اختتمت اليوم في العاصمة صنعاء، أعمال المؤتمر الدولي الأول للرسول الأعظم، الذي نظمته الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم بمشاركة أكثر من 800 مشارك من العلماء والمفكرين والأكاديميين والباحثين من اليمنيين والعرب والمسلمين.
وأشار نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية في حكومة تصريف الأعمال محمود الجنيد، إلى أهمية انعقاد المؤتمر الذي يأتي في إطار احتفالات أبناء الشعب اليمني بمولد الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وعلى آلة.
وأشاد بمستوى الخروج المشرف الذي حضره خيرة أبناء اليمن إلى مختلف الساحات في التعبير عن قوة الارتباط والانتماء للرسول عليه وآلة أفضل الصلاة والسلام.
وتطرق إلى دور السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي الذي أعاد اليمنيين الى ثقافة القران الكريم والى المسار الصحيح الذي يليق بأبناء الشعب اليمني والذي وصفهم الرسول بأهل الحكمة والإيمان.
ولفت الجنيد إلى أن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي تحمل هذا المشروع العظيم بكل مسؤولية وبكل جدارة واقتدار وبحكمة وهمة ايمانية واستطاع بفضل ارتباطه بالله تعالى وبهذا المشروع أن يمضي بهذا البلد إلى بر الأمان الى العزة والكرامة.
وقال ” نحن اليوم بعد تسع سنوات من العدوان الغاشم الذي أراد تركيع الشعب اليمني ، وكسر ارادته، ولكنه لم يعرف أن هذا البلد بلد الايمان والحكمة وأن هناك قائدا ربانيا ومشروعا قرآنيا قادراً على مواجهتهم بكل اقتدار وبكل حنكة وبكل بطولة” .
وأضاف ” اليوم نحن بفضل الله قادرون على تنظيم الفعاليات والاحتفالات بهذه المناسبات الدينية في مختلف المحافظات بكل حرية ونحن بإذن الله في الأيام المقبلة وببركة الرسول وببركة المسيرة القرآنية سنحرر كل شبر من المناطق المحتلة وطرد الغزاة والمحتلين “.
وأشار نائب رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال بأن الجميع اليوم أمام مسئولية كبيرة لنصرة ومناصرة الأهل والإخوة في فلسطين المحتلة .
وأكد أن الشعب اليمني بانتصاراته وبالمعجزات التي تحققت على أيدي رجاله من الجيش واللجان الشعبية أصبح ملهما لكثير من الشرفاء في الدول الإسلامية وفي العالم، وأن الانتصار الذي سيتحقق في اليمن سيكون ملهما لكل الأحرار والشرفاء وسيسقط الطغيان بنور الرسالة ونور الإيمان .
وثمن جهود المشاركين والعلماء ودورهم في إنجاح فعاليات هذا المؤتمر، والذي تضمن العديد من الأبحاث وأوراق العمل والتي سيكون لها دور لخدمة مسارات وأسس النهوض بالبلاد في مختلف مناحي الحياة، وكذا في مجال العودة الى القرآن الكريم الذي يعد المرجع والدستور الذي سينطلق منه أبناء اليمن في مسار عملهم ونهضة وإدارة بلدهم وفي بناء قدراتهم.
من جانبه استعرض رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدولي الأول للرسول الأعظم الدكتور أحمد العرامي، دور المؤتمر وفعالياته التي ناقشت 82 بحثا وورقة عمل محلية وخارجية والتي جميعها درست شخصية الرسول الأعظم في عدة محاور ثقافية واجتماعية، وسياسية وإدارية، واقتصادية ، وتربوي وعلمية، وأمنية وعسكرية، وإعلامية وكذا محاور مهنية وحرفية.
وأشار إلى أهمية المؤتمر الذي هدف إلى دراسة شخصية الرسول الأعظم وحركته من خلال القرآن الكريم في مختلف الجوانب، بالإضافة إلى النقلة النوعية التي أحدثها الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- في واقع الأمة.
وأكد البيان الختامي للمؤتمر الدولي الأول للرسول الأعظم في اختتام أعماله، الوقوف الصادق والتضامن العملي مع الشعب الفلسطيني، وتأييد ومباركة عملية طوفان الأقصى.
كما أكد البيان التأييد المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في تنسيقه التام مع محور الجهاد والمقاومة في مواجهة الامريكان والصهاينة، وإعلان التأييد الكامل لما اتخذه من قرار المشاركة بالقصف الصاروخي والمسيرات والخيارات العسكرية إذا تدخل الأمريكان في الصراع بشكل مباشر .
وأدان البيان كل ما يقوم به المطبعون من إساءات ضد الشعب الفلسطيني وأحراره سياسيا واعلاميا، واستنكار ما يقومون به من إعانة للعدو الصهيوني عليهم.
