دعا قائد الثورة، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إلى الخروج المليوني المشرف في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، وساحات المحافظات بمسيرات “الفتح الموعود والجهاد المقدس” يوم غد الجمعة.
وأكد قائد الثورة، في كلمته اليوم بمناسبة جمعة رجب، أن الخروج في المظاهرات يعبِّر عن الإيمان، وجزء من الجهاد في سبيل الله، وموقف عظيم له أهميته بالمعيار الإيماني.
ولفت إلى أن الأمة تواجه اختبارا كبيرا في هذا العصر، وتحديات ومخاطر من جهة أعدائها، وفي المقدمة اللوبي الصهيوني اليهودي، الذي هو العدو الرئيسي للأمة الإسلامية، وتتجلى هذه العداوة فيما يفعله الصهاينة بحق شعب فلسطين المسلم المظلوم.. مبينا أن استهداف المسجد الأقصى يأتي في سياق العداء للدين الإسلامي والأمة، وكل ممارسات اليهود في باحاته كراهية واعتداء.
وأكد أن اليهود هم أعداء لكل المسلمين، وليس فقط للشعب الفلسطيني، كما أن اليهود يحملون عقدة العداء والكراهية التي تتجلى في ارتكاب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني بكل جرأة وحقد.
وذكر أنه مع ما قدمه النظام السعودي من مئات المليارات من الدولارات يقولون عنه البقرة الحلوب، وهذا وسام التكريم على الطريقة الأمريكية.. مبينا أن اليهود قتلوا الكثير من عملائهم، وتخلوا عن زعماء دول بعد أن استغنوا عنهم.
وأوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن اليهود الصهاينة على مدى 75 عاما يتفننون في ارتكاب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.. مبينا أن مختلف الشعوب في مختلف أقطار العالم ضجت من الجرائم الرهيبة والشنيعة لليهود الصهاينة.
وقال: “عندما تكون المسألة مسألة فساد أخلاقي وجرائم وتنكر للأخلاق والقيم، يأتي الغرب ليتحدث عن الحرية وعن الحقوق”.. مبينا أن موقف الغرب مما يحصل في غزة مُخزٍ وفضيحة متجددة، لكن الذاكرة العربية الضعيفة تحتاج إلى أحداث متجددة دائما.
وأضاف: “نحن في اليوم الـ97 لتصعيد ابتدأه العدو، أما مظلومية الشعب الفلسطيني فلها عقود من الزمن امتدت لأكثر من 75 عاما”.. مشيرا إلى أن اليهودي الصهيوني يحاول أن يقدم ما يجري وكأنه بدأ في السابع من أكتوبر ليلقي باللوم على حماس، ويخفي مظلومية 75 عاما.
كما أكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن العدو الإسرائيلي يصر على ارتكاب الجرائم، وممارسة التجويع والحصار الشديد للشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن على الأمة مسؤولية إيمانية أخلاقية إنسانية من الإجرام الرهيب الذي يمارسه الصهاينة اليهود ضد الشعب الفلسطيني، والمذابح اليومية بحق الشعب الفلسطيني.. وقال: “إن هناك مسؤولية بكل الاعتبارات على الأمة الاسلامية لتقف هي في المقدمة، وتقود التحرك العالمي لمنع استمرار تلك الجرائم والحصار والعدوان ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة”.
تحرك شامل:
وأكد قائد الثورة أن “الشعب اليمني تحرك بكل ما يمكن تحركا شاملا بالمظاهرات والمسيرات، التي لا مثيل لها في أي بلد آخر في العالم، وبالموقف العسكري باستهداف العدو بالصواريخ والمسيّرات، وفي منع السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني من العبور في البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب، والاستهداف لها، وأي مستوى يصل إليه الشعب اليمني بإمكانياته ووسائله لن يتردد في أن يتحرك على أساسه”.
