صنعاء – سبأ :
كشف المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، العميد يحيى سريع، تفاصيل “عملية ربيع النصر” في محافظتي مأرب وشبوة.
وأوضح، في إيجاز صحفي اليوم، أنه وبمشاركة أبناء المناطق المحررة في هذه العملية باشرت الوحدات العسكرية المكلّفة بمهمة التحرير تنفيذ العملية وفقاً للخطة العملياتية.
وأكد أن الوحدات العسكرية حققت -خلال الأيام الأولى للعملية- تقدماً ميدانياً كبيراً، بفضل الله تعالى وتعاون أبناء تلك المناطق، انطلاقاً من موقفهم المسؤول تجاه أنفسهم وقواتهم المسلحة، التي سارعت إلى تأمين مناطقهم قبل أن تتولّى الجهات المختصة من الأجهزة الأمنية توفير الأمن والاستقرار في تلك المناطق.
وقال: “شارك في تنفيذ العملية عدة وحدات، أبرزها سلاح الجو المسيّر بأكثر من 278 عملية، منها 161 عملية استهدفت مواقع وتجمعات العدو في الأراضي المحتلة، وكذا 117 عملية في أراضي العدو السعودي”.
وأضاف: “كان هناك حضور لافت للقوة الصاروخية بـ130 عملية، منها 95 عملية في الأراضي المحتلة، و35 عملية في العمق السعودي”.
وأشار إلى أن قوات الدفاع الجوي نجحت -خلال تنفيذ العملية- في إسقاط أربع طائرات استطلاعية (سي اتش فور، وينق لونق، وطائرتين سكان إيقل)، إضافة إلى أن عمليات التصدّي للطيران الحربي الناجحة بلغت 296 عملية.
وأفاد العميد سريع بأن القوات المسلحة استمرت في تنفيذ العملية رغم تكثيف غارات العدوان الأمريكي – السعودي .. لافتاً إلى أنه، وعلى طول الفترة الزمنية لتنفيذ العملية، بلغت غارات طيران العدو 705 غارات.
وقال: “إذا كان العدو يعتقد أن طيرانه الحربي سيحد من تقدّم قواتنا، أو يكسر من عزائم جنودنا، فهو يتوهّم، فهذه أرضنا وتحريرها واجب ديني ووطني وأخلاقي، ولن يكتب التاريخ إلا أن الشعب اليمني الصامد لم يتخلَّ عن واجباته، بل استمر في مسيرته التحررية، رافضاً للغزاة والاحتلال والوصاية والتبعية”.
وأكد أن تحرير اليمن ببره وبحره معركة مصيرية، هدفها الحرية والاستقلال.
واستعرض متحدّث القوات المسلحة نتائج عملية “ربيع النصر” على مستوى الجغرافيا، حيث نجحت القوات المسلحة في تحرير مديريات: عسيلان، وبيحان، وعين من محافظة شبوة، وتحرير مديريتي حريب والعبدية وأجزاء من مديريات جبل مراد والجوبة بمحافظة مأرب .. مؤكداً أن إجمالي مساحة ما تم تحريره، خلال عملية “ربيع النصر”، 3200 كيلو متر مربّع.
وأضاف: “لقد ظلت بعض المناطق في محافظة مأرب، التي تحررت مؤخراً، وكراً من أوكار العصابات التكفيرية التي تُمارس فيها نشاطها، وعلى مرأى ومسمع من تحالف العدوان الذي كان يقدّم الدعم لها”.
وتابع: “وتنفيذاً للتوجيهات، باشرت القوات المسلّحة فور تحرير تلك المناطق في إعادة تطبيع الحياة، وتولّت وزارة الداخلية عبر أجهزتها الأمنية، وكذلك الجهات المعنية، مسؤولياتها بما فيها السلطة المحلية”.
وبخصوص خسائر العدو، أكد العميد سريع مقتل وإصابة وأسر ألف و840، منهم 550 قتيلا وألف و200 مصاب و90 أسيراً .. موضحاً أن بين القتلى قيادات ما يسمى بداعش والقاعدة، التي كانت تتخذ من العبدية وكراً من أوكارها، وتتلقى الدعم والإسناد من قِبل تحالف العدوان، وقيادات المرتزقة في محافظة مأرب.
وقال: “تم إعطاب وإحراق وتدمير ما يقارب 160 آلية ومدرعة وعربة وناقلة جند، إضافة إلى تدمير 180 قطعة سلاح، كما نجحت قواتنا في تدمير خمسة مخازن أسلحة، وإسقاط أربع طائرات استطلاعية، منها سي اتش فور، واغتنام عشرات المدرّعات والآليات”.
وأضاف: “إن الخسائر الكبيرة في صفوف المرتزقة تفرض على القوات المسلحة، وضمن مسؤولياتها تجاه كافة أبناء الشعب اليمني، بما في ذلك المرتزقة أنفسهم، الدعوة إلى التوقف عن القتال في صفوف العدو”.
