نص كلمة فخامة المشير الركن مهدي المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى- خلال اللقاء الموسع في محافظة عمران:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد – صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
الأخوة السلطة المحلية والمكتب التنفيذي في المحافظة
الإخوة أعضاء مجلسي النواب والشورى.. الأخوة الأعيان والوجهاء والمشايخ.. كل الشرفاء من أبناء حاشد وبكيل في هذه المحافظة الوفية الحرة الأبية، التي لنا الفخر والاعتزاز بأن نكون بينكم.
نحن أتينا إليكم حاملين معنا ما سمعتموه من الأخ المحافظ؛ حيث إننا قبل المجيء إليكم حزمت المشاريع التي تم افتتاحها، ووضع حجر الأساس لها، بما يعادل الستة المليارات في جميع المجالات في مجالات المياه، وفي مجالات الطرق، وفي مجالات السدود، وفي كل المجالات نحن أتينا إليكم وشعبنا يستعد ويتأهب لاستقبال مولدُ خير البشر محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- أتينا إليكم وشعبنا يستعد ويتأهب لأعياد ثوراتنا المباركة.
كل هذه الأحداث، وهذه المناسبات، يحدونا الشوق أن تكون محافظة عمران الأبية برجالها من أبناء حاشد وبكيل أن يكون لنا فخر اللقاء بكم.
أنتم أيها الأخوة نرى في سُحنة وجهوكم أصالة العربي الذي يغار ويأبى الضيم، ويرفض الذل، ويأبى الاستسلام.
لنا الفخر والاعتزاز بالانتماء لهذه المحافظة، بالانتماء لهذه القبائل اليمنية الحرة الوفية، التي تحطمت على عمق تاريخها كل مؤامرات الأعداء.
إذا أتينا إلى هذه نتذكِّر بالنظر إلى وجوهكم الفاتحين.. الفاتحين من أبناء حاشد وبكيل أمثال مالك بن نفع الحاشدي، وأمثال أبي ثمامة، الذي استشهد بين يدي الإمام الحسين، نتذكر الفاتحين لغرناطة، والأندلس هم من أبناء حاشد الأبية، أبناء همدان وكهلان، التي ننتمي إليها، ونعتز بها، الفاتحون هم آباؤنا وأجدادنا، وأصالة التاريخ تعود إلينا عندما نقارن الماضي بالحاضر، فنحن أهلا لها، نحن أهلاً لها كما كان أباؤنا وأجدادنا، أهلا لها، وكانوا قادات الفتح في غرناطة، وفي الأندلس، وفي كل أصقاع الدنيا.. فأنتم القبائل الكرام الوفية التي وقفت ولا زالت تقف وقفة الرجال، وقفة الأبطال، إزاء الهجمة الشرسة والعدوان الغادر الغاشم الوقح الذي استهدف بلدنا لما يقدر بتسع سنوات، وما زال يمارس على أبناء بلدنا.
فأنتم يا أبناء همدان، يا ملوك سبأ، كنتم السيف الصارم في وجه هذه الغطرسة، التي يتزعمها عدونا بقيادة أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات، وكل شذاذ الآفاق في هذا العالم، الذين يتطلعون لغزو واحتلال بلدنا، لكن هيهات لهم وفي بلدنا من هذه القبائل الوفية، هيهات لهم ذلك، وآنى لهم ذلك.
فبكم الرأس يبقى مرفوعا، فأنتم أهل الوفاء، أنتم أهل الصدق والوفاء، وأؤكد لكم بأنه لزاماً أن نبادلكم الوفاء بالوفاء، وهذا عهد ووعد لكم منا.
مع محدودية الإمكانات ومع حرمان الماضي، إلا أننا سنبذل كل جهدنا، ولن نتظاهر بالعجز، بلدنا إلى خير، وبلدنا في خير، لا تسمعوا المحبطين، ولا تسمعوا المغفلين، نحن الآن سنقوم بترميم بلدنا – بإذن الله- ونستعيد عافيته.
ثقوا بأن لدينا قيادة كفيلة وقادرة على استعادة كل أمجاد بلدنا، وعلى استعادة كل دولة بلدنا؛ لذلك لا قلق.
