[09/ ابريل/2021]
صنعاء – سبأ : سميرة قاضي
أذهلت المرأة اليمنية العالم، بثباتها وصمودها في وجه تحديات العدوان الأمريكي السعودي منذ ست سنوات، مسجلّة حضوراً بارزاً في مختلف المجالات، بوقوفها إلى جانب أخيها الرجل، متغلبة على العوائق والتحديات بكل جدارة واقتدار.
وجسّدت المرأة اليمنية أروع الأمثلة في الصبر والصمود والعطاء، خلال السنوات الست، بتقديم أغلى ما تمتلك من أموال ومجوهرات وحليّ لدعم المرابطين في الجبهات، بما يعزز من الثبات في مواجهة العدوان.
ورسمت نساء اليمن ملامح الصمود والتماسك باستقبال الشهداء من ذويها الذين ضحوا بدمائهم وبذّلوا أرواحهم دفاعاً عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
ورغم ألمها واصلت المرأة اليمنية وفائها بدعم ورفد الجبهات بقوافل العطاء، مشكلة فرق عمل في الأحياء والتجمعات السكنية لإعداد وتحضير قوافل الغذاء والكساء وجمع المال للمساهمة في صناعة الانتصار القريب للشعب اليمني.
ولم يقتصر دور المرأة في اليمن هذا الجانب، لكنها تحملت المسؤولية بترسّيخ مفهوم وثقافة الجهاد والاستشهاد في نفوس الأجيال وتعزيز الهوية الإيمانية في أوساط المجتمع لتفويت الفرصة على قوى العدوان في النيل من النسيج المجتمعي.
وتجلّت عظمة المرأة اليمنية خلال الست السنوات المنصرمة في إدارة شؤون الأسرة ورعاية الأطفال، وغرس معاني الصبر والصمود وحب الوطن في نفوسهم، وإحاطتهم بالدعم المعنوي للتغلب على الصدمات النفسية جراء قصف طيران العدوان.
ونجحت حرائر اليمن في إيصال الرسالة لقوى العدوان بصمودها ووقوفها ومشاركتها في الفعاليات المناهضة للعدوان، وتنظيم المسيرات والأنشطة المنددة بقوى الاستكبار وما ترتكبه من جرائم بحق اليمنيين من الأطفال والنساء واستهداف مقومات الحياة وتدمير البنية التحتية.
وشرعت نساء اليمن في تنظيم العمل الطوعي بتقديم خدمات الرعاية لأسر الشهداء والجرحى ، رغم ما تعرضت له من إرهاب وما طالها من قصف وجرائم مروّعة وتدمير للمنازل وتشريد ، عززّت من نضالها وكفاحها، مكونة جبهة ثقافية واجتماعية لمواجهة الحرب الإعلامية لقوى العدوان والهيمنة والاستكبار.
وشاركت المرأة في نقل صورة مجريات الأحداث وكشف جرائم العدوان ومخططاته من خلالها عملها في المجالات الثقافية والعلمية والإعلامية والتربوية، وتعزيز الوعي المجتمعي بما يرتكبه العدوان من انتهاكات بحق اليمن أرضاً وإنساناً.
ولم يثن المرأة اليمنية استمرار العدوان والحصار وما خلفه من تداعيات كارثية، عن القيام بدورها في المجالات الطبية والإنسانية بالمستشفيات والمراكز الصحية رغم شحة الإمكانات نتيجة استهداف العدوان للقطاع الصحي وتدمير بنيته التحتية.
وعملت حرائر اليمن في ظروف مقعدة وأوضاع غاية في الصعوبة، في مجال التعليم لإيجاد جيل متسلح بالعلم والمعرفة رغم قصف طيران العدوان للمدارس والمنشآت التعليمية بصورة مباشرة، فضلاً عن دورها الحيوي في المجالات الخدمية والإدارية.
