نص كلمة فخامة المشير الركن مهدي المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى- خلال زيارته لمحافظة إب:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد -صلوات الله عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
وأرضَ اللهم عن صحابته الأخيار المنتجبين، وبعد:
الأخوة الأكارم في قيادة السلطة المحلية وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة.. الأخوة المكتب التنفيذي في محافظة إب.. الأخوة أعضاء مجالس الدولة في السلطة المركزية.. الأخوة الآباء.. الأجلاء العلماء، والشخصيات الاجتماعية.. الوجاهات، المشايخ الأعيان.. كل أبناء إب الأبية، إب الخضراء، أقول لكم في هذا الصباح: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ومنا ومنكم يا أبناء إب إلى جماهير الشعب اليمني،
ومنا ومنكم يا أبناء إب إلى جماهير الشعب الفلسطيني، بالتأييد والسلام والشكر والمباركة على مواقفهم النضالية والمشرِّفة.
نحن هنا من عاصمة حِمير، عاصمة حِمير التاريخ، من بين هذه الجبال الشاهقة، وأمامنا أحفاد التبابعة، أحفاد الأنصار، الذين جابوا كل طول وعرض هذا العالم في الفتوحات الإسلامية، وخاضوا كل هذه الدنيا.
لأبناء هذه المحافظة الرصيد الكبير، الذي ورثوه من آبائهم عبر الأجيال، فهنا كانت تقام كثير من الدول، أنتم دول قبل أن تكون هذه الكيانات الطارئة والهشة، التي طرأت في الفترة الأخيرة.
نحن هنا نقدِّر كل المواقف الطيبة والكريمة لأبناء هذه المحافظة في التصدي للعدوان في جميع الجبهات، كان لوقفتكم وقفة الرجل الواحد جنبا بجنب مع إخوتنا أبطال القوات المسلحة في جميع الجبهات، كان لوقفتكم المشرفة والمساندة لهذه المواقف، موقف سيسجله التاريخ لكم يا أبناء محافظة إب الخضراء.
فوحدة الكلمة والمواقف الطيبة، التي أتت من داخل هذه المحافظة، من جميع التيارات، الوجهاء الأعيان، المثقفين، العلماء، كل الشخصيات الاجتماعية هبت، هبة رجل واحد؛ مساندة ورفضا لهذا العدوان البغيض، الذي مورس علينا منذ تسع سنوات.
فأنتم بوعيكم، يا أبناء إب الإباء، يا أبناء إب الجميلة والرائعة، أنتم بوعيكم أفشلتم كل مؤامرات الأعداء في إثارة الفتن الداخلية.
محافظة إب، وللأسف الشديد لا تزال مطمعا للعدو؛ للاستهداف الداخلي؛ لأنه ينظر إليها مثلما ينظر لكثير من المحافظات كمخزون بشري هائل، إلا أن هذا المخزون يترافق معه الوعي والثقافة، يترافق معه الحضارة التي اكتسبتموها من آبائكم وأجدادكم التي تجعلكم تأبون وترفضون أن تمثلوا أي أجندة لغير اليمن، ولا أجندة ستكون إلا لليمن، ولأبناء اليمن بما فيها أنتم يا أبناء التبابعة والحِميريين.
أنا من هنا أدعوكم جميعاً يا أبناء إب بكل شرائحها الاجتماعية والثقافية والسياسية والعلمائية إلى مواصلة التعزيز المستمر للحفاظ على الجبهة الداخلية، وكذلك الاستمرار في دعم الجبهات، فعدونا لا يردعه إلا القوة، ولا يردعه إلا وحدة الموقف والقوة، ووحدة الموقف لن تكون إلا إذا حصل وعي، وأنتم في طليعة هذه المحافظة معول عليكم غرس الوعي والثقافة والقيم، لنبني وطننا جميعاً يجب أن نتحلى بالوعي، وأنتم أهل للمسؤولية.
يجب علينا جميعاً، وعليكم يا أبناء إب أن تدركوا، وأن ندرك جميعاً أن هذه المحافظة البطلة والرائعة تمتلك من المقومات الأشياء الكثيرة، التي يجب أن تستغل لنبني هذه المحافظة، فهذه المحافظة تمتلك من المقومات الضخمة للإنتاج منها المقومات البشرية، منها المقومات الإنتاجية المتمثلة في الزراعة والثروة الحيوانية، وكذلك الصناعية، وعلى رأسها، وفي مقدمتها الجمال والسياحة، هذه مقومات يجب أن نحافظ عليها، ويجب أن ننميها في هذه المحافظة، وسنعمل -بإذن الله- البرامج اللازمة لتنمية هذه المقومات لننهض بهذه المحافظة.
