مركز البحوث والمعلومات
بمناسبة إحياء ذكرى يوم الولاية يسترجع اليمنيون خلالها مواقف الامام علي بن ابى طالب عليه السلام في مواجهة المستكبرين ونصرة المظلومين، وما مثلته من عالمية باتت سمة مميزة ترافق سيرته التاريخية التي لا تشبهها سيرة في إنسانيتها وسموها المعرفي والقيمي.
ونعرض هنا بعض آراء واقوال المفکرين والعلماء الغربيين والمسلمين في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
ـ توماس كارلايل /1795 – 1881/ فيلسوف وكاتب وناقد ساخر ومؤرخ إنكليزي: في كتابه “محمد المثل الأعلى” يقول (أما علي فلا يسعنا الا ان نحبه ونعشقه، فانه فتى شريف القدر، عالي النفس، يفيض وجدانه رحمة وبرا، ويتلقى فؤاده غيرة وحماسة، وكان أشجع من ليث، ولكنها شجاعة مخروجة برقة ولطف ورأفة وحنان).
ويقول (محارب الشر والنفاق، اسد الله على الفساد، النبيل تجاه المسيحيين، المكلل نعمة الهية، صاحب الجرأة النارية، هو علي بن ابي طالب). وقال (باعتقادي ان الامام علي شخصيه جذابه وعطوفه).
ـ دانتي أليغييري /1265 – 1321/ فيلسوف وشاعر وثائر وسياسي إيطالي، قال في الكوميديا الالهية: (جمرة النار الحارقة كان النبي محمد وعلي بن ابي طالب وما يستطيع الناس تحمل هذا).
يوهان فولفغانغ غوته /1749 – 1832/ فيلسوف المانيا: يصف عليا في كتابه “الشعر والحقيقة” (بالمؤمن الاول بالرسالة السماوية الى جانب السيدة خديجة).. ويصف غوته ذلك بالايمان المبدئي للامام علي (بأنه الانحياز الكلي والمطلق الى رسالة الرسول الأعظم).
كما ألف غوته مسرحيةً قصيرة على شكل حوار بين الإمام علي وزوجته فاطمة، ومحاولتهما الصادقة والدؤوبة لجعل الدين الجديد ينتشر خارج حدود القبيلة والعشيرة.
ـ د. ويلفريد ماديلونغ /-1930م/ برفيسور ومستشرق الماني ومفكر متخصص بدراسات اهل البيت: (لا اهتم بالطابع الايديولوجي او الاقتصادي وحتى التاريخي بفترة حكم الامام علي.. ما يهمني هو شخصيته وما حملته من قيم ايجابية او سلبية هادفة او ضارة، وبلا شك فانه شخصية عظيمة).
ـ ادوارد جيبون/1737-1794/ مؤرخ إنجليزي: (شخصية فريدة متألقة شاعر ومؤمن ونبيل وقديس، حكمته كالنسيم الذي يتنفسه كل انسان فهي اخلاقية وإنسانية، منذ مولده والى وفاته، كان حكيما، جمع تلاميذه وناداهم باخوتي واحبائي، حقا كان هارون المتجدد صدّيق النبي موسى كما وصفه النبي محمد).
ـ سير ويليام موير /1819 –1905/ مستشرق اسكتلندي: (بذكاءة المتألق، وعطفه، وتاثيره الساحر في حياة من خالطه وجالسه، وكونه موضع ثقة صحبة ومجتمعة، مذ كان فتى صغير السن وهو يبذل ويجود بروحه وحبه للدفاع عن النبي محمد ورسالته السمحاء، متواضع وبسيط، يوما حكم نصف العالم الاسلامي بالخير لا بالسوط).
