[20/ابريل/2022]
صنعاء – سبأ – تقرير: جميل القشم:
جسد الرئيس الشهيد صالح علي الصماد، بمواقفه وتضحياته أنموذجاً لرئيس استثنائي، أدى المهام المناطة به خلال ترؤسه للمجلس السياسي الأعلى وإدارة الدولة بحنكة وحكمة واقتدار في مرحلة صعبة، وحاسمة في تاريخ اليمن المعاصر.
وشكلت الفترة التي توّلى فيها الشهيد الصماد، لقيادة الدولة، علامة فارقة ومرحلة من أصعب المراحل والمنعطفات في تاريخ اليمن الحديث، الذي يتعرض منذ 26 مارس 2015م، لعدوان عالمي، طال البشر والشجر والحجر.
وتمثل الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس الصماد، فرصة لاستذكار مناقب رمز وطني عاش حياته نزيهاً متواضعاً ووهب نفسه للدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله، واستلهام الدروس من مآثره التي تعمقت في نفوس ووجدان اليمنيين.
وتكمن أهمية إحياء سنوية الرئيس الشهيد الصماد في عامها الرابع، في استحضار مواقفه المشهودة في البذل والعطاء والتضحية والفداء وتعزيز تماسك الجبهة الداخلية في ظل محاولات الأعداء لاختراقها وفرض وصاية خارجية وتدخلات في الشؤون اليمنية.
وتتجلى دلالات إحياء ذكرى الشهيد الصماد في عظمة ما قدمه من نموذج راقٍ وشاهد حقيقي على قيادته لسفينة الوطن في ظل ظروف استثنائية قاهرة وتحديات كبيرة، مجسداً رؤيته الحكيمة ونظرته الثاقبة والشاملة لمشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة.
رئيس استثنائي
يعتبر مراقبون الشهيد الصماد شخصية وطنية، مثلت أيقونة للصمود والحكمة والنزاهة والشجاعة والإقدام والبأس، عملت على ترسيخ دعائم الثبات ورسمت ملامح البناء والنهوض والتطوير وتحديث المنظومة الدفاعية وقوة الردع اليمنية لمواجهة العدوان.
حوّل الشهيد الصماد التحديات إلى نجاحات في زمن قياسي، مثلت فارقاً في أدائه وتحركاته وبصماته الوطنية والتنموية، وهو على قمة هرّم السلطة التي لم يراها يوماً مغنماً ولا وسيلة سوى لإحقاق الحق وخدمة الوطن والمواطن، انطلاقاً من ثقافته القرآنية ووعيه وصبره وتوجيهاته الإيمانية وأخلاقه الكريمة وتطلعاته في بلورة مشروع بناء اليمن واقعاً عملياً.
مشروع الشهيد الصماد
رسم الشهيد الصماد بمبادئه وطموحاته خارطة طريق وطنية لتحقيق طموحات الشعب اليمني في بناء الدولة وتنمية مستدامة بعيداً عن مشاريع الوصاية والتبعية، ما جعل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، يضع الصماد على قائمة المطلوبين والمستهدفين.
ومثل المشروع الوطني للشهيد الصماد تحت عنوان ” يد تحمي .. ويد تبني”، حالة فزع للأعداء، جعلهم يتجهون لوأد هذا المشروع باغتيال مهندسه وراسم خطوطه العريضة، في محاولة لكسر شوكة البناء واستقلال القرار السياسي، إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن.
حيث مثل اغتيال دول العدوان للرئيس الصماد، دافعاً لأبناء الشعب اليمني في المضي على درب الشهيد الصماد ومواصلة الصمود والثبات والإرادة والعزيمة والإصرار على مواصلة البناء والتطوير رغم العدوان والتخريب والتدمير التي يمارسها تحالف العدوان بحق الشعب اليمني.
وفي حين دأب النظام السعودي الحاقد والغارق في دماء أبناء اليمن على مّر التاريخ في اغتيال القادة العظماء الذين يرى فيهم حجر عثرة لتنفيذ مخططاته التدميرية، بما فيهم اغتيال الرئيس صالح الصماد، فشل في كسر الصمود اليماني والمشروع الذي أرسى قواعده الشهيد ويمضي في تجسيده فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى.
