الأسبوع هو قصف كتائب القسام بالصواريخ إلى تل أبيب”.. مبينا أن هذه عملية مهمة ولها دلالة كبيرة جدا بعد كل هذا الوقت من العدوان والإجرام والتوحش والتدمير الشامل لقطاع غزة.
وأشار إلى أن “قصف “تل أبيب” يدل على مدى الصمود والتأييد الإلهي للمجاهدين في غزة، ويؤكد تماسكهم وقوتهم بعكس ما يتمناه ويروج له العدو”.. مؤكدا أن “العدو الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه وحسم المعركة وفي السيطرة على الوضع بشكل كامل في قطاع غزة”.
وأوضح أن “نجاح المجاهدين في غزة حُجّة على العرب والمسلمين، لأنهم لو اتجهوا لتقديم الدعم لكان التحرك أكثر فاعلية ويصل إلى تحرير فلسطين”.. لافتا إلى أن “استمرار الصمود والمواجهة لها دلالة مهمة ويجب أن تحظى بالمساندة والإشادة”.
وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن حزب الله يواصل تقديم المساندة، وجبهة لبنان مؤلمة ومزعجة للعدو الصهيوني.. مبينا أن “المجاهدين في العراق يؤكدون استمرار عملياتهم التي تستهدف العدو الإسرائيلي”.
-محصلة العمليات العسكرية:
وأكد قائد الثورة أن “الجبهة في اليمن هي من الجبهات التي بادرت منذ بداية الأحداث في غزة، في إطار موقف كامل وشامل على كل المستويات وفي المقدمة على المستوى العسكري”.
وقال: “محصلة عملياتنا العسكرية، خلال هذا الأسبوع، 10 عمليات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب استهدفت السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، والموقف -بحمد الله- فعال ومؤثّر”.
كما أكد أن “العدو الإسرائيلي أصبح يائسا من إمكانية أن تستمر الملاحة البحرية لصالحه في البحر الأحمر من مضيق باب المندب، وأصبحت الحركة التجارية إلى ميناء أم الرشراش والموانئ الفلسطينية المحتلة ضعيفة والتحرك نادرا”.
وأوضح أن “هناك رصدا دقيقا وجويا من قبل القوات المسلحة، وتمكن في الحصول على المعلومات اللازمة لمعرفة وجهة السفينة إن كانت لمصلحة العدو الإسرائيلي، إلى أي ميناء من موانئ فلسطين المحتلة”.
وأضاف: “مع إمكانية الحصول على المعلومة هناك جهوزية قوية لاستهداف أي سفينة وجهتها لصالح العدو الإسرائيلي، وعندما ورطت أمريكا وبريطانيا نفسها أيضا خدمة للصهيونية وتنفيذا لأوامر اللوبي الصهيوني أدخلوا أنفسهم في المأزق، لذلك استمر الاستهداف لسفنهم وبوارجهم وحركتهم العدائية في البحر الأحمر”.
وأكد أن “القوات المسلحة اليمنية هي التي تقدم فعلا تأمينا للملاحة الدولية في البحر الأحمر، وأثبتنا فعليا أن المُستهدف هو السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني، ولذلك تتحرك السفن لبقية البلدان بأمن وسلام ومن ينسق مع القوات البحرية يعبر بدون أي مشكلة، وأحيانا يتدخل الأمريكي لإثارة المشاكل على بعض السفن”.. لافتا إلى أن “الأمريكي فُضح في عدة عمليات حاول أن يثير القلق على بعض السفن”.
-فشل أمريكي في حماية السفن الإسرائيلية:
وأكد قائد الثورة أن “الأمريكي في عدوانه ومحاولاته لحماية السفن الإسرائيلية، فشل بشكل واضح، وهو معترف بفشله ومعترف بعجزه”.
وقال: “في البداية كان يصوّر الأمريكي أن عملياته العدوانية لحماية السفن الإسرائيلية سيوفر لها الحماية ويقدم لنفسه عناوين مخادعة بهدف أن يحظى بتعاون من بقية الدول لكنه فشل”.