أكد المشاركون في المؤتمر ضرورة الاهتمام بالقرآن الكريم ، وأول مظاهر ذلك الاهتمام هو تعلمه وتعليمه وتلاوته بشكل صحيح وجعله دستورا ومنهجا والاهتداء به في جوانب الحياة المختلفة والثقة بكفايته في عملية التغيير الجذري الشامل بوصفه كتاب الله الذي يهدي للتي هي أقوم في جميع المجالات .
وشددوا على أهمية توجيه أبناء الأمة الى معرفة الله بما عرًف الله به نفسه في القرآن الكريم، وكما كان يعرفه رسول الله – صلى الله عليه وآلة وسلم – توحيدا وتعظيما وتنزيها واستجابة وثقة وانطلاقا من ميادين الحياة على أساس هداه.
وأشار المشاركون إلى أهمية الربط الجمعي والفردي للأمة بشخص الرسول الأعظم والولاء والتعظيم والاتباع له والتأسي به، الى جانب توجيه البحوث والدراسات في المؤسسات البحثية نحو أولويات التنمية والإصلاح المؤسسي ومواكبة المستجدات ومجابهة التحديات.
وحثوا على إعداد برامج ثقافية مستوحاة من سيرة الرسول وحركته من أجل البناء الروحي والايماني لدفع أبناء الأمة إلى التحرك الإيجابي للبناء والإنجاز الحضاري الإيماني، إضافة الى تنقية التراث الإسلامي من الثقافات الخاطئة حول الرسول الأعظم.
وأكد المشاركون في المؤتمر أهمية التحرر من النظريات السياسية والإدارية الغربية في الحكم والدولة، واعتماد القرآن الكريم والمنهجية النبوية مرجعية أساسية في التأصيل السياسي والإداري لبناء الدولة ووظائفها واعتبار ذلك ملزماً للأمة .
واعتبروا التغيير الجذري الذي يقود لوائه اليوم قائد الثورة خيارا ضروريا لتصحيح الأوضاع السياسية والإدارية التي يمر بها البلد، وضرورة الاستجابة والتسليم للسيد القائد في كل مساعيه الرامية للتغيير، وأولها تشكيل حكومة كفاءات، وتصحيح أوضاع القضاء كمرحلة أولى، تليها مراحل أخرى مكملة لعملية التغيير المنشودة.
وحثوا على أهمية تطوير وتحديث المناهج التربوية والتعليمية على أساس منهج الرسول الكريم، وربط المناهج التعليمية والتربوية بالاحتياج العملي للأمة، وتوظيف الأساليب والوسائل التربوية القرآنية التي جسدها الرسول الأعظم في الواقع التربوي والتعليمي.
وأكد المشاركون خلال المؤتمر الدولي الأول للرسول الأعظم على أهمية تنمية وعي العنصر البشري الاقتصادي وإعداده ايجابيا بوصفه أساس الإنتاج لقيام نهضة اقتصادية، والعمل على إحياء وزراعة الأراضي بالمحاصيل الغذائية الضرورية والتأكيد على المضي لاستكمال المسار الزراعي الذي يدعو إليه قائد الثورة.
وشددوا على ضرورة ايجاد بيئة استثمارية مشجعة للرأسمال من الداخل والخارج بتسهيل المعاملات وتصحيح التعقيدات وتوفير الامن والقضاء العادل ، وإقامة موازين عادلة تحمي المستثمر والمستهلك، الى جانب تنمية القطاعين السمكي والحيواني للإسهام في النهضة الاقتصادية.
وأوصوا بتربية الأمة تربية جهادية ترى في الجهاد أعظم الفرائض عند الله تعالى وضروريا لحماية الأمة من أعدائها، والعمل على ترسيخ ولاء الجيش والأمن لله سبحانه وتعالى ولرسوله ولأعلام الهدى وللمؤمنين.
وحثوا على الإسهام في رفع الوعي وتقوية الحصانة أمام هجمات العدو الإعلامية والاستفادة مما كان عليه الرسول – صلى الله عليه وآله – في مواجهة الإعلام المعادي، والعمل على إنشاء منصات إعلامية الكترونية متخصصة في مواقع التواصل الاجتماعي فاعلة في صد المكايدات الإعلامية وإبراز الحقيقة.
كما تم التأكيد على الاهتمام بالتعليم الفني والتدريب المهني وتطوير المعاهد والخطط والبرامج والمناهج التدريبية باعتباره محطة رئيسة في عملية النهوض الحضاري.
وفي اختتام فعاليات المؤتمر تم تكريم أفضل بحث علمي للباحث الدكتور عرفات الرميمة، وتكريم الأبحاث الأكثر تميزاً ، والتي قدمت من قبل الدكتور خالد القروطي والدكتور غالب البكري والدكتور مجاهد الشعبي والدكتورة لمياء يعقوب.
كما تم تكريم المشاركين ولجان المؤتمر لجهودها في إنجاح فعاليات المؤتمر الدولي الأول للرسول الأعظم .