فهذه فرصة كبيرة يجب أن تستغل للنهضة بهذه المحافظة، وللإسهام أيضا بنهضة هذه البلد.
إذا قطعنا مشوارا كبيرا في بناء هذه المحافظة فهي ستسهم أيضا -بإذن الله- بنهضة هذا البلد، وكلنا أمل، وكلنا طموح، وكلنا تطلع أنه بالتعاون وبالتكاتف وبوحدة الكلمة وبالتحلي بالمسؤولية أننا سنتجاوز كل هذه الصعوبات، وسنبني بلدنا -بإذن الله- بكم أنتم -أيها الشرفاء- بهذه المحافظة، وفي كل محافظات الجمهورية.
فالاستقرار عامل مهم، وعامل أساسي للازدهار والنمو، وهو ما نحرص عليه، ونكثف جهودنا في الجبهات العسكرية والجبهات الأمنية؛ لنحصل على عملية الاستقرار؛ كي ننتقل إلى مرحلة البناء والازدهار والنمو -بإذن الله سبحانه وتعالى- هذه هي ضمن أولوياتنا.
لذلك، نحن نلحظ أن العدو حريص، بل يحاول أن لا يكون هناك استقرار في هذا البلد، ولا في هذه المحافظة؛ لأنه يعرف أن الاستقرار من عوامل الازدهار لكنه سيفشل -بإذن الله- كما فشل في كل المحاولات.
نحن نراهن على الله، وعلى وعيكم، وعلى صمودكم -أيها الشرفاء- في محافظة إب، وفي عموم محافظات الجمهورية.
أتينا إليكم قد وضعنا حجر الأساس في مشاريع إضافية، رغم أننا قد زرناكم في المرة السابقة، واعتمدنا المشاريع اللازمة، لكن مشاريع إضافية بـ9 مليارات ريال يمني لمحافظة إب، بما فيها خط مشورة. الأخ رئيس صندوق صيانة الطرق: خط مشورة يجب أن يصان في أسرع وقت ممكن، وعلى رأس هذه المشاريع أكلف الأخ وزير المالية، والأخ محافظ المحافظة، بإنجاز المستشفى الجامعي لهذه المحافظة في أسرع وقت ممكن.
هذه المحافظة تستحق منا، وكل محافظات الجمهورية اليمنية، وكل أبناء هذا الشعب، يستحقون منا كل ما باستطاعتنا أن نقدمه لن نبخل -بإذن الله- ثقوا أنتم وكل أبناء هذا الشعب أننا لن نبخل، وسنبذل كل ما بوسعنا بما فيه تحقيق الخير والنماء والازدهار لأبناء هذا الشعب – بإذن الله.
كونوا صفاً واحدا مع الأخ قائد المنطقة، والأخ محافظ المحافظة، تكاتفوا، وحدوا الكلمة، وحدوا الموقف، وأمامنا درس -أيها الأخوة الكرام- في محافظة إب أمامنا درس في المحافظات غير المستقرة، كثير من المحافظات غير المستقرة عانت.. هذه المحافظة يجب أن نقول لكل من يوسوس له الشيطان أو أن يفكر: قبل أن يفكر سنقطع اليد التي تمتد للمساس بأمن هذه المحافظة، فوحدة الكلمة ورص الصفوف والتعاون والتكاتف، والاستمرار على روح المبادرة بالنهج الموجود حالياً هذا كفيل بإفشال كل مؤامرات العدو، ومعكم القيادة الأمنية، والقيادة العسكرية، ستكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن هذه المحافظة – بإن الله.
إخوتي أبناء محافظة إب الإباء والشموخ والعزة أنتم قدمتم النموذج الرائع، وهذه ليست مجاملة أقولها بكل مصداقية، أبناء محافظة إب قدمتم النموذج الرائع.
أنتم سمعتم بالأمس المبادرة التي قدمناها في محافظة تعز، كذلك المساعي الطيبة من خيرين في الفترة الماضية، تفاعلنا معها إيجابيا؛ حرصا منا على الإنسان كانسان، وعلى أبناء الشعب كأبناء شعب، كذلك في محافظة مأرب قدمنا مبادرات كثيرة، وقد سمعتوا مبادرة السيد لهذه المحافظة، لكن دون جدوى لماذا؟ لإنها دخلت ضمن أجندات العدوان، ودخلت في وحل، ومستنقع الفوضى، والخروج منه صعب، وهذا درس كافٍ لنا جميعاً.
هذا الواقع المرير، الذي يعيشه أبناء المحافظات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال، كيف الفوضى؟ كيف الوضع الأمني؟ إذا ما خضعت أي محافظة تحت أجندات الاحتلال فإنها دخلت في مستنقع الخروج منه صعب.. الخروج منه صعب، لذلك أنتم في الموقف المشرف من اليوم الأول، وأنا أقولها بصراحة: إنكم بحكمتكم وبثقافتكم وبعلمكم وبحلمكم جنبتم هذه المحافظة، وكان للأخ محافظ المحافظة النصيب الأكبر في ترسيخ الأمن والاستقرار في هذه المحافظة.
