صنعاء – سبأ: تقرير: جمال الخولاني
تكللت جهود الجهازين الفني والإداري للمنتخب الوطني لناشئي كرة القدم في إعداد المنتخب خلال فترة قصيرة، لخوض غمار منافسة بطولة غرب آسيا والظفر باللقب لأول مرّة في تاريخ اليمن.
وأثمر تتويج المنتخب بلقب البطولة الثامنة تخفيف آلام وجراح اليمنيين الذين خرجوا في احتفالات بالساحات والميادين، تعبيراً عن الفرحة بالإنجاز التاريخي الذي سجله أقحاح اليمن في المحفل الخارجي، وضرب أروع الأمثلة في خلع ثوب المعاناة والتركيز على ملامسة الكأس عن جدارة واستحقاق.
سطع بريق الإنجاز المبهر في سماء العاصمة صنعاء والمحافظات، واشتعلت الأهازيج، وقُرعت الطبول، وهطلت الأفراح على أبناء اليمن، ووحدت أصواتهم ومشاعرهم من صعدة إلى المهرة، ابتهاجاً واعتزازاً بما قدّمه نجوم الأحمر الصغير في البطولة، ابتداءً بإحراج المنتخب الأردني والفوز عليه بثلاثة أهداف لهدف، قبل اكتساح البحرين بخماسية بيضاء، والتأهل إلى نصف النهائي لملاقاة سوريا والنتيجة يمنية، للتوجّه إلى النهائي بهدفين لهدف.
صوّب المنتخب الوطني وجهته نحو منصة التتويج بعد مواجهته منتخب السعودية، الذي فاز عليه في عقر داره بركلات الترجيح 5/4، بعد التعادل الإيجابي بهدف لمثله، خلال الوقت الأصلي لشوطي المباراة الذي شهد أفضلية كبيرة للمنتخب اليمني.
أثناء ذلك، أجرت وزارة الشباب والرياضة الترتيبات اللازمة لاستقبال وتكريم أعضاء بعثة المنتخب الوطني للناشئين، وفاءً للأبطال الذين خاضوا غمار المنافسة، وأفرحوا الجماهير اليمنية بصورة عامة، والرياضية بشكل خاص.
ومع وصول أعضاء بعثة المنتخب العاصمة صنعاء، كان ملعب مدينة الثورة الرياضية في العاصمة الأم “صنعاء”، صباح الأربعاء، على موعد مع الاحتفال الجماهيري الرسمي والشعبي للمنتخب.
حيث كان الملعب شاهداً على أنغام زخم جماهيري ملأ جنباته وهتاف واحد “حيو اليماني حيوه”، و”بالروح بالدم نفديك يا يمن”، وترنّم على أوتار أسود سبأ، وشاركهم الفرح والسعادة التي كشفت مدى توق الجماهير الرياضية اليمنية، لرؤية المنتخبات الوطنية في منصات التتويج والإبداع، رفقة العلم اليمني خفاقاً في المحافل الخارجية.
وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) شاركت الجميع الفرحة، ورصدت آراء عدد من أفراد البعثة حول مشاعرهم بالتتويج بلقب البطولة، وكانت البداية مع مدير المنتخب الوطني للناشئين، عبد الرحيم الخشعي، الذي هنأ الشعب اليمني بالانتصار الرياضي الكبير الذي حققه المنتخب لأول مرّة في تاريخ الوطن.
وثمّن جهود القائمين على العرس الرياضي والكرنفالي، الذي يؤكّد وفاء ووقوف الجماهير إلى جانب المنتخبات الوطنية في الداخل والخارج.
واعتبر الخشعي إنجاز التتويج بكأس غرب آسيا، محصلة جهود ومثابرة وانضباط في التمارين الاستعدادية للمنتخب بدنياً وفنياً وتكتيكياً، ما انعكس واقعاً على الأداء في المستطيل الأخضر، وتكلل بالنجاح والمرور إلى منصة التتويج والظفر بكأس البطولة.
وأشاد بدور الاتحاد في تسهيل وتهيئة المعسكر التدريبي، والحرص على الظهور المشرف في البطولة، وكذا دعم الجهات التي تفاعلت في تكريم بعثة المنتخب.
