[30/ مارس/2021]
صنعاء – سبأ :
دعا نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي إلى جعل اليوم العالمي للمياه، محطة للانطلاق لإنجاز الكثير من معطيات الأمن المائي لليمن.
وأكد مقبولي في احتفال نظمته اليوم وزارة المياه والبيئة ممثلة بالهيئة العامة للموارد المائية باليوم العالمي للمياه تحت شعار “الماء مورد ثمين”، العمل على الالتزام بالسياسات السليمة الهادفة الحفاظ على المياه الجوفية.
واستعرض أبرز السياسات المطلوب إتباعها سواء التي حددتها الإستراتيجية الوطنية للمياه أو الحرص على الري بالتقطير ووسائل الري الحديثة.
وشدد نائب رئيس الوزراء على ضرورة ترشيد استهلاك المياه باعتبارها ثروة لجميع الأجيال المتعاقبة من خلال منع الحفر العشوائي للآبار.
وقال” كلنا ثقة في أن شعب الإيمان والحكمة قادر على صنع الفارق في إطار السياسات المائية السليمة “.. منوها بالجهود التي تبذلها وزارة المياه والبيئة ممثلة بهيئة الموارد المائية في إنشاء الكرفانات بوادي الأجبار بصنعاء لتغذية المياه الجوفية، كخطوة أولى لتعميمها على كافة الأحواض المائية في بقية المحافظات.
وأضاف “نحن نتجه برؤية سديدة إلى الاهتمام بمواردنا المائية والترشيد المناسب ونحرص على الحفاظ على أحواضنا المائية في كل خارطتنا اليمنية عملا بالإستراتيجية الوطنية للمياه التي رسمت الخطوات السليمة لمواجهة تحديات اليمن في هذا الجانب”.
وحث على تحديد خطوات ملزمة لضمان الترشيد في المياه باعتبارها خطوات أساسية في الحفاظ على الأمن المائي خاصة والعالم يقف اليوم على حافة حروب في مجال المياه.
ولفت الدكتور مقبولي إلى أن اليمنيين الأوائل تنبهوا لأهمية الأمن المائي، من خلال إنشاء السدود وإقامة الحواجز المائية والقنوات وتأسيس ثقافة الري والاقتصاد في استخدام المياه وتحويل الجبال ومدرجاتها إلى جنان وارفة ومثمرة.
وذكر أن اليمنيين اليوم قادرون على استلهام ثقافة الآباء والأجداد في تحويل التحديات إلى معطيات ملموسة خاصة مع دخول العام السابع من الصمود في وجه العدوان الأمريكي الإسرائيلي البريطاني السعودي الإماراتي.
وقال “رغم أن تحالف العدوان تخلى عن الإنسانية والضمير حينما تعمد قصف منشآت المياه ومنع وصول المشتقات النفطية لإيقاف محطات ضخ المياه، إلا أن شعبنا يقف بشموخ وإباء يلامس عنان السماء”.
فيما أشار وزير المياه والبيئة المهندس عبدالرقيب الشرماني إلى الأهمية التي تكتسبها فعالية اليوم العالمي للمياه بالتزامن مع الذكرى السادسة للصمود في وجه العدوان.
ولفت الشرماني في الحفل الذي حضره نائب وزير المياه والبيئة حنين الدريب، إلى إمعان تحالف العدوان في زيادة معاناة اليمنيين باستهداف وتدمير الكثير من المنشآت المائية وما يفرضه من حصار نتج عنه انعدام المشتقات النفطية، ما فاقم من معاناة المواطنين وأثر بشكل كبير على إمدادات مياه الشرب.
وذكر أن شعار اليوم العالمي للمياه لهذا العام “الماء مورد ثمين” يلفت الانتباه إلى أن المياه مورد طبيعي يجب أن يكون له قيمة وثمن عند استخدامه ويتطلب ذلك رفع قيمته الاقتصادية في جميع الاستخدامات بما يحقق استعادة كلفة الاستثمار ويحافظ على المورد.
وأكد أهمية التركيز على مجموعة من الطرق والأساليب العملية وتطبيقها على الواقع لضمان رفع القيمة الاقتصادية للمياه خاصة في المجال الزراعي .. لافتاً إلى الأزمة المائية التي يعيشها اليمن بالتدهور الكمي والنوعي على مستوى الأحواض المائية نتيجة الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية والاختلال الذي تعاني منه الأحواض في الموازنة المائية خاصة وأن ما يتم سحبه من المياه الجوفية سنوياً يزيد عن ما يتم تغذيته.
وكشف الوزير الشرماني عن اختلال الموازنة في حوض صنعاء كمثال على بقية الأحواض حيث أن ما يتم سحبه سنوياً من المياه الجوفية يزيد عن 300 مليون متر مكعب بينما لا يتعدى ما يتم تغذيته 100 مليون متر مكعب.
كما أكد أن الوزارة ومن خلال هيئة الموارد المائية اتجهت عملياً للبحث عن بدائل لتخفيف الأزمة المائية سواء على مستوى حوض صنعاء أو بقية الأحواض المائية بالاتجاه نحو حصاد مياه الأمطار لتغذية المياه الجوفية وتخفيف الضغط عليها.
وتطرق إلى خطط التعافي التدريجي التي أعدتها وزارة المياه لأنظمة المياه والصرف الصحي وتنفيذ مشاريع تنموية وتوسعية في كل المحافظات .. معبراً عن الأمل في دعم المنظمات لهذه الخطط خلال الفترة المقبلة.
واستعرض وزير المياه والبيئة الجهود التي بذلت في استخدام الطاقة الشمسية لتشغيل آبار مياه الشرب في العديد من المحافظات لضمان استمرارية تقديم المياه وتنفيذ مشاريع مستدامة تعتمد على الطاقة البديلة.
بدوره استعرض وكيل هيئة الموارد المائية المهندس عبدالكريم السفياني، أبرز أنشطة ومشاريع الهيئة للحفاظ على المياه الجوفية ناهيك عن رسم السياسة العامة للدولة في مجال تنظيم واستغلال الثروة المائية.
ولفت إلى أن الخطط التي تعدها الهيئة تهدف لتحقيق تنمية مستدامة في مجال المياه وبما يكفل وصول مياه الشرب النقية للمواطنين.
وطالب السفياني بأهمية أن يكون هناك يوم وطني للمياه .. مستعرضاً الجهود التي بذلت في تصحيح مسار وزارة المياه والبيئة وهيئاتها.
تخلل الحفل فقرات شعرية وأوبريت خاص بالمياه إضافة إلى عرض فيلم وثائقي لمشروع حصاد المياه في وادي الاجبار وأهمية هذا المشروع في التغذية الجوفية والاستفادة من السيول والخطوات الجارية لإعداد خطط مماثلة لتنفيذ المشروع بأحواض صعدة، عمران وإب.
حضر الحفل وكيل الوزارة المساعد المهندس عبدالسلام الحكيمي ورؤساء وقيادات وموظفو الهيئات والمؤسسات التابعة للوزارة.