بعمليتها الجريئة “طوفان الأقصى” فرضت المقاومة الفلسطينية واقعاً جديداً على العدو الصهيوني ومخططاته وأصبحت يدها هي العليا بما حققته من مكاسب بأسر أعداد كبيرة من جنود الاحتلال بينهم جنرالات وتحرير أراضٍ جديدة، ما حوّل ليل الاحتلال إلى كابوس.
شكّلت عملية “طوفان الأقصى”، أكبر عملية عسكرية في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني، واتسمت بدقة عسكرية مباغتة أذهلت العدو بإطلاقها أكثر من خمسة آلاف صاروخ بالتزامن مع عملية برية وبحرية أفقدت العدو توازنه في ساعات.
كانت عملية “طوفان الأقصى” رداً منطقياً مشروعاً تجاه سلسلة الجرائم التي ارتكبتها وماتزال العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة على مرأى ومسمع العالم كله الذي وقف موقف المتفرج مما ترتكبه عصابات الاحتلال من جرائم بحق شعب أعزل شبابه أمام الآلة العسكرية الصهيونية بصدور عارية دفاعا عن أرضهم المقدسة، وأعراضهم وممتلكاتهم.
فشلت سياسة استجداء السلام التي فرضها العالم على الشعب الفلسطيني تحت مسمى الحل السلمي للقضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات التي ثبت علميا أنه كان بمثابة خدعة من القوى الاستعمارية التي تدعم كيان الاحتلال بالمال والسلاح للتلاعب بالقضية الفلسطينية وفرض الأمر الواقع على الفلسطينيين، ومن موقع الضعف والتخاذل العربي والإسلامي قَبِل أبناء الشعب الفلسطيني على مضض ذلك الحل المجحف في حقهم على أمل أن يكون في نهاية المطاف نتيجة تضمن لهم حقهم بتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة على أرض فلسطين.
لقد بلغ التآمر الدولي الاستعماري على القضية الفلسطينية مداه، ما دفع الشعب الفلسطيني للسير في طريق المواجهة العسكرية ضد كيان محتل وغاصب لا يؤمن إلا بسياسة القوة وهو ما كان وأبرز تجلياته هذه العملية العسكرية “طوفان الأقصى” التي أذهلت العالم بمواجهة أبطال المقاومة الفلسطينية آلة العدو الصهيوني العسكرية المتطورة بالأسلحة الشخصية والمتوسطة ودمروا ما كانت تروج له تلك العصابات طيلة سنوات مضت من أنها تمتلك جيشا من أقوى الجيوش على مستوى العالم ولديها أسلحة فائقة الذكاء تؤمّن لها الحماية من أي عدوان، لكن كل ذلك تبخر في الساعات الأولى من العملية ووقف الجنود الصهاينة وما تحت أيديهم من أسلحة أذلاء أمام شجاعة وبسالة المقاتل الفلسطيني بسلاحه الشخصي والعادي، إنه منطق من تسلح بقوة العقيدة وبعدالة القضية التي يقاتل من أجلها.
كانت الجمهورية اليمنية وما تزال في مقدمة الداعمين لمسيرة النضال الفلسطيني على مدى العقود الماضية بالمال والرجال حسب امكانياتها وبالموقف الثابت في كل المحافل والمنتديات والمؤتمرات الدولية، موقف مبدئي مشهود له فلسطينياً وعربياً ودولياً ينطلق من ثوابت أساسية دينية وأخلاقية وقومية وإنسانية، وهو موقف ليس وليد اليوم بل هو أساس ثابت لا مزايدة فيه مما تتعرض له القضية الفلسطينية من مؤامرات ومنعطفات وانتكاسات.
بالأمس خرجت الجماهير اليمنية عن بكرة أبيها في العاصمة صنعاء، لتبارك وتدعم عملية “طوفان الأقصى” التي جاءت كرد فعل طبيعي على الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.
القوى السياسية اليمنية كانت هي الأخرى داعمة ومؤيدة ومباركة لهذه العملية ابتداءً بالمجلس السياسي الأعلى، ومجلسي النواب والشورى والأحزاب والمكونات والقوى السياسية والمنظمات الجماهيرية، التي أكدت في مجملها وقوفها الدائم إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطينية.
مجلس الأمن الدولي والعالم الذي يدّعي التحضر يقف اليوم على المحك فلا مجال للمراوغة ودعم المحتل الصهيوني والوقوف إلى جانب الجلاد مقابل الضحية، لكن المطلوب الوقوف موقف صدق مع صاحب الحق حتى يسود السلام والأمن المنطقة والعالم برمته.