صحيح أن الظروف صعبة، لكننا بقوة أبناء هذا الشعب وبقوة أبناء هذه القبائل، التراكمات الماضية، التي أثبتها الرجال الأوفياء في مضمار الصبر والصمود، سيكون لها الدور الكبير في إخراج بلدنا من المأزق، الذي يمر به بلدنا، فقط علينا التكاتف ووحدة الموقف؛ فهي من أهم عوامل مواصلة الصمود، التكاتف وحدة الموقف، التناصح، هذه من أهم عوامل الصمود التي يجب أن تعزز، وأن تنمَّى في أوساطنا.
فنحن -بفضل الله سبحانه وتعالى- قد تجاوزنا المنعطفات الخطيرة، والأمور الجسام، التي اقتحمناها بفضل الله، وبفضل صمودكم وصمود هذا الشعب، تجاوزنا الأهم والأكثر والأخطر، الآن تبقى القليل وسنصل إلى ما سيصبوا شعبنا إليه، ويتطلع شعبنا إليه -بإذن الله سبحانه وتعالى-، فنواصل، وأنا أؤكد لكم أن النصر حليفنا -بإذن الله سبحانه وتعالى.
أنا قلت -من هذه المحافظة الآبية- في العام الماضي إن النصر حليفنا، ولا شيء غير النصر، وأتيت إليكم، وبالأمس قوتنا الصاروخية تختبر أفضل تقنيات وصلنا إليها في القوة الصاروخية.
هذه التجربة، التي أربكت، وأصرح من هنا وهم سيسمعون كلامي، أربكت القوات في البحر الأحمر، تحركت السفينة “إنديانا بوليس (LCS 17)” في البحر الأحمر، تخوضه، أنا أقول لكم هذه تجربة الوعود التي قلنا بها في الماضي، وستسمعون أكثر منها وأكثر منها -بإذن الله.
فالتحلي بروح المسؤولية مننا جميعاً عامل أساسي لمواصلة الصمود.. إخوانكم في القوات المسلحة والأمن قيادة هذه الثورة المباركة، هذا الشعب وهذه القبائل الوفية هي صمام الأمان لكل مؤامرات العدو، ولن تفلح مؤامرات العدو -بإذن الله سبحانه وتعالى.
العدو عجز عن المواجهة العسكرية، فحرص على استبدال خططه، كما قال السيد القائد -حفظه الله- في الخطة “ب”، وستفشل الخطة “ب” كما فشلت الخطة “أ” -بإذن الله سبحانه وتعالى- فإثارة المشاكل وتشغيل الغوغائيين.. أريد أن أؤكد لكم أنها في هذا السياق، وللأسف الشديد، كثير من الحمقى ينجرون وراء ذلك، وهم لا يعرفون أن المخطط من السفارة الأمريكية في الرياض، التي تعتبر مقراً للسفارة الأمريكية في صنعاء.
يا أخوة نحن مطلعون على خطة السفارة الأمريكية في الجمهورية اليمنية لخمسة أعوام، من الألفين والعشرين إلى الألفين والخمسة والعشرين، خطتكم عندنا، الإخوة الذين يتحركون بنية وبحسن نية، وبسوء نية، أقول لكم: كفى، أنتم تخدمون العدو من حيث تشعرون أو لا تشعرون، الخطة موجودة لدينا.
البرنامج الموجود في خطة السفارة الأمريكية من شهر يوليو 2023؛ هو عنوانه الشفافية.. كل الكتابات وكل الهرطقات وكل الدعايات تأتي تحت هذا العنوان؛ شئتم أم أبيتم.
إذا تحدثنا عن الراتب فالمسؤولية علينا، لكن إمكانيته ليست عندنا، إمكانياته لدى العدو. وأنا أقول للحمقى من هذا المكان: أنتم بحسن نية أو بسوء نية تبرئون العدو من التزامه بالراتب، قد التزم بالراتب، وانتم تأتون تبرئونه، وتقولون: لا نريد الراتب من عندك، يعني هذا خدمة للعدو بشكل واضح. حتى أنَّا تمكنا من الضغط مع عدونا، وأصبحت قضية تسليم المرتبات أمرا مسلما به لدى الأمم المتحدة، ولدى أطراف العدوان، حتى جاء هؤلاء الغوغائيون الذين يتبعون الإمارات، ويتبعون بعض الجهات التابعة للإمارات، برأوا العدو، وخففوا عليه شوية. الآن بدأ يتهرب من التزامه.
وأقول للموظفين إن هؤلاء هم أعاقوا وأخَّروا تسليم الراتب، سواءً عملوا هذا الموضوع بحماقة أو بسوء نية، هم أخّروا هذا الراتب عندما وفروا فرصة للعدو أن يتهرب من التزاماته، هل أنتم تخدمون العدو؛ توقفوا، القانون سيردع من يخدم هذا العدو.
أنتم حمقى، فالحماقة تعتبر خدمة للعدو أيضاً، لذلك لا مناص لكم، ولن تستطيعوا أن تزايدوا علينا، نحن تحملنا المسؤولية في ظروف صعبة، يوم هرب الآخرون، وتخلوا عن المسؤولية، وتحملناها -بفضل الله- بكل جدارة واقتدار، وقدنا هذا البلد في أصعب الظروف، وفي أحلك الأوقات، وأخرجنا الله -سبحانه وتعالى- من كل هذه المنعطفات الخطيرة، فلا أحد يزايد.
الحلول التي تسمعونها تأتي من هنا أو من هناك؛ كلها هرطقات، أن تأتي تعمل شيكا للموظف، يا أخي قد تعمل شيكا، لكن تحل مشكلة هنا، وتنثرها -كما يقال- من طرف آخر، ما ينقصنا التنظير هذا، إحنا درسناه بعناية، ودققنا عليه بعناية، وسيصبح مشكلة، يعني لو آتي أصرف لكل موظف شيكا كما نسمع هذا يعني السحب على المكشوف، السحب على المكشوف يساوي طباعة العملة لدى المرتزقة، يعني زي الفكرة صاحب المخترع الذي عمل له بطاقة تموينية قبل فترة، هذا ضربنا الفارق بين الشيك والنقد لازلنا في آثاره إلى الآن.
يا أخواني، نحن والله بحثنا كل الحلول، ونريد الخير لكل موظف، نريد الخير لكل موظف، لماذا تجتزي أنت موظف بعينه، كل موظفي الدولة مسؤولية علينا، وإذا تحدثنا عن راتب فالراتب في المقدمة لرجال الرجال في الجبهات، لهم الأولوية، ولا يعني هذا سقوط حق الآخرين الكل يستحق، والكل يستاهل هذه مسؤوليتنا، لكن أن تأتي تزايد وتقول: الراتب عندي هذه مزايدة وخدمة للعدوان، ووفرت له فرصة التهرب من التزامه، وأنت بحماقة خدمته في هذا الجانب.
إخواني، جميع الموظفين في الجمهورية اليمنية قولوا للمزايدين للحمقى: كفى مزايدة بمعاناتكم لعدة سنوات، نحن لا نغفل ولا نتساهل ولن نتساهل -بإذن الله-، وجاهزون في سبيل توفير المرتبات لكل موظفي الجمهورية اليمنية، حتى لو دخلنا في تصعيد عسكري لانتزاع هذا الراتب.
الذي يتحدث، وكأننا قد خرجنا من الحرب، وبدأنا في مجال التنافسات واستقطاب أصوات الناس … يا أخي إذا كان بالأولى استقطاب الناس كل واحد في إطار مسؤوليته، أنظر إلى المزارعين أيش معاناتهم، ساعد المزارعين، أيش مشاكل المزارعين؟
الجبهة لا زالت مستعرة، نحن في الأسبوع الماضي وأمامي الأخ رئيس الأركان في حرب مستعرة مع سفينة “سينمارجينت”، وسفينة “بوليفار” سفينتان قادمتان إلى ميناء عدن لنهب الغاز اليمني، ورجعت أكثر من أربع مرات، آخرها بالأمس، أربعة أيام تأتي تريد أن تنهب أربعين ألف طن من مادة الغاز. وفي هذا السياق، أنا أقول يا أخواني أبناء المحافظات الجنوبية نحن سمحنا بإمداد الكهرباء في عدن بالطاقة من مأرب لأجلكم أنتم، وهي خدمة لم يوفروها إلى الآن، وللأسف الشديد، سمحنا بنقل النفط والغاز من مأرب وشبوة إلى عدن لأجل أبناء عدن الأوفياء المظلومين المغبونين، ما سمحنا بها لأن يأتي اللصوص ليسرقوها ويصدروها، ونحن أبلغنا الشركات المالكة، سينمار جين وسفينة بوليفار أننا سنضربهما، ونحن على أهبة الجهوزية والاستعداد لضربهما، إذا ما قررتا الدخول لنهب الغاز من ميناء عدن.
