تحدثت العديد من الآثار الشريفة عن ظهوره في اليمن، ودوره في إقامة موازين العدل والحق في هذه المنطقة المباركة من جزيرة العرب، كما تحدث الكثير من المؤرخين من غير الزيدية عن دوره الكبير في المصالحة بين قبائل اليمن المتناحرة والمتنازعة على الملك والزعامة والنفوذ، ومحاربة الفتن والبدع والفساد والإضطرابات والصراعات، ومواجهة شرور القرامطة، والحد من جرائمهم بحق اليمنيين، وإحياء ما اندرس من معالم الدين، وإقامة أحكام الشريعة الإسلامية، وإرساء قواعد وأُسس الدولة الزيدية الأولى في اليمن، والتي كان لها الفضل في مواجهة القوى الطامعة والغازية في القرون التالية كالقرامطة والمماليك والأيوبيين والعثمانيين وقوى الإستعمار الغربي بتلاوينهم، والوهابية بدولها الثلاث، وما نراه اليوم من صمود واستبسال اسطوري لأحفاد الأنصار بقيادة حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة تحالف الشر العبري للعام الثامن على التوالي هو قبسٌ من نور الواجب الرباني الذي حمله أئمة الزيدية في الدفاع عن الأمة وإقامة موازين الحق والعدل والذود عن حياض الإسلام.
ونظراً لما لعبه هذا الإمام العظيم سلام الله عليه من دور إصلاحي كبير في اليمن، إنبرت بعض الأقلام الإخونجية المأجورة والمأفونة والشاذة بعد أحداث 2011، للطعن فيه وتشويه تاريخه الناصع، خدمة لأسيادهم في الدرعية من الوهابية الأقتام ومن لف لفهم، ونحن هنا لسنا بصدد الرد على تقيُّحات تلك الأقلام العفنة، فالرد عليهم إعلاءٌ لشأنهم، ومنحهم مكانة ليسوا من أهلها، وإنما نحاول في هذه القراءة السريعة الوقوف على أبرز محطات سيرة ذلك الإمام العظيم صلوات الله وسلامه عليه، لا سيما ونحن نحتفي هذه الأيام بقدومه المبارك إلى بلد الإيمان والحكمة.
للإطلاع على تفاصيل المادة التوثيقية عن الإمام الهادي يتم متابعة الملف التالي: