عبر فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى عن التقدير للمواقف المشرفة لأبناء محافظة إب في التصدي للعدوان، ووقوفهم إلى جانب أبطال القوات المسلحة في جميع الجبهات والذي سيسجله التاريخ في أنصع صفحاته.
وتوجه الرئيس المشاط خلال لقائه اليوم قيادات السلطة المحلية والمنطقة العسكرية الرابعة والمكتب التنفيذي والعلماء والشخصيات الاجتماعية بمحافظة إب، بالشكر للشعب الفلسطيني .. معرباً عن التأييد والمباركة لمواقفه النضالية والمشرفة.
وقال “من عاصمة حمير التاريخ ومن بين هذه الجبال الشاهقة وأمامنا أحفاد التبابعة، أحفاد الأنصار الذين جابوا طول وعرض هذا العالم في الفتوحات الإسلامية، نشيد بالرصيد النضالي لأبناء هذه المحافظة والذي توارثوه من آبائهم عبر الأجيال”.
وأوضح أن هذه المحافظة الأبية شهدت إقامة الكثير من الدول قبل أن تظهر الكيانات الطارئة والهشة التي طرأت في الفترة الأخيرة.
كما عبر الرئيس المشاط عن التقدير للمواقف المشرفة لأبناء هذه المحافظة في التصدي للعدوان، ووقوفهم إلى جانب أبطال القوات المسلحة في جميع الجبهات والذي سيسجله التاريخ في أنصع صفحاته.
وأكد أن وحدة الكلمة والموقف أتت من داخل هذه المحافظة من جميع التيارات فيها، وجهاء وشخصيات اجتماعية ومثقفين وعلماء، الجميع هبوا هبة رجل واحد مساندة ورفضاً للعدوان البغيض على الشعب اليمني منذ تسع سنوات .. وقال “بوعيكم يا أبناء إب الإباء أفشلتم كل مؤامرات الأعداء في إثارة الفتن الداخلية”.
ولفت إلى أن محافظة إب ما تزال مطمعاً للعدو في إطار مساعيه لاستهداف الجبهة الداخلية، لأنه ينظر إليها كما ينظر لكثير من المحافظات كمخزون بشري، إلا أن هذا المخزون محصن بالوعي والثقافة، والحضارة التي اكتسبها أبناء المحافظة من آبائهم وأجدادهم وجعلتهم يأبون ويرفضون أن يمثلوا أي أجندة لغير اليمن.
ودعا فخامة الرئيس، أبناء محافظة إب من مختلف الشرائح الاجتماعية والثقافية والسياسية والعلمائية إلى مواصلة الحفاظ على الجبهة الداخلية والاستمرار في دعم الجبهات .. مؤكدا أن العدو لا يردعه إلا القوة ووحدة الموقف والذي لن يكون إلا من خلال الوعي وغرس الثقافة والقيم والتحلي بالمسؤولية الملقاة على عاتق الجميع من أجل بناء الوطن.
وأضاف “يجب علينا جميعاً أن ندرك أن هذه المحافظة البطلة تمتلك الكثير من المقومات التي يجب أن تستغل لبنائها، فهي تمتلك المقومات البشرية والمقومات الإنتاجية المتمثلة في الزراعة والثروة الحيوانية وكذلك الصناعية وعلى رأسها وفي مقدمتها السياحة”.
ولفت إلى أهمية الحفاظ على هذه مقومات وتنميتها .. مبيناً أنه سيتم العمل على إيجاد البرامج اللازمة لتنمية هذه المقومات واستغلالها للنهوض بالمحافظة والإسهام في النهوض بالبلد.
وتابع” إذا قطعنا شوطاً كبيراً في بناء هذه المحافظة، فهي ستسهم أيضاً في نهضة البلد، وكلنا أمل وطموح وتطلع أنه بالتعاون والتكاتف ووحدة الكلمة والتحلي بالمسؤولية سنتجاوز كل الصعوبات، وسنبني بلدنا”.
كما أكد فخامة الرئيس أن “الاستقرار عامل مهم وأساسي للازدهار والنمو وهو ما نحرص عليه ونكثف جهودنا في الجبهات العسكرية والجبهات الأمنية لنحصل على الاستقرار كي ننتقل إلى مرحلة البناء والازدهار والنمو، وهذا من أهم أولوياتنا”.
وأفاد بأن العدو يحرص على أن لا يكون هناك استقرار في البلد ولا في هذه المحافظة لأنه يعرف أن الاستقرار من عوامل الازدهار لكنه سيفشل كما فشل في كل المحاولات السابقة .. وقال “نراهن على الله وعلى وعي وصمود كل الشرفاء في محافظة إب وفي عموم محافظات الجمهورية”.
وأوضح أنه تم خلال هذه الزيارة للمحافظة، وضع حجر الأساس لمشاريع إضافية بتكلفة تسعة مليارات ريال، إلى جانب المشاريع التي تم اعتمادها خلال الزيارة السابقة.
ووجه الرئيس المشاط، صندوق صيانة الطرق بصيانة خط مشورة في أسرع وقت، كما كلف وزير المالية بحكومة تصريف الأعمال، ومحافظ المحافظة بإنجاز المستشفى الجامعي بالمحافظة بأسرع وقت ممكن.
وأردف “إن هذه المحافظة وكل محافظات الجمهورية وكل أبناء الشعب اليمني يستحقون منا أن نقدم كل ما في استطاعتنا، وعليهم أن يثقوا أننا لن نبخل عليهم، وسنبذل كل ما بوسعنا لتحقيق الخير والنماء والازدهار لأبناء هذا الشعب”.
ولفت رئيس المجلس السياسي الأعلى، إلى أهمية التعاون والوقوف إلى جانب قائد المنطقة العسكرية، ومحافظ المحافظة والحرص على توحيد الكلمة والموقف والنظر إلى ما يحصل في المحافظات غير المستقرة من معاناة.
ومضى قائلاً “يجب أن نقول لكل من يوسوس له الشيطان، أننا سنقطع اليد التي تمتد للمساس بأمن هذه المحافظة، فوحدة الكلمة ورص الصفوف والتعاون والتكاتف والاستمرار على روح المبادرة بالنهج الموجود حالياً كفيل بإفشال كل مؤامرات العدو”.. لافتاً إلى أن القيادة الأمنية والعسكرية ستكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن هذه المحافظة.
وقال “سمعتم بالأمس المبادرة التي قدمناها في محافظة تعز، وكذا تفاعلنا الإيجابي مع كل المساعي الطيبة للخيرين خلال الفترة الماضية حرصاً منا على أبناء الشعب، وفي محافظة مارب قدّمنا مبادرات كثيرة وقد سمعتم مبادرة السيد القائد، ولكن من دون جدوى، لأنها دخلت ضمن أجندات العدوان، ودخلت في وحل ومستنقع الفوضى الذي يصعب الخروج منه، وهذا درس كاف لنا جميعاً”.
وتطرق الرئيس المشاط إلى الواقع المرير الذي يعيشه أبناء المحافظات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال وما تشهده من فوضى وانفلات أمني .. مبيناً أن خضوع أي محافظة لأجندات الاحتلال سيدفع بها إلى ذلك المستنقع الذي يصعب الخروج منه.
وأضاف “لذلك أنتم في الموقف المشرف منذ اليوم الأول، وأنا أقولها بصراحة أنكم بحكمتكم وبثقافتكم وعلمكم جنبتم هذه المحافظة ذلك المآل، وكان لمحافظ المحافظة النصيب الأكبر في ترسيخ الأمن والاستقرار في هذه المحافظة”.
وتابع” نحن حاولنا وسنحاول أن نسمع أي تجاوب، ونقدم المبادرات تلو المبادرات لعل وعسى أن يُسمع لصوت العقل والمنطق، ونحن نرى من خلال هذه المبادرات أننا كأمة مسلمة، بأمس الحاجة لوحدة الموقف، ولدينا عدو يستهدفنا جميعا”.
وجدد فخامة الرئيس، الحرص على وحدة الموقف كأمة مسلمة من أجل تلبية ذلك الصوت المبحوح للمرأة الفلسطينية التي تنادي أين أنتم يا عرب .. وقال “يجب أن نوحد الكلمة لأننا كمسلمين وكعرب بأمس الحاجة لتلبية ذلك الصوت والنداء، وأقول من هنا من عاصمة حمير لأبناء فلسطين من لم يلبي ذلك النداء فلا عروبة فيه ولا إسلام”.
وذكر أن العدو جبان وأحمق ولن يردعه إلا حمل البندقية العربية والإسلامية وإذا لم يسمع صوت العقل سنحمل البندقية .. وقال “على الشعب العربي المسلم أن يحمل البندقية لكي ننهي تلك الجرائم، وعلى الشعوب العربية المسلمة مسؤولية كبيرة في هذا الجانب، فالجرائم التي يرتكبها الصهاينة بمؤازرة قوى الغرب الكافر وفي المقدمة أمريكا لن تتوقف إلا إذا حملنا البندقية في وجه هذا الصلف وهذه الغطرسة”.
وأكد أنه مهما خنعت الحكومات فالشعوب لن تخضع بإذن الله .. لافتاً إلى أن الغرب الكافر الذي يراعي مشاعر أولئك المجرمين القتلة، الذين قتلوا الأنبياء، ولن يتورعون عن قتل النساء والأطفال في فلسطين.
واستدرك الرئيس المشاط :”لكننا بإذن الله سنهب من كل مكان لتلبية ذلك النداء، صوت تلك المرأة، ومن لم يهزه ذلك الصوت فليس بمسلم وليس بعربي” .. مؤكداً أن على الغرب الكافر وفي المقدمة الأمريكي أن يسمع للصوت الإسلامي والعربي قبل أن يسمع زئيره وزئير أسود الإسلام في كل مكان انتقاما للنساء والأطفال المقهورين تحت آلة القتل والدمار.
وقال :”أحيوا روح الإسلام واذكوا عنفوان العروبة والهبوا الحماس والثورات لنهب لنجدة إخواننا في فلسطين حتى يرعوي ذلك العدو اللعين المتغطرس”.
وخاطب الرئيس المشاط رجال المقاومة والجهاد :”أنتم شرف هذه الأمة، وأنتم من تحفظون ماء الوجه لهذه الأمة، واصلوا الصمود والتحلي بكل قوة وشجاعة”.
وأشار إلى أهمية أن يدرك العدو أن الحل ليس في تهجير أبناء فلسطين من أرضهم كما يوسوس له الشيطان، بل إن الحل في إعادة قطعان العدو الصهيوني الذين جاء بهم من أصقاع الأرض لاحتلال أرض فلسطين، وعليه أن يعيدهم إلى ما وراء الأطلسي، وإلى مزارع الأبقار في أوروبا ومن حيث أتى بهم.
وبين أنه مهما “وسوس العدو لنفسه باقتحام غزة ومواصلة ارتكاب الجرائم الجسيمة بحق النساء والأطفال والعزل والشيوخ والمرضى والجرحى وكل مظاهر الحياة في غزة، فليس بمقدوره دخول غزة، وفينا ذرة من إسلام وعروبة”.. مترحماً على أرواح الشهداء، متمنيا الشفاء للجرحى في اليمن وفلسطين والخلاص للأسرى والنصر لليمن ولفلسطين وللإسلام.