ولفت إلى أن “الأمريكي والبريطاني لا يستطيعون أن يحموا حتى سفنهم، وقطعهم البحرية من مدمرات وبارجات عسكرية من الاستهداف، لذلك قطعهم الحربية هي مستهدفة ولا يستطيعون أن يوفروا الحماية للسفن الإسرائيلية”.. وقال: “لا يمكننا أن نسكت أو نتفرج على إخوتنا في غزة ويجب أن يدفع العدو مقابل ذلك الثمن الباهظ”.
-استمرار في الموقف العسكري:
وأكد قائد الثورة الاستمرار في الموقف العسكري في العمليات البحرية وبكل أشكال الاستهداف طالما استمر العدوان والحصار على غزة.
وقال: “مهما كان الموقف الأمريكي لن يؤثر على فاعلية موقفنا وموقف بلدنا فعال ومؤثر، والأمريكي بالرغم مما يمتلكه من تقنيات لن يستطيع حماية السفن الإسرائيلية وعاجز عن تحقيق هدفه في عدوانه، ومن تورط أدخل نفسه في مشكلة هو في غنى عنها”.
ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي عندما اتخذ قرار العدوان على اليمن حماية للسفن الإسرائيلية هو خرق الدستور الأمريكي وهناك احتجاجات داخل الكونجرس من بعض الأعضاء والوسط الأمريكي تجاه هذا الخرق للدستور.. مبينا أن على الرئيس الأمريكي بدلا من أن يفتح حروبا أن ينشغل أولا بأزمات بلاده وبالمشاكل التي تصنعها سياساته.
وقال: “العالم شاهد الأزمة الأخيرة في أمريكا بين حاكم تكساس، والرئيس الأمريكي التي أوشك الطرفان أن يصلا فيها إلى مستوى الاقتتال”.
وأضاف: “العدوان على بلدنا لن يؤثر على موقفنا وإنما له تأثير في أن نطوّر قدراتنا العسكرية، وهذا واضح للأمريكيين ويلمسونه في الصواريخ”.. لافتا إلى أن “على البريطاني أن يأخذ الدرس من سفينته التي احترقت من الليل إلى الليل وسيلحق بنفسه وباقتصاده الضرر من دون نتيجة”.
وأكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن “الضربات الأمريكية والبريطانية فاشلة ولا تأثير لها، ولن تحدّ من قدراتنا العسكرية”.
ولفت إلى أن من بوادر الفشل سعي أمريكا إلى الاستعانة بالصين من أجل أن تسعى للوساطة والإقناع بوقف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني.. موضحا أن الصيني يدرك مصلحته أنها ليست في أن يسير تبعا للأمريكي، ويعرف ما يفعله الأمريكي في تايوان.
-التعبئة العسكرية:
وأكد قائد الثورة أن “التعبئة العسكرية من أهم الأنشطة التي تحرّك فيها الشعب اليمن في سياق رفع الجهوزية لمساندة الشعب الفلسطيني، وهناك التحاق واسع فيما يتعلق بالتعبئة العسكرية في الوسط الشعبي وهناك أيضا أنشطة واسعة جدا في عملية التدريب والتأهيل بهدف رفع الجاهزية على المستوى العسكري.. مبينا أنه تم تدريب وتأهيل 165429 في الدورات العسكرية في الوسط الشعبي وفق إحصائيات المختصين”.
ولفت إلى أنه خلال فترة العدوان على اليمن تم تدريب 600 ألف في التدريب العام والقيادي والتخصصي وفق المختصين.
وقال: “كل هذه القدرات والإمكانات في بلدنا وكل ما بني وجهز هو في خدمة هذا الموقف الكل جاهز وبكل شغف وشوق وبكل عزم وإصرار وتصميم وإرادة جادة على التحرك في إطار المساندة للشعب الفلسطيني وهناك استمرار في أنشطة التدريب والتأهيل وسيتوسع ويمتد إلى مناطق كثيرة”.
وحث السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي على الالتحاق بهذا النشاط في إطار التدريب والتأهيل والتشكيل والانتظام لأن هذا يرفع مستوى الجهوزية، وهو إضافة إلى ما هو جاهز ممن قد تم تدريبهم وتأهيليهم، وهم بمئات الآلاف خلال المرحلة الماضية، وهذا إضافة إلى الشعب اليمني.
ولفت إلى أن “الشعب اليمني هو شعب مسلح وجيش جاهز مسلح وتمرس على الأحداث والأهم من كل ذلك هو ثقته بالله وتوكله عليه وروحيته الجهادية وثقافته القرآنية ووعيه العالي ورصيده الأخلاقي”.
وأكد أن “أمريكا لن تنجح في التهويل بضرباتها الفاشلة وغير المؤثرة، ولا بتصنيفاتها السخيفة التي ليس لها أي قيمة عند الشعب اليمني الذي هو شعب متمرس على الصعاب ويعيش كل معاني العزة والحرية والكرامة، شعب هويته ايمانية يتحرك على أساس الثقة بالله والتوكل عليه”.
ولفت قائد الثورة إلى أن على الأمريكي والبريطاني ومن ورائهم اللوبي اليهودي الصهيوني أن يلحظوا فاعلية وتأثير تحرك الشعب اليمني.. مبينا أن انعكاسات وتأثيرات إجرام الأعداء بحق الشعب الفلسطيني في غزة كان له نتائج معاكسة لأهدافهم في كسر إرادة الشعوب.
وقال: “عندما يلمس الأعداء أن غطرستهم وظلمهم بحق شعوب أمتنا زادت من حركتها ووعيها سيدركون أن النتيجة معاكسة لأهدافهم”.
-مسيرات مليونية:
وأكد قائد الثورة أن المسيرات والمظاهرات والفعاليات والوقفات المناصرة لغزة هي من أهم الأنشطة للشعب اليمني.. وقال: “لم يخرج أي شعب على مستوى عالمنا الإسلامي ولا على مستوى أي بلد في العالم كما يخرج شعبنا خروجا مليونيا في العاصمة صنعاء والمحافظات”.
وأوضح أن “عدد المسيرات في الأمانة والمحافظات بلغ وفق المعنيين 1351 وهو عدد ضخم قد لا يماثله أي رقم في أي بلد، فيما بلغ عدد الوقفات والاحتجاجات التي خرجت في مناطق كثيرة 43 ألفا و646، وهو عدد هائل جدا”.
وذكر أن “الخروج الكبير يدل على الشعور بالمسؤولية والمشاعر الإنسانية الحية والشعور بمظلومية الشعب الفلسطيني كما يدل على ما يمتلكه الشعب اليمني من وعي بأهمية التحرك”.
وأكد أن التحرّك الشعبي يأتي مكملاً وحاضنا وراعيا وأساسا للموقف العسكري الذي هو ذروة موقف الشعب اليمني.. وقال: “موقف شعبنا ليس مقتصر على المسيرات والمظاهرات بل موقف شامل ومؤيد للموقف العسكري في التحرك على كل المستويات وهو متكامل رسميا وشعبيا ومتكامل عسكريا وسياسيا وإعلاميا، وهو الموقف الذي ينبغي أن يستمر لأن العدوان الصهيوني مستمر على الشعب الفلسطيني”.
ولفت قائد الثورة إلى أن “موقف الشعب اليمني وتحركه يحسب له الأعداء ألف ألف حساب”.. وقال: “عندما تضرب قواتنا بارجة أو مدمرة مشاركة في حماية الإجرام الصهيوني فإن الأعداء يتذكرون أن وراء هذه الضربات شعبا يخرج بالملايين، ليعرف الأمريكي أن الموقف العسكري هو موقف الشعب اليمني ويعبّر عن إرادته”.
وأضاف: “من يصرخ في هذا العصر في مواجهة الطغيان الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني على شعب فلسطين فهو يتحرك في الموقف الصحيح والحكيم لمصلحة الأمة”.. مؤكدا أن “من مصلحة الأمة أن تكون أمة قوية أمام أعدائها وألا تعيش الوضعية التي تُطمع أعدائها فيها”.
– موقف اليمن محط إعجاب:
وأكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن “موقف اليمن في مساندة الشعب الفلسطيني محط إعجاب الكثير من أحرار العالم حتى في البلدان الغربية، وهناك أصوات في الغرب تؤيّد وتعبّر عن إعجابها الكبير بموقف بلدنا”.
وقال: “في عالمنا الإسلامي الكثير من أبناء الشعوب أمتنا ارتاحت كثيرا لموقف اليمن ورأت فيه الموقف الصحيح المتكامل”.
وأشاد بجهود العاملين والداعمين لإنجاح عمل الدورات العسكرية والمسيرات والوقفات.. لافتا إلى أن “نشاط الشعب اليمني في مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلي متميز وهناك قرار رسمي وتوجّه شعبي يحتاج إلى اهتمام أكثر”.