وبعزيمة لا تقهر، تغلبت المرأة اليمنية على تحديات العدوان بتسخير الإمكانات وتنمية المهارات بتأسيس مشاريع صغيرة كالخياطة والتطريز، والأشغال الحرفية اليدوية وصناعة العطور والبخور، عمل المعجنات والحلويات وغيرها من المشاريع التي تكفل لها مردوداً مالياً يساعدها على تحسين مستواها المعيشي ويحميها من العوز في ظل توقف المرتبات.
وبرهنت المرأة في ست سنوات أنها صخرة قوية أمام غطرسة العدوان الأمريكي السعودي ومخططاته التآمرية، مجسدة أٌنموذجاً بعطائها ونهجها الإيماني، حيث أضحت عنواناً للتحدي والإباء والشريكة في صناعة النصر ومواجهة أعتى عدوان في التاريخ المعاصر.
وتحدثت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة غادة أبوطالب عن دور المرأة اليمنية وصمودها على مدى ست سنوات .. وقالت” تأثرت المرأة اليمنية بفعل العدوان، لكنها لم تنكسر أمام التحديات وأصبحت أنموذجاً للمرأة الصابرة القوية التي لا تثنيها الصعاب”.
وأشارت إلى أن حرائر اليمن كان لهن الدور البارز في صمود المرابطين أمام العدو الأمريكي السعودي الإماراتي بدفع الرجال ورفع معنوياتهم والمساهمة بما تمتلكه من مجوهرات ومال، في قوافل العطاء دعماً للأبطال.
وأوضحت الدكتورة أبو طالب أن المرأة تجاوزت التحديات التي يمر بها اليمن في ظل غياب عائلها وملأت الفراغ الذي تركه وتحملّت أعباء الأسرة وانطلقت للعمل في مجالات عدة، ومنها فتح مشاريع صغيرة، شكلت نقلة نوعية في واقعها وتغلبت على ظروف معيشتها.
ولفتت إلى دور المرأة في الجامعات والمدارس والمعاهد العلمية الأكاديمية سواء كانت طالبة أو متعلمة أو معلمة في المدارس والجامعات والمعاهد، وطبيبة وممرضة رغم شحة الأدوية والمستلزمات الطبية في ظل استمرار الحصار وتوقف الرواتب.
وأشادت أبوطالب بالتزام المرأة الموظفة في عملها وصمود الإعلامية والكاتبة والصحفية ودورهن في فضح جرائم العدوان، ومساهمتهن في توعية المجتمع بمخاطر الحرب الناعمة التي تسعى دول العدوان من خلالها لاستهداف وتفكيك النسيج المجتمعي.
فيما اعتبرت مدير إدارة المرأة والطفل بوزارة الإعلام سمية الطايفي المرأة اليمنية صخرة في وجه العدوان بدعمها للجبهات بالمال والرجال والمشاركة في المسيرات والفعاليات المنددة والرافضة للعدوان والحصار.
وتطرقت إلى إسهامات المرأة في مجال التكافل الاجتماعي، حيث شكلت حلقة وصل في متابعة أسر الشهداء والأسرى والجرحى وأسر المرابطين وغيرها من الأسر الفقيرة والنازحة.
وأكدت أن المرأة تواجدت بشكل فاعل في الميادين الاعلامية والثقافية والتعليمية والصحية والسياسية، وكانت إلى جانب ذلك ربة بيت لتشكل لوحة صمود أسطوري منقطع النظير.
بدورها أوضحت الكاتبة إيمان الحملي أن المرأة اليمنية أثبتت صمودها في وجه التحديات الناتجة عن العدوان، لا سيما في ظل الحرب الناعمة التي يتعرض لها المجتمع اليمني بصورة عامة والنساء بشكل خاص.
وأفادت بأن المرأة اليمنية وأمام واجباتها ومسؤولياتها، كطيبة ومعلمة وإدارية، لم تغفل عن دورها، كربة بيت لها أسرة وأطفال، فهي عظيمة بكرامتها وإنسانيتها.