وأكد العميد سريع أن القوات المسلحة تعتبر الخيانة والعمالة والارتزاق حالة انحراف خطير يصيب من لم يتشبعوا بثقافة الحرية والاستقلال، وهذه الحالة المرضية تفرض على المنظومة الثقافية والإعلامية، وضمن إستراتيجية شاملة، التعامل معها بمسؤولية، حتى يكون الشعب اليمني والمجتمع محصناً من الارتهان والخيانة والعمالة والارتزاق.
وذكر أن الشعب الحر، الذي عبّر عن نفسه في فعاليات المولد النبوي الشريف، يؤكد للعالم أن الخونة فيه ليسوا إلا قلة قليلة تواجه اليوم مصيرها الحتمي .. وقال: “القوات المسلحة، وهي تكشف تفاصيل عملية ربيع النصر، تؤكد على الدور المشرّف والبارز لقبائل محافظات البيضاء وشبوة ومأرب في العملية”.
ولفت متحدث القوات المسلحة إلى أن مواقف قبائل تلك المحافظات الأبية تعبّر عن أصالتها الإيمانية بانتصارها للكرامة الوطنية والمبادئ المعبّرة عن الحرية.
وعبّر عن فخر القوات المسلحة واعتزازها بمواقف قبائل اليمن، ودورها في معركة الحرية والاستقلال، وهو الدور المشرّف والتاريخي الذي سيظل حاضراً في الذاكرة الشعبية جيلاً بعد جيل.
ووجّه التحية، باسم القوات المسلحة، للمشايخ والشخصيات الاجتماعية وأبناء القبائل، الذين اختاروا أن يكونوا مع بلدهم وشعبهم ووطنهم وكرامتهم وحريتهم، ورفضوا أن يكونوا عملاء للأجنبي وخونة لبلادهم، بل كانوا أحراراً وسيظلون كذلك.
وجدد التأكيد على أن القوات المسلحة، وهي بصدد تنفيذ خطوات مهمة خلال الفترة المقبلة، تهيب بكافة أبناء الشعب اليمني المشاركة الفاعلة في معركة الحرية والاستقلال.
وقال: “إن من أبرز نتائج عملية ربيع النصر، تعزيز الموقف العسكري لقواتنا المسلحة في مطاردة المرتزقة والعملاء والخونة الذين يقاتلون في صفوف الأجنبي”.
وأكد العميد سريع أن القوات المسلحة، وهي على مشارف مدينة مأرب، تجدد تحذيرها لقادة المرتزقة من مغبة الاستمرار في موقف العمالة والخيانة والارتزاق، وأنها لن تتردد في التعامل المناسب مع تلك القيادات العميلة.
وأضاف: “إن أبناء شعبنا في المناطق المحتلة يرصدون تحركات المرتزقة والعملاء، وسيلاقون مصير كل خائن وعميل ومرتزق، ما لم يبادروا بالتوقف الفوري عن الخيانة والعمالة والارتزاق”.
وتابع: “القوات المسلحة تدعو المواطنين بمدينة مأرب إلى الابتعاد عن المقرات التي يتخذها المرتزقة لأغراض عسكرية، بما في ذلك مقرات قيادات المرتزقة من الذين نهبوا أموال الشعب، ولديهم الأرصدة في بنوك الخارج، فمثل هؤلاء لن يفلتوا من عقاب هذا الشعب عاجلاً أم آجلاً”.
كما أكد متحدث القوات المسلحة أن القوات المسلحة، وكما أوفت بعهدها وهي تؤدي مسؤولياتها وتنفذ واجباتها تجاه المواطنين في المناطق التي تحررت، ستكون على العهد ذاته، وهي بصدد تأدية واجباتها تجاه المواطنين في المناطق التي سيجري تحريرها.
وخاطب أبناء الشعب اليمني بالقول: “معركتكم الحقيقية هي معركة التحرر والاستقلال، فلا بناء ولا عزة ولا كرامة ولا أمن ولا استقرار إلا باستقلال كامل وشامل، ولا يمكن لأي شعب أن يحقق أهدافه في ظل الوصاية والاحتلال، ولا يمكن أن يحقق طموحاته إلا في بلد مستقل يمتلك قراره الوطني، ويفرض سيادته على أرضه ومياهه”.
وأشار متحدث القوات المسلحة إلى أن واجب الانتماء لليمن يفرض على الجميع أن يكونوا مع الشعب في معركته المصيرية .. مستعرضاً مشاهد نوعية من العملية.
وأكد أن القوات المسلحة، ومعها كل أحرار الشعب اليمني، ماضية نحو تحرير كافة أراضي الجمهورية حتى تحقيق الحرية والاستقلال.
واختتم العميد سريع الإيجاز الصحفي بالقول: “عهدنا للسيد القائد عبدالملك الحوثي، الذي نؤكد اليوم ما جاء في خطابه الأخير، سنحرر كل بلدنا، ونستعيد كل المناطق التي احتلها تحالف العدوان، وسنضمن لبلدنا أن يكون حراً مستقلاً لا يخضع لأي احتلال أو وصاية، وسنواصل مشوارنا في التصدي للعدوان على بلدنا، ونصرة أمتنا في قضاياها الكبرى، وسيكون شعبنا حراً كريماً عزيزاً”.