ضرب الشهيد الصماد أروع الصور والأمثلة في الوفاء للوطن، ومن واجب الوفاء في هذه الذكرى تجسيد نهجه ودوره في مواجهة العدوان، وتخليد ذكرى قائد استثنائي مثّل رحيله خسارة كبيرة على الوطن.
روحية إيمانية
مثل اغتيال الشهيد الصماد خسارة للوطن والشعب لدوره وإسهاماته في توحيد الجبهة الداخلية وإدارة شؤون البلاد وما اتسم به من ذكاء في تخطيطه وأهدافه وتوجهاته وإنجازاته المتمثلة في إيجاد بنية تحتية لتطوير الصناعات العسكرية وتلمس أحوال المواطنين والسعي لتعزيز أداء مؤسسات الدولة.
استطاع الرئيس الصماد التغلب على صعوبات المرحلة بعزم وثقة، منتهجاً أخلاق القادة في مواجهة طواغيت الظلم والاستكبار ومتسلحاً بروح زاهدة، فكان يرى أن مسح التراب من على نعال المرابطين أشرف من كل مناصب الدنيا، ولم يُخفه أو يحد من تحركاته رصد الطائرات الاستطلاعية والأقمار الاصطناعية.
غاياته الشهادة
سعى الرئيس الصماد بكل ما أمكن لتضميد الجراح وتوحيد الجبهة الداخلية بإجماع كل الفرقاء وانجذب الجميع إلى فصاحة بيانه وحجة لسانه ورجاحة عقله وسعة صدره وإخلاصه لوطنه.
حيث كان الشهيد الصماد رجل دولة لا يفتر ولا يتذمر ولا ينتظر أحد ولا يلتفت لمتخاذل، يبذل جهده في النصح والإرشاد والتبيين، ويتواجد في الجبهات، لم ير نفسه إلا جنديا من جنود الوطن.
اتسم الصماد بعشقه للجهاد والشهادة في سبيل لله وتعظيم مكانة المرابطين في جبهات وميادين الدفاع عن الوطن، واستشعار تضحياتهم، فسعى إليها بكل جوارحه، فلا كرسي رئاسة أغراه عنها ولا مناصب الدنيا غيرته أو أنسته الشهادة.
سعى بيقين القائد الحكيم للدفاع عن الأرض والعرض والسيادة وحماية مختلف المناطق خاصة الساحلية منها، لعلمه بخطورة المعركة هناك وأهميتها حتى لا تسقط بأيدي المحتلين والغزاة، وفي الوقت ذاته لم يغب عنه للحظة تحرير المناطق الواقعة تحت قوى الاحتلال.
بصمات خالدة
كرس الشهيد الصماد جهوده لتوحيد الصف اليمني في مواجهة العدوان بكل الوسائل والإمكانات وشهدت المؤسسة العسكرية في عهده نقلة نوعية في التصنيع الحربي ومنها الطائرات المسيّرة والمنظومات الباليستية المتنوعة التي كان لها عظيم الأثر في تغيير معادلة المواجهة وانتقال اليمن من الدفاع إلى الهجوم والردع ومن الضربات الباليستية الأحادية إلى دفعات موجعة في عمق العدو.
أثارت خطابات الشهيد وتحركاته التي ترجمها ميدانيا في جبهات وميادين الكرامة، مخاوف أعداء اليمن وكان لها الأثر القوي في إلحاق الهزائم والخسائر في صفوف العدوان، ورفع معنويات المرابطين من أبطال الجيش واللجان الشعبية.
مشروع نهضوي
ورغم إدراك الشهيد الصماد أن تنفيذ مشروعه ليس سهلاً وأن الطريق أمامه ليس معبداً، لما سيواجه المشروع من عراقيل وصعوبات، نظراً لعدم سماح أعداء اليمن ببناء الدولة اليمنية القوية، إلا أنه قرر خوض التحدي بيقين أنه يمضي في الاتجاهات الصحيحة.
تطلّع الشهيد الصماد إلى يمن مستقل حر غير مرتهن لأيّ دولة من خلال مشروعه الوطني ” يد تحمي .. ويد تبني”، انطلاقاً من وعيه وثقته وصبره وحلمه في بناء الدولة ونهجه ودوره في تعزيز الصمود اليمني.
حيث انصب اهتمامه على تثبيت مشروع بناء الدولة، وفي المقدمة الاستقلال والخروج من التبعية التي أضرت باليمن طوال عقود مضت وإجراء مصالحة واستقرار سياسي بتعزيز الشراكة في إدارة الدولة والاعتماد على الذات في تقوية المؤسسات بمختلف قطاعاتها.