وأضاف: “سقفنا -كشعب يمني- عالٍ في إطار هذا الموقف العظيم والمقدس، الذي ننطلق فيه انطلاقة إيمانية، وشعبنا يتحرك على كل المستويات بأنشطة التعبئة العسكرية الواسعة، التي شملت معظم المحافظات، وأصبح الملتحقون بها بالآلاف، وهذا مسار مهم جدا، والأنشطة على مستوى التحرك في الفعاليات المتنوعة، والتبرع بالمال، والأنشطة الإعلامية، تحرك على كل المستويات بكل الممكن وبشكل مستمر”.. مؤكدا أن “الآفة الكبرى على الأمة، وبالذات في البلدان العربية، هي الملل، يتفاعلون في بداية الأحداث ثم يتروضون ويفترون”.
ولفت قائد الثورة إلى أن “الشعب اليمني خرج على نحو كبير جدا في ميدان السبعين والمحافظات، وازداد تفاعله بعد الجريمة الأمريكية في البحر الأحمر”.. مؤكدا على أهمية الاستمرار؛ كونه يعبّر عن رسوخ الحالة الوجدانية ويقظة الضمير”.
وذكر أن “الأمريكي يصر على استمرار الإجرام والمذبحة، التي قدم لها القذائف والقنابل والمال، وأشرف على ارتكابها، وقدم للعدو الصهيوني الحماية على المستوى الإقليمي والدولي”.. مبينا أن الأمريكي يعبّر ويعلن بكل وقاحة أنه يعارض وقف إطلاق النار، ويتبنى الإجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم.
توسيع دائرة المقاطعة:
وأشار السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى أن “الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي أذرع الصهيونية اليهودية في العالم”.. وتساءل: “ألا يستفزنا هذا الإصرار من جهة الإسرائيلي، ومن جهة الأمريكي، ومن جهة البريطاني على الاستمرار في القتل للأطفال والنساء؟!”.
وقال: “علينا كأمة مسلمة مسؤولية أن نتحرك، وألا نملّ، وأن نتجه إلى تصعيد موقفنا، ويجب أن تتسع دائرة المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية في دول الخليج، وأتوجه بهذا النداء إلى كل الشعوب في الخليج لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية”.
وأضاف: “أناشد الشعب المصري، وأتوجه إليه بتذكيره بمسؤوليته الأخلاقية والإسلامية والإنسانية ليقاطع البضائع الأمريكية والإسرائيلية”.
ودعا قائد الثورة شعوب الأمة إلى التعبير بتصاعد عن صوتها المؤيد للشعب الفلسطيني، وسخطها على جرائم الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني، وهذا أقل ما يمكن أن تفعله..
وقال: “اسمعوا نداءات الأطفال والنساء، وافتحوا لها قلوبكم، وتعاملوا معها بضمائركم، واستشعروا مسؤوليتكم”.
وأكد أن “تصعيد العدو الإسرائيلي في لبنان يزيد من عزم وإصرار إخوتنا في حزب الله، وفي ثباتهم وتصعيدهم وموقفهم الإيماني”.. مبينا أن أبناء الشعب العراقي في الحشد الشعبي والمجاهدين من أبناء الشعب العراقي موقفهم في تصاعد.
كما دعا أبناء الأمة أن يكون تحركهم نشطا، وأن يستعيدوا زخم المظاهرات والمسيرات، وأن يكونوا في حالة تعبئة مستمرة.
موقف إيماني:
وقال قائد الثورة: “نحن في يمن الإيمان لن نتردد -إن شاء الله- في فعل كل ما نستطيع، وسنواجه العدوان الامريكي، وأي اعتداء أمريكي لن يبقى أبدا بدون رد، والرد لن يكون بمستوى العملية التي نفذت أخيرا في استهداف الأمريكي في البحر بأكثر من 24 طائرة وعدد من الصواريخ، الرد أكبر من ذلك”.
