وجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، اليوم خاطبا مهما للشعب اليمني، بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال الـ 30 من نوفمبر فيما يلي نصه:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد الصادق الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وارض اللهم عن صحابته المنتجبين، أما بعد..
بمناسبة الذكرى 55 لعيد الاستقلال الوطني ( 30 من نوفمبر) ذكرى طرد آخر جندي من جنود المستعمر البريطاني من مدينة عدن الباسمة، أتوجّه بعظيم التهاني والتبريكات إلى قائد الثورة، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- وإلى شعبنا اليمني العزيز، والتهاني موصولة أيضا لزملائي في المجلس السياسي الأعلى، وللإخوة الكرام في حكومة الإنقاذ الوطني، ولكافة العلماء والمشايخ والأعيان، وعموم النُّخب والوجاهات، وكل الشرفاء من أبناء وبنات الجمهورية اليمنية في الداخل والخارج.
أيها الأخوة والأخوات
تطل علينا الذكرى المجيدة الخامسة والخمسون لعيد الاستقلال الوطني الـ 30 من نوفمبر هذا العام بالتزامن مع الذكرى السنوية للشهيد، التي نتذكّر فيها عظمة الشهداء الأبرار الذين صنعوا يوم الجلاء في الثلاثين من نوفمبر، ومن يصنعون اليوم بدمائهم الزكية والطاهرة يوم جلاء للمستعمر الجديد، الذي جاء اليوم لنهب ثرواتنا وتركيع شعبنا.
وإن درس الـ30 من نوفمبر لم يعد درساً للتاريخ وكفى، فها هو مستعمر الأمس ذاته وبتحالفات أوسع وأقبح قد جاء غازياً على أمل استعادة أمجاده ليستعمر هذا البلد، والفرق أنه يداري سوأة صنيعه باستعمال قفازات من أنظمة عربية عميلة وخائنة، وبالتواطؤ مع أقذر مرتزقة عرفتهم البشرية.
إن هذا اليوم ( 30 من نوفمبر) يوم مجيد وخالد لأبناء الشعب اليمني، وهو كذلك يوم مرير على المرتزقة والمتورِّطين في الخيانة، لأنه يميّز بين الوطني الحر، الذي انحاز إلى جانب بلده وشعبه، وبين المرتزق الخائن الرخيص، الذي باع وطنه بثمن بخس وتخندق مع المحتل الأمريكي والبريطاني ووضع نفسه في صفحات العار التاريخي.
وإن من المؤسف أن تتزامن هذه المناسبة ونحن نرى الأمريكي يتنقل بين المحافظات المحتلة، ويباشر الإدارة لتلك المحافظات الخاضعة للاحتلال برفقة جنوده في مشهد مكرر لم يغب من ذاكرة الإنسان اليمني منذ الاستعمار البريطاني القديم، وليس هذا فقط بل إن محتل اليوم أكثر صلفا ووقاحة وجرأة، لدرجة أنه يتيح لنفسه الحق أن يتدخل في شؤون بلادنا في كل مجلس ومحفل ليدين ويندد، في مفارقة ساخرة بأن أصحاب البلد قاموا بمنعه من نهب ثرواتهم، بل وإنه يرى أن دفاع الشعب عن مقدراته ضد النهب إجراءً خاطئاً بالنسبة له ولمصالحه، في وقاحة لم يتجرأ عليها محتل قبله، وكما أن ذلك مؤسف لنا فإنه -في الوقت ذاته- يزيدنا إصراراً على المضي قدماً في مسيرة التحرر والاستقلال وإعادة طرد المستعمر الجديد حتى ينال اليمن حريته واستقلاله وسيادته على كامل أراضيه.
وفي الختام، نجدد التهنئة لأبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج بهذه المناسبة العظيمة، ونؤكد على التالي:
• نجدد التأكيد على موقفنا الثابت بحماية مقدرات الشعب، ومنع نهب ثرواته النفطية والغازية، باعتباره التصرف الدستوري الصحيح والسلوك المنطقي والشرعي، كما أن هذا الحق لا يعني أي تهديد للملاحة الدولية كما تدعي أبواق العدوان، فمن يهدد الملاحة الدولية هو من يواصل عدوانه وحصاره ونهب ثروة هذا الشعب.
• نجدد استنكارنا الشديد للمساعي العدوانية لنهب ثروات اليمن، وحرمان أبناء هذا الشعب من مستحقاته الطبيعية، وعلى رأسها دفع المرتبات لكافة موظفي الدولة اليمنية من إيراداتهم النفطية، وهذا أمر غير قابل للنقاش.
• ندين مساعي دول العدوان، وعلى رأسها أمريكا، لعرقلة دفع مرتبات كافة موظفي الجمهورية اليمنية، وتعطيل جهود السلام، ونعتبر ذلك عملا عدوانيا سيكون له عواقب وتداعيات تتحمّل مسؤوليتها، إذ لن يقف شعبنا موقف المتفرّج وخيراته تنهب أمام عينيه، وهو يعاني أشد حصار يُفرض على شعب في التاريخ الحديث والقديم.
• ننصح قوى العدوان الأمريكي – السعودي بالجنوح للسلام العادل والمشرّف.
• نؤكد على ضرورة المسارعة في دفع مرتبات الشعب اليمني دون مماطلة وتسويف.
• نبارك لشعبنا الفلسطيني العزيز عملياته البطولية في مواجهة المحتل الصهيوني، سائلين الله لشهدائه الرحمة، ولجرحاه الشفاء العاجل، ونحن على ثقة بأنه سيكون لهذه النهضة الجهادية المتقدة دور هام في تسريع زوال الاحتلال الصهيوني من أرض فلسطين، لتعانق فلسطين العروبة ويمن الحضارة الحرية المنشودة والاستقلال التام في القريب العاجل بعون الله تعالى.
تحيا الجمهورية اليمنية
المجد والخلود للشهداء
الشفاء للجرحى
الحرية للأسرى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.