رغم فداحة ما ارتكبه تحالف العدوان الأمريكي السعودي من تدمير ممنهج بحق القطاع الصحي وبنيته التحتية، ظل هذا القطاع صامداً خلال الثمان السنوات الماضية وقدّم خدمات طبية للجرحى والمرضى بإمكانيات بسيطة، خاصة مرضى السرطان.
وعملت وزارة الصحة العامة والسكان على إخراج قانون صندوق مكافحة السرطان وصدوره في أغسطس 2018م، وإنشائه ليكون أحد أهم الصناديق الحكومية الداعم والمساند لمرضى السرطان وتعزيز خدماته لمكافحة السرطان والوقاية منه.
بدأ الصندوق ممارسة مهامه مطلع العام 2019م، بإشراف قيادة وزارة الصحة العامة والسكان، يقدّم خدماته باستقلالية تامة في الجوانب الإدارية والمالية.
واعتبر رئيس مجلس إدارة الصندوق الدكتور عبدالسلام المداني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، الصندوق بارقة أمل لمرضى السرطان ومكافحة المرض إلى جانب المؤسسات الصحية الأخرى.
ولفت إلى أن الهدف من إنشاء الصندوق، دعم جهود مكافحة مرض السرطان والوقاية منه، والإسهام في إنشاء ودعم المراكز والمشاريع والبرامج المتعلقة بمكافحة هذا المرض وفقاً لاستراتيجية وطنية، والإسهام في تمويل الدراسات والأبحاث العلمية المتعلقة بمكافحة السرطان حسب الإمكانيات المتاحة.
وأوضح الدكتور المداني، أن الصندوق يسهم في دعم برامج تدريب وتأهيل الكوادر العاملة في مكافحة السرطان وكذا دعم وتوفير الأدوية والأجهزة الطبية اللازمة لتشخيص ومعالجة السرطان في المراكز الحكومية، بالإضافة إلى العمل على إنشاء المركز الوطني المرجعي الشامل لمكافحة السرطان، وفتح فروعٍ له في المحافظات.
ولفت إلى أن الصندوق يعمل على تقديم خدماته في دعم وصيانة وحدة التشخيص الإشعاعي بالمركز الوطني لعلاج الأورام، لتقديم خدمة التشخيص ودعم وتمويل مناقصات شراء الأدوية الموجهة للمرضى وتمويل شراء المحاليل والمستلزمات المخبرية للمركز الوطني لعلاج الأورام لتقديم خدمة الفحوصات بشكل مجاني للمرضى، والتنسيق لإجراء العمليات الجراحية في المستشفيات الحكومية.
وأكد أن الصندوق عمل خلال الفترة الماضية من إنشائه على تطوير البنية التحتية ودعم النفقات التشغيلية للمراكز والوحدات لاستمرار تقديم خدماتها للمرضى، ودعم وتقديم الخدمات الطبية للمرضى، فضلاً عن تبني مشاريع تسهم في نشر الوعي من خلال تنفيذ أنشطة وحملات توعية وتأهيل وتدريب.
وأفاد رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة السرطان، أن مرض السرطان كغيره من الأمراض كلما تم اكتشافها مبكراً كانت هناك فرصة لعلاجه ونسبة الشفاء منه عالية.
واستعرض الصعوبات التي تواجه الصندوق وجهود مكافحة مرض السرطان باليمن وأهمها العدوان والحصار ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية لمرضى السرطان، وكذا استخدام المبيدات بشكل عشوائي وبعض العادات التي يتم استخدامها كتعاطي القات والسجائر وغيرها.
ودعا الدكتور المداني، إلى تضافر جهود الجميع والتعاون والمشاركة الفاعلة في التوعية المجتمعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية، للوقاية من هذا المرض.
وقال “كلما كان التفاعل في نطاق واسع في جهود المكافحة، أثمرت الجهود برفع وعي المجتمع بطرق الوقاية من مرض السرطان”.
وفيما يخص إنجازات صندوق مكافحة السرطان للعام 2022م، أوضح تقرير صادر عن الصندوق، أن هناك مشاريع قيد التنفيذ تتمثل في إنجاز المرحلة الثانية من مشروع مركز الرسول الأعظم لجراحة الأورام بالعاصمة صنعاء بتكلفة 428 مليوناً و 995 ألف ريال، وتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع المعجل الخطي بأكثر من 56 مليون ريال.
وأكد التقرير البدء في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مستشفى الرسول الأعظم لعلاج الأورام بمحافظة صعدة بتكلفة 840 مليون ريال، وكذا بدء تنفيذ مشروع ترميم وتجهيز وحدة علاج الأورام بمحافظة تعز بتكلفة 22 مليون ريال.
ولفت إلى أنه تم خلال العام الماضي دعم النفقات التشغيلية للمراكز والوحدات لاستمرار خدمات المرضى، حيث تم تقديم نفقات تشغيلية للمركز الوطني لعلاج الأورام بصنعاء بمبلغ 291 مليوناً و521 ألف ريال، وكذا تقديم نفقات وحوافز للعاملين بمركز لوكيميات الأطفال بمستشفى الكويت الجامعي بمبلغ 122 مليوناً و385 ألف ريال.
ووفقاً للتقرير، تم تقديم نفقات تشغيلية لوحدات علاج الأورام بمحافظات” حجة، صعدة، ذمار بمبلغ 125 مليوناً و381 ألف ريال.
وبشأن إنجازات الصندوق للعام 2023م، أفاد التقرير بدعم وتقديم خدمات طبية للمرضى من خلال تمويل مناقصات شراء الأدوية للمركز الوطني لعلاج الأورام بمبلغ اثنين مليار و70 مليوناً و337 ألف ريال، ودعم تكاليف إجراء عمليات جراحية لاستئصال الأورام السرطانية بواقع 231 عملية جراحية بمبلغ 70 مليوناً و707 آلاف ريال.
وتطرق التقرير إلى مساهمة الصندوق في تقديم 21 ألفاً و331 جلسة علاج إشعاعي للمرضى بمبلغ 399 مليوناً و637 ألف ريال، وتقديم فحوصات طبية للمرضى بمبلغ سبعة ملايين و661 ألف ريال، والتوفير المباشر للأدوية الكيماوية والموجهة والمستلزمات الطبية للمرضى بواقع 119 ألفاً و914 خدمة طبية بمبلغ مليار و760 مليوناً و974 ألف ريال.