نظمّت كلية الإعلام بجامعة صنعاء وملتقى الطالب الجامعي بالتعاون مع فريق نهضة فكر الإعلامي ندوة فكرية بعنوان “رسائل العرض العسكري والاحتفال بالمولد النبوي وارتباطها بعملية طوفان الأقصى “.”
وفي الندوة استعرض رئيس مجلس وكالة الأنباء اليمنية سبأ – رئيس التحرير نصر الدين عامر، دلالات ورسائل العرض العسكري بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء في يوم 21 سبتمبر الماضي، بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف ومدى ارتباطها بعملية “طوفان الأقصى” ضد كيان العدو الصهيوني الغاصب.
وأشار إلى أهمية دور التعبئة العامة وحشد الطاقات ورفع المعنويات وإعلان الجاهزية والاستعداد لمساندة أبطال المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن المقدسات وتحرير الأرض من رجس الكيان الغاصب.
وقال “يصعب على أي نظام بالعالم أن يصنع تعبئة عامة في ساعات كالشعب اليمني في الخروج والنزول إلى الشارع خلال ساعات فقط لمباركة وتأييد عملية “طوفان الأقصى” ضد كيان العدو الصهيوني”.
وأضاف :”نحن لا نتحدث عن شعب أعزل لا يستطيع عمل شيء، وإنما نتحدث عن جيش شعبي خرج إلى الشارع واستعراض عسكري في ميدان السبعين، ولو فتح له المجال للتجنيد والمشاركة في عملية طوفان الأقصى لما تردد والتحق فيه أكثر من 70 إلى 80 بالمائة جلّهم شباب”.
واعتبر عامر الشعب اليمني، جيشاً شعبياً جاهزاً تربى على منهجية الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم يتحرك وفقاً لتعاليم القرآن الكريم ويستفيد من مواقفه عند دعوة المسلمين للتحرك لمواجهة كفار قريش وخرجوا جاهزين ومستعدين رغم عدم وجود معسكرات آنذاك.
وأكد على الأثر الكبير الذي أظهره العرض العسكري بالعاصمة صنعاء ومدى تقدّم وتسلّح اليمن في المجال العسكري وجعل منه قوة إقليمية في المنطقة إلى جانب قوى محور المقاومة والقدرة على المشاركة والتخندق لتحرير فلسطين من دنس الصهاينة المحتلين.
وأوضح أن العرض العسكري بميدان السبعين وقبل أيام قليلة من إحياء ذكرى المولد النبوي، استمد الجيش اليمني من صاحب الرسالة والجهاد والبصيرة ونصرة الحق والمستضعفين والمظلومين، القوة والشجاعة والتضحية والاستبسال في نصرة الحق والدفاع عن المقدسات الإسلامية.
وتطرق إلى أن مظلومية الشعب الفلسطيني من أوضح المظلوميات على مستوى العالم، متسائلاً “هل يوجد أعظم وأوضح من هذه المظلومية التي يُتهم أبناء فلسطين بالإرهابيين وهم يواجهون المحتل المغتصب للأرض؟”.
وذكر عامر أن الهدف الأول والأخير من إعداد الجيوش، مواجهة الأعداء، في حين يتم تدريب وتسليح الجيوش العربية على أيدي الأعداء، ما يختل مواقفها وتجهل عدوها .. مؤكداً أن النقطة المحورية المهمة جاءت وحددت البوصلة في الصراع مع العدو الصهيوني.
وقال “في العرض العسكري بالعيد التاسع لثورة 21 سبتمبر لوحظ وجود صواريخ ذات مدى أطول مما نحتاجه مع دول العدوان، وطائرات يتجاوز مداها ألفي كيلو متر تستطيع الوصول إلى أبعد نقطة وتضرب العدو الصهيوني في عقر داره وليست مخصصة أو مصنعة أو مجهزة لمواجهة دول العدوان، وإنما لمواجهة التحديات القائمة في الأراضي المحتلة”.
وأفاد رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ أن التعبئة العامة والاستعداد النفسي والعسكري والتدريبي والقتالي في أهبة الاستعداد والجاهزية في أي لحظة للدخول والمشاركة في المعركة إذا تجاوز العدو الخطوط الحمراء التي وصفها قائد الثورة.