نحن حاولنا، وسنحاول، وسنكرر – بإذن الله – أن نسمع تجاوبا، ونقدم المبادرات تلو المبادرات لعل وعسى يسمع لصوت العقل والمنطق.
نحن نرى كل هذه المبادرات؛ لأننا نرى بأننا أمة مسلمة، أمة مسلمة بأمس الحاجة لوحدة الموقف، لدينا عدو يريدنا جميعاً، وإن تخال لكم أنه صديقكم، أنه صديقكم، هذا العدو لا يفرق بيننا وبينكم، وإن كنتم ترون أنفسكم بالقرب منه.
نحرص على وحدة الموقف كأمة مسلمة؛ لأننا مقهورون لنلبي كأمة مسلمة ذلك الصوت المبحوح للمرأة الفلسطينية، التي تنادي أين أنتم يا عرب؟!
نوحد الكلمة؛ لأننا كرجال وكمسلمين وكعرب بأمس الحاجة لتلبية ذلك الصوت، وذلك النداء، وأقول من هنا من عاصمة حِمير لأبناء فلسطين من لم يلبِّ ذلك النداء فلا عروبة فيه ولا إسلام.
العدو جبان وأحمق، ولن يردعه إلا حمل البندقية العربية والإسلامية، إذا لم يسمع صوت العقل سنحمل البندقية، أحمل البندقية أيها الشعب العربي المسلم؛ لكي ننهي تلك الجرائم، ولكي ننتقم لتلك الجرائم، الشعوب العربية المسلمة عليها مسؤولية، الجرائم التي يرتكبها الصهاينة، وتؤازرهم قوى الغرب الكافر لن تتوقف، وفي مقدمتهم أمريكا اللعينة أمريكا الشر، أمريكا الصهيونية، لن تتوقف تلك الجرائم إلا إذا حملنا البندقية في وجه هذا الصلف، وهذه الغطرسة الأمريكية الكافرة.
إذا خنعت الحكومات فالشعوب لن تخضع – بإذن الله- الغرب الكافر يراعي مشاعر أولئك المجرمين القتلة، قتلة الأنبياء فكيف أنهم سيتورعون عن قتل النساء والأطفال في فلسطين.
لكننا -بإذن الله- سنهب في كل مكان لتلبية ذلك النداء، صوت المرأة من لم يهزه فليس بمسلم وليس بعربي.
أيها الأوغاد، أيها الغرب الكافر، أيها الأمريكي اسمع الصوت الإسلامي والعربي قبل أن تسمع زئيره، أسمع صوتنا قبل أن تسمع زئيرنا، ستسمع زئير أسود الإسلام في كل مكان؛ لننتقم لأولئك النساء والأطفال المقهورين تحت آلة قتلكم ودماركم.
احيوا روح الإسلام، واذكوا عنفوان العروبة، ألهبوا الحماس والثورات؛ لنهب لنجدة أخوتنا في فلسطين حتى يرعوي ذلك العدو اللعين المتغطرس.
لرجال المقاومة والجهاد الشرفاء أقول لهم: أنتم شرف هذه الأمة، أنتم من تحفظون ما الوجه المراق لهذه الأمة، واصلوا الصمود والتحلي بكل قوة وشجاعة، العدو أقول له: الحل في التهجير كما يوسوس لك الشيطان ليس في تهجير أبناء فلسطين من أرضهم الحل هو بإعادة قطعانكم التي أتيتهم بهم من أصقاع الأرض لاحتلال أرض فلسطين، أعيدوهم إلى ما رواء الأطلسي، أعيدوهم إلى مزارع الأبقار في أوروبا من حيث أتيتم بهم.
فيما يتعلق بوسوستكم وتفكيركم باقتحام غزة وبمواصلتكم لارتكاب الجرائم الجسيمة بحق النساء والأطفال والعزّل والشيوخ والكُهالى والمرضى والجرحى، وكل ما فيه حياة في أرض غزة، أقول لهم: مهما عملتم من إجرام فليس بمقدوركم دخول غزة، وفينا ذرة من إسلام وعروبة.
في الأخير، أقول من هنا من عاصمة حِمير لأبناء فلسطين: لبيك يا أقصى، لبيك يا أقصى، لبيك يا أقصى.
الرحمة والخلود والمجد للشهداء، والشفاء للجرحى في أرض اليمن وأرض فلسطين، والخلاص والفكاك للأسرى، والنصر لليمن ولفلسطين وللإسلام..
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.