صنعاء-سبأ:
تغليب الانتماء الإيماني والسير على النهج القرآني، خيار أمثل أكد عليه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، من أجل فلاح الأمة وحمايتها من مؤامرات أعدائها.
قائد الثورة، تحدث في خطابه بالذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي 1443 هجرية، عن خيارات مهمة، تضمن للأمة حريتها واستقلالها على أساس الحفاظ على الانتماء الديني والإيماني.
وحذر في الوقت نفسه من الخيارات الخطيرة التي يسعى الأعداء من خلالها لفرض حالة التبعية على الأمة لتكون مجرد أداة بأيديهم وتنفذ مخططاتهم التي تستهدف شعوبها وأبنائها.
يقول قائد الثورة : “عندما نأتي لتحديد الخيارات، أي خيار هو الأسلم، والأصح، أن يكون الإنسان أداةً بيد أعدائه، يقدّم لهم نفسه، حياته، ماله، ويعمل من أجلهم، وهو لا يحظى بذرةٍ من الاحترام لديهم، بل يعتبرونه عدواً، وينظرون إليه كأداة رخيصة تافهة يتخلصون منها في أي لحظة، أو أن يتبنى الإنسان الموقف الذي يكون فيه حراً، شجاعاً، مستقيماً، ويرضي الله تعالى وينسجم مع انتمائه الإيماني، ويكفل له حريته، وكرامته، ومستقبله الحقيقي في الدنيا والآخرة”.
ويؤكد قائد الثورة أن ما تمر به الأمة من شتات وضعف، هو نتيجة حتمية للسير على خيار العمالة، والخيانة من داخلها والعمل لمصلحة قوى الاستكبار، وهو خيار متنكر للانتماء الإيماني.
ويشير إلى أن الخيار الذي تبناه المنافقون من أبناء الأمة في العمالة والخيانة والولاء لأمريكا وإسرائيل، والتحالف معهما، هو خيارٌ دنيءٌ تنكروا فيه لانتمائهم الإسلامي، والإيماني، والإنساني، حيث جعل الخونة والمرتزقة من أنفسهم عبيداً لأعدائهم.
وتساءل قائلاً “أليست هذه خسارة، جعلوا من أنفسهم مجرد أدوات تافهة، ومجرد أحذية دنيئة لأعدائهم؟، خيار خاسر بكل الاعتبارات، في الدنيا ومآلاته الخسارة والندم، التي أكدها القرآن الكريم بقوله عز وجل “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا”.
وبالمقارنة بين الخيارين الأسلم والصحيح والعمالة والخيانة، يتضح أن الخيار الأول، ينسجم مع الانتماء الإيماني والإنساني، كما قال السيد القائد “عندما نأتي إلى تحديد الخيارات تتضح المسألة بكل بساطة، ليست مسألة صعبة التمييز، فرقانها واضح، هي بينةٌ، فالخيار الأسلم، والصحيح، والمشرف، ينسجم مع انتمائنا الإنساني، والإيماني، والإسلامي، والقرآني، هو أن نكون أحراراً مستقلين، كرماء، شرفاء، لا نتبع أعداءنا، لا ننفذ مخططاتهم التي تستهدفنا”.
ويضيف “إن الخيار الصحيح، هو الموقف الذي يعبر عن انتمائنا وشرفنا وكرامتنا وحريتنا الإنسانية، وعن انتمائنا الإيماني والإسلامي، وعن وعينا تجاه مؤامرات أعدائنا، ومخططاتهم، ومكائدهم، وعن تحركنا القوي في دفع شرهم”.
واعتبر قائد الثورة، ذلك هو الموقف الصحيح، الناجح، الرابح، الفائز في الدنيا والآخرة، الموعود من الله بالنصر، والغلبة؛ لأنه خيارٌ راهنا فيه واعتمدنا فيه على الله سبحانه وتعالى.
بالمقابل، فإن خيار العمالة والخيانة، خيار قائم على باطل، يقول قائد الثورة “إن أولئك رأوا في أمريكا أنها كل شيء، ورأوا في التحالف معها والولاء لها ولإسرائيل، أنه الخيار الرابح والسياسة الحكيمة والتوجه الصحيح الذي يحققون به أحلامهم، وطموحاتهم وآمالهم، السراب، ولكنهم سيخسرون، مآلاتهم الخسران والندم”.
ومع ذلك، تواجه الخيارات السليمة والصحيحة، تحديات، لكونها خيارات محّقة، ستثمر في نهاية المطاف بالنصر والتمكين والعزة والكرامة والحرية، يقول قائد الثورة “أما خيارنا الأسلم والصحيح، فمهما واجهنا من تحديات، نواجهها بشرف، وبكرامة، وبعزة، ونجسِّد في مواقفنا حريتنا الحقيقية، أما أولئك يشهدون على أنفسهم أنهم أغبياء، وأنهم تنكروا لإنسانيتهم، وأنهم خونة، عندما خانوا دينهم، وأمتهم، وكرامتهم الإنسانية، كيف عبَّدوا أنفسهم وما يملكون لأعدائهم الذين لا يرون لهم في ذلك أي قيمة، ولا يقدرون لهم ما قدموه إليهم”.
إن من المهم الإشارة إليه، أن الخيار الأسلم والصحيح، يأتي من منطلق الهوية والإنتماء الديني والإنساني والإسلامي .. يقول السيد القائد “أما نحن في خيارنا وانتمائنا ومسيرتنا وتوجهنا، نسعى لأن نكون من أولئك الذين قال الله عنهم: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”، في وقت يعتمد العملاء على مستشاريهم من بطانة السوء، ومن الخبراء الإسرائيليين والأمريكيين والبريطانيين، وأعداء الأمة”.
ويتعزز الخيار الصحيح والأسلم بالاعتماد على الله تعالى كما قال السيد عبدالملك الحوثي “نحن نعتمد في خيارنا، وموقفنا، وتوجهنا، ومسارنا ومسيرتنا، على هدى الله سبحانه وتعالى، والقرآن الكريم، ونستفيد من الحقائق الماثلة أمام أعيننا، لا زلنا ثابتين على المبادئ والأسس والثوابت، التي أقررتم بها يوماً من الأيام، وتنكرتم لها فيما بعد ذلك، كل العرب يقرون بأن إسرائيل هي العدو، واليوم أصبح بعضهم يقول هي الصديق”.
وأكد قائد الثورة الاستمرار والثبات على النهج والموقف ذاته، وإدراك قيمته في القربة إلى الله تعالى وابتغاء مرضاته، ومستوى الوعي، والبصيرة، والفهم الصحيح، الحكمة، وإيجابيته على العزة والكرامة والحرية الحقيقية، ومواجهة التحديات والأخطار.
ويتحدث قائد الثورة عن خيار الإستسلام، الذي ثمنه باهظ وثمرته خاسرة، حيث يقول “لو كان خيارنا الاستسلام، لكانت الخسارة الكبرى في الدنيا، والأبدية في الآخرة، ندرك قيمة موقفنا ونحن نعتمد على الله تعالى، وقد رأينا في واقع الحياة كم أن هذا الخيار ناجحٌ”.
ويتابع “لو لم يكن هذا الخيار ناجح، لكان المشروع والمسيرة القرآنية انطفأت وانتهت وتلاشت، ولما كان بقي لها أثر بعد الحربين الأولى والثانية، بعد أن استهدف الأعداء بمتابعة وإشرافٍ أمريكي، مؤسسها الشهيد القائد وكانوا يتوّهمون أنهم من خلال قتله، واستهداف المنطلقين معه في المشروع والزج بمعظمهم في السجون، والقتل لمن بقي منهم خارج السجون، سينتهون مما يعتبرونه مشكلةً أمامهم، وعائقاً أمام مخططاتهم في هذا البلد، ويخشون من امتداداته على نطاقٍ أوسع”.
واستطرد “كانوا قد وصلوا إلى درجة الاطمئنان بأن الموضوع انتهى، والمشروع الذي استند إلى الرؤية القرآنية، واعتمد على الله تعالى، وبالثقة بالله جلَّ شأنه، وبالتوكل عليه، كيف تعاظم، وقوي حضوره، واستمر، وكيف كانت فاعليته، قوته، صلابته، بالرغم من أنه حورب بكل شدة، وبجميع الأساليب، الحرب العسكرية التي لم تتوقف أبداً”.
واستعرض السيد القائد كيف تجاوزت المسيرة القرآنية التحديات بالخروج من حرب إلى حرب، الحرب الأولى، الثانية، الثالثة، الرابعة، الخامسة، السادسة، التي تعاون النظامان اليمني والسعودي- آنذاك- في الحرب على المسيرة القرآنية، بالرغم من الإمكانيات المتواضعة والبسيطة للغاية، لكن كان هناك أثر عظيم للمشروع القرآني، الذي وصلنا بالله وبرعايته وبمعونته، وتأييده، فعبرنا تلك المراحل الصعبة والتحديات الكبيرة وصولاً إلى ما نعبره اليوم في مواجهة التحديات الكبيرة منذ بداية العدوان، ونحن على مشارف العام الثامن من الصمود في مواجهة قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي والمرتزقة.
ومن هنا فالمسار هو تصاعدي في هذا الطريق، كما قال السيد القائد “إن المسار هو تصاعدي الذي يصلنا بالله وبتأييده، ولو كره الأعداء، والكافرون والمنافقون، هو مسارٌ تصاعديٌ، لأنه يحظى بالتأييد الإلهي، ويعتمد على الله سبحانه وتعالى والحقائق والثوابت الواضحة، أما أولئك الذين يعتمدون على الزيف، والخداع، والتضليل، والباطل، فإن باطلهم يبطل، ومكرهم يبور، ومآلهم هو الخسران والندم”.