وأضاف: “لن يردنا الموقف الأمريكي والبريطاني لحماية السفن المرتبطة بإسرائيل ليواصل الإسرائيلي جرائمه بدون إزعاج، والموقف اليمني في منع السفن المرتبطة بإسرائيل من العبور في البحر الأحمر، والاستهداف لها هو موقف فاعل ومؤثر جدا، وكبد العدو الصهيوني الخسائر الكبيرة في اقتصاده، وله تأثيراته الممتدة إلى من يقفون معه، ويدعمونه”.
وأشار إلى أن “من استخف بالموقف اليمني، وحاول أن يسخر منه، اتجه بعد تجلي تأثيره إلى التهويل لمَّا حصل الاعتداء الأمريكي”.
وأكد قائد الثورة أن الشعب اليمني ليس ممن يخاف من أمريكا، ولا ممن كان سقف موقفه إلى الدرجة التي لا تغضب أمريكا.. لافتا إلى أن “الاعتداء الأمريكي على قوات البحرية شاهد من شواهد تأثير موقف اليمن على العدو الصهيوني، لذلك هو مزعج جدا للعدو الصهيوني والأمريكي، تبعا لذلك، ومزعج للبريطاني”.
ولفت إلى أن ما يهم الأمريكي، الذي يورط نفسه أكثر فأكثر خدمة للصهيونية، هو توريط الآخرين معه، ويبذل كل جهده مع البريطاني لتوريط دول أخرى معه في المواجهة مع الشعب اليمني.
وأضاف: “لا مشكلة على الأوروبيين والصين وكل العالم في المرور من البحر الأحمر، المستهدف فقط وبشكل حصري هي السفن المرتبطة بإسرائيل، ولكن من يريد أن يتورط ويعتدي على أبناء شعبنا، ويستهدف القوات البحرية وجيشنا فهو يخاطر فعلا بملاحته وسفنه التجارية، ويخاطر على المستوى العسكري في الدخول في مواجهة سيدفع ثمنها”.. مؤكدا أن “الشعب اليمني لا يتهرب من ميدان المواجهة، ومع أي عدو مهما كانت إمكاناته وقدراته”.
ووجّه قائد الثورة النصح لكل الدول الآسيوية والأوروبية في الشرق والغرب، ولكل البلدان أن لا تورطها أمريكا.. وقال: “دعوها تتوط هي، وتفرجوا عليها، ولتورط معها بريطانيا”.
وأضاف: “نفسنا طويل، وشعبنا له القدرة على التحمل والثبات على مواقفه في المواجهات الكبيرة والطويلة، والخاسر هو من يورط نفسه في الاعتداء على شعبنا لخدمة إسرائيل، واستمرار الجرائم بحق الشعب الفلسطيني”.
كما وجّه قائد الثورة النصح لكل الدول العربية والإسلامية بعد المشاركة مع الأمريكي في سعيه لحماية السفن الإسرائيلية.. لافتا إلى أن أكبر مجرم في العالم هو الإسرائيلي، ومن يخدمه ليواصل جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، فهو يتنكر لكل الأخلاق ولكل القيم، ولا يليق بأي بلد عربي أن يخدم إسرائيل، وأن يقف مع العدو الصهيوني ليواصل جرائمه في غزة.
وذكر أن “ما حصل من النظام البحريني لا يمثل شعب البحرين الثائر والعزيز والمظلوم”.. مبينا أن “آل خليفة في البحرين هم عبيد للصهاينة، ومتورطون في مفاسد وجرائم أخضعتهم لليهود الصهاينة، أما موقف شعب البحرين هو موقف شريف وعظيم تجاه الشعب الفلسطيني”.
وعبّر علن الأمل من بقية الدول العربية والإسلامية ألا تتورط أبدا مع الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.
