توجه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بالتهاني والتبريكات إلى الأمة الإسلامية كافة، وحجاج بيت الحرام بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، فيما يلي نصها:
بمناسبة عيد الأضحى المبارك نتوجه بالتهاني والتبريكات إلى أمتنا الإسلامية كافة وإلى حجاج بيت الله الحرام، وإلى شعبنا اليمني المسلم العزيز، كما نوجه تهنئة خاصة، إلى الأخوة المجاهدين الأعزاء والمرابطين في كل جبهات وميادين العزة والكرامة والحرية من الجيش والشعب وإلى كافة التشكيلات العسكرية والقوى الأمنية التي تعمل لخدمة الشعب اليمني والدفاع عنه وحمايته من مكائد ومؤامرات أعدائه، وتؤدي واجبها الديني والأخلاقي في ذلك، كتجسيد والتزام بالمبادئ الإيمانية التي تميز الشعب اليمني بالانتماء الأصيل لها، كما في الحديث النبوي الشريف “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
لقد أتت هذه المناسبة التي لها مدلولها العظيم المتعلق بفريضة الحج والتي هي ركن من أركان الإسلام، والنظام السعودي يمارس السياسات المعيقة لأدائه، ويبتّز حجاج بيت الله بالتكاليف المالية المرهقة، حتى أصبح الحج عملية معقدة، أحيطت بالكثير من العوائق وفي مقدمتها تحديد أعداد محدودة جداً لشعوب أمتنا الإسلامية، فمثلاُ من اليمن الذي قد يكون تعداد سكانه أكثر من ثلاثين مليون، السماح لـ 11 ألف فقط، وهو عدد قليل جداً، وهكذا في بقية البلدان الإسلامية.
ومن العوائق، منع الحج بتاتاً على بلدان المسلمين في بعض المواسم كما حصل سابقاً بذريعة كورونا، بينما استمرت حفلات المجون والخلاعة تحت عنوان الترفيه، ومن العوائق التكاليف المالية الباهظة جداً، التي لا مبرر لها وهي ابتزاز ظالم للحجاج على عكس السياحة غير الدينية في المملكة السعودية، ومن العوائق منع بعض المسلمين من الحج على خلفية الموقف السياسي لآل سعود تجاههم أو على خلفية الموقف الإسرائيلي أو الأمريكي إضافة إلى عوائق أخرى لا يتسع المقام لتعدادها.
إنه من الواضح والمعلوم أن النظام السعودي يقدم التسهيلات الكبيرة ويزيح التعقيدات تماماً عن الوافدين إلى السعودية لحضور حفلات المجون والخلاعة على العكس من الحجاج إلى بيت الله الحرام، وأن النظام السعودي يستقبل وفود اليهود الصهاينة بكل ترحاب وتبجيل وتسهيل، على العكس من المسلمين الوافدين لأداء فريضة الحج، كما أنه يُعد العدة لاستقبال الرئيس الأمريكي في أيام الحج، دون احترام لهذا الركن العظيم من أركان الإسلام ولا لمشاعر المسلمين وكل تلك الممارسات هي متنافية تماماً مع تقوى الله تعالى، وصدق الله القائل ” وَمَا كَانُوٓاْ أَوْلِيَآءَهُۥٓ ۚ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ”، إضافة إلى ما يعانيه المسلمون من عوائق تجاه الحج إلى بيت الله الحرام وزيارة المدينة المنورة، فالتهديد الإسرائيلي للمسجد الأقصى مستمر مع افتضاح أنظمة عربية بانكشاف تواطئها وتحالفها مع العدو الصهيوني تحت عنوان التطبيع.
إن عيد الأضحى بما يحمل أيضاً من ذكرى نبي الله إبراهيم ونبي الله إسماعيل ” عليهما السلام”، حينما قدما أعظم درس في التسليم لأمر الله تعالى هو مناسبة عظيمة لترسيخ الثوابت الإسلامية، والاستقامة على موقف الحق الذي فيه مرضاة الله عز وجل، والاستعداد للتضحية في سبيل الله تعالى، والبراءة من الشيطان وأوليائه المستكبرين، من الكافرين والمنافقين، كما أنه مناسبة لتعزيز أواصر المودة بين المؤمنين، ومواساة الفقراء والمساكين، والشكر لله تعالى على نعمائه، والتكبير لله تعالى بما له من مدلول عظيم وأثر نفسي مهم في رفع الروح المعنوية في التصدي لكل قوى الطاغوت.
والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصر.. الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلا.