أصدر اتحاد الإعلاميين اليمنيين تقريرا يوضح فيه تفاصيل الحرب العدوانية على الإعلام اليمني.
وتضمن التقرير إحصائية بالجرائم والانتهاكات التي ارتكبها تحالف العدوان طوال ثماني سنوات بحق الإعلاميين والصحفيين، وكذا حجم الدمار الذي طال المنشآت الإعلامية في اليمن.
وفيما يلي نص التقرير:
دخلت الحربُ العدوانية على اليمن برئاسة أمريكا ومشاركة 17 دولة وبتنفيذ السعودية والإمارات عامها التاسع، على وَقْــعِ جديد من الذرائع والعناوين والزيف والتضليل الإعلامي، ومنذ اليوم الأول للحرب على الجمهورية اليمنية، ترافقت يومياتها المزحومة بالجرائم والمجازر الجماعية مع حرب تضليل بشعة وقذرة تشارك فيه الإعلام السعودي والإماراتي والقطري -إلى حد ما- إضافة إلى الإعلام الغربي والأمريكي، الذي نكص عن قواعد المهنة وأخلاقها، وبرر للمجرم ما يفعل وزيف روايات ما يحدث من جرائم ، وفي المقابل شن تحالف العدوان على اليمن حربا ممنهجة على الإعلاميين اليمنيين ووسائل الإعلام والصحافة، وبإستراتيجية مركزة هدفها حجب الحقيقة وتضليل الرأي العام برواياته هو.
خلال الثمانية أعوام الماضية تركزت الحرب الإجرامية الغادرة على اليمن في مستوى مرتفع من الحرب الإعلامية، ومن الحرب على الإعلام والإعلاميين، ما أظهر أن العدوان على اليمن في نسبته الكبيرة كانت حربا إعلامية وتضليلية.
وبالتوازي استخدام التحالف العسكري الذي تشرف عليه أمريكا إستراتيجية ممنهجة لاستهداف وسائل الإعلام سعيا منه لإعاقة الإعلام من إيصال الأخبار والتقارير عن جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها ويرتكبها بحق المدنيين في اليمن، مما يعمل على تجهيل الرأي العام وتضليله بروايات زائفة وكاذبة.
كانت أكثر الانتهاكات ضد الإعلام والصحافة في اليمن، إذ شنت الطائرات الأمريكية والسعودية قصفا جويا مكثفا على وسائل الإعلام والصحافة في اليمن، وعلى منازل الإعلاميين، بالتوازي قام بحجب بث القنوات اليمنية وتزوير بعضها وقرصنة الوكالات والمواقع الرسمية، ومنع فرق الإعلام الأجنبية من الوصول إلى اليمن، علاوة على تسخير آلة إعلامية ضخمة وشبكة علاقات واسعة لتسويق العناوين التي سوقها التحالف لحربه على اليمن، بلغت الحرب على الإعلام والإعلاميين اليمنيين ذروتها حين استهدفت طائرات سعودية منزل رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين بصواريخ شديدة الانفجار وسط حي مكتظ بالسكان، أدى إلى استشهاد نجليه ووالدته وعدد آخر من جيرانه في 16 يونيو 2019، سبقها مئات الحالات من الاستهداف لعل أبرزها قصف تحالف العدوان السعودي – الأمريكي منزل الإعلامي حجيرة، ما أدى إلى قتله مع زوجته، هذه الجرائم والحرب المستعرة على الإعلاميين والصحفيين والانتهاكات الواسعة ضد الإعلام والصحافة في اليمن تضع مملكة العدوان السعودية، التي تنفذ الحرب على اليمن، في قائمة سوداء لمنتهكي حرية الإعلام والصحافة.
وفيما كان العدوان يقتل اليمنيين بالجملة والمفرق، ويدمر البنى والمنشآت والمشافي والمدارس وكل بنية في البلاد، كان يستند إلى فضائيات تابعة ومتواطئة وشريكة وإعلام دولي وإقليمي ضخم وهائل حمل على ظهره مهمة تنظيف آثار الجرائم المروعة والبشعة التي ارتكبها ومارسها، ويبرر لها بسوق الذرائع والعناوين والروايات المضللة، في المقابل شن حربا شعواء على وسائل الإعلام الوطنية اليمنية، وعلى الإعلاميين والصحافيين بالقصف والترهيب، والقرصنة والاختراق والحجب لقنوات البث وقصف محطات الإذاعة ومقرات التلفزيونات والصحافة، وقصف وزارة الإعلام واستهدف منزل رئيس اتحاد الإعلاميين السابق عبدالله علي صبري واستشهاد أولاده ووالدته، كان ذلك في نفس الليلة التي قصفت فيها وزارة الإعلام اليمنية.
الحرب على الإعلام اليمني واستهداف منشآته بالطائرات:
وبلغة الأرقام، وطوال ثمانية أعوام من العدوان، ارتكب التحالف السعودي عشرات الجرائم والانتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين في اليمن، كما تبين الإحصائيات:
47 إعلاميا من منتسبي الإعلام الوطني.
290 شهيدا من الإعلام الحربي.
25 جريحا من الإعلام الوطني.