المواجهة المباشرة:
وقال قائد الثورة: “نحن -بحمد الله- نرتاح عندما تكون المواجهة مباشرة مع الأمريكي والإسرائيلي، ومهما قدمنا من الشهداء في المواجهة المباشرة مع الأمريكي والإسرائيلي فلن يؤثر ذلك علينا، ولن يضعف موقفنا”.
وأضاف: “قدمنا الآلاف من الشهداء، ونحن نتصدى لوكلاء أمريكا، والمواجهة المباشرة مع الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي أحب إلينا، ونحن مستعدون لفعل ما يلزم، وسنقاتل بكل جرأة لأننا نعتمد على الله في موقفنا تجاه العدوان على الشعب الفلسطيني”.
وأكد أن الشهداء من القوات البحرية، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وعلى طريق القدس، فازوا فوزا عظيما لنيل الشهادة في المعركة المباشرة، وأثناء اعتداء أمريكي مباشر.. وقال: “نحن أكثر عزما على مواصلة المشوار، واستهداف السفن المرتبطة بإسرائيل، ولن نتراجع عن ذلك وموقفنا إيماني”.
ودعا قائد الثورة الشعب اليمني إلى مواصلة كل أنشطة التعبئة والتدريب القتالي والمظاهرات والمسيرات والتبرع بالمال بالرغم من الظروف الصعبة، وفي إطار النشاط الإعلامي والموقف.
كما دعا المتخاذلين من أبناء الأمة الإسلامية إلى التحرك.. وقال: “أما آن لكم أن يكون لكم موقف؟!”.
وقال: “شعبنا العزيز سيخرج يوم الغد -إن شاء الله- خروجا مشرفا ومليونياً بدون فتور ولا ملل في ميدان السبعين، وفي المحافظات الأخرى”.
وأضاف قائد الثورة: “أملي فيكم بمواقفكم المشرفة وبقيمكم ألا تكونوا كمن يؤثر فيهم الملل والفتور، ويعجزون حتى عن الحضور في مظاهرة أو مسيرة”.
محطة تاريخية:
وأشار السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى أن “جمعة رجب محطة من أهم وأقدس وأسمى وأعظم المحطات التاريخية للشعب اليمني في انتمائه الإيماني ودخوله في الإسلام”.
وقال: “في جمعة رجب دخل عدد كبير جدا من الشعب اليمني في الإسلام بعد أن قرأ عليهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رسالة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في اجتماع كبير بصنعاء، تدعوهم إلى الإسلام، فأسلموا طواعية، وانتشر وامتد الإسلام إلى مناطق كثيرة، وكان ذلك اليوم من أهم المحطات التاريخية لشعبنا”.
وتوجه قائد الثورة بالتهاني والتبريكات إلى الشعب اليمني بهذه المناسبة؛ لأنها محطة مهمة للغاية ونعمة كبيرة وعظيمة، وشرف وفضل عظيم من الله، وتوفيق إلهي في الانتماء للإسلام.
ولفت ِإلى أن الاحتفاء بهذه النعمة تعبير عن الشكر لله -سبحانه وتعالى- واعتراف بالنعمة العظيمة، واعتزاز بصفحة من أنصع صفحات تاريخ الشعب اليمني.
وأوضح السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن من أهم ما يتعلق بهذه المناسبة العمل على ترسيخ وتعزيز الهوية والانتماء الإيماني للشعب اليمني؛ من خلال الأنشطة التثقيفية والتربوية والتوعوية، وكذا تربية الجيل الناشئ، وحمايته والحفاظ عليه مما يستهدفه في انتمائه الإيماني.
وأضاف: “عندما نتحدث عن هذه المناسبة، التي تشدنا إلى تلك المرحلة المهمة في انتماء شعبنا للإسلام، من المهم أن نستوعب المميزات لهذا الانتماء الإيماني لدرجة أن يقول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- [الايمان يمان والحكمة يمانية]، وهذا تعبير عظيم ومهم جدا، يدل على تجذر الانتماء لشعبنا، ورسوخه الإيماني”.