وأضاف: “يستطيع كل شخص مسلم أن يتخذ قراراً في مشترواته، والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية مؤثر على الأعداء، ومن يُقصّر في المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلي فتقصيره كبير جدا”.
وأوضح قائد الثورة أن اليهود الصهاينة يجنون المليارات من العالم الإسلامي والمقاطعة سلاح فعّال ومتاح وعواقب التفريط سيئة.
ولفت إلى أن “هناك تميّزا للنشاط الإعلامي في اليمن ويجب أن يستمر ويتطور ويتوسع لنقل المظلومية الفلسطينية.. مبينا أن المشهد الواحد لمأساة في فلسطين قد يترك تأثيرا أكثر من 100 محاضرة وأكثر من 1000 كلمة لأنه يقدم صورة حية عن مظلومية الشعب الفلسطيني”.
– أهمية النشاط التوعوي:
وأكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن “النشاط التوعوي من أهم الأنشطة على الإطلاق في مرحلة تسعى بعض الأنظمة العربية لتقديم صورة مزيفة للعدو الإسرائيلي”.. لافتا إلى “أهمية نشر الوعي للجيل الناشئ لأن الأحداث الراهنة تفضح العدو الإسرائيلي والأمريكي وتظهره على حقيقته”.
وقال: “نحتاج للوعي في هذه المرحلة بالذات فالذاكرة العربية ضعيفة وتحتاج دائماً إلى التذكير وتقديم الشواهد”.
وأشار إلى أنه “مع حجم الشواهد الواضحة على الإجرام الأمريكي والإسرائيلي والغربي هناك فرصة كبيرة لنشر الوعي”.. لافتا إلى أن “من أهم ما تحتاج إليه الأمة هو نشر الوعي القرآني على قاعدة عين على القرآن وعين على الأحداث”.
وأكد قائد الثورة أن الوعي القرآني يصنع اليقين ويضبط التوجهات بالضابط المبدئي والأخلاقي والقيمي.. وقال: “هناك حالة انفلات رهيبة في بلداننا في القيم ونسيان للمبادئ وتجاهل للأخلاق وتوجهات منحرفة كالتطبيع مع العدو الإسرائيلي”.
وشدد على أن التطبيع مع العدو الإسرائيلي تنكّر لقيم الإسلام واتجاه خاطئ نحو الخسران بمعيار المصلحة.. موضحا أن “القرآن الكريم يقدّم صورة تقييمية وواقعية لأعداء هذه الأمة والأحداث تشهد بذلك، والوعي القرآني يصنع اليقين ويضبط التوجهات ويقدم الرؤية الصحيحة ويعزز الشعور بالمسؤولية”.
وأشار إلى أن الوعي القرآني يحمي الشعوب من مساعي أعدائها في اختراقها وإضلالها في إطار الحرب الناعمة التي تستهدفها.
– استمرار الخروج الأسبوعي:
وأكد قائد الثورة على أن الخروج الأسبوعي الكبير للشعب اليمني لا بد منه طالما استمر العدوان ويجب أن يستمر هذا الخروج لأنه من أهم الأعمال.. لافتا إلى أن “الخروج لله وصدعا بموقف الحق وتأييدا لبقية الإجراءات في إطار موقف بلدنا الشامل يحسب له الأعداء ألف حساب”.
ولفت إلى أن “الخروج الشعبي يعبّر عن العزم والثبات والجد والشعور الراسخ بالمسؤولية بينما الفتور والملل يعبّر عن ضعف العزم وضعف الإرادة”.. مبينا أن “من يضعف حتى عن مستوى الخروج إلى الشارع لساعات في يوم من الأسبوع كيف سيكون أمام بقية الأعمال الأخرى؟”.
كما أكد على أهمية الاستمرار في التحرك والخروج الأسبوعي في إطار موقف شامل والاستمرار على كل المسارات.. وقال: “كلما استمر العدوان، علينا أن نسعى لارتقاء موقفنا وتطوير أعمالنا وأنشطتنا”.
ودعا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الشعب اليمني إلى الخروج يوم غد الجمعة خروجا مليونياً في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، وبقية المحافظات.. مؤكدا أن “خروج الشعب اليمني المليوني يعبّر عن انتمائه الإيماني”.