ـ هنري ستووب /1632–1676/ طبيب وكاتب وباحث إنجليزي: (ازدرى العالم المادي ومجده الخادع، خشى الله وكان محسنا جوادا الى الخير، الاول والسابق الى كل فعل الالهي وحكمه، كان اجتماعيا، ويملك ابداعا وذكاء حادا.. ولذا بدا غريبا على مجتمعه، لان الابداع لم يكن شائعا، لم يمتلك تلك العلوم التي تنتهي على اللسان، ولكن تلك العلوم والحكمة الخفية التي تمتد ولا تنتهي او تموت).
ـ واشنطن آرفنغ /1783 – 1859/ مؤلف وكاتب مقالات وكاتب سير ومؤرخ ودبلوماسي أمريكي: (كان من انبل عائلة من قبيلة قريش، لديه ثلاث صفات يعتز بها العرب: الشجاعة والبلاغة والسخاء، روحه الباسلة استحقت لقبا خالدا من النبي محمد (أسد الله) نماذج بلاغته لا زالت مؤثرة على كل لسان عربي، وعلى كل تفسير قرآني، وعلى كل مثل وقول ساد الامة العربية الى يومنا، في كل جمعة كان يلقنهم حكمته وما انزل على النبي، ليذكرهم بما وعاه صدره، وفيه خزائن العلوم الإلهية، وهذا دليل على سخائه وتواضعه وحبه، دون شرط مسبق).
ـ سيمون أوكلي /1678 – 1720م/ مستشرق إنكليزي: (شئ يستحق ان نقف عنده ونتسائل عن حكمته، لقد ولدته امه في نفس البيت المقدس في مكة، والذي يأمر الله ان يُطهرّ ويُعبد له خالصا، لم يحدث هذا لأي انسان ولا حتى بأي دين سماوي).
ـ فيليب خوري حتي / 1886 ـ 1978م/ الكاتب والمؤرخ والعلامة اللبناني: (الباسل في الحرب، البليغ في الخطاب، الشهم تجاه الخصوم، المثل الأعلى للمسلمين بالشهامة والفروسية والنبل).
ـ جيرالد دي غاوري /1897 – 1984/ المستشرق والمستكشف والمؤرخ والدبلوماسي البريطاني: (عميد الاسرة الهاشمية، ابن عم وصهر من احترمه كل العرب، العجيب انه لم يطلب الخلافة فور موت محمد كما فعل بعضهم، الى مزايا ميلاده وزواجه واخوّته بالنبي محمد، أول من اسلم وقال له النبي محمد انك للامة كهارون الى موسى، حكم بالحكمة والنبل امة الاسلام وكانت فصاحته لغة حكمته).
ـ الامم المتحدة واصدارها لنهج البلاغة: (يحوي نهج البلاغة رسالة الامام علي الى مالك الاشتر، وفيها وصايا لكل حاكم عن نشئة الدول ودعم الحكم، ان الامم المتحدة – وبصفة عاجلة – تنادى أمة العرب ان يقرؤوها ويطلعوا عليها للالتزام بأدابها واعتبارها انموذج لهم).. وقد اتّخذ الأمين العالم للأمم المتحدة (كوفي عنان)، قراراً شهيراً باعتماد كلمة أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام في عهده لمالك الأشتر؛ وثيقة دولية، وأحد مصادر التّشريع الدولي.
ـ روجيه غارودي /1913 – 2012/ الفيلسوف الفرنسي الشهير: (ان علي بن أبي طالب سبق العلم البشريّ ولا اعتقد ان بشراً ينطق بمثل كلامه، فهو أول من أدرك علم الذرة والقنبلة النوويّة قبل البشرية بالف و٤٠٠ عام، ومن لا يصدق فأقول لمن يضحك من مقالتي من السادة اصحاب مقاعد الدكتوراة بالسوريون انظروا الى قول علي بن أبي طالب (عليه السلام) “إذا تمكنت من فلق الذرة ستجد في قلبها شمساً”، الم نفلق الذرة انشطارياً في هيروشيما ونتجت قنبلة الشمس الحمراء).
ـ بريتراند رسل /1872 – 1970/ الفيلسوف وعالم الرياضيات البريطاني الشهير: (ان العقل البشريّ لا يدرك ان رجلاً عاش بالشرق قبل ١٣ قرناً وحل معادلات الدرجة الثانية بطريقة الاتمام الى مربع كامل عندما قسم ١٧ جملاً على ثلاث اخوة، وعرض المسألة في كتابه مذكراتي لتكون اول ورقة بحث تثبت ان علي بن أبي طالب “عليه السلام” حل معادلات الدرجة الثانية قبل العالم ب٨٠٠ عام).
ويضيف رسل: (لما ابتكرنا علم التجزيئ والمقارنة الرياضي لنحل المسائل الى شكل بسيط ونعيد تركيبها، ظننا أننا انجزنا قفزة بأوروبا لن تلحق بنا الشعوب، واذ بي اتفاجئ بذلك الرجل نفسه، علي بن أبي طالب حاكم بلاد الشرق قاطبة وقد حل مسألة أرغفة الخبز بالتثليث الدائري، والمسألة مشهورة جداً لمن احب الأطلاع عليها).
ـ البّارون بيرنارد كارا دي فو / 1867 – 1953 / مؤرخ ومستشرق ورحّالة ومفكر موسوعي يقول في كتابه “مفكرو الإسلام” (وعلي هو ذلك البطل الموجَعُ، المتألم، والفارس الصوفي، والإمام الشهيد، ذو الروح العميقة القرار التي يكمن في مطاويها سرّ العذاب الإلهي)ـ.
ـ روبرت اوزبورن /1932 – 2017م/ امريكي اخصائي في شؤون عالم هوليوود: (حفظ الاسلام الحقيقي، والذي نادى به النبي محمد، على يد علي بن ابي طالب).
ـ المفكر الغربي جيرارد اوبنز : (سيظل علي بن ابي طالب فارس الاسلام والنبيل الشهم).
ـ “من كتاب خليفة النبي محمد – لندن – 1850”: (كان آخر الفرسان النبلاء بالتاريخ الاسلامي الذي صاحب النبي محمد والخلفاء وظل الناصح للامة، ترجمت اعماله واقواله وحكمته للغات عديدة).
ـ الدكتور طه حسين /1889 – 1973م/ عميد الأدب العربي: يقول في كتابه “علي وبنوه” (وجد علي نفسه.. صدق إيمان بالله، ونصحاً للدين، وقياماً بالحق، واستقامة على الطريق المستقيمة، لا ينحرف ولا يميل، ولا يُدهِن في أمر الإسلام في قليل ولا كثير، وإنما يرى الحق فيمضي إليه، لا يلوي على شيء، ولا يحفل بالعاقبة، ولا يعنيه أن يجد في آخر طريقه نجاحاً أو إخفاقاً، ولا أن يجد في آخر طريقه حياة أو موتاً، وإنما يعنيه كل العناية أن يجد أثناء طريقه وفي آخرها رضى الله).
ـ الأستاذ عباس محمود العقاد /1889 – 1964/ أديب ومفكر وصحفي وشاعر مصري: (فزت ورب الكعبة) بهذا الإعلان العظيم أختتم علي عليه السلام حياته التي ابتدأت في بيت الله وانتهت في بيت الله!! ومابين المبدأ والمنتهى كانت سجدة طويلة لله… يعلن الفوز في وقت عظيم… ومكان أعظم… وطريقة ظلت تهز أركان التاريخ…
لم أعرف أو أسمع عن حاكم يتم اغتياله في عاصمته ويقسم برب الكعبة ويقول: (فزت!!!) اي فوز يتحدث عنه علي ابن ابي طالب عليه السلام؟!
أنا أقسم برب الكعبة لو اجتمعت كل قواميس السياسة والحكم في العالم لما استطاعت ان تحيط بمعنى هذا الفوز !
اشترك في 80 غزوة وصرع بها ابطال العرب وصناديدهم ولم يقل فزت!!