واعتبر سياسيون، المشروع الوطني للشهيد الصماد، انعكاساً لتطلعات أبناء الشعب اليمني ونضالاتهم في بناء الدولة اليمنية القوية.
وفي هذا الصدد استطلعت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) آراء عدد من القيادات بمحافظة صنعاء، الذين نوهوا بالمواقف الخالدة للرئيس الشهيد الصماد وأدواره في مسارات البناء وخوض معركة المواجهة مع قوى العدوان.
النموذج القدوة
أكد وكيل أول محافظة صنعاء حميد عاصم، أهمية جعل الذكرى السنوية للشهيد الصماد ذكرى عهد ووفاء لدمه ودماء شهداء الوطن والعمل على تنفيذ مشروعه لبناء دولة يمنية قوية.
واعتبر إحياء هذه الذكرى تجسيداً لمعاني التضحية والشجاعة والإخلاص والوفاء بما مثله من رمز وعنوان وطني ومدرسة وقدوة يسير على نهجه ومبادئه الأحرار.
وأشار الوكيل عاصم، إلى أن الصماد لم يمت ما دامت قيمه ومبادئه باقية .. مبيناً أن الصماد أعطى لكل اليمنيين في الداخل والخارج أنموذجاً للرئيس الاستثنائي الذي يخدم الشعب.
فيما أوضح مدير مكتب التربية والتعليم بصنعاء هادي عمار، أن الشهيد الصماد جسد خلال مراحل حياته أنصع صور البذل والتضحية والعطاء، معتبرا مشروعه الوطني دليلاً على رؤيته الثاقبة لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
وأشار إلى أن الشهيد خلّد مواقفه في أنصع صفحات التاريخ .. مؤكداً أن مواقفه أكسبته حب ملايين اليمنيين، إذ استطاع أن يُكرس نموذج القائد الذي يجب أن يُحترم وأن يحبه الكبير والصغير.
من جانبه اعتبر نائب مدير مكتب التربية يحيى القنوص، الشهيد الصماد أنموذجاً للقائد الذي حمل هم وطنه في ظروف صعبة، ولم يبخل عليه بتقديم نفسه فداءً له، مشيراً إلى أن الشهيد الصماد ساهم في تعزيز التلاحم الشعبي والاصطفاف الوطني لمواجهة غطرسة العدوان.
وأوضح أن الصماد كان مثالاً للمسؤول المخلص الذي أدى دوره وواجباته على أكمل وجه خلال مسيرته الحافلة بالعطاء لوطنه في ظروف استثنائية صعبة.
بدوره اعتبر مدير التربية في مديرية بني حشيش صبري القحم، المشروع الذي أطلقه الشهيد الصماد “يد تحمي .. يد تبني” لبناء الدولة ومواجهة العدوان، مشروعاً وطنياً يتطلع لتحقيقه كل أبناء الشعب اليمني للسير في طريق البناء والحرية.
ونوه بما اتسم به الشهيد الصماد من مناقب وصفات قيادية وطنية، جسدها خلال فترة توليه لقيادة لليمن، حيث جاد بنفسه فداءً للوطن وكرامة أبنائه.
وقال” مواقف الشهيد الصماد ما تزال في قلوب اليمنيين، بما تحلى به من تواضع ونزاهة وما قدمه من أنموذج وقدوة في إدارة شؤون البلاد ولم الشمل في ظروف بالغة التعقيد”.
مدير مديرية الحيمة الداخلية محمد البشيري، نوه بما حققه الشهيد الصماد من مكاسب في فترة عصيبة ما يزال الشعب اليمني يعيش لحظاتها ويقدم التضحيات أجل استقلال قراره الوطني .. مؤكداً أن استشهاده مثل خسارة لليمن، إلا أن مشروعه سيبقى خارطة طريق لبناء الدولة اليمنية الحديثة، وسيظل الصماد أنموذجا للقائد الوطني.
في حين أكد مدير التعليم الأهلي بالمحافظة سلطان الحكمي، أن خصوصية مشروع الشهيد الصماد تنبع من المشروع القرآني الكفيل بإنتاج مشاريع مماثلة لمن يأتي ويسير بعده على النهج ذاته .. لافتا إلى أن مآثر الشهيد الصماد ستظل خالدة في وجدان أبناء اليمن.