ونحن وأنتم تطالعنا التقارير من المحافظات المحتلة والاطلاع على الوضع الصعب في المحافظات المحتلة، هل هذا هو ما تريدون أن تجروا بلادنا إليه، هذا مستحيل.. هذا مستحيل، ولا زال في عروقنا دم ينبض قطرة دم، ينبض مستحيل .. مستحيل، هنا ولدت العزة تضحيات أنهار من الدماء قدمها أبناء هذا الشعب لن تروح أبداً -بإذن الله سبحانه وتعالى-، شعبنا قرر الحرية والاستقلال قدم أنهارا من الشهداء في سبيل ذلك .
تطالعنا الأخبار وإياكم عن نزول المارينز والقوات البريطانية في المحافظات المحتلة، وهنا أحذرهم من التمادي في هذا، أحذرهم من التمادي، اليمن خطُ أحمر.
اليمن يمتلك الطائرات المسيرة، ويمتلك الصاروخية بعيدة ومتوسطة المدى، ويمتلك قائداً يده خفيفة على الزناد، استكمل لكم خطة السفارة الأمريكية حتى أثبت لكم أنها عندنا لمدة خمس سنوات إلى الألفين وخمسة وعشرين، كل العاملين فيها افهموا أننا مطلعين على كل شيء، سيـأتي في الأيام القادمة إثارة مشاكل أنه هناك قمع للحريات ويختلقوا أكاذيب، أنه هنا تعسف مع صحفي وهنا.. وهي اختراقات ومبررات كلها أكاذيب هذا ضمن المخطط، في المستقبل، في العام 2024م عندهم خطة استقطاب عبر المنظمات سفر شخصيات سياسية واجتماعية، إلى عقد ندوات في الخارج، والهدف منها استقطابهم هذا ضمن الخطة.
ضمن الخطة إنشاء منظمات مجتمع مدني يجندوا من خلالها بعض.. المهم الخطة لدينا كاملة من العام عشرين إلى العام 25م، وأنا أنصح فقط الأخوة المخدوعين الذين تحركوا فيها بحسن نية، هذا الذي يهمني، إنه أنا أربأ بكم من أنكم راضون في أي حركة تخدم العدو، لو كانت إشارة أصبع لا يمكن أن تكون منكم، وأربأ بكم في هذا، فنحن نراهن على الله في المقدمة، ونراهن على وعي هذا الشعب، ونراهن على شجاعة وحكمة قيادتنا الحكيمة، هذه هي المقومات التي ستخرج بلدنا من هذه المحنة إلى بر الأمان. فالحفاظ على الجبهة الداخلية هي لا زالت من الأولويات لدينا..، ثلاث أولويات قالها قائد الثورة وكررها مراراً: مواجهة العدوان، الجبهة الداخلية، إصلاح مؤسسات الدولة، هذه الأولويات الثلاث لا زالت هي الأولويات القائمة. لا نفتتح معارك، ولا نخترع حروبا جانبية ومشاكل أخرى. هذه الأولويات لا زالت هي القائمة.
أنا أشكركم يا إخوتي من أبناء قبائل حاشد وبكيل أبناء عمران قاطبة ولي الشوق والفخر والاعتزاز. كما أشكركم أيضاً على الروح الوثابة والروح العملية بدعم المبادرات، التي ستكون في هذا العام بما يقدر بـ400 مبادرة لهذه المحافظة؛ ستحظى بدعم واهتمام من قبلنا. وآمل أن تكون أكثر وأكثر، فشعبنا حي، وشعبنا إلى خير بوجود هذه الوجوه الطيبة.
أسأل الله -سبحانه وتعالى- لي ولكم الخير والنجاح والفلاح، والفوز والظفر.. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.