[10/ مارس/2021]
صنعاء – سبأ :
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن المرحلة التي نعيشها حالياً امتداد للمرحلة التي انطلق فيها المشروع القرآني للشهيد القائد ولا زلنا نواجه التحديات ذاتها.
وقال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمته اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، “مهما قلنا عن الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي لن نوفيه حقه”.. مشيرا إلى أن مشروع الشهيد القائد كتب الله له البقاء نورا للأمة وعزا للمؤمنين ونصرا للمستضعفين.
وأوضح أن المشروع القرآني نتاج إيماني بمقتضى الواقع ومتطلباته، ومشروع إنقاذي في مرحلة من أخطر المراحل على الأمة.
وأشار قائد الثورة، إلى أن انتصار حزب الله على العدو الإسرائيلي عام 2000 انتصار عظيم للأمة كلها وله تأثير على واقعها وإحياء الأمل في شعوبها.. لافتاً إلى أن الأعداء أدركوا أهمية انتصار حزب الله في لبنان فتحركوا لتفادي ذلك وتثبيت سيطرتهم على البلدان الأخرى.
وأكد أن أعداء الأمة سعوا لصنع حاجز نفسي وثقافي تجاه نموذج حزب الله الذي يمثل حالة مقاومة شعبية تتمكن من الانتصار وتحقيق الاستقلال والحرية.
وذكر أن الأمريكيين والصهاينة يريدون أن تبقى الأمة في وضعية هشة ومستسلمة وبيئة مفتوحة لمؤامراتهم دون عوائق.. مبينا أن تقديم حزب الله نموذجاً للمقاومة الشعبية الناجحة التي صنعت الانتصار دفع الأعداء للتوجه إلى تشويه هذا النموذج.
وأوضح أن الأعداء حاولوا ربط الأمة الإسلامية بنموذج آخر هو النموذج التكفيري الفتنوي، وقال “أعداء الأمة سعوا إلى بعثرتها من الداخل عبر الفتن الطائفية لتحويل بوصلة العداء من أمريكا والكيان الصهيوني إلى الداخل الإسلامي”.
كما أكد قائد الثورة، أن من أهداف الأعداء أيضا تشويه الإسلام كدين وتشويه المسلمين كأمة، وتشويه الجهاد كوسيلة للتحرر والدفاع عن الأمة.. مبيناً أن التكفيريين بمختلف تشكيلاتهم كانوا الأداة الرئيسة لتنفيذ المشروع الأمريكي الغربي الإسرائيلي كما حصل في 11 سبتمبر.
وأضاف “الأعداء أرادوا أن يتصدر التكفيريون واجهة الأمة الإسلامية وكأنهم هم الذين سيدافعون عنها”.. مؤكداً أن التكفيريين نموذج مصنوع لتحقيق السيطرة الأمريكية وهم يتحركون وفق الأهداف التي وضعتها أمريكا، ويتحركون بما يؤمن العدو الإسرائيلي عبر تحويل بوصلة العداء إلى داخل الأمة الإسلامية بعيدا عن “إسرائيل”.
وبيّن أن “القاعدة” نفذت جرائم في إيران وسوريا والعراق ولبنان واليمن والخليج ومصر ودول المغرب وأفريقيا وأوروبا، باستثناء كيان العدو الإسرائيلي، ويوازي تحرك التكفيريين تحرك أمريكي غربي لخداع الشعوب تحت عنوان “مكافحة الإرهاب”.
استهداف الأمة:
وأوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الساحة الإسلامية بشكل عام يريدها الأعداء مفتوحة أمام التحرك التكفيري وبموازاته التحرك الأمريكي وفق الخطط الأمريكية.. وقال “من ركائز مخطط الغرب والأمريكيين أن يكون بغطاء يلقى القابلية لدى شعوب أمتنا وتهيأ له ظروف النجاح بأقل كلفة بهدف السيطرة المباشرة على الأمة إنسانا وأرضا وثروات”.
وحذر من أن المخطط الغربي يستهدف الأمة كلها ولا توجد استثناءات بل أولويات وطرق متفاوتة، ودول الخليج ليست بمنأى عن الاستهداف الأمريكي، لكنه أجّل ذلك ليبدأ باستغلالها في ظل استهدافه بقية دول الأمة.. موضحاً أن الأمريكيين يؤجلون التعامل مع بعض دول الأمة عسكريا، لكنه يستهدفهم اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا.