قام بتدمير منشآت إعلامية: 23 منشأة
استهدف أبراج البث والإرسال: 30 برجاً
قام باستنساخ القنوات والمواقع الإليكترونية: 6 حالات استنساخ
إيقاف بث القنوات: 8 حالات
حجب وتشويش على القنوات: 7 حالات
اختراق مواقع إلكترونية: 3 حالات
توقف صحف رسمية عن الصدور: حالتان
منع صحفيين دوليين من دخول اليمن: 143 حالة
إغلاق 8 قنوات تابعة للإعلام الحربي على منصات يوتيوب وتويتر
إغلاق قنوات وحسابات المركز الإعلامي لأنصار الله
إغلاق حساب وكالة الأنباء اليمنية سبأ
إغلاق حسابات وقنوات تابعة لقناة المسيرة
إغلاق حسابات مركز الإعلام الثوري
وفي مواقع التواصل الاجتماعي: إيقاف آلاف الحسابات على فيس بوك، تويتر، يوتيوب.
وحين شن تحالف دولي وإقليمي مكون من 17 دولة برئاسة أمريكا وبتنفيذ سعودي – إماراتي بريطاني وفرنسي ودول عربية وأوربية أخرى – في 26 مارس 2015- حربا عسكرية واسعة على الجمهورية اليمنية، كانت تشارك 180 طائرة من طراز اف 15 واف 16، وعشرات البارجات الأمريكية والفرنسية والبريطانية والسعودية والإماراتية، حملة القصف من الجو والبحر والبر توازت مع تحشيد جيوش وقوات عسكرية للاجتياح البري على المدن والمحافظات اليمنية، على مدى ستة أعوام مرت أظهر التحالف العسكري على اليمن تجاهلا صارخا لأرواح نحو 30 مليون مدني في الجمهورية اليمنية مستهدفا المدنيين بشكل مركز وممنهج، كما فرض بالتوازي حصارا ظالما ومطبقا من البحر والجو والبر ومنع وصول الغذاء والدواء والوقود والسلع الأساسية، ووضع اليمن في عزلة كاملة عن العالم الخارجي.
– حرب دعايات وتضليل واسعة:
تحتاج أيةُ حرب قذرة إلى إعلام يماثلُها، وهذا ما ينطبقُ على إعلام تحالف العدوان السعودي على اليمن، الذي انخرطت ماكينته في الدعاية للحرب والتدخل العسكري، تحت مبرّراتٍ واهيةٍ، أمكن لوسائلِ إعلام التحالف تضخيمُها وتقديمها كحقيقة دامغة لا تقبل الشك، وكل ذلك؛ بهَدفِ تجميل صورة التحالف، وشرعنة الحرب والتدخل العسكري في اليمن.
وما يجب معرفته أولا أن الحرب على اليمن حرب أمريكية – صهيونية بامتياز، وما دامت واشنطن والكيان الصهيوني يقودان ويرعيان الحرب على الشعب اليمني فمن الطبيعي أن تكتسي الحرب العسكريّة طبائع حروب وغزوات أميركا وإسرائيل، ومعلوما أن حروب اليهود والنصارى تترافق مع حملات إعلامية ودعائية مكثّفة وهائلة وشاملة.
وكذلك، فإن الحرب الإجرامية على الشعب اليمني وما فيها من مجازر ومذابح وأمراض وأوبئة وحصار وتجويع وقتل وتدمير، واحتلال ونهب للثروات والمؤامرات والمخططات، قد استندت في الأساس إلى أكاذيب وقحة ومكشوفة، وقد سوقها العدو بإستراتيجية إعلامية ودعائية وحولها إلى قناعات ومواقف مستخدما أسلوب الدعايات والتضليل والخداع.
ولم تكن الحرب على الشعب اليمني إلا مستندة على ترسانة هائلة من الأكاذيب التي جرى تسويقها بالدعايات والخداع، والتضليل، فالعدو الذي يحاصر ويجوع ويقتل الناس في كل الأماكن أطفالا ونساء نياما وأيقاضا وفي البيوت والأسواق وغيرها، ويفرض الحصار الشامل والمميت على ملايين الناس ويجوعهم ويفقرهم، ويحتل المناطق والمحافظات والجزر، وينهب الثروات الوطنية، وينفذ المخططات والأجندات والمؤامرات، يقدم نفسه إعلاميا بأنه يمارس “أفعال الخير مع اليمنيين”، وهكذا صور الحرب لليمنيين في الداخل، وقد استخدم العدو في ذلك:
الدعايات السياسية والإعلامية والدينية والعسكرية لتبرير العدوان.
أطلق العدو الدعايات الهائلة لتسويق الأكاذيب التي قدمها للعالم الخارجي وللشعب اليمني وما يزال ، لتبرير عدوانه وحربه وحصاره ونهبه للثروات واحتلاله لليمن، بأنه عمل مشروع بهدف “إعادة الشرعية” وبناء على طلب رئيس شرعي، ومارس هذه الدعاية السياسية وسوق هذه الكذبة ليقنع العالم بمشروعية ما يفعل:
ومن الأمثلة على استخدام تحالف العدوان للأكاذيب الذرائعية، كذبة قصف مكة: حينما ادعى بأن الجيش واللجان الشعبية استهدفوا مكة المكرمة بالصواريخ، مستخدما تلك الدعاية ذات الأبعاد الدينية ليستقطب بها مئات الآلاف من المرتزقة من دول عديدة، وقد حشد لهذه الدعاية مؤتمرات وبيانات وحرك من خلالها مرتزقة بعشرات الآلاف ليقاتلوا دفاعا عن مكة!!
ومثلها كذبة مصنع الصواريخ في ميناء الحديدة، التي كانت عبارة عن مشهد قام العدو بسرقته من فيلم أمريكي يتعلق بالعراق، وأنتج في العام 2007، وقد روجها العدو من ضمن دعاياته العسكرية، التي كان يسوقها بكثافة مع أي مجزرة أو قصف وتدمير؛ بهدف تبرير استهداف المؤسسات والبنى والأحياء والبيوت بأنها مخازن عسكرية أو صواريخ وغير ذلك.