بايعه الناس على الخلافة في مشهد لم يسبق لاي خليفة أن مرّ به… ولم يقل فزت!!! بل قال: اتخذوني وزيراً لا أمير !!!
منذ سنين كلما أمر على هذه الكلمة: (فزت ورب الكعبة) اشعر ان كل منظومتي الفكرية تهتز !!
اذا كان علي عليه السلام هو الفائز… فمن الخاسر ياترى؟!!
الفوز والخسارة في قاموس عليّ يرسمان لوحة الانسانية التي ارادها الله ان تستخلفه في عالم الوجود.
فليراجع كل منّا (فوزه) و (خسارته) ويعرضهما على قاموس عليّ عليه السلام…
لقد باع علي عليه السلام الدنيا بكل بهارجها وزينتها ومالها واطماعها واشترى الآخرة ورضا الله فكانت له الجنة هي المأوى.
عظم الله أجوركم… فاز علي… وخسرت الإنسانية فقده ورب الكعبة…
ويرى العقاد في كتابه “عبقرية الأمام علي” أنّ مفتاح شخصية علي بن أبي طالب تكمن في الفروسية، وقال: (آداب الفروسية هي مفتاح هذه الشخصية النبيلة الذي يفض منها كل مغلق، ويفسر منها كل ما يحتاج إلى تفسير، وقد بلغت به نخوة الفروسية غايتها المثلى، ولاسيما في معاملة الضعفاء من الرجال والنساء، ولقد كان رضاه من الآداب في الحرب والسلم رضى الفروسية العزيزة من جميع آدابها ومأثوراتها).
ثم يضيف: (والإمام علي فارس لا يخرجه من الفروسية فقه الدين، بل هو أحرى أن يسلكه فيها، ولا تزال آداب الفروسية بشتى عوارضها هي المفتاح الذي يدار في كل باب من أبواب هذه النفس، فإذا هو منكشف للناظر عما يليه).
ويتابع قائلاً: (وما استطاع أحد قط أن يحصي عليه كلمة خالف فيها الحق الصراح في سلمه وحربه، وبين صحبه أو بين أعدائه، وكان أبداً عند قوله: “علامة الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك، على الكذب حيث ينفعك، وألا يكون في حديثك فضل على علمك، وأن تتقي الله في حديث غيرك”) .
وقال: (إن ثقافة الإمام “عليه السلام” هي: ثقافة العَلَم، المفرد، والقمة العالية بين الجماهير في كل مقام، وإنها هي ثقافة الفارس، المجاهد في سبيل الله، يداول بين القلم والسيف، ويتشابه في الجهاد بأسه وتقواه.. لأنه بالبأس زاهد في الدنيا، مقبل على الله، وبالتقوى زاهد في الدنيا مقبل على الله، فهو فارس يتلاقى في الشجاعة دينه ودنياه، وهو عالم يتلاقى في الدين والدنيا بحثه ونجواه).
واضاف: (كان علي المسلم حق، المسلم في عبادته، وفي علمه، وفي قلبه وعقله، حتى ليصح أن يقال، إنه ُطبِعَ على الإسلام، وأن الدين الجديد لم يعرف قط أصدق إسلاماً منه، ولا أعمق نفاذاً فيه).
ـ جبران خليل جبران /1883 –1931/ الفيلسوف والشاعر والكاتب اللبناني: (أنه أنبه عباقرة هذا العصر) ويرى العظمة متألقة في ثلاثة من البشر يمثلون الكمال الإنساني، هم (نبي الله عيسى، والنبي محمد، والأمام علي).
ويضيف (في عقيدتي أن ابن أبي طالب كان أول عربي لازم الروح الكلية، وجاورها، وسامرها، وهو أول عربي تناولت شفتاه صدى أغانيها على مسمع قوم لم يسمعوا بها من قبل، فتاهوا بين مناهج بلاغته، وظلمات ماضيهم، فمن أعجب به كان إعجاباً موثوقاً بالفطرة، ومن خاصمه كان من أبناء الجاهلية).
ثم يقول:
مات علي بن أبي طالب شهيد عظمته…
مات والصلاة بين شفتيه…
مات وفي قلبه شوق إلى ربه…
ولم يعرف العرب حقيقة مقامه ومقداره، حتى قام من جيرانهم الفرس أناس يدركون الفارق بين الجوهر والحصى..
ـ توفيق الحكيم /1898 – 1987/ الاديب والكاتب المسرحي المصري: وتمام المفأجاة أن (الحكيم) قد أشار إلى علم الأمام وإلى سمو مكانته في الإسلام وأحقيته بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأشار إلى هذه الحقيقة التاريخية في مسرحيته الشهيرة “محمد رسول البشر” وذكر فيها على لسان الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزول آية (وَأنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ) أن رسول الله عرض رسالته السماوية الجديدة على جمع من الناس قائلاً لهم: “ما أعلم إنساناً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر وأن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ وبعد ان يصور (الحكيم) إحجام الحضور جميعاً عن مؤازرته ومناصرته على ذلك الأمر العظيم، يتقدم علي (عليه السلام) ليقول للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بصوت عربي مبين: (أنا يا رسول الله عونك، أنا حرب على من حاربت).
– الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوي /1921 – 1987/ باحث ومفكر إسلامي مصري ، تحدث في كتابه الذي أسماه “علي إمام المتقين” عن الشهيد الإمام علي بن أبي طالب تحت عنوان “جسد علي النبيل” وفيه يقول (جسد رجل لم تعرف الإنسانية حاكماً ابتلي بمثل ما ابتلى به من فتن، على الرغم من حرصه على إسعاد الآخرين، وحماية العدل، وإقامة الحق، ودفع الباطل).
ثم يقول (قبض الشهيد، واستقر في وعي الزمن، أنه كلما قيلت كلمة الإمام، فهو الإمام علي، على كثرة الأئمة في الإسلام، وذلك، لأن ما أمتلكه من علم وفقه في الدين، وما أوتي من الحكمة، لم يتوفر قط لفقيه أو عالم، قبض الشهيد الرائع البطولة، الأسطوري، المثالي، واستقر في ضمير الزمن، أنه كلما نطق أحد باسم أمير المؤمنين فحسب، فهو الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، على الرغم من كثرة الخلفاء في كل عصور الإسلام، ذلك أن علياً اجتمع له من عناصر القدرة وشرفها، واجتمع فيه من مقومات القيادة، ونبالتها، وشرفها، ما لم يجتمع قط لحاكم).
ـ جورج جرداق /1933 – 2014/ شاعر ومفكر وأديب لبناني مسيحي: والذي كتب موسوعة عن الأمام علي تقع في خمسة مجلدات بعنوان “الامام علي صوت العدالة الانسانية” يقول (إنّ عليّاً يمثّل في جملة كيانه جانباً عظيماً من العدالة الكونية الشاملة).
كلما بي عارض الخطب الم ….. وصماني من عنا الدهر الم
رحت اشكو لعلي علتي …….. وعلي ملجأ من كل هم
وانادي الحق في اعلامه ……. وعلي علم الحق الاشم
فهو للظالم رعد قاصف ….. وهو للمظلوم فينا معتصم
وهو للعدل حمى قد صانه ….. خلق فذ وسيف وقلم
من لاوطان بها العسف طغى.. ولأرض فوقها الفقر جثم
غير نهج عادل في حكمه … يرفع الحيف اذا الحيف حكم
ـ ميخائيل نعيمة /1889 – 1988م/ مفكّر لبناني: تناول شخصية الامام علي وصفاته وعبر عنها أصدق تعبير في تقديمه لكتاب “الإمام علي صوت العدالة الإنسانية” لجورج جرداق قائلا: “وبطولات الإمام ما اقتصرت يوما على ميادين الحرب.. فقد كان بطلا في صفاء بصيرته، وطهارة وجدانه، وسحر بيانه، وعمق إنسانيته، وحرارة إيمانه، وسمو دعته، ونصرته للمحروم
والمظلوم من الحارم والظالم، وتعبده للحق أينما تجلى له الحق.. وهذه البطولات، ومهما تقادم بها العهد، لاتزال مقلعا غنيا نعود إليه اليوم وفي كل يوم كلما اشتد بنا الوجد إلى بناء حياة صالحة فاضلة).