فيما أشاد مدرب المنتخب، قيس محمد صالح، بحفاوة الاستقبال والتكريم اللائق الذي حظي به المنتخب، والحشود الجماهيرية التي زحفت وتزحف دائماً خلف المنتخبات، وتعج بها المدرجات تشجيعاً ومؤازرة وتبث الحماس في نفوس اللاعبين، والجهازين الفني والإداري.
وأكد العزم على مواصلة تحقيق الإنجازات الرياضية، والمضي نحو الحفاظ على المنتخب، بما يعزز من تنمية قدراتهم، وتأهيلهم لتمثيل اليمن، وتكرار إنجاز غرب آسيا من خلال البطولات القادمة .. داعياً إلى الاهتمام بالمنتخبات الوطنية ورعايتها ودعم الجميع لها، لتمثيل اليمن في المحافل الخارجية، والمنافسات العربية والقاريّة.
بدوره، عبّر قائد الأحمر الصغير، حمزة الصرابي، عن سعادته بحفاوة استقبال الجماهير في العاصمة صنعاء للمنتخب وأعضاء البعثة.
وقال: “شكراً على وفاء ووقوف الجماهير والتفافها مع المنتخب، ما يعزز من رفع سقف الطموحات، وبث الحماس للاعبين لمواصلة تقديم الأفضل في البطولات القادمة، واستمرار العطاء في الميدان”.
وثمّن الصرابي دور مدرب المنتخب، قيس، في تهيئة اللاعبين نفسياً وفنياً، وتحفيزهم في المحاضرات قبل وبعد التمارين، للدخول في المباريات بمعنويات الأبطال، وخوض المنافسات بروح عالية، وكذا الجهود في تذليل الصعوبات.
من جهته، أوضح الغزال الأسمر مهاجم المنتخب وهداف بطولة غرب آسيا، محمد البرواني، أن الزخم الجماهيري أنسى أعضاء البعثة مشقة السفر والتنقل في عدد من المحافظات، في رسالة وفاء وعرفان للجماهير التواقة لكرة القدم.
ولفت إلى السعادة التي تكتنف أعضاء البعثة منذ التتويج بلقب البطولة، وانتزاعها عن جدارة واستحقاق، رغم الفوارق والإمكانيات، مقارنة بالمنتخبات الأخرى.
في حين عبّر نجم المنتخب عبد الرحمن الخضر، عن الفخر والاعتزاز بالاستقبال الرسمي والشعبي والحشود الجماهيرية للمنتخب في العاصمة صنعاء والمحافظات، لتلتئم مشاعر السعادة والبهجة في محيا اللاعبين، تعبيراً عن مظاهر الأفراح لليمنيين.
وأكد أن ذلك ينعكس أثره على لاعبي المنتخب في مواصلة العطاء والبذل لتشريف الوطن، ورفع علم اليمن في المحافل الخارجية المقبلة.
تتويج منتخب الناشئين بلقب بطولة غرب آسيا، واجتيازه الحواجز المتعثرة، رغم ما يمر به اليمن من ظروف وأوضاع استثنائية وقصر فترة الإعداد، شكل بداية لمواصلة المشوار الرياضي للمنتخبات الوطنية، بما فيها منتخب الناشئين.
كما أن اعتلاء المنتخب منصة التتويج مثل عنفواناً في وجدان اليمنيين في الداخل والخارج، الذين تجرّعوا على مدى عقود مرارة الخيبة والحسرة والألم، لعدم وجود من يسعدهم ويفرحهم ويمثلهم في مناسبات رياضية تنتشلهم من الأوضاع التي يمرون بها.
لقد كان تتويج منتخب الناشئين بمثابة علامة وشمعة مضيئة في تاريخ اليمن، نقشه ورسمه نجوم الأحمر الصغير، ليطوفوا بكأس البطولة ميادين وشوارع عدد من المحافظات، بعناوين عريضة تحكي واقع الإبهار في حضرة مواهب لا تنضب، تكتسي ألواناً ممزوجة بالأبيض والأحمر والأسود، عانقت مجرات الإبداع، ورفعت اليمن شامخاً منتصراً رغم الجراح.