وجدد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي التأكيد على أن اليمن من البلدان المستهدفة في مقدمة المخطط الأمريكي وذلك بشهادة قادة أمريكيين وضعوا اليمن بعد أفغانستان والعراق على لائحة الاستهداف.. مشيرا إلى أن موقع اليمن الاستراتيجي وشعبه وثرواته دفعت الأمريكيين لوضعه في مقدمة المستهدفين.
وتابع “الاستهداف الأمريكي لبلدنا خطير وشامل، وإذا قرر شعبنا التنصل عن مسؤوليته في التصدي لهذا الاستهداف فهذا قرار بالاستسلام وخسارة كل شيء”.. مؤكداً أن الاستسلام أمر يشذ عن الفطرة الإنسانية ولا تتقبله الشعوب الحرة حتى من غير المسلمين كفيتنام وكوبا وكوريا الشمالية وفنزويلا.
وقال “الاستهداف الأمريكي لأمتنا كان في مقدمته الاستهداف العسكري كما حصل في اجتياح العراق وأفغانستان”.. مبيناً أن بعض البلدان لا تحتاج معها أمريكا للاجتياح بل تخضع سلطاتها وتنشئ فيها قواعد عسكرية في المواقع الاستراتيجية وهذا ما حصل في اليمن.
وذكر قائد الثورة، أن الأمريكيين دخلوا إلى اليمن تحت عنوان تدريب الجيش بأعداد كبيرة ثم بقواعد عسكرية وصلت إلى العاصمة صنعاء، وأرادوا التوسع في اليمن ليزيدوا انتشار قواعدهم ليضمنوا السيطرة العسكرية على اليمن بشكل كامل.
وأشار إلى أن السيطرة العسكرية الأمريكية كانت أيضا بالسيطرة على الجيش اليمني تحت عنوان التدريب والهيكلة وشراء ولاءات ضباط الجيش.. وقال “الأمريكيون عملوا على تغيير عقيدة الجيش اليمني القتالية وتحديد العدو وفق السياسة الأمريكية وليس الهوية الإيمانية اليمنية والمخاطر التي تواجه اليمن”.
واستطرد قائد الثورة قائلا” استغل الأمريكيون الجيش لتنفيذ عمليات تقي الجانب الأمريكي من الخسائر البشرية فيخوض الجيش اليمني المعركة ويتكبد الخسائر الكبيرة، ومن ضمن أشكال السيطرة العسكرية على الجيش كان التحكم في قدراته عبر ما يُسمح باقتنائه وما هو ممنوع”.
تدمير قدرات اليمن العسكرية:
وأكد قائد الثورة، أن الأمريكيين دمروا قدرات الدفاع الجوي والقوة البحرية في الجيش اليمني كي يسلبوه قدرة مواجهة أي عدوان خارجي، وأقام الأمريكيون برنامجا لتدمير القدرات الصاروخية اليمنية بما فيها الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن يتصدى بها اليمن لأي عدوان.
وقال “بعض المسؤولين في السلطة السابقة تحدثوا عن عدم الحاجة لامتلاك القدرات لمواجهة الأخطار الخارجية بل الاكتفاء بقدرة مواجهة التحديات الداخلية”.. مؤكدا أن السيطرة العسكرية كان من أشكالها استباحة اليمن وفتح المجال لتنفيذ أي ضربات جوية أو برية في أي مكان.
وأردف السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي قائلا” إضافة للسيطرة العسكرية سعى الأمريكيون لتأمين سيطرة أمنية على اليمن بالسيطرة على الأجهزة الأمنية وإنشائهم جهاز الأمن القومي الخاضع لهم مباشرة”.. مبينا أن الأمريكيين تحكموا في السياسة الأمنية وتفاصيل الوضع الأمني في اليمن بما يساعد على انتشار الفوضى والجرائم والاغتيالات.
ولفت إلى أن الأمريكيين نشروا “تنظيم القاعدة” في اليمن، ووزعوا عناصره على مختلف المحافظات حتى إلى جوار السفارة الأمريكية وأنشأوا لهم معسكرات في مختلف المحافظات، كما أدار الأمريكيون العملية السياسية في اليمن بما يساهم في صناعة وضع مأزوم وجو تنافسي على التقارب من أمريكا وإسرائيل.
وقال “الأمريكيون أنشأوا علاقات مع مختلف القوى السياسية اليمنية لتتنافس هذه القوة بمن يتقرب إلى أمريكا ويستقوي بها على الآخر”.. مشيرا إلى أن حزب “الإصلاح” كان يستقوي بأمريكا على “المؤتمر” وبالعكس، وذلك بثمن تقديم التنازلات التي تمس بالسيادة الوطنية والهوية الإيمانية.