وقال (ان علياً من عمالقة الفكر والروح والبيان في كل زمان ومكان).
ـ صاحب بن عباد /945م – 995م/ حكيم وفيلسوف يقول (وأما فضائله عليه السلام، فإنها قد بلغت من العظم والجلال والانتشار والاشتهار مبلغا يسمح معه التعرض لذكرها والتصدي لتفصيلها، فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل والمعتمد: “رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر، الذي لا يخفى على الناظر، فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز، مقصر عن الغاية، فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك، ووكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك”).
ـ الجنيد البغدادي /215-298هـ/: سئل الجنيد – وهو من سادات الصوفية – عن محل عليّ بن أبي طالب عليه السلام في هذا العلم – يعني علم التصوف – فقال: (لو تفرغ إلينا من الحروب لنقلنا عنه من هذا العلم ما لا يقوم له القلوب ذاك أمير المؤمنين).
ـ محمد بن هارون الحضرمي (المتوفّى ببغداد سنة 321 هـ): من أشهر الرّواة في العصر العباسي، قال: (سمعت أحمد بن حنبل يقول: “ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام.. إن عليّاً عليه السلام كان من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم كالعصا لموسى، وإحياء الموتى لعيسى عليه السلام”)..
ـ محمد بن اسحاق الواقدي /130-207 هـ/: من أقدم المؤرخين في الإسلام، قال (إن تصديق عليّ عليه السلام – وهو ما عليه من البراعة في البلاغة – هو بنفسه دليل على أن القرآن وحي إلهي، كيف وهو رب الفصاحة والبلاغة، وهو المثل الأعلى في المعارف؟).
ـ الخليل بن أحمد الفراهيدي (100-170 هـ): من أئمة اللغة والأدب، قال (قد أجمع المؤرخون وكتاب السير على أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان ممتازا بمميزات كبرى لم يجتمع لغيره، هو أمة في رجل).
ـ ابن أبي الحديد المعتزلي (المتوفّى سنة 656هـ): من أبرز علماء وكتاب المعتزلة، يقول (كان أمير المؤمنين عليه السلام مشرّع الفصاحة، وموردها، ومنشأ البلاغة ومولدها، ومنه عليه السلام ظهر مكنونها، وعنه أخذت قوانينها، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ، ومع ذلك، فقد سبق، فقصروا، وتقدم وتأخروا، لأن كلامه عليه السلام الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي، وفيه عبقة من الكلام النبوي، ومن عجائبه عليه السلام التي انفرد بها، وأمن المشاركة فيها، أن كلامه الوارد في الزهد والمواعظ، والتذكير والزواجر، إذا تأمله المتأمل، وفكر فيه المتفكر، وخلع من قلبه أنه كلام مثله ممن عظم قدره، ونفذ أمره، وأحاط بالرقاب ملكه، لم يعترضه الشك في أنه من كلام من لا حظ له في غير الزهادة، ولا شغل له بغير العبادة، قد قبع في كسر بيت، أو انقطع إلى سفح جبل، لا يسمع إلا حسه ولا يرى إلا نفسه، ولا يكاد يوقن بأنّه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه، فيقطّ الرقاب، ويجندل الابطال، ويعود به ينطف دما، ويقطر مهجا، وهو مع ذلك الحال زاهد الزهاد، وبدل الأبدال).