اختلفت مسميات وعناوين الحرب التي شنها تحالف العدوان بقيادة أمريكا وأدواتها السعودية والإمارات على اليمن في السنوات الثمان الماضية، لكنها تشابهت في مضامينها مع حرب كيان العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي المحتلة.
تجلّت الحقيقة وأصبحت ماثلة للعيان، بما تمارسه أمريكا والعدو الصهيوني والدول الغربية من أعمال إجرامية بحق الشعوب الحرة في فلسطين والعراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها من الدول العربية، وبما ترتكبه من مجازر وانتهاكات يندى لها جبين الإنسانية.
تتوالى الأحداث والمتغيرات وتتسارع وتيرتها على مستوى العالم، إيذاناً بمرحلة جديدة من الصراع العربي الصهيوني، بدءاً من تنفيذ المقاومة الفلسطينية لعملية “طوفان الأقصى”، وصولاً إلى شن الحرب الصهيونية على غزة والمدن الفلسطينية المحتلة، وتوحش العدو في ارتكاب أفظع الجرائم بحق المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ.
جرائم العدو الصهيوني والتحالف السعودي الإماراتي، في فلسطين واليمن، وغيرها من الدول، راعيها الشيطان الأكبر “أمريكا”، ومهندسها بريطانيا وتمويل وتنفيذ الأدوات العميلة وبتواطؤ حكام الأنظمة الخانعة، في إطار مخطط رسمته قوى الهيمنة والاستكبار لإشعال جحيم الحرب الداخلية بين الشعوب العربية والإسلامية، ليسهل لها نهب خيراتها وثرواتها.
ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر مروعة من قبل العدو الصهيوني، سبق وتعرض لها الشعب اليمني، على مدى ثماني سنوات استهدفت المدنيين الآمنين وأشدها فظاعة مجزرة عزاء آل الرويشان في الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء في 8 أكتوبر 2016م.
كما أن مجازر أطفال ضحيان وسنبان ومستشفى عبس وحي الرقاص بصنعاء والوحدات السكنية لمحطة المخا البخارية وغيرها من الجرائم، التي ستظل شاهدا على مدى الإجرام الأمريكي بحق الشعب اليمني، تعد جرائم حرب ضد الإنسانية وفق التوصيف القانوني الإنساني الدولي الذي تضمنته اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكولين الملحقين.
إحصائيات الشهداء والجرحى
مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية، وّثق جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في ثلاثة آلاف و130 يوماً وكشف عن استشهاد 49 ألفاً و186 مدنياً بينهم أربعة آلاف و106 أطفال وألفين و474 امرأة و11 ألفاً و693 رجلاً.
وأوضح المركز في أحدث إحصائية بمرور ثلاثة آلاف و130 يوماً، تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منها، أن عدد الجرحى جراء العدوان 30 ألفاً و18 مدنياً بينهم أربعة آلاف و876 طفلاً وثلاثة آلاف و19 امرأة و23 ألفاً و18 رجلاً.
البنية التحتية:
استهدف تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي البنية التحتية للشعب اليمني، ودمر المطارات والموانئ ومحطات المياه والكهرباء والطرق والجسور والاتصالات ومنشآت ومرافق حكومية.
وأفاد مركز عين الإنسانية بأن العدوان استهدف على مدى الثمان السنوات الماضية سبعة آلاف و739 جسراً وطريقاً، وثلاثة آلاف و273 خزاناً وشبكات مياه، و15 مطاراً، و16 ميناء، و350 محطة ومولداً كهربائياً، و620 شبكة ومحطة اتصالات وألفين و122 منشأة حكومية.
القطاعات الاجتماعية:
استهدف تحالف العدوان، الأعيان المدنية والمنشآت الخدمية والمرافق الصحية والتعليمية والإعلامية والأثرية والمساجد وغيرها.
وذكر المركز أن العدوان تسبب في تدمير وتضرر 116 ألفاً و366 منزلاً، وألفاً و802 مساجد، و388 منشأة سياحية، و423 مستشفى ومرفقاً صحياً، وألفاً و305 مدارس ومراكز تعليمية، و145 منشأة رياضية، و266 موقعاً أثرياً و63 مؤسسة إعلامية و12 ألفاً و368 حقولاً زراعية، وتسبب في تشريد أربعة ملايين و496 ألفاً و558 نازحاً.
المنشآت الاقتصادية:
لجأت دول العدوان، إلى استهداف المنشآت الاقتصادية والتجارية ، بما فيها المصانع ووسائل النقل والأسواق والمخازن ومحطات الوقود، بهدف شل حركة التنمية والتسبب في الانهيار الاقتصادي.
وأوضح المركز أن العدوان تسبب في تدمير 412 مصنعاً، و394 ناقلة وقود، و12 ألفاً و368 منشأة تجارية، و473 مزرعة دجاج ومواشي، وعشرة آلاف و653 وسيلة نقل، وألفاً و122 شاحنة غذاء.
وأشار إلى أن العدوان استهدف 708 أسواق، و485 قارب صيد وألفاً و36 مخزن أغذية و430 محطة وقود.
الخسائر والدمار الذي لحق بالبنية التحتية للخدمات العامة في اليمن، والضحايا المدنيين على مدى السنوات الثمان الماضية جراء استهدافها من قبل التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي، جميعها مشمولة بحماية القانون الدولي الإنساني، ما يستوجب العقاب والمحاكمة الدولية لمرتكبيها وفقاً لما نصت عليه قوانين ومواد القانون الإنساني الدولي الذي تضمنته اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكولين الملحقين.
ورصد مركز عين الإنسانية حجم التدمير الذي لحق بالبنية التحتية الفلسطينية جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ السابع في أكتوبر الجاري، وبين أنه تسبب في استشهاد ثلاثة آلاف و478 شهيداً و11 ألف جريح معظمهم أطفال ونساء، والأعداد ما تزال في تزايد يومياً.
وأشار إلى أن العدو الصهيوني دمّر أربعة آلاف و821 مبنى سكنياً يضم 12 ألفاً و845 وحدة سكنية، واستهدف 121 ألف وحدة سكنية.
وأوضح رئيس مركز عين الإنسانية أحمد أبو حمراء أن المشهد مؤلم في اليمن وفلسطين إزاء ما تعرض له الشعب اليمني من جرائم وانتهاكات من قبل التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر مروعة يندى لها جبين الإنسانية.
وقال “يتكرر المشهد الإجرامي اليوم في فلسطين وبصورة وأشكال وأساليب متعددة يجمعها نتيجة الهدف كدلالة أكيدة بأن الجاني واحد ومن معه من جناة يحملون إرادة أو قسراً فكر الجاني ومنهجه أفراداً وأنظمة تتصدرها أمريكا وبريطانيا”.
ولفت أبو حمراء إلى أن الشعبين اليمني والفلسطيني يعيشان ظروفاً مأساوية جراء العدوان، لافتاً إلى أن ما يحصل في غزة اعتداء سافر يأتي ضمن مسارات مدروسة ومخطط لها تؤسس لفوضى في الثوابت والقيم والعدالة وفي الأمن والسلام بالمنطقة.