واستعرض مكر اليهود وتضليلهم الإعلامي بحق أبناء الشعب الفلسطيني وأبطال المقاومة ودورهم في تشويه الأنبياء والدين .. وقال “عملت دول العدوان والاستخبارات الأمريكية على ترسيخ الوعي في أذهان الأمة بأن الشعب الفلسطيني خائن ومخترق، في حين أن ما كشفته عملية طوفان الأقصى، تؤكد صدق الشعب الفلسطيني وأنه أطهر وأنقى الشعوب الحرة على وجه الأرض ونحن أمام رجال مؤمنين منطقهم الثقة بالله تعالى”.
وذكر أن المقاومة الفلسطينية ضربت أروع الأمثلة في الصمود والتخطيط والتضحية والاستبسال وكسرت شوكة العدو الصهيوني ومرغت أنفه في التراب وسيطرت على الأرض، ولم يعد قادراً على استعادة توازنه في الميدان ويغطي فضيحته بارتكاب مجازر وحشية بحق المدنيين واستهداف البنية التحتية في قطاع غزة والأراضي المحتلة.
وأضاف عامر:” إن قضية فلسطين تظل محور إرتكاز القيادة في صنعاء بالإضافة إلى نصرة أبطال المقاومة التي هي في سلّم الأولويات والاهتمام كونها القضية المحورية والأساسية للشعب اليمني والأمة بصورة عامة وعندما يتحدث قائد الثورة فإن اليد خفيفة على الزناد ولن تتردد اليمن في نصرة الشعب الفلسطيني إذا تجاوز العدوان الخطوط الحمراء”.
وعرج رئيس وكالة سبأ على جانب من المكر والتضليل الإعلامي الذي يمارسه العدوان الصهيوني والمنافقين من خلال وسائل إعلامهم خلال الأيام الراهنة، مؤكداَ أن قنوات النفاق لم تتحدث عن القضية الفلسطينية وما سطره الأبطال من تضحيات في مواجهة العدو الصهيوني، وإنما تتحدث عمّا يثبط المقاومة الفلسطينية، وأنى لهم ذلك.
واختتم كلمته بالقول “الحديث عن دور اليمن والشعوب الحيّة يجب أن يكون بحجم الحدث في نقل الزخم الشعبي والمظاهرات والمسيرات وعلى كل المستويات وإيصال رسائل الدعم والإسناد للقضية والمقاومة الفلسطينية والتأكيد بأن مواقف الشعوب الحرة هي مع الشعب الفلسطيني، وهذا الدور يأتي على وسائل الإعلام الوطنية”.
فيما أشار مستشار وزير الدفاع الباحث والعميد الركن عابد الثور إلى أبعاد العرض العسكري والرسائل التي وجهتها صنعاء لقوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا والعدو الصهيوني.
ولفت إلى مدى ارتباط اليمنيين واحتفالهم بمولد النبي الكريم وما مثلته من رسائل وصلت صداها إلى كل أصقاع العالم وخاصة أمريكا والعدو الصهيوني.
وتطرق الثور إلى أن اليمن يمتلك من الأسلحة والعدة والعتاد والخيارات الاستراتيجية العسكرية ما يؤهله للاضطلاع بواجبه الأساسي والمحوري في الوقوف إلى جانب المقاومة والشعب الفلسطيني والمشاركة الفعلية في الميدان لتحرير الأراضي المحتلة.
وأكد أن الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية على أهبة الاستعداد للقيام بذلك، وهي تبلغ في مدياتها إلى ضرب أي هدف للكيان الصهيوني وما بعد بعد الكيان .. موكداً الجاهزية الكاملة والاستعداد للوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية في كل وقت وحين.
وفي الندوة التي حضرها نخبة من الأكاديميين والباحثين والمهتمين وطلاب الكلية، نوه عميد كلية الإعلام الدكتور عمر داعر البخيتي ونائبه الدكتور حسين جغمان بانعقاد الندوة في كلية الإعلام بمشاركة شخصيات إعلامية وعسكرية وأكاديمية.
ونوها بجهود ملتقى الطالب الجامعي وفريق نهضة فكر في تنظيم الندوة والإعداد والتنسيق لها لما تحمله من محاور مهمة في تحليل رسائل العرض العسكري والاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وارتباطهما بالأحداث الأخيرة في فلسطين.
حضر الندوة مستشار رئيس هيئة الأركان العامة العميد الركن علي غالب الحرازي وعدد من الأكاديميين والباحثين والطلاب والطالبات.