وأكد قائد الثورة أن الوضع السياسي الذي فيه تنازع كبير بين المكونات اليمنية أدى لعدم نجاح أي طرف في تقديم خدمات تصب في مصلحة اليمن.
السيطرة على التعليم والإعلام:
وفيما يتعلق بالتعليم أوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن من أشكال السيطرة الأمريكية كان السيطرة على التعليم بهدف السيطرة الثقافية والفكرية واحتلال العقول والقلوب والتوجهات، وحرص الأمريكيون على السيطرة على المناهج الدراسية حيث تدخل في هذه المناهج وحدد ما يبقى وما يحذف.
وقال “الأمريكيون ركزوا على المعلمين والمعلمات في إطار نشاطات تفسدهم وتضللهم لإشغالهم بتحقيق الأهداف الأمريكية، وأرسل الأمريكيون بعثات خاصة تستهدف بعض الطلاب من النخب والأذكياء”.
وحول الإعلام أوضح قائد الثورة، أن الأمريكيين عملوا على السيطرة على الإعلام في اليمن بدءا بالإعلام الرسمي الذي أصبح يقدم كل الأنشطة الأمريكية التدميرية وكأنها لمصلحة البلد، بالإضافة إلى استغلال وسائل الإعلام لتشويه صورة كل من يقف في وجه الهيمنة الأمريكية.
السيطرة على الثروة:
وفيما يتعلق بالثروات قال قائد الثورة “عزز الأمريكيون النظام الرأسمالي والاعتماد على القروض الربوية الخارجية التي ترهق اليمن وتصرف في مجالات لا تدعم الاقتصاد الوطني، إضافة لتسليم البلد لسياسات البنك الدولي المدمرة”.
وأكد سعي الأمريكيين للسيطرة على الثروة النفطية والغازية إلى درجة أنهم أفقدوا الشعب الاستفادة منها وأفقدوا هذه الثروة أثرها الاقتصادي.. مبينا أن الآثار التدميرية لسيطرة الأمريكيين على النفط والغاز في اليمن وصلت إلى حد أن الوضع المعيشي للمواطنين قبل استخراج النفط كان أفضل مما بعده.
وأشار إلى أن الذي استفاد من الثروة النفطية والغازية هو الشركات الأمريكية والغربية التي دخلت بصفة الاستثمار، فيما بقي الشعب اليمني يعاني اقتصاديا.. وقال “سعى الأمريكيون لترسيخ مفاهيم خاطئة عن البلد في ثرواته لإقناع الشعب أنه لا يملك الموارد النفطية أو القدرة الزراعية والثروة الحيوانية والبحرية”.
وأضاف “اتجه الأمريكيون والنظام السابق إلى تشجيع كل أشكال الاستيراد من الخارج حتى في أصغر الأمور، وصولا إلى ضرب المنتج الداخلي كما حصل في زراعة القمح والبن”.
ولفت إلى أن الأمريكيين خصخصوا القطاعات العامة والخدمات الأساسية كالصحة والتعليم وغيرها، إضافة لتحويل الزكاة إلى ميزانية الدولة بعيدا عن مصارفها الشرعية.
وذكر قائد الثورة، أن الأمريكيين يعملون على ترويج المخدرات في اليمن ولا زالوا يفعلون ذلك، وسعوا لنشر الفساد الأخلاقي لضرب الروح المعنوية للشباب وتدمير النسيج الاجتماعي، كما نشروا الخمر والمخدرات بين مسؤولي الدولة ورجال المال والأعمال لضرب الإنسان اليمني ليصبح مجرما لا قيمة له في الأمة.
تعزيز الإنقسامات:
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الاستهداف الأمريكي للأمة شامل، يستهدف المسؤول والمواطن وكل فئات الشعب، وسعى الأمريكيون لتعزيز الانقسامات بكل العناوين المناطقية والمذهبية والعنصرية.
وقال “عمل الأمريكيون على الفرز الاجتماعي للشباب والمرأة والأطفال كل على حدة رغم أن تكوين المجتمعات البشرية هو الأسرة ويجتمع فيها الكل، كما سعوا لإنشاء منظمات تحت عنوان المجتمع المدني وبعضها كان له تأثير سلبي أخلاقي واجتماعي ولكي يحضروا لاحقا في العملية السياسية”.
وأشار إلى أن الأمريكيين عملوا على إنشاء كيانات وأقليات وتسييس ذلك لتضييع سيادة الإسلام، حيث قدموا اليهودية كأقلية يجب أن تتساوى كليا في أمر البلد مع المسلمين، ثم أتوا بالأحمدية والبهائية والملحدين.
تجريد اليمن من سلاحه:
وفيما يتعلق بالسلاح قال قائد الثورة “الأمريكيون بذلوا كل الجهد لتجريد اليمن من سلاحه، وتحركوا بحملة ثقافية وإعلامية لسحب السلاح الخفيف والمتوسط من المواطنين، وحاربوا حتى الزي اليمني وشجعوا الطلاب والنخب والسياسيين على ارتداء البنطال كي لا يضعوا الخنجر الذي كان مقلقا للأمريكيين”.
وأضاف “الأعداء يسعون لتجريدنا من السلاح، بينما هم يمتلكون أفتك أنواع الأسلحة، بل حتى في أمريكا هناك محلات بيع أسلحة للمواطنين الأمريكيين، بينما يسعون لتجريدنا من أسلحتنا، يملك العدو الإسرائيلي نشاطًا للتعبئة والتصنيع العسكري وبناء مجتمع عسكري واقتناء الأسلحة النووية”.
وذكر السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الأمريكي لا يفكر فيما يتعلق به فقط، بل يحسب مصلحة العدو الإسرائيلي، حيث اهتم على خدمة “إسرائيل” في الوضع باليمن، وسعى الأمريكي لفتح مسار مع العدو الإسرائيلي للتطبيع معه في اليمن.
التمهيد للتطبيع مع الصهاينة:
وشدد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، على أن من أخطر ما عمل عليه الأمريكيون تجنيس الصهاينة اليهود الذين ذهبوا من اليمن إلى فلسطين، كي يملكوا جنسية صهيونية وجنسية يمنية.. وقال “خطورة موضوع تجنيس اليهود الصهاينة تكمن في أن هذه الخطوة ستؤدي لفتح اليمن أمام الصهاينة كي يأتوا ويفعلوا ما يريدون في هذا البلد”.
وأشار إلى أن الأمريكيين عملوا على التمهيد ثقافيا وإعلاميا للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، إضافة لمسارات تحت عنوان السياحة والاقتصاد، وكانت هناك لقاءات بين بعض كبار مسؤولي الدولة ومسؤولي الصهاينة إضافة لنشاط وتنسيق عبر الجالية اليهودية في أمريكا.
ولفت إلى أن الجانب الرسمي كان منسجما كليا مع الهجمة الأمريكية، والكثير من القوى السياسية كانت إما مستسلمة أو متماهية مع المخطط الأمريكي.
وقال “لو استمر النشاط الأمريكي في اليمن، لكان لليمن شكل آخر، ولكانت المحصلة الوصول إلى الانهيار في كل شيء ما يمهد لسيطرتهم على البلد”.
المشروع القرآني:
وأوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أنه وسط هذه الهجمة الأمريكية الشاملة أتى المشروع القرآني وتحرك السيد حسين بدرالدين الحوثي قبل أن تصل الأمور إلى الانهيار.. مبينا أن المشروع القرآني هو نتيجة الانتماء الإيماني الذي لا يسمح بالسكوت تجاه الخطر الكبير جدا الذي يجعل الأمة تخسر كل شيء.
وأشار إلى أن المشروع القرآني للشهيد القائد ينسجم مع الهوية الإيمانية لشعبنا وأمتنا، فهو كلمة سواء، مشروع ينطلق من القرآن الكريم.. وقال” المشروع القرآني يمثل صلة بالله تعالى، والتمسك به يجعلنا نحظى بنصره وتأييده، وله طاقة إيمانية هائلة لمواجهة الهجمة الأمريكية الشاملة”.
وأكد قائد الثورة، أن المشروع القرآني ضرورة للوعي الديني والوعي الشامل في مواجهة التضليل الأمريكي .. مشيراً إلى أن الخطوات العملية في إطار المشروع القرآني كانت حكيمة وميسرة، جمعت بين التحصين الداخلي والتعبئة المعنوية وفضح العدو في عناوينه الخادعة.
وقال “الصرخة التي أطلقها الشهيد القائد فضحت أكذوبة “الديمقراطية الأمريكية”، حيث أن الأمريكيين لم يحتملوا حتى الهتاف في وجههم..مضيفا “نقول للذين حاولوا التقليل من قيمة الشعار، لو كان فعلا كما قلتم لما حورب كل تلك المحاربة، ولما منع بهذا الشكل”.
وتابع “المعتوه بومبيو قدم تصنيفه لأنصارالله بعنوان “منظمة إرهابية”، لكن في الواقع أنصار الله ليس منظمة، بل أمة وجماهير ليسوا مهيكلين في إطار عضوي محدد، عنوان أنصار الله هو عنوان قرآني يعبر عن الاستجابة العملية لتوجيهات الله، وليس إسما لمنظمة أو حزب”.
ولفت السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إلى أن عنوان أنصار الله انطلق فيه الكثيرون من مختلف المذاهب والتوجهات السياسية والفئات المجتمعية.. وقال “مسمى “الحوثيين” ليس تسمية نطلقها على أنفسنا، بل يسميها لنا الأعداء وبعض الأصدقاء ونحن لا نريدها لأنها نسبة إلى مدينة حوث، ومشروعنا ليس محصورا في مدينة بل مسيرة قرآنية”.
وأكد أن مشروع أنصارالله يرسم مسارات محددة وواضحة للنهضة بالأمة في مختلف المجالات وتحول التهديد إلى فرصة سياسيا واقتصاديا وإعلاميا وغيرها.. مبينا أن من دلائل نجاح المشروع القرآني استمراره حتى الآن، والحفاظ على موقع متقدم للشعب اليمني في قضايا الأمة، وإسهامه في التصدي لمحاولة الأعداء فرض الوصاية الأجنبية على البلد.
وجدد قائد الثورة التأكيد على مواصلة المشوار في مسيرة القرآن الكريم، مسيرة الوعي والحرية والأخلاق والكرامة والعطاء والاستقلال والنهضة والحضارة الإسلامية.. وقال “سنواصل المشوار مع كل الأحرار من أبناء شعبنا لنيل الاستقلال التام وتخليصه من السيطرة الخارجية، والتصدي لتحالف العدوان الأمريكي السعودي”.
جبهة مأرب:
وأشار قائد الثورة، إلى أن كل الجبهات التي يقاتل فيها الجيش بمساندة الشعب تأتي في إطار التصدي المشروع للعدوان، ومنها جبهة القتال في مأرب.. وقال “الأعداء صوروا الوضع في مأرب أنه كان هادئا وكانت مأرب واحة للنازحين وتضم 3 ملايين نازح وحولها الجيش واللجان إلى ساحة مشتعلة وهذا غير صحيح”.
وأكد أن الأعداء حولوا مأرب منذ بداية العدوان إلى جبهة أساسية لعدوانهم، وتحركوا فيها عسكريا بجحافل جيوشهم من مختلف البلدان والجماعات التكفيرية.. مشيرا إلى أن جبهة مأرب مشتعلة منذ بداية الحرب ولم تتوقف بأي هدنة وجبهة صرواح من أشهر الجبهات.
وقال “العدو أطلق من مأرب عمليات عسكرية باتجاه صنعاء والبيضاء والجوف، وهي جبهة عسكرية أساسية لهم، وما أزعجهم هو المن الإلهي على شعبنا بالانتصارات”.
وأضاف “عندما نحقق الانتصارات الميدانية يعبر الأمريكيون عن قلقهم ويطالبون بوقف التقدم، ويعبر المبعوث الأممي عن قلقه وهو لا يقلق إلا في مثل هذه الحالات”.. وقال” الأمم المتحدة والأمريكيون والأوروبيون ودول الخليج لا يعبرون عن قلقهم عندما يقتل شعبنا بالقنابل الأمريكية والطائرات البريطانية والسلاح الأوروبي”.
وتابع قائد الثورة قائلا “وجود ملايين النازحين في مأرب كذبة كبيرة، هناك عدد من مخيمات النازحين يهمنا أمرهم وليسوا في إطار الاستهداف”.. مشيرا إلى أن معسكرات المقاتلين ليست مخيمات للنازحين، ومشكلة مأرب كباقي الجبهات التي فتحها تحالف العدوان وتحرك بجيوشه ومرتزقته فيها.
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الاستمرار مع أحرار الأمة الإسلامية في المساعي للتصدي للعدو الإسرائيلي ومؤامراته التي تواجه الأمة، وكذا مواصلة دعم القضية الفلسطينية إنسانا وأرضا ومقدسات كمبدأ ديني وحق إنساني وواجب أخلاقي.
واستنكر التطبيع مع العدو الإسرائيلي من قبل بعض الدول والأنظمة العربية، واعتبره استهداف للإسلام والمسلمين.
وختم قائد الثورة كلمته بالتأكيد على “التمسك بمبدأ الأخوة الإسلامية مع أبناء أمتنا والتصدي لكل مساعي الفرقة التي يعتمد الأمريكي على